الحكواتي الإلكتروني.. بين الآمال العظام والرعاع الإلكترونيين

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2022, 06:15 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحكواتي الإلكتروني.. بين الآمال العظام والرعاع الإلكترونيين

    05:15 PM April, 26 2022

    سودانيز اون لاين
    Moutassim Elharith-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الحكواتي الإلكتروني.. بين الآمال العظام والرعاع الإلكترونيين
    معتصم الحارث الضوّي

    ‏"كان ياما كان يا سادة يا كرام، ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام".‏

    مقولة لم يسمعها معظم الناطقين بالعربية ممن هم على قيد الحياة الآن، فقد تجاوزها الزمن منذ عقود مضت، واندثرت صناعة "الحكواتي" من ‏المقاهي الشعبية والملتقيات الاجتماعية إلا فيما ندر.‏

    في سبتمبر 2016 توفي في مصر أشهر رواة السيرة الهلالية، سيد الضوّي؛ وانزوت إلى الأبد مدرسة متميزة نقلت التراث الشعبي عبر قرون ‏ممتدة.‏

    الحكواتي رجل مسن في أغلب الأحيان. يرتدي ملابس تقليدية وإن تميزت ببعض الألوان الزاهية والزركشات البراقة، ويعتلي دكة عالية تواجه ‏جمهور المقهى. يحتاج إلى الصوت الجهوري في زمن سبق ظهور الميكروفونات، ويتلاعب بطبقاته الصوتية علوا وانخفاضا كممثل بارع، ‏ويمسك بأحساسيس جمهوره عبر التشويق، وحركات اليد وملامح الوجه التي ترسم أبعاد الحكاية وطبقات الرواية. ‏

    كان الحكواتي ممثلا دراميا يجني رزقه من مهنة رائعة. كان تلفزيون الشعب بلا منازع، وإن شئت مسرحا مباشرا يؤدي فيه دور السارد والراوي ‏العليم وأبطال الرواية والمعلق على الأحداث، صابغا القصة بالحث على مكارم الأخلاق.‏

    ظاهرة عرفتها معظم الحواضر العربية، من تونس وفلسطين وعُمان، مرورا بمصر والجزائر والسعودية، وحتى الشام والعراق والمغرب ولبنان، ‏وقضى عليها انتشار التلفزيون والراديو منذ الأربعينيات من القرن المنصرم، ويرجع أصلها إلى ظاهرة شائعة في مجالس الأدب والمؤانسة في ‏الأدب العربي، ورصدتها كتب التاريخ والأدب منذ العهد العباسي الأول.‏

    سودانيا، كان للحكواتي تمظهر مختلف. يقول الأستاذ معاوية يس، الباحث المرموق في التراث الشعبي " الحكواتي بشكله في حارات المدن ‏العربية لا وجود له في السودان وإنما ثمة ظرفاء يجيدون الحكي، وربما تكون الجدة زمان أقرب شيء للحكواتي، لكن حكاويها وألغازها تقتصر ‏على أحفادها داخل المنزل. يوجد شعراء ومغنون يرتجلون الشعر والغناء في مجتمعات القبائل العربية في غرب السودان كالبقارة والتعايشة ‏والحوازمة، ويسمى الذكر منهم هدّايا والأنثى حكّامة، وقد اشتهر لدى البقارة مجلس البرامكة الذي تقتصر عضويته على الظرفاء والحُرفاء الذين ‏يتقيدون بقوانين المجلس وضوابطه، خصوصا في تناول الشاي. اعتقد أن ظاهرة الحكواتي في المدينة السودانية لا تزال موجودة في شكل ‏الظرفاء الذين يحكون النكات ويعلقون على تطورات المجتمع‎.‎‏"‏

    شهدت ظاهرة الحكواتي انكماشا منذ تلك الآونة، ولكنها عادت بجهد مدروس، فشهدت لبنان عام 2019 "مهرجان لبنان المسرحي الدولي ‏للحكواتي"، وفي فلسطين تحوّل الحكواتي إلى رمز للنضال ضد المحتل عبر المسرح الوطني الفلسطيني «الحكواتي» الذي ظل ينبض بالحياة ‏لسبعة وثلاثين عاماً في قلب القدس، وفي صورة نضالية تجمع بين الفن والتاريخ والدراما، يواصل‎ ‎‏ عبد الرؤوف عسقول سرد "المرثية ‏الفلسطينية" بغية إبقاء التاريخ‎ ‎حياً لدى مستمعيه؛ جهد بدأه عسقول منذ ربع قرن عندما بحث عن أفضل الصيغ الفنية لإبقاء جذوة النضال مشتعلة ‏في النفوس، ومن هنا نبعت فكرة المرثية التي ألفها وتحكي تاريخ الشعب الفلسطيني منذ أربعة آلاف سنة في سردية لا تتجاوز الدقائق العشر. لم ‏يقتصر الاهتمام الواسع بالحكائين على هذين البلدين فحسب، بل وجد طريقه منذ أعوام طويلة إلى الجزائر، حيث يقام المهرجان الدولي “مغرب ‏الحكايات” بمشاركة حكواتيين من مختلف أنحاء العالم.‏

    أما ‏‎ ‎الفنان المسرحي السوري بسام داود فلجأ إلى عصرنة شخصية الحكواتي، بالانتقال من القصص الشعبية الموروثة إلى سرد القصص الحياتية ‏اليومية والواقعية، مع الاحتفاظ بأسلوب وطريقة الحكواتي،‎ ‎أي أنه لجأ إلى القالب التقليدي بمواضيع عصرية وعبر نافذة حديثة هي شبكة الإنترنت ‏التي تتيح التواصل مع البشر أينما كانوا.‏

    الحالة التونسية كانت مختلفة بعض الشيء، إذ صاحب انطلاق التلفزة اهتمام يستحق الإشادة للاحتفاظ بهذا التراث الشعبي التليد، وارتبطت حينها ‏مهنة الحكواتي في ذاكرة التونسيين بيد عبد العزيز العروي التي كانت تدق ناقوسا نحاسيا، وهي شارة البداية لكل حلقة جديدة من حكايات ‏الزمن الغابر‎.‎

    عادت الآن وسائل التواصل الاجتماعي لكي تنفض الغبار عن مهنة الحكواتي، وتمنحها بريقا جديدا بنكهة عصرية وتناول مستحدث، ولكنه يرتدي ‏حلة تقليدية أصيلة، وينصب تركيز الحكائين المعاصرين في الوقت الحاضر على تقريب الحكايات التقليدية إلى ذائقة المشاهد المعاصر، وعلى نقل ‏التراث إلى جيل النشء لحدوث قطيعة ثقافية بينه والموروث الشعبي التقليدي بسبب الانفجار الترفيهي الذي عرفه العالم خلال العقدين الماضيين، ‏وخاصة بسبب استشراء الألعاب الإلكترونية كالنار في الهشيم.‏

    لكن التجارب المشرقة في الحكواتية الإلكترونيين –إن صح النحت- والتي تركز غالبا على النشء ما زالت نادرة الكم، ويغلب على شبكة الإنترنت ‏محتوى هابط تقدمه ثلة تحاول توظيف الاهتمام التقليدي بالحكائين لتسويق بضاعة هابطة، والهدف هو نيل الشهرة وتحصيل الأموال فحسب، ‏وليس ابتناء ثقافة أو استنهاض معرفة، والمحزن أن ذلك العبث يحظى بأكبر نسب من المتابعة، وأن الغثاء الذي يقذفونه في وجوه المشاهدين يجد ‏استحسانا من نسبة لا يُستهان بها، وذلك بالطبع أحد أعراض المشكل الثقافي الذي نعيشه حاليا.‏

    رواة متعددون، وقصص باهتة لا تترك أثرا باقيا في النفس، ومضامين هلامية ذات قيمة محدودة، وتمجيد أبله للذات، وقوالب فنية رثة تثير ‏التساؤل حول المخيال الإبداعي. تلك عوارض تكتنف الكثيرين ممن يدعون الانتماء إلى الحرفة الرائعة، وهنا تساؤلات عن التجارب الإيجابية ‏ومدى استمرارها، بل وتطورها، في التأثير على النشء خاصة، ومدى استيعابها للتقنيات الحديثة ومزاوجتها بدربة والأصيل الجميل. ‏

    هل سيظل الحكواتي الإلكتروني الذي يسعى لنشر الوعي والتنوير رهينة لمحدودية الإمكانيات الفردية، أم ستنهض مؤسسات ثقافية ناضجة لدعم ‏التجربة، وتطوير المسيرة حتى تحتل مساحة مرموقة من عقول النشء. ربما يكون ذلك السبيل الوحيد لإيقاف سيل الفاشلين وإسقاطهم من ثقوب ‏الذاكرة، واستخلاص تلك المساحة الزمنية المحدودة خالصة للمبدعين النافعين لكي يعتقوا الفكر من ربقة الثقافة المتعولمة.‏

    ليست القضية المطروحة ترفا فكريا، وليست بالتأكيد محاولة لإيقاظ ماضٍ تجاوزته البشرية؛ فعقول النشء هي الرهان والغاية، ولذا فإن المسألة ‏جديرة بالعناية وابتكار الحلول، وخاصة في زمن تصبغ نتفليكس وأمثالها ثقافة مستهجنة لتغريب العقول وتوحيش الأفئدة.‏

    ترى.. من يلبي النداء؟!‏












                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de