أتفقنا جميعا بأن ما حدث في ٢٥ أكتوبر هو انقلاب ومرفوض وقاومناه، وبسبب المقاومة الشعبية والضغط الدولي تراجع قادة الانقلاب عن بعض إجراءاتهم، وهي ليست كافية ويجب الاستمرار في جهودنا من أجل تحقيق جميع المطالب إلى حين استعادة المسار الانتقالي بشكل سليم.
دور الاحزاب والقوى الثورية الأخرى في هذه الفترة الحرجة يتمثل في جمع عناصر المشهد السياسي والوطني من أجل تقديم حل لهذا الواقع المأزوم. هذة فترة لا يمكن ان تحصل فيها الأطراف على كل ما تطلب، وكذلك يجب الا تنتظر منتج جاهز يتفق مع ما تريد، بل يجب ان تسعى من أجل ان يكون ذلك ممكنًا.
إن الفشل في إنجاز التوافق بين القوى السياسية مع غياب رؤية وطنية لمخاطبة الأزمة سوف يتسبب في ضرر لعملية التحول الديمقراطي، وربما يفتح الطريق أمام انقلاب جديد او فوضي تعم البلد. لذلك يجب ان نعمل جميعنا وبكل الجد من اجل الحفاظ على مسار ثورتنا العظيمة والوصول بها الي أهدافها وفاءا للشهداء.
كل ما سبق يؤشر بوضوح لضرورة فتح حوار مع د. حمدوك واستعادة التماسك بين المكونات المدنية، والابتعاد عن التخوين، وإحترام التباين في وجهات النظر والمواقف بين القوى السياسية والمكونات الثورية المختلفة.
نحترم شعارات الشارع ومسئوليتنا تحقيق مطالبة حسب افضل الخيارات المتاحة.
المهم هو تحديد خطوات واضحة لمخاطبة التحدي الوطني القائم، واقترح التالي:
١- إدارة حوار داخلي لإزالة تباينات الآراء وتقديم خطة لإدارة ما تبقي من المرحلة الانتقالية.
٢- السعي من اجل اعادة بناء الحاضنة السياسية على اسس جديدة تحت مظلة "قوي الحرية والتغيير" مع إمكانية توسعة الحاضنة السياسية لتفادي أي اختلافات أخرى مستقبلًا.
٣- فصل المسار التنفيذي عن المسار السياسي، بمعني: عدم مهاجمة د.حمدوك وعدم تركه وحيدا، لأن أي إضعاف ل د. حمدوك هو إضعاف للفترة الانتقالية وفرص التحول الديمقراطي. ولذلك يجب رفض تخوين د.حمدوك ومن يقابلوه. ويجب اعتبار عودة د.حمدوك من أجل استمرار الجهاز التنفيذي في العمل لتقديم الخدمات والمحافظة على الانتاج وتوفير معاش الناس، بالإضافة الي مواصلة النجاحات التي بدأتها حكومة الثورة في مجال الإصلاح الاقتصادي والاستمرار في جهود إعادة ادماج السودان في المجتمع الدولي.
٤- السعي لإعداد إعلان سياسي تحت عنوان "استعادة المسار الانتقالي" يهدف الي: أ- استعادة العمل بالدستور وبالتالي تخطي الاتفاق السياسي (اتفاق حمدوك البرهان) المختلف حولة، واعتبار الاتفاق غطى فترة محددة تنتهي بعودة المكون السياسي للقيام بدوره. ب- تطوير الوثيقة الدستورية إلى دستور انتقالي. ت- اعادة النظر في جدوى الشراكة مع العسكريين، اما الاستمرار فيه او طرح بديل يتفق عليه كل الاطراف ينشأ بموجبه مجلس سيادي من المدنيين مع إمكانية قيام مجلس عسكري أمني ليضطلع بمهمة الترتيبات الأمنية ويمهد الطريق لتكوين جيش قومي. ث- إكمال مؤسسات الفترة الانتقالية وتهيئة الأجواء للانتخابات العامة.
٥- القيام بإجراءات العدالة الانتقالية تتناول كل الانتهاكات منذ استقلال السودان من خلال كل مستويات المحاكم (الجنائية الدولية، المحاكم الجنائية، التقليدية، والمحاكم التكميلية) وذلك من اجل تحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية لبناء دولة جديدة بجهود كل أبنائها.
علينا نحن في "الحرية والتغيير" ان نختار ما بين بدء الحوارات او افساح المجال لحاضنة سياسية جديدة ونتحول إلى كتلة معارضة، وهذا ممكن كما يفعل الحزب الشيوعى الآن والذي رفض كل ترتيبات الفترة الانتقالية ودعا الي اسقاط الحكومة بكل مكوناتها.
12-08-2021, 08:28 AM
Ali Elarifi
Ali Elarifi
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 70
دكتور عبد الحليم سلام اتفق معك في المقال وخاصة عدم تخوين الدكتور حمدوك بل مساندته لانجاز الفتره الانتقاليه. من المفترض توافق الجميع علي اربعه او خمسه مهام لانجازها فيما تبقي من عمر الانتقال الديمقراطي: 1- اصلاح الخدمه المدنيه بالتدريب العالي لعناصرها واضافة موظفين جدد من الشباب وتقصير سن المعاش الان الي 60 سنه للتخلص من الديناصورات الغير مفيده ويشمل ذلك الاجهزه العدليه ومع هذا الاصلاح يتم اصلاح الخدمه العسكريه ومراجعة عقيدتها وجنسيات المندسين في قوات الدعم السريع واكمال برامج DDR للحركات المسلحه ويكون المنتج النهاى جيش قومي واحد بعقيده لحماية الوطن. 2- تطوير الوثيقه الدستوريه الي دستور يكتب ويناقش ويطرح للشعب للاستفتاء حوله، والاعداد للانتخابات بعمل التعداد السكاني ، مفوضية الانتخابات ، تقسيم الدوائر الانتخابيه، تنظيم الاحزاب بالاتفاق علي ماهية الحزب السياسي وتسجيلهاز 3-معاش الناس والاقتصاد. 4-تحريك ملف العداله والاهتمام بالعداله الانتقاليه.
المهم تحديد اهداف محدده لانجازها.
12-08-2021, 10:59 AM
مهيرة
مهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة