|
|
 Re: د. القراي والمناهج: كيف صار التعليم بعد ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
كيف أصبح التعليم بعد ذهاب القراي.
🔴 اعذروني جمهوري القراء فسيكون هذا المقال طويلا بعض الشيء نظرا لأهميته وللسرد المعلوماتي ولمتغيرات الحقب المختلفة، فهو مقال توثيقي وايضاحي للمشهد أكثر من كونه مقال نقدي.
حال التعليم قبل الثورة وقبل تقلد القراي المنصب:
عمد نظام الإنقاذ طوال الثلاثين عام لفترة حكمهم لإهمال قطاع التعليم الذي كانت ميزانيته أقل من واحد صحيح في المئة
من الميزانية العامة للدولة بينما كانوا ينفقون علي أجهزة الأمن والدفاع اكثر من ٦٠٪ من الميزانية، و زالك ما نتج عنه
تلك المباني المدرسية المتهالكة التي تسقط كل خريف في جميع بقاع السودان، وتلك الكتب المدرسية التي تباع في السوق الأسود ولا توزع مجانا في المدارس كما مقرر في الدستور، ورواتب المعلمين التي لا ترتقي لدخل "كمساري" في حافلة نقل تجاري ولا تليق بالمعلم الذي كانوا يتغنون به في العهود السابقة ومن منا لا يذكر الأغنية" يا ماشي لباريس جيب لي معاك عريس شرطا يكون لبيس من هيئة التعليم".
وأخطر أفعال الكيزان هو أدلجة المناهج لصالح الإسلام السياسي والعسكر، حيث تم تغير زي الطلاب المدرسي للبذة العسكرية "لبس الجيش" لينشأ الطالب بعقلية قتالية جهادية، فحين ينظر الطالب صباحا ومساءا لملابسة ينشأ حينها
تالف في عقله الباطن واستسلام لفكره القتال وقتل أعداء النظام من أبناء الوطن كالجنوبين سابقا والحركات المسلحة
ويسهل اقتياده للحروب للموت باسم الدين والجهاد في سبيل الله لصالح تلك الشرذمة الحاكمة بينما يدرس ابنائهم في التعليم الخاص والمدارس والجامعات العالمية ولم نسمع قط عن وفاة أحد ابنائهم فأي من المعارك.
كما كانت المناهج مصممة لقتل العقلية النقدية للطالب بإنهاكه بالحفظ، فلا يريدون طالب يحلل ويناقش ويكتشف المؤامرات وحين يكبر يرفض ويتظاهر ويثور علي الظلم والفساد والديكتاتورية.
التعليم حين تولي القراي المنصب:
تولي القراي منصب مدير "الإدارة العامة للمناهج والبحث التربوي" عقب ثورة ديسمبر المجيدة في أكتوبر ٢٠١٩م حتى ینایر عام ٢٠٢١م حين قدم استقالته.
خلال تلك الفترة شرع القراي في عملية جراحية مستعصية لمعالجة زالك السرطان الكيزاني المتجذر في التعليم.
حيث قام ب:
مراجعة المناهج، حيث قام بتغير ٤ كتب في الصف الاول الابتدائي وعدد ٨ كتب في الصف السادس بشكل كامل،
كما تم تلقيح المناهج من الصف الثاني حتى الخامس الابتدائي والمرحلة الثانوية في بعض المواد.
فتم مراجعه المواد وتبسيطها لتناسب المرحلة العمرية، وتم الاهتمام بتواجد التنوع الاثني والعرقي والديني والثقافي السوداني في المناهج ليستطيع جميع اهل السودان الإنتماء للمنهج ورؤية أنفسهم في، والتمهيد لثقافة التعايش والسلام.
وقام باشراك الآسر واولياء الأمور في وضع المناهج وهي خطوة حضارية غير مسبوقة علي مستوي العالم بالتعاون مع الخبراء الاكاديميين والمختصين التربويين.
كما قام بعقد مؤتمرين الأول للمرحلة المتوسطة والثانوية حيث تقرر إعادة نظام التعليم بالتدريج ل نظام "الستة ثلاثة ثلاثة" العالمي، حيث يرجع السلم التعليمي لعدد سته سنين أساس وثلاثة متوسط وثلاثة ثانوية ليواكب ويوافق كل العالم.
والمؤتمر الثاني لمناقشة قضايا التعليم بشكل عام والمناهج بشكل خاص، والذي خرجت عنه رؤية ٢٠٣٠ والمناط منها:
-بناد رؤية مستدامة وضمان تعليم "جيد، منصف، مجاني" للجميع.
-مراجعة المناهج ومجانية التعليم.
-الاهتمام بتعليم "الرحل، النازحين والنساء".
-الاهتمام بالتعليم الفني.
-الوجبة المدرسية القيمة والمجانية.
-تدريب المعلمين وتأهيليهم.
-الكتاب المدرسي والبيئة التعليمية.
-زيادة الانفاق علي التعليم وزيادة رواتب المعلمين.
التعليم بعد ذهاب القراي:
تدهورت الأوضاع بعد ذهاب القراي على مرحلتين
المرحلة الأولي حين استقالة الحكومة الاولي للثورة وتشكلت الحكومة الثانية في ٨ فبراير ٢٠٢١، بعد سلام جوبا.
حيث تم تجميد كل المجهودات ومخرجات المؤتمرات السابقة، وترك منصب مدير المركز خالي وموكل لقائم بالأعمال دون مدير خلفا للقراي.
واتت الطامة الكبرى في المرحلة الثانية وهي انقلاب ٢٥ أكتوبر الأسود علي يد العسكر والجنجويد والكيزان.
حيت لم يتم تعين وزير للتربية والتعليم منذ الأساس حتى الان، وزالك يعني عدم تنفيذ وتعطيل كل إنجازات فترة القراي وضياع كل تلك المجهودات.
كما تم ارجاع القيادات الكيزانية في الوزارة الاتحادية والوزارة الولائية للخرطوم وفي ال١٧ ولاية الأخرى.
والمعلومة الصادمة أنه قد تراجع الانفاق علي التعليم لمعدل أقل من عهد الإنقاذ، فان قمنا بمراجعه المعدلات في الأعوام الأخيرة الفين ١٥، ١٦، ١٧، ١٨، ١٩ والأعوام بعد الثورة الفين ٢١،٢٠ وبعد الانقلاب ٢٠٢٢ سنجها أقل من عهد الكيزان.
ومن الجدير بالذكر أن الطلاب الان يدرسون في مناهج خليطة بين كل العهود عهد الكيزان والقراي، فقد تم سحب بعض
الموضوعات من مناهج القراي اثر اللجنة التي كلفها "د. عبدالله حمدوك" لمراجعة المناهج عقب تلك الحملة التي شنها علیه الكيزان اثر صورة لوحة "مايكل انجلو" و الجدل في اغلفة الكتب، ثم تم ارجاع بعض المحذوفات بعد ذهابه لمنهج اللغة العربية والرياضيات والكيمياء لانهم وجدوا ان الحذف الذي تم كان مخلا.
في رأي نحن نشهد ردة كبيره على مستوي التعليم وانقضاض كيزاني كبير يعيدنا لعهد الإنقاذ المرير بل أسوأ، اضعنا القراي وحمدوك وأكرم والبدوي بإصغائنا لجعجعه الكيزان ومؤامراتهم، وانشغلنا بتخوين قحت والتقاتل بين انفسنا حتي التقط الكيزان انفاسهم وبدأوا العودة للحكم الان.
بقلم: زهير الفحيل.
| |
  
|
|
|
|
عبدالله عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست