في عهد الخليفة عبد الله التعايشي احضر شاب متهم بارتكاب جريمة قتل..حكم عليه بالاعدام.. ضحك على القاضي واستهتر بالحكم .. امر القاضي بنقل المدان الي قصر غردون وان يوفروا ليهو كل ملذات الدنيا.. و بعد شهر احضروه لتنفيذ الاعدام كان بيبكي.. ببساطة لان حياته كان بلا طعم او حياة لا فرق بينها وبين الموت.. لكن شهر في قصر غردون جعل لحياته طعم فبكى خوف الاعدام. وفي حرب اقليم ظفار.. اجرت القوات البريطانية تحليل للتمرد.. توصلت ان الحل في خلق حياة لمواطني الاقليم.. وفعلا انتهى التمرد. ترك الشباب القتال بعدما شعروا بحلاوة الحياة عندما يكون هناك هدف وحياة تستحق ان تعاش. من شاهد مقطع الفديو للحظات التي سبقت الهجوم على كرينك يدرك ان هؤلاء المغيبون لا يشعرون بقيمة لحياتهم وغالبا لا هدف.. لذلك يجدون في القتال هدف بديل.. ولا يهتم ان يقتل.. بضم الياء والقاف او بفتحهما. الحلول الامنية فشلت في دار فور من زمن سلاطين باشا حاكما للاقليم.. الحل في خلق حياة للسكان وجعل حياتهم لها قيمة تستحق ان تعاش لتحقيق اهداف.. انسان ولد ليعمر الارض وبلاده.. مش انسان جاء نتيجة للحظة متعة ليصبح نسخة مكررة بلا تطور.. في كتابه السيف والنار ذكر سلاطين باشا انه في العام ١٨٢٠ اجرى صلح بين قبيلة تمتهن الزراعة واحدى القبائل رعاة الابل بعد معارك اندلعت بسبب دخول ابل ديل في زرع ديلاك.. مضت ميئتا سنة ولا زال الحال ياهو نفس الحال موت وقتل سمبلا.. لان الحياة هناك اصلا سمبلا وبلا اهداف تستحق ان تعاش لاجلها الحياة... تفكيك الحركات المسلحة كلها ودمجها في القوات المسلحة بمافيها الدعم السريع تمثل جزء من الحل، لكن غالبا لن ينجح بدون خلق حياة هناك واهداف لمواطني تلك المناطق.. يمكن ان تختفي الحركات المسلحة.. لكن السلاح متوفر واليد التي تقاتل بدون ارجاع البصر كرتين متوفرة.. فاذا خلقنا حياة لها طعم نجعل من بيده السلاح يفكر عدة مرات قبل ان يقتل جاره في الارض..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست