لا أعتقد ان هناك ما يعيب إذا إستلم المجتمع المدني في السودان مائة مليون دولار ، هذا مبلغ زهيد لو قارناه بالمبالغ التي صرفها مبارك اردول ، وهو صرف سياسي لا يعتمد على لوائح أو سياسات مما يجعله مختلفاً في حالة الاموال الأمريكية والتي تخضع للمراقبة والتدقيق ، كلمة المجتمع المدني في القاموس الأمريكي تشمل ايضاً جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور ، ومن الممكن أن يدخل فيها مرتب المندوب الأممي السيد فولكر ، ومن الممكن أن تكون ورش ودورات تدريبية يقوم بها الأمريكان أنفسهم ، لكن الذي يهمني من ذلك أن إقتصاد السودان في حقبة الإنقلابيين إعتمد على الأموال والمساعدات الخارجية ، والدليل على ذلك كثرة الوعود وحديث الكوز جبريل عن ضرورة العودة لتمويل برنامج ثمرات ، وبذلك اصبحت المساعدات الخارجية حلالاً على المجلس العسكري وحراماً على بقية المكونات السياسية من أبناء الشعب السوداني .. كل من مبارك أردول وضياء الدين بلال إختزلا جلسة الكونغرس الأمريكي حول نقطة واحدة وهي المائة مليون دولار والتي أخطأت في ترجمتها قناة الجزيرة ، وفرحا بذلك لأنهما يعتقدان إنهما إكتشفا سر صمود المقاومة بمعرفة الحبل السري الذي يمدها بالمال ، وهذه هي أساليب نظام البشير القديمة عندما كان يعتمد على تخوين الآخرين لأنهم يقبلون المال الأجنبي ، ولا تتناول هذه الفئة الإنتهازية من الناس مواضيع مثل تهريب الذهب إلى الخليج أو قبول الأموال من المشاركة في حرب اليمن . فالمال السوداني المنهوب تحت سلطة الإنقلاب يساوي مليارات الدولارات ، فحتي المنح الجامعية الخارجية تحولت إلى مكافأت ونقاط لضباط الجيش ، فالمقاومة السودانية الشريفة رفضت لقاء فولكر ، فهي تعتمد على قيمها ووطنيتها ، واليوم قال فولكر أن لجان المقاومة التي تسيطر على الخرطوم رفضت لقائه ، فلا يحتاج إغلاق الخرطوم للأموال ، بل يحتاج لسواعد الشباب ، ولو كان الأمر يتم عن طريق الأموال لإشترى حميدتي كل ثائر في الخرطوم وسدد حسابه بالعملة الصعبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة