مأزق العسكر، عندما وقع العسكر على الوثيقة الدستورية (مجبرين) كانوا معتقدين إنها مجرد مخرج مؤقت من مأزق مجزرة القيادة العامة و مأزق 30 يونيو، فوقعوا و في نيتهم أن يجهضوها في مقبل الأيام، ليكملوا مخططهم بإزاحة البشير و الإبقاء على البقية، و نسبة لأنهم ابناء البشير و زمرته، فكتابهم واحد لا غير، فحاولوا تنفيذه في الخطوات التالية : أولاً، إسقاط الحكومة المدنية عن طريق نفس السلاح الذي أتت به، الشعب و الشارع، فمنذ ميلاد الحكومة و هم يخلقون الأزمات الإقتصادية، ظناً منهم أن الشعب سيثور ضد الحكومة المدنية عذما يعاني في معيشته و يسقط المدنيين كما فعل مع البشير، فنجحوا في خلق الأزمات و فشلوا في استخدام الشارع لإسقاط المدنيين. ثانياً، حاولوا خلق زعزعة و تفلتات أمنية مثل 9 طويلة و مسرحية الإنقلاب، مثل ما كان يفعل البشير كلما ثار الشارع، ليشعر الشعب بعدم الأمان ليطالبوا بالعسكر لحمايتهم، نجحوا في زعزعة الأمن، و لم يلجأ إليهم أحد لإسقاط الحكومة، بل ارتدت الرصاصة لهم حين لامهم الشارع بعدم تنفيذ أهم واجباتهم الاساسية و هي حماية المواطن. ثالثاً، حاولوا تغيير تركيبة الحاضنه السياسية لتكون لهم الاغلبية في السيادي و مجلس الوزراء، فحركوا جبريل و مناوي و شلتهم للضغط في توسيع المشاركة السياسية، لإدخال الشعبيين و بقايا الكيزان في الحكومة، و لترجيح كفة العسكر في اتخاذ قرارات الحكومة التنفيذية نسبة لبعدهم عنها لإنها تابعة لمجلس الوزراء، و عندما فشل مناوي و جبريل في إقناع قوى الحرية و التغيير بإدخال الكيزان في الحكومه، أعلنوا إنشقاقهم و كثفوا الدعوات لدعم مواقفهم من الشعب للضغط على قوى الحرية و التغيير، و عندما فشل خيار إقناع قوى الحرية والتغيير ، طالبوا بحل الحكومة بشكل كامل و العودة لمنصة التأسيس، و برضو اضافة الشعبيين، و برضو فشلوا. رابعاً، و بالتوازي و التزامن مع تحركات جبناوي، اغلقوا طريق الشرق لخنق الحكومة إقتصادياً، و لأنهم لا يفقهون في السياسة و الإقتصاد، لا يعلموا بأن كل دول العالم في انتظار تحسن إقتصاد السودان و إستقراره لبدء المشاريع الإستثمارية، و السودان عبارة عن الدجاجة التي تبيض ذهباً، و لن يسمحوا للعسكر بخنقه إقتصادياً. و بعد سنتين من عمر الوثيقة الدستورية، تبينوا بأنهم (ركبوا خازوق مصلح) و أن لا مناص من المضي قدماً نحو إكمال الإنتقال و تسليم رقابهم للمقصلة، لمن الموضوع سخن داخلياً و خارجياً، و كل أوراقهم كملت، بدت المشاكل بيناتهم تولع، فلا حميدتي عاوز يندمج مع الجيش و يفقد سلطته الحالية، و لا حميدتي و برهان عاوزين يتحاسبوا على فض الإعتصام، و لا كمان عاوزين يفقدوا سيطرتهم على شركات الجيش و شركات الدعم السريع، حميدتي صاحب المليشيا الغير قانونية و أحد مدبرين فض الإعتصام، و برهان الغير محبوب لدى شريحة كبيرة جدا من الجيش و مدبر الفض أيضاً، يعيشون هذه الأيام أسوأ أيامهم على الإطلاق، فإكمال الإنتقال يعني نهايتهم، و رفضهم لأي بند في الوثيقة او اي محاولة إنقلابية، تعني نهايتهم أيضاً. إنه عود العُشٌر بلا شك. #ارحل #عزل_البرهان #حميدتي_ياقاتل #حل_مليشيا_الجنجويد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة