الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من المضي قدمًا بشأن التطبيع مع السودان قسم ترجمة الصحافة الدولية 27 مايو 2022, 19:23 إعداد قسم الترجمة والصحافة الدولية في الوقت الذي ظلت فيه علاقات السودان مع إسرائيل متوترة في أعقاب الانقلاب العسكري في اكتوبر ٢٠٢١، وزارة الخارجية الامريكية تحث إسرائيل على عدم المضي في التطبيع حتى عودة حكومة بقيادة مدنية في السودان. قال متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع “جيويش إنسايدر”: “نحن نشجع دولة إسرائيل بقوة على الانضمام إلينا وإلى المجتمع الدولي الأوسع في الضغط علنًا على قادة الانقلاب العسكري في السودان للتنازل عن السلطة لحكومة انتقالية ذات مصداقية بقيادة مدنية”. بالإضافة إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية عن المساعدة المالية والمتعلقة بالديون التي وعدت بها الولايات المتحدة “لن تستأنف المساعدة التي تم إيقافها مؤقتًا حاليًا للحكومة السودانية حتى يتم تشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية”، بما في ذلك “المساعدة التي تم الالتزام بها أصلاً في المرحلة الانتقالية بقيادة مدنية في السودان. وقع السودان على الاتفاقات في يناير 2021، خلال فترة وجيزة للغاية من الاستقرار النسبي بين انتفاضة 2019 التي شهدت انتزاع عمر البشير، الديكتاتور الذي حكم البلاد لمدة 30 عامًا، من السلطة والانقلاب العام الماضي الذي أدى إلى السيطرة العسكرية على البلاد. عندما أعلن السودان دعمه للتطبيع في أكتوبر 2020، ترافق ذلك مع بيان مشترك بين السودان وإسرائيل والولايات المتحدة قال إن حكومة السودان “أظهرت شجاعتها والتزامها بمكافحة الإرهاب وبناء مؤسساتها الديمقراطية وتحسينها وتحسين علاقاتها مع جيرانها “. ونتيجة لذلك، قام الرئيس دونالد ترامب بشطب السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن السودان لن تتم إعادة إضافته إلى القائمة وأن التصنيف “استند إلى معايير قانونية محددة ولم يكن مرتبطًا بجهود حكومتها السابقة لتحسين العلاقات مع إسرائيل”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة “أيدت بشدة قرار الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون في السودان لتحسين علاقة البلاد مع إسرائيل وأشادت بالالتزامات المحددة التي قطعها الجانبان في هذا الصدد”، لكن “قرار القادة العسكريين السودانيين الاستيلاء على السلطة في 25 أكتوبر / تشرين الأول يعني ان أي تقدم إضافي في تحسين العلاقات بين هذه البلدان غير مستدام “. وألقت واشنطن بثقلها وراء مجموعة تابعة للأمم المتحدة تعمل على مساعدة البلاد في العودة إلى الحكم المدني. في وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدرت العديد من الوكالات الفيدرالية بقيادة وزارة الخارجية تحذير “لتسليط الضوء على المخاطر المتزايدة” للشركات الأمريكية التي قد تقوم بأعمال تجارية مع الشركات السودانية المملوكة للدولة، والتي يسيطر عليها الجيش الآن. ورفض السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هيرتسوغ التعليق على الموضوع، وكذلك فعل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية. ولم تدن إسرائيل الانقلاب الذي أعقبته حملة عنيفة ضد المتظاهرين، على الرغم من المناشدات المتكررة من الحكومة الأمريكية. وبحسب ما ورد زار السودان قبل الانقلاب مباشرة وفد عسكري إسرائيلي وظل على اتصال بالجيش السوداني. كتب وزير العدل السوداني السابق نصر الدين عبد الباري في صحيفة هآرتس في أبريل / نيسان: “كان يُنظر إلى هذا في السودان على أنه دليل على دعم إسرائيل للقادة العسكريين” ، معتبراً أن الاتصالات سيكون لها “تأثير سلبي” على شعور الجمهور السوداني تجاه التطبيع مع شعب إسرائيل. وكتب عبد الباري: “إذا كانت إسرائيل مهتمة باستمرار التطبيع، والاستقرار الأمني والمدني، فعليها أن تدعم الديمقراطية بشكل لا لبس فيه”. “هذا سيؤدي إلى تغيير في تصور العديد من السودانيين، الذين يعتقدون أن إسرائيل تدعم النظام العسكري الاستبدادي، أو الرضوخ له.” مثل عبد الباري السودان في مؤتمر عقد في أكتوبر في أبو ظبي ضم وزراء من إسرائيل والأردن ومصر والأطراف الأخرى الموقعة على اتفاقيات إبراهيم – الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب. اجتمع وزراء خارجية تلك الدول في آذار / مارس في قمة النقب التي نظمها وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن. لكن السودان لم يكن حاضرا في قمة النقب، وتم طرد عبد الباري من الحكومة السودانية بعد الانقلاب الذي أطاح بالحكومة التي يقودها المدنيون. قال دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، إن نشر عبد الباري مؤخرًا مقال رأي في مطبوعة إسرائيلية هو “إشارة إلى أن هناك أشخاصًا ما زالوا يعملون على [التطبيع] ويحاولون تهيئة الطاولة لذلك”، مضيفًا أنه ليس على علم بالجهود الإسرائيلية الأخيرة لإنهاء عملية التطبيع. وقال شابيرو، وهو الآن زميل مرموق في المجلس الأطلسي: “إنهم يدركون صعوبة القيام بذلك بدون دعم أمريكي كامل”. “لكن، ربما أيضًا، يدركون أن ذلك يمكن أن يضر بدعم [التطبيع] داخل السودان نفسه، ومن ثم فإن السؤال هو مدى استدامته إذا ومتى يتم استعادة الحكومة المدنية.” لا تزال عضوية السودان في اتفاقات إبراهيم في طي النسيان. لم يتم إخراج الدولة رسميًا من الاتفاقية، لكن المسؤولين الإسرائيليين لا يعملون بنشاط على استكمال عملية التطبيع. قالت فيكتوريا كوتش، التي عملت في سياسات الشرق الأوسط أولاً في مجلس الأمن القومي ثم في وزارة الطاقة في إدارة ترامب، عن اتفاقية أبراهام: “كان هناك اهتمام بالحصول على أكبر عدد ممكن من الدول، وفي أسرع وقت ممكن”. “ولكن بعد فوات الأوان، ربما كان ذلك جسرًا بعيدًا جدًا، بالنسبة للسودان”. في الوقت الحالي، يبدو أن إسرائيل راضية عن ترك العلاقة مع السودان وشأنها وعدم لفت الانتباه إليها. قال دان أربيل، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق منذ فترة طويلة: “أعتقد أنه إذا كان الأمر متروكًا لإسرائيل، لكان قد حدث بالفعل”. “إنه ينتظر قرارًا، أو تطورات في السودان يمكن أن تفسح المجال بالفعل لحدوث ذلك.” وأشار أربيل إلى أن التأخير في التطبيع الإسرائيلي المزمع مع السودان لا يبدو أنه أعاق علاقات إسرائيل مع الدول الأفريقية الأخرى. في وقت سابق من هذا الشهر، قدم سفير إسرائيلي أوراق اعتماده إلى رئيس تشاد، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها دبلوماسي إسرائيلي بذلك منذ أكثر من 50 عامًا. والعلاقات بين إسرائيل والدولة المغربية الواقعة في شمال إفريقيا قوية ومتنامية. وأضاف آرييل: “لا أعتقد أن هذا يمنع إسرائيل من انضمام دول أخرى في إفريقيا”. ______________________________________ *بقلم قابي دوتش. نشرت على صحيفة جويس انسايدر بتاريخ ٢٧ مايو ٢٠٢٢ غلي الرابط https://jewishinsider.com/2022/05/israel-sudan-abraham-accords-normalization/https://jewishinsider.com/2022/05/israel-sudan-abraham-accords-normalization/ ماهو رأيك في هذا المقال ؟
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة مداميك، لقراءة المزيد قم بزيارة... https://www.medameek.com/؟p=92290https://www.medameek.com/؟p=92290 .
05-28-2022, 03:51 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
السلام والتحايا أخى دكتور حسن~ -أمريكا دى كانت مغمضة لما القاتل أخ القاتل ، مشوا حج إسرائيل وجوا مستقوين لإحتلال السودان عن طريق جنجويدهم والكيزان العساكر وغيرهم من حركات الإرتزاق. -المبعوثة الأمريكية السنة الفاتت مشت إتفاهمت مع إسرائيل أول وبعدها جاءت على السودان! -زيارات الإسرائيلين رسمية أو مغبشة للسودان ما كانوا عارفنها! *ما نفع السودان ونبه الأمريكان إلا الذهب المشى روسيا وزيارة القاتل والدباب وتأييدهم لروسيا فى حربها ضد أوكرانيا.
05-28-2022, 05:22 PM
Hassan Farah Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 11404
*ما نفع السودان ونبه الأمريكان إلا الذهب المشى روسيا وزيارة القاتل والدباب وتأييدهم لروسيا فى حربها ضد أوكرانيا. ------------------------------------------------------------------------------------------ الاخت هدى سلام كلامك صحيح الخبر مصدره اسرائيلى يعنى مؤكد الامركان خافوا وما تنسى رغبة الروس فى اقامة قاعدة فى البحر الاحمر لتصبح نقطة سيطرة و ارتكاز لهم فى مغامراتهم داخل افريقيا
05-28-2022, 05:30 PM
محمد البشرى الخضر محمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869
لا لا ما بتستجيب. نشوف عبد البارى الوقَع على إتفاقية أبراهام (عن السودان) مع وزير الخزانة الأمريكى السابق (عن إسرائيل!) موقفه شنو وهو الآن من موظفى معهد الاطلنطى! المحيرنى الترس كاميرون - رغما عن إنتقاده الدائم لسياسة أمريكا فى تعاملها مع الإنقلاب الدموى الحاصل فى السودان . ما عنده مقالات مكتوبة عن موقف إسرائيل المعادى للشعب السودانى بدعمه للإنقلابين!
05-28-2022, 08:53 PM
Abureesh Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
ايدت لقاء البرهان وناتنياهو فى كمبالا لأن البرهان حينها كانت له سلطة مستمدة من الوثيقة الدستورية.. وكان المكون المدنى على علم باللقاء. والان لا ادعم هذا الإتجاه لأن البرهان لا يمثل السودان. وأستغرب ان إسرائيل، وهى الدولة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط والمفترض يهمها أن تكون لها على الأل دولة واحدة ديمقراطية تشاركها مثل فيلة السلطان على دينار.. ولكنها تؤيد دكتاتورية عسكرية. هذا يوضح ان ديمقراطتها تنقصها القيم الأخلاقيــة.. ديمقراطية عرجــاء.
05-28-2022, 09:11 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
Quote: وأستغرب ان إسرائيل، وهى الدولة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط والمفترض يهمها أن تكون لها على الأل دولة واحدة ديمقراطية تشاركها مثل فيلة السلطان على دينار.. ولكنها تؤيد دكتاتورية عسكرية.
سلام أخ Abureesh~ أستغرب جدا من إنك تعتبر إسرائيل دولة ديمقراطية - دى دًولة إحتلال تمارس القمع والقتل كاى مستعمر ، وأقرب مثال إستشهاد الصحفية الفلسطينية على أياديهم. والآن الجنجويد والكيزان العساكر أو العساكر الكيزان ولوردات الحرب يمارسوا فى نفس البشاعات.
05-28-2022, 10:12 PM
Abureesh Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
اهلا اخت هدى وموضوع اسرائيل ومشكلة الشرق الأوسط عموما مشكلة معقدة ولها أبعد كثيرة جدا.. لا يمكن إختزالها فى دولة محتلة تمارس القتل .. والعرب عندهم نصيب الأسد فى تفاقم هذه المشكلة ولا أبرئ اسرائيل ولكن ما يقولونه من انهم يدافعون عن انفسهم فيه الكثير من الصحة. شوفى الان توسع المصريين على حساب ارضنا وحدودنا.. هل اسرائيل تحتل ارضنا؟ لا طبعا ولكن مصر تحتل ارضنا وتتهب مواردنا ولا أبرئ الحكومات والأحزاب.. لو اسرائيل عندها جهاز الموساد فإن المصريين عندهم زعماء الأحزاب السودانية وأعضاء الحكومات، ولا يحتاجون صرف الملايين على مخبرين وجواسيس.. زعيم أكبر الحزاب مقيم عندهم فى كنف المخابرات العامة المصرية ومنذ أكثر من عشر سنوات لم يزر أثناءها السودان. ويحرك قادة حزبه من هناك. علينا ان نهتم بمشاكلنا يا اخت هدى فإن اليهود قد خلقهم الله فى فلسطين من الاف السنين مثل الفلسطينيين، ومشاكلهم وحروبهم هذه لها الان أكثر من الفى عام.. ما تقومى نفسك معاهم. إسرائيل دولة ديمقراطية فيها انتخابات وممكن الشعب يعزل الرئيس عبر نوابه وقد حصل هذا بل يحاكمهم ويودعهم السجون.. نظامهم الديمقراطى يسمح لهم ولا يحتاجون لثورة شعبية مثلنا لمحاكمة قادتهم الفاسدين.
05-28-2022, 10:57 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
سلام يا اخ Abureesh إسرائيل دولة إحتلال وعنصرية وقتل على غيرها وديمقراطية للإسرائيلين. عارف ليه موقفها معتم حول الحرب الروسية الأوكرانية لانه 15% من المهاجرين من الإتحاد السوڤيتى سابقا كانوا من منهما. لاحظ مهاجرين مش ربنا خلقهم هناك. حتجئ تقول لى قاصد بالخلق الوجود السابق، ممكن الأثيوبين والمصريين يجوا بنفس الدعاوى وإنهم ربهم خلقهم فى حلائب وشلاتين… نفسى ما بيقوم بسبب أراء مختلفة جملة وتفصيلا عن أرائى وفهمى. -ولا كنت بجيب سيرتها لو لا دعمها للقتلة الإنقلابين فى السودان.
05-28-2022, 11:35 PM
Abureesh Abureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182
ابدا يا هدى.. الله خلقهم فى فلسطين.. ومنهم الكثيرون لم يغادروا فلسطين أصلاً.. المهاجرون ربما أكثر من الأصليين ولكن فلسطين لم تخلو من اليهود يوما واحداً.. والمهاجرون اساسا لم يهاجروا طواعية وإنما الفلسطينيون كانوا ينفونهم.. مرة الى بابل ومرة الى اوروبا.. كما انهم كانوا ينفون الفلسطينيين.. فكانت مثل كرة الطاولة كر مرة ديل ينفوا ديل.. راجعى تأريخهم. وسيدنا داوود هزم الفلسطينيين مرتين ونفاهم.. فهذه الحروب ليست جديدة.. ولن تنتهى الى قيام الساعة أو مجئ المسيح.. ولكن مرة أخرى.. لم تجيبى على السؤال مالنا نحن؟ هل حللنا مشاكلنا مع المحتلين المصريين.. إسرائيل لا تحتل ارضنا.. فهل نترك محتل ارضنا وندافع عن شعب اخر تحتل اسرائيل ارضهم؟ وماذا عن رؤساء الأحزاب المتأمرين مع المحتلين.. هل ليس عندنا جهاز محاربة التجسس والعمالة.. وهل عمالة الأحزاب عندنا لمصر وغيرها من دول المنطقة تحتاج الى جهاز مكافحة تجسس؟ ألا يعملون على المكشوف؟ البلد مقددة يا هدى ونحن نتحدث عن إحتلال إسرائيل لفلسطين.. أقترح عليك قراءة كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" مجانا على موقع alfikra.org وهذه مقتطفات من الكتاب عن اليهود عبر التأريخ:
Quote: يهود في التاريخ
ما عرف التاريخ عنصرية كعنصرية اليهود في تماسكها، واستعصائها على التطور، واكتفائها بنفسها، ولعل أهم أسباب صلابة هذه العنصرية قيامها على عوامل دينية، فإنه قد ورد في التوراة أن اليهود ((شعب الله المختار)) وهم، فيما ينتظرون من موعود الله، أنهم رغم التشريد والسبي، سيعود لهم السلطان على كل الخلائق، فهم ينتظرون تحقيق موعود الله إياهم طال الزمن أم قصر.. وقد وردت التوصية في التلمود تقول: ((أيها اليهودي، اعتزل باقى الأمم، وابق على شخصيتك بينها، واعلم أنك أنت الوحيد عند الله.. آمن بالنصر على العالم أجمع.. آمن بأن كل شئ سيخضع لك.. فاستغل.. وعش.. وانظر.. وانتظر)) والتلمود هذا هو كتاب وضعه حكماء صهيون استنادا على فهمهم للتوراة، وهو يحوي معتقدات وعواطف، وآمال، وقصص، وتقاليد، وقواعد دينية، ووصايا سلوكية يسترشد بها اليهود فيما بينهم، وفيما بينهم وبين الغرباء.. وعندنا نحن المسلمين أن الله فضل بني إسرائيل على العالمين وفى ذلك يقول تبارك تعالى من سورة البقرة: ((يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين)) ولكنا فهمنا ولم يفهموا!! فهمنا أنهم إنما فضلوا على عالمي زمانهم وذلك لظهور دين التوحيد فيهم يومئذٍ.. وفهمنا أيضاً أن التفضيل مشروط بالاستمرار على الطاعة لله.. وفهموا أنهم إنما فضلوا تفضيلاً مطلقاً، لأنهم من طينة غير طينة بقية البشر وأنه تفضيل غير مشروط بشرط على الإطلاق.. ومن أجل ذلك تورطوا فيما حدثنا عنهم به القرآن، وذلك من سورة المائدة: ((وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل أنتم بشر ممن خلق، يغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير)).. فليس للخلق مع الله نسب إلا نسب الطاعة.. فمن أقام عليها فهو القريب، ومن أحدث فيها أمراً فهو البعيد.. واليهود، وهم العبرانيون، شعب سامي، ويقال إن جدهم الأول، إبراهيم الخليل، نبي الله وأبا الأنبياء، قد كان في أول أمره في بلاد الرافدين، وكان يدعو إلى دين التوحيد، وقد جرى له مع قومه من جراء دعوته هذه، ومن جراء تسفيهه لعبادتهم ولآلهتهم ما أوجب هجره إياهم، وهجرته إلى سوريا الجنوبية.. وكانت تسمى كنعان فأقام فيها، وكان معه في هجرته تلك قليل ممن آمن له، ومنهم لوط ومنهم زوجته وابنة عمه سارة التي ولدت له، بعد يأس، إبنه اسحق، وكان له، قبل اسحق، اسماعيل من جارية سارة، هاجر المصرية.. ولقد أقام إبراهيم إسماعيل وأمه هاجر بالحجاز، في موضع الكعبة، وأقام اسحق وأمه سارة معه بسوريا.. ثم إن اسحق خلّف يعقوب، وأخا له أكبر منه، يقال له عيسو، ولقد وقع الاصطفاء على يعقوب ليكون صاحب الشأن تفضيلاً له على أخيه عيسو، وقد سمي يومئذٍ إسرائيل، وإليه يرجع نسب بني اسرائيل، فهو أبوهم.. كان ليعقوب اثنا عشر ولداً، وكان يوسف الصدّيق الحادي عشر بينهم.. وهو إلى ذلك الإبن الأكبر لراحيل، زوجة يعقوب الثانية، التي كان يؤثرها بحبه، وليوسف أخ شقيق يدعى بنيامين.. وكان إخوة يوسف العشرة لأبيه أبناء خالته في نفس الأمر، ولقد تخلصوا منه بدافع الغيرة، كما هو وارد عندنا في القرآن.. ولقد بيع في مصر، وارتفع شأنه في الدولة المصرية حتى أصبح وزيراً للملك، إليه يرجع الأمر في خزائن الأرض المصرية.. وفى إحدى سنيّ القحط التي جعلت مصر منتجعاً لجيرانها تم الاتصال بين يوسف وإخوته، وانتهى به الأمر إلى ترحيلهم وترحيل والديه إلى مصر، ومن يومئذٍ بدأت علاقة بني إسرائيل بأرض مصر، بعد أن لبثوا بأرض سوريا زمناً قد لا يتجاوز المئتى سنة، من لدن هجرة جدهم أبي الأنبياء إليها.. ولقد كان إبراهيم الخليل معاصراً لحمورابي صاحب الشريعة المشهور في بابل، وكان ذلك حوالي الألفي سنة قبل الميلاد، وكان يعقوب حفيد ابراهيم الأول، ولقد نزح بأبنائه إلى مصر بفعل القحط الذي ألمَّ بأرض سوريا كما قلنا آنفاً.. ويمكن أن نقرر أن نزوح بني إسرائيل من أرض سوريا الجنوبية إلى مصر قد كان في النصف الثانى من القرن التاسع عشر قبل الميلاد.. وقد جرى ذلك في زمن لم يكن فيه دين التوحيد معروفاً في مصر، وإن لم يكن فرعون ذلك الزمن معبوداً بالصورة التي أصبح يطالب بها، فيما بعد، فرعون عهد موسى.. ولقد يخبرنا القرآن على لسان يوسف الصديق، عندما امتحنه الفتيان اللذان كانا سجينين معه: ((قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما، ذلكما مما علمني ربي، إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون * واتبعت ملة آبائي ابراهيم، واسحق، ويعقوب، ما كان لنا أن نشرك بالله من شئ، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لا يشكرون)).. فلقد كان بنو إسرائيل على دين التوحيد في مصر، وكانوا من ثمّ يتعرضون لألوان الاضطهاد والاستعباد، في بلد يدّعي ملوكه الربوبية.. ولقد يحدثنا القرآن عن فرعون موسى ((فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى)) ثم هو قد قال لموسى عندما دعاه إلى توحيد الله فيما يقص علينا القرآن: ((قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين)) وبلغ من تعذيبه بني إسرائيل أن كان يذبح أبناءهم الذكور ويستبقي الإناث: ((وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب، يذبحون أبناءكم، ويستحيون نساءكم، وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم)) ولقد عاش بنو إسرائيل في ألوان العذاب بين عهدي يوسف وموسى، وهي حقبة تنيف على الخمسمائة سنة وفى قمة هذا العذاب، وهذا الاضطهاد، ولد موسى الكليم.. ونُجي من القتل الذي كان حظ الأطفال الذكور من أترابه بحيلة انتهت به إلى أن ينشأ في بيت فرعون نفسه، كما هو وارد في القرآن.. ثم إنه أرسل، حين بلغ أشده، إلى فرعون، وأرسل معه ردئا له، أخوه هارون.. قال تعالى في إرسالهما: ((فأتياه فقولا إنا رسولا ربك، فأرسل معنا بنى إسرائيل، ولا تعذبهم.. قد جئناك بآية من ربك، والسلام على من اتبع الهدى)).. وقد خرج موسى بعد لأي شديد، ببني إسرائيل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، فتكون مدة إقامتهم بمصر قد نيّفت على الخمسة قرون، وقد بلغت عدتهم يومئذٍ ما يقرب من المليون نفس، بعد أن كانوا، في أول عهدهم بمصر، لا يكادون يبلغون المائة..
الخروج من مصر
وخرج موسى بجمعهم يريد أرض فلسطين – سوريا الجنوبية – لأنه مكتوب عندهم في التوراة أن الله قد وعدها أباهم إبراهيم لتكون لذريته من بعده، والقرآن يحدثنا في هذا المعنى فيقول: ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ، وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا، وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرض الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ، وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ، فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إن فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا، فإن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ، أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا، ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ، فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ، وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إن كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا، فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إلا نَفْسِي، وَأَخِي، فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ، فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)).. فظلوا في صحراء سيناء أربعين سنة يتيهون في الأرض، مات خلالها هارون، ثم مات موسى، وأقام الله، على بني إسرائيل، مقام موسى، فتاه يوشع ابن نون، وآتاه النبوة، وأمره أن يقود بني إسرائيل ضد عدوهم في أرض فلسطين.. وكان قد نشأ في الصحراء جيل جديد منهم، فساروا مع نبيهم ضد عدوهم ففتح الله عليهم أرض فلسطين، وبدأ من يومئذ عهدهم بها وكان ذلك في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد..
05-29-2022, 00:49 AM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
Quote: ولا كنت بجيب سيرتها لو لا دعمها للقتلة الإنقلابين فى السودان.
لكن لما السيرة جاءت، سمعت بعملية "المقشاشة" والعملية الإساسية وما تفرع منها لكنس الفلسطنين. ممكن تفتشها وتشوف اعترافهم براهم كيف أزاحوا الفلسطنين من اراضيهم. *نقطة هامة جدا: أنا لا أدافع هنا عن حق الشعب الفلسطينى بإعتبارات اللغة او الدين - أدافع عن حق الشعوب وبشدة ضد الظلم والإضطهاد، القمع، القتل والإبادة. زى ما حدث وما زال بشدة فى السودان والحصل فى جنوب أفريقيا. وتانى لما السيرة جاءت فى توثيق قام به المخرجان ميشيل خليفى (فلسطينى) وإيال سفيان (إسرائيلى) اسمه خط 181 - مقتطفات رحلة بين فلسطين وإسرائيل (عبارة عن مشاهد ولقاءات حية )- المهم موضوع طويل. بس لما يوم قريت أظن فى هذا الموقع عن الأرتريين القادمين من الأمارات بقروش يشتروا الأراضى والأملاك فى شرق السودان، طوالى قلت نفس الأسلوب… —-أما مالنا نحن ؟ أقرأ تانى الكوت من كلامى الفوق سيرتهم جاءت (الولايات المتحدة تحذر إسرائيل …" وبسببها دكتور حسن فرح إفترع الخيط ، عشان موقفهم من الحكومة الإنقلابية!
05-30-2022, 08:22 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة