تدين اسرة مريود، بأشد عبارات الادانة، الخطوة الغادرة التي اقدم عليها الخائن العميل البرهان، رئيس لجنة البشير الامنية، بالانقضاض علي السلطة المدنية واعلان حالة الطوارئ. ففي صباح يوم حزين من ايام السودان، الاثنين 25 اكتوبر 2021، افاق الشعب السوداني بأنباء تتحدث عن اعتقال السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وجزء من طاقمه الوزاري وبعض القادة السياسيين واعضاء المجلس السيادي من المدنيين؛ وما هي الا سويعات حتي اطل الخائن العميل البرهان ليعلن حالة الطوارئ وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية في انقلاب واضح وصريح مكتمل الاركان. ان تآمر البرهان ورهطه علي الانتقال المدني كان واضحا جليا للناظرين منذ مجزرة القيادة ثم العمل علي خنق البلاد وتهريب ذهبها عبر المطارات والسيولة الأمنية المفتعلة عبر عصابات النيقرز وبث روح القبلية والفتن والصراع القبلي مستعينين بشراذم النظام البائد. وبعد ان بدا لهم صمود الشعب السوداني ووعيه، بدأوا في تسريع وتيرة التآمر والخيانة، فقام ترك بتواطؤ من العسكر بقفل الميناء ومطالبته بحل الحكومة المدنية، فصمدت البلاد والشعب زهاء الشهر، فصعدوا من جديد بما عرف باعتصام القصر(الموز) المأجور مطالبين بتوسيع المشاركة. اننا نتساءل ما الذي جدّ في حكومة مضي من عمرها اكثر من 8 شهور(تم تعيينها في مطلع فبراير 2021) لتتم المطالبة فجأة ، بتوسيع المشاركة فيها ومن وزراء وشركاء في الحكومة نفسها؟! اما كان الاجدر لهم، ان كانوا صادقين، المطالبة بتوسيع المشاركة عند تكوين الحكومة وليس بعد اكثر من 8 اشهر بعد تعيينها؟! ان الاجابة علي هذا التساؤل الموضوعي هي جلية واضحة، نلخصها في الاسباب التالية: اولا: قرب موعد تسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين في نوفمبر 2021 حسب الوثيقة الدستورية، ومن الواضح للجميع ان البرهان ورهطه لا يرغبون في تسليم رئاسة المجلس ثانيا: الخطوات الجادة التي اتخذتها الحكومة المدنية في منع تهريب الذهب مما سيساهم في دعم الاقتصاد وحل الضائقة المعيشية. ثالثا: الخطوات الجادة التي اتخذتها الحكومة المدنية في تبعية شركات الجيش لولاية وزارة المالية وهي خطوات لا يرغب فيه البرهان ورهطه. وواضح جليا ان جنود وضباط الشعب المسلحة ليسوا ضمن قائمة المستفيدين من الدخل الضخم لهذه الشركات، فهم يعيشون الفقر والمسغبة والحصار مثلهم مثل باقي الشعب السوداني. رابعا: النمو الاقتصادي، زيادة العائد من التصدير، تحويلات المغتربين، الانتاج الزراعي الغير مسبوق، حماس العقول في تقديم الحلول، الاعمال الخيرية والتكاتف، كلها مؤشرات واضحة ان البلاد بدأت مسيرة النماء والاستقرار تحت ظلال الحكم المدني، فكان لابد من قوي الشر والعمالة من اسراع الخطي لقطع الطريق امام نجاح الحكم المدني.
اننا نثق ،كامل الثقة، ان الشعب السوداني معلم الشعوب والثوار الشرفاء قادرون علي استعادة زمام المبادرة ودحر الانقلابيين والفلول واستعادة الحكم المدني؛ فالشعب يمتلك ادوات النضال المتراكمة ويعرف كيف ومتي يدحر الخونة والعملاء مهما تسربلوا بأدوات الفتك والقتل. المجد والخلود للشهداء الكرام، التحية والتجلة للشعب السوداني الابي الشامخ وان فجر الخلاص لناظره قريب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
mekki
محمد علي البصير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست