المناحة الكوشية الى مجدي محجوب والشهداء ___________________ في الثامن عشر من ديسمبر الحزين من عام 1989 إغتال المجرم القاتل عمر حسن احمد البشير وزبانيته وبمباركة عرابهم الهالك حسن الترابي الفتى الكوشي مجدي محجوب محمد احمد - أول الشهداء في عهد الإنقاذ اللعين وما زال القاتل المجرم يقبع في سجن كوبر ينتظر القصاص ... هذه المناحة بعد يومين من إغتياله ونذكره الآن مع كوكبة شهداء الوطن والشعب يعيش ذكري ثورة ديسمبر الخالدة التي أطاحت بحكم عصابة الاسلام السياسي الى مزبلة التاريخ ولنذكر المجرمين والطغاة أن الشعوب لا تنسى شهداءها وأن القتل لا يسقط بالتقادم وأن القاتل يقتل ولو بعد حين ولنا في القصاص حياة.
********* قتلوكَ يا ولداهُ.. يا حُبْاهُ ليس الحبُ يقتل فرحلت كالأيام .. كالأحلام .. ليت الظلمَ يرحل *** يا أيها الكوشىُّ كانوا هم عراة الفكر حين أتوك غيلة فرحلت أنت عن المكان .. عن الزمان.. عن الحبيبة والقبيلة أزف الرحيل و"هانِمُ" الثكلى تعد لك الحريرة والضريرة والعديلة هجم التتار عليك والخرطوم حبلى بالأغانى والأمانى المستحيلة *** يا ايها الوطن الذى فوق الثريا والمدار يا ايها الوطن المدجج بالجمال وبالهوى والإنبهار ويحى عليك من ابتلاءات الصغار على الكبار بالت كلاب الامن فيك تغوطت فى كل دار وتعملق الاقزام فيك وعربدت فيك التتار لم يبق منك سوى دوى الانهيار فتعال يا اختاهُ نبكى ما تبقى من كرامتنا ونمضى فى انكسار ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار فى عهد التتار؟ ماذا تبقى غير قبض الريح فى الزمن البوار؟ ماذا تبقى غير خازوق يليه انتظار وانتحار؟ كيف الظلام أتى إلى السودان .. صادر شمسه الغيلان فى وضح النهار؟ *** قل لى بربك يا حفيدُ ابادماك؟ ماذا جنينا من هوى الأوطان غير الموت والدم والهلاك؟ يا نيل ضعنا فى الشتات فمن سيجمعنا هناك؟ *** حتَّام نركض فى الظلام ولات يا وطنى مناص ماذا جنينا رب! اين هو الخلاص *** ابكى عليك سليلُ كنداكاتِ كُوش الباسقات السامقات الخائضات مع الجيوش ابكى عليك من الزمان ومن جراحات الوحوش غادات كوش فرشن دربك بالحرير وبالنقوش خبأن حبك فى القلوب وبالرموش وهمسن باسمك .. ذبن فى الوجه البشوش وهتفن يوم رحيلك الابدى لليل الطويل ماذا دهى السودان والد ذلك الرهط الجميل؟ أين الرجال؟ واين ترهاقا النبيل؟ أين الجواد بروحه عبدالفضيل؟ أين الشفيع وصحبه .. أين الشموخ العبقرى أين الامام وأين عبدالخالق المحجوب .. أين الأزهرى؟ أين الملوك ذوى الدفوف أين الأُلى نقشوا على الصخر الحروف!! أين الفتى عبداللطيف .. وأين جوزيف العفيف؟ ذاك الفتى الأبنوس ذو الظل الخفيف أين القوام السمهرى؟ *** هجم التتار ولم تفرخ في الديار إوزةٌ أو عمَّ نيل ويّحي على السودان زاغ من المدار إلى الفراغ بلا وداعٍ أو عويل والناس ما برزوا لسارقه وما امتشقوا الصقيل ويّحي على حلفا .. على شجر النخيل أبكى على نفسى .. على الصمت الطويل أبكى على ام درمان أم أبكى هوى عزة الخليل؟ يا حسرتى ! أبكى على من يا ترى! أبكى على ذاك الذى ترك البلاد مهاجرا أو من قضى خلف السجون مثابرا من دكَّ عرش الظلم هزَّ منابرا ومن استمات على المبادئ صابرا أبكيهُ محمودَ الخصالِ وثائرا من سار نحو الموت عملاقاً وحلق طائرا أبكى على من يا ترى! أبكى على أُسْدِ الشَرَى أبكى على المكِّ العظيم إذ انبرى ركل المهانةَ وازدرى حرق الدخيل بجيشه لما افترى أبكى على سكك الحديد وعطبرة أبكى على وطن تمدد فى الثرى متسربلا بجراحه حتام يشكو للورى! *** لو جنة الخلدِ اليمن لا يعدلُ السودان وطن روضٌ حوى من كل فن النيلُ والروض الأغن أنا آهِ من حب الوطن قد هدنى .. هد البدن! *** قم أيها الكوشىُّ كالعنقاءِ من قلب الرمادِ واستنهض التاريخَ والأمجادَ من وادٍ لوادِ قم زلزل الأرضَ الرحيبةَ إنها حبلى بزادٍ .. أىُّ زادِ وتماسكى يا أم مجدى.. كلنا مجدى وحبك فى ازديادِ هُزِّى جريد النخل نأتى فوق صافنةِ الجياد بالطارِ والجرجارِ والطنبورِ ترقصُ كل فاتنةٍ لمجدى فى بلادى لا وقتَ للأحزانِ لا تتوشحى ثوب الحدادِ هاتى أناشيد النضال فكل قافيةٍ تنادى: هذا عريس المجد يشمخ فوق هامات الأعادى *** لا تجزعى أُمَّاهُ لو طال الحصار لن تنحنى تلك الجباهُ الشامخات كما المنار لن تنحنى للإنكشار ولى زمانُ الانكسار لا تفزعى أختاه من جند التتار فغداً يعود فتاكِ من خلف البحار كالرعدِ كالغيمِ المُحَمَّل.. للديار سيعود للخرطوم فارسُها وينقشعُ الغبار عن عاشقين تعانقا فى انبهار وتعاتبا فى مقرنِ النيلينِ فى وضح النهار لا تجزعى أُمَّاهُ لو طال الحصار فغداً سينهزم التتار ويحقق السودان أروع انتصار *** سيان عند الموت قزمٌ أو مليك وغدا سينهزم التتار وأنت تبقى رغم أنف القاتليك جرحا يضيءُ الدرب للفجر الوشيك *** وِلداهُ أنت هنا ستبقى رغم أنفِ الظلمِ حيَّا وسيذهبون كما الدخانِ كما الهبوبِ وأنت تحيا لحنا طفوليا تردده الحناجر للفتى السمح المحيا ***************
نورالدين منان / الولايات المتحدة ديسمبر 1989
المناحة الكوشية... الى اول شهداء عهد الإنقاذ مجدي محجوب والى آخر الشهداء ... القصاص حكم إلهي لا يسقط بالتقادم
12-16-2021, 03:26 PM
بسمات الشيخ
بسمات الشيخ
تاريخ التسجيل: 05-22-2021
مجموع المشاركات: 833
فعلا كانوا عراة الفكر حين اتوه واغتالوهو غيلة وظلما ... وقد قرأت قصة اغتياله بحزن شديد لان الطغاة قتلوهو بسبب تهمة تجارة في العملات الاجنبية وانهم بعد شهور فقط من اغتياله فتحوا صرافات العملات الصعبة للصوص والحرامية الذين يتبعونهم .....قاتلهم الله.. وعدالة الثورة ستنالهم في الدنيا وعدالة السماء تنتظرهم في الاخرة .. وشكرا على هذه الكلمات والمناحة الكوشية ...في حق مجدي محجوب وشهداء الثورة وشهداء الكفاح والنضال من اجل الحريو والعدالة والسلام...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة