لنطلب من قناة الجزيرة الاعتذار عن الخبر الخاطي الذي اوردته مساء الامس وتم تداوله بشكل سافر في منابر وقنوات اخرى عديدة اعتمادا على موثوقية الجزيرة في العادة في مثل هذه الحالات.. والخبر مفاده ان الحكومة الامريكية دفعت بالفعل 100 مليون دولا لمنظمات سودانية معارضة.. والخبر بصيغته تلك خاطيء.. مما ادى الى تشويش وجدل كتير فارغ وكثيره مغرض وفي اعتقادي ان محرر القناة تعامل بتكاسل ولم يتحرى الدقة المطلوبة هذه المرة.
وهذا هو الخبر الصحيح بالتفصيل مع مصادره الاصيلة من صفحة الادارة الامريكية:
كذبة ال 100مليون دولار وغرض المغرضين ونقل المغفلين!
ففي بداية جلسة الكونغرس الامريكي يوم امس قال السيناتور بوب منينديز مهندس العقوبات على الإنقلابيين بأنه يؤمّن على قرار إدارة بايدن بإيقافها لمبلغ 700 مليون دولار كانت في طريقها للسودان حين وقوع الإنقلاب في الـ25 من اكتوبر الماضي .
وقد تلت السيدة كولمان موجز تقريرها حيث أعادت التأكيد على أن كل المعونات الأمريكية و معونات شركاء أمريكا ستتوقف , و ألقت الضوء حول الـ700 مليون حيث قالت بأنهم يراجعون خططهم حول هذه المعونات التي كانت في طريقها للحكومة نظرا للمتغيرات الجديدة , و أنهم يسعون للعمل مع الكونغرس في ايجاد طريقة لإيصالها دون التعاون مع الحكومة الإنقلابية. طرح السناتور مايك راوندز سؤالا على السيدة كولمان عن موقف الإدارة الأمريكية من الـ700 مليون دولار الموقوفة كمساعدات للسودان . و إجابتها كانت واضحة لا لبس فيها حيث قالت : "in consultation with congress so far and with the interagency we have already looked to program roughly 100 million dollars of that money". الترجمة هي : " بالتشاور مع الكونجرس حتى الآن ومع الوكالات المشتركة ، فقد بحثنا بالفعل في برمجة ما يقرب من 100 مليون دولار من تلك الأموال".
-إذن لم يدفع احد اموالا لمنظمات السودان حتى الان اي ما زال الأمر محل تشاور في الكونغرس الأمريكي الذي يراقب ما تنفقه الحكومة من اموال دافع الضرايب الامريكي , وأن الوكالة و الكونغرس وكل الوكالات المشتركة بينهما يبحثون عن برمجة لهذه المعونة , و سيتم تخصيصها في المستقبل حسب قولها لمنظمات المجتمع المدني و المنظمات الخاصة التي تعمل بمعزل عن الحكومة في كل انحاء السودان الواسع بعيدا عن الحكومة الانقلابية كونها معاقبة على افعالها في قتل الناس وانتهاك حقوق الانسان. وهذا التمويل سيكون فقط للتعليم و التدريب حول التأهيل المدني لتحضير الشباب السوداني للمرحلة النهائية من التحول المدني الديمقراطي بعد ثلاث عقود من الفساد العام والحكم الدكتاتوري والاضطهاد الراهن.
الاف البوستات والمقالات والتحليلات والادانات تراصفت في ادانة عمالة جهات سودانية معارضة سرقت 100 مليون دولار في الظلام حتى كشفتها جلسة الكونغرس يوم امس.. وهو طبعا غلط.. مثلا هنا بوست لمبارك اردول مستندا الى صورة من موقع الجزيرة:
أموال المساعدات الامريكية التي لا تذهب الى المساعدات…
ورد خلال مداولات جلسة الكونغرس بالامس ان الحكومة الامريكية خصصت دعم قدره ١٠٠ مليون دولار من جملة مبالغ اخرى لدعم منظمات المجتمع المدني لتصرفها في التدريب والاعلام ورصد الانتهاكات حد وصفهم؟دفعت هذه الاموال ام لم تدفع ، هذا ليس محل الجدل الان بل نطرح عدد من الاسئلة للقارئ الكريم ليستبين ما يحاق بهذا البلد.
هل هذه القضايا تحتاج لهذا المبالغ المبالغة فيها؟ ولمن تذهب؟
هل يخضع هذا المبلغ الفلكي للرقابة والمراجعة ام انه مال سايب ؟
اليس كان الاولى بها دعم مشاريع الانتاج والتنمية للشباب ؟
كم منها ذهب لاسر الشهداء ومنظماتهم ؟
الم تكن كفيلة بدعم العملية الديمقراطية الحقيقية وذلك بدعم الاحصاء السكاني وتحديث السجل الانتخابي؟ وتوعية الناخب وتثقيفه لممارسة حقه السياسي؟
بل الم يكن الاولى بها النازحين واللاجئين في المعسكرات؟ ليعودوا لقراهم ومجتمعاتهم بعد ترحيل قسري استمر اكثر من عشرة أعوام؟
الم تكن الاولى لها دعم اتفاقية السلام الموقعة في جوبا وانهاء الحرب في دارفور والمنطقتين ؟
الم يكن الاولى بها دعم الانتاج الزراعي والمزارعين والرعاة في قطاع الثروة الحيوانية؟
الم يكن الاولى بها دعم قطاع الخدمات من كهرباء وصيانة طرق وخدمات وشبكات المياه ودعم الصحة والتعليم؟
الم يكن الاولى بها دعم الخزينة والموازنة مباشرة لتحدد الدولة كيفية صرفها ؟ طالما قادمة باسم السودان؟
ما فائدة الدعم للسودان بان تخرج من جيوب دافع الضرائب الامريكي ولا تصل للحكومة المدعوم بإسمها و يحدد أوجه صرفها مجرد موظفين محددين؟ وياخذ السودان منها وجه القباحة.
مقابل ماذا يستلم من يتسلم هذه الأموال ولمن يكن ولائه؟
هل هذه المنظمات المسماة مجتمع مدني هي نفسها التي هي جزء من تحالف الحرية والتغيير أم غيرها، وهل خاضعة لقانون العمل الطوعي وملتزمة بلوائح الحكومة وخاضعة لرقابة الحكومة؟
ألم يكن الأولى بها دعم الأسر الفقيرة في مشروع ثمرات وغيره؟
ألم يكن الأولى بها دعم البنية التحتية للبلاد من طرق وكباري ومباني وغيرها او مشاريع تنموية ترفع القطاع الصناعي والانتاجي في البلاد؟
هل يمكن للجهات التي إستلمت الأموال أن تتصف بالاستقلالية في قرارها أم يتدخل حتما الدافعين في قراراتهم وسياساتهم؟
هل هنالك كوادر أحزاب ضمن سلسلة من استلموا الدعم الخارجي ؟
هل تعلم لجان المقاومة الثورية الحقيقية إن هنالك جهات تستغل الثورة وتصعيد الأوضاع المسممة هذه وترفض التهدئة والتسوية من أجل استمرار الدعم هذا ؟
واخيرا هل الثورة المدفوعة الاجر ثورة ام ارتزاق؟
مبارك اردول
02-02-2022, 08:30 PM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد جمال الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست