* (طفح) السخط الشعبي بعد انقلاب البرهان حميدتي، حتى أصبح عهد حمدوك القريب جدا، بمثابة (نعيم) يبتعد فراسخ بعيدة عن أية تصور راهن للاستقرار وفتح المنافذ للحلم المشروع!! * كل الوعود التي بذلها الانقلابيون في الـ25 من أكتوبر، تلاشت مثل الزبد الكذوب، حتى أصبح مصطلح (أربعة طويلة)، وكأنه (نكتة) ساذجة لا تثير الضحك ولا تُحفز اختلاق أية مفارقات منطقية في عقول السودانيين، وهم يتعايشون الآن مع (جيوش) عتيدة تمارس السلب والنهب والانتهاكات في وضح النهار وكأن الانقلاب يريد فقط تلقين (أربعة طويلة) درساً عملياً في كيفية ممارسة السرقة على أصولها!! * لم يستحى مندوب الانقلاب في مجلس الأمن الدولى من مطالبة المجتمع الدولي باستئناف الدعم لحكومته، دون أن يطالب العالم حكومة الانقلاب بإدخال يدها في جراب الأزمة لإخراج الحل الذي ينتظره السودانيون سبعة أشهر في الشوارع!! * تفشت (عدوى) التبريرات المؤذية بضرورة الحوار مع عسكر الانقلاب للتسوية، وكأن عسكر الانقلاب لم يكونوا جزءاً رئيساً في السلطة التي انقلبوا عليها البارحة!! * أخرج الانقلاب للسطح والعلن كل المغبونين من ثورة ديسمبر، وكأن الانقلاب كان بمثابة الماء الذي امتلأت به (جحور) الأرض وشقوقها!! * لم يعد مسرح العبث الانقلابي، مقصوراً على (تُفاف) شيوخ الضلال، أو ضحالة خبرائهم الاستراتيجين، أو رغوة الغيظ العالق بين شفاه التوم هجو، بل تمدد المسرح وأضحى (ساحة خضراء) جديدة لاشراقة سيد محمود، و الطاهر حسن التوم، و مسلسل جديد من بطولة علي كرتي!! * اعراض (الجدري) السياسي للانقلاب، باتت ظاهرة للعيان، ولم تعد محصورة في طفح النوايا الإنقلابية على كل شعارات الثورة، أو (حمى) الاستئثار بالسلطة، بل تمدد المرض لكل (مفاصل) أجهزة الدولة، ولم تعد (مناعة) النسيج المجتمعي كافية لمقاومة (فيروس) التشظي الذي شخصه (دكتور) حمدوك في لحظة من لحظات التجلي الثوري الناعم!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة