حرب الإشاعات و الأخبار المضللة (الترسانة الإعلامية)
#ولاء_البوشي
واحدة من الأسلحة التي تستخدم لشق الصفوف و المتعارف عليها عالميا هي الآلة الإعلامية، و قد تم إستخدامها جيدا لتدليس الحقائق، شق قوي الثورة و إشاعة الكراهية و الفتنة منذ أيام الثورة الأولي في 2018. في بعض الأحيان تصدينا لها و في البعض الآخر نجحت في إشاعة البغضاء و الشك فيما بيننا. و للأسف الشديد أستخدم ذات السلاح في بعض الأحيان و ليس كلها من بعض المجموعات التي تنسب للقوي الثورية لتصفية المعارك و ترجيح كفة المصالح الشخصية. فإنتشر خطاب التخوين، التشويه و التحريض..
و آنا أتحدث عن تجربة شخصية، فخلال عهد حكومة الثورة الأولي و النظام البائد و كل ترسانته الإعلامية بكامل قوتها عتادها و تنظيمها، في مقابل ضعف الأداء الإعلامي الحكومي و عدم جاهزيته في ذلك الوقت أدي إلي حدوث شقة تدريجية، تراكمت عبر الزمن و ثقلت. و من الأخطاء التي إرتكبناها عدم الرد علي العديد من الإشاعات المغرضة الكاذبة بحجة أنها غير مهمة و أن الأولويات أمامنا أهم من الرد علي هذه الأكاذيب. حينها قامت الحكومة عبر بيت خبرة دولي عن طريق وزارة الثقافة و الإعلام بعمل بحث إستقصائي للوسائط الإعلامية المختلفة، النتيجة كانت مذهلة، حيث وجدت عشرات المواقع علي الشبكة العنكبوتية و مئات الحسابات الموجهة و المدفوعة من جهات اقليمية/خارجية و داخلية لنشر الأكاذيب و الإشاعات. لذلك كانت تنتشر الإشاعات كالنار في الهشيم و لا ينتشر خبر تصحيحها بذات المقدار.
كتجربة شخصية بحتة لأن التجارب الشخصية خير دليل و خير معلم و للفائدة العامة و الأمثلة عديدة، في كثير من الأمكنة التي أذهب إليها و إلي الآن يتم سؤالي عن قصة العسكري/الشرطي الذي إدعي كذباً أني قد تعرضت إليه بجسر شرق النيل و الحقيقة علي العكس تماماً حيث هو من تعرض و أساء لي بالغا و لم أعامله بالمثل بشهادة الجميع. كانت معاملته تلك بنفس ذات الصلافة و الهمجية التي يتعامل بها اغلب منسوبي القوات النظامية الآن مع الثوار و المدنيين عموما، و قمت بسرد الواقعة بالتفصيل في أحد المواقع الإخبارية كما أصدرت وزارة الداخلية بياناً رسميا و لكن قوة الآلة الإعلامية المضادة الموجهة كانت أقوي و أعلي صوتاً، لكن في ذات الوقت وجدت السند من طائفة كبيرة من الرفاق الثوريين من لا أعرفهم معرفة شخصية الذين يعرفون أخلاقنا جيدا من الفضاء العام فلهم جزيل الشكر و المحبة. الآمثلة كثيرة جداً علي ذات النهج، مثل إشاعة شرائي لشقق بالقاهرة و إعطائي آلاف الدولارت لأخي بغرض تأثيثها و كل من يعرفني يعلم أن لا أخ لي من أمي و أبي بل إخواني هم الثوار عفيفي اليد و اللسان، و أن أي ثائر/ثائرة بمختلف أدوارنا لا يمكن أن يسرق أو يخون. أو إدعاء أنني حزبية و في الواقع لم أنتمي لأي تنظيم سياسي علي مر الزمن وما زلت و أنه قد تم ترشيحي للتكليف عن طريق تجمع القوي المدنية، و كان الهدف من ذلك محاولة تشويه صورتنا بإدعاء أننا لم نتلزم بالمواثيق، وهذا من المستحيلات و كل ذلك لإحداث الشقة و القطيعة.
الأخطر من كل ذلك عندما إنتقلت هذه الآكاذيب لشق صفوف لجان المقاومة صمام أمان الثورة و محاولة تخوين الشخصيات المؤثرة و الأكثر نشاطاً و عاني منها الكثير. و الآن يحدث نفس ذات الشئ بمحاولة صبغة الثوار بالعنف و إتهامهم بقتل عميد الشرطة عليه رحمة الله الواسعة و تقبله الله أطيب القبول، و يعلم الجميع أنه و سط هذه الترسانة العسكرية القمعية فإنه لا يمكن الوصول لنظامي حتي و ليس قتله كما يدعون بالإضافة إلي سلمية و إنضباط الثوار التي يعلمها القاصي و الداني و هنا نطالب بتحقيق العدالة لعميد الشرطة حتي لا يضيع حقه لتمرير أجندة فهو مواطن سوداني أفني عمره في خدمة البلاد و نحن نعلم يقيناً أنه مازال هناك و طنيين خلص بهذه الأجهزة و ندعوهم لإعلاء صوت الحق و إصلاح العوج.
الخلاصة: وحدة قوي الثورة هي المخرج الوحيد لمجابهة الترسانة الأمنية/العسكرية و الترسانة الإعلامية، و تتطلب الحصافة و الإنتباه و عدم الإنجرار نحو الأخبار التي تدس لخلق رأي عدائي جمعي لتشتيت هذه القوي. نحن جميعاً إتفقنا علي الحد الأدنى من المطالب و هو إبعاد المؤسسة العسكرية بكافة مسمياتها و أفرعها عن العملية السياسية و عدم تكرار المجرب فيما سمي بالشراكة و أثبت عدم جدواه و تحقيق مدنية الدولة و بناء دولة الحرية، السلام، العدالة و القانون. وحدة الهدف ما تجمعنا و هي غربال من يحيد عنها.
و كما أقول دائما من كان الوطن نصب عينه فالنصر حليفه لا محال✌️
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة