|
|
|
 Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: abdulhalim altilib)
|
رحل أخي الأكبر عبدالرحمن ، يوم الجمعة قبل الماضية .. الموافق 8 أكتوبر 2021 .. بعد أن عانى كثيراً من المرض في الشهور القليلة الماضية ..
ونسأل الله أن تكون كفاره له ، فقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه الامامان البخاري ومسلم: (ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه ،
إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة أوراقها) ونشهد الله أنه كان فينا أخا عظيماً .. وصديقاً عطوفاً .. وعرفناه أباً رؤوفاً رحيما ..
وكان كريماً مضيافا وشهماً جوادا .. رحل أخونا العزيز عبدالرحمن ذو الأخلاق الرفيعة ، هادئ الطباع وحلو الحديث وطيب المعشر .
وكانت تأسرني وتعجبني فيه روح الفكاهة الأصيلة وخفة الدم الظريفة بجانب الكرم الفياض ، رغم ما كان يعانيه من آلام ، وما كان يشعر به من توجع ..
إلا أن كل ذلك لم يفت في عضده ، ولم يستسلم أبداً للمرض ، بل صابراً وصامداً ، وكان لسانه دوماً رطباً بذكر الله
والدعاء لنفسه وللاخرين .. آناء الليل وأطراف النهار .
أخي العزيز الأستاذ الفنان عبدالرحمن عبدالله ، البلبل الغريد .. في سامق عليائك .. سلاماً أيها الضالع في الصمت وفي الموت ..
وفي أروقة الليل ومسرى الكبرياء .. تبكيك البيوت الانبنت ضانقين .. تبكيك السعودية والسودان ويبكيك كل فرد في العالم قد عرفك
أو صادقك أو زاملك أو استمعك لصوتك العذب الجميل .
يا صباحات غائبة عني برحيل أخي أبو مصعب .. وفيني يا ود عبدالله ، في جواي حضورك .. ذكرياتك فيني باقية .. ضاوي في أعماقي نورك ..
يا أخو الأخوان سقتك يد الرضوان كأس كرامة من الكوثر الفياض معسولة اللمى .. تمزق قلبي وزاد الندم .. وصارت دموعي مداد القلم أسائل نفسي:
أحقاً رحل البلوم .. وتدثر أخي أبوجنازير بثياب الموت ورداء العدم.. ؟ ما أقساك يا قدر.
قد أبكرت أخي يا أعز الرجال ..
وأسرجت المنون بلا سؤال ٍ..
فأججت الأسى في كل قلب ٍ..
آه أخوي عبدالرحمن .. أطراك .. ويشرقني الحزن والأسى ، وتخنقني بالعبرة تفاصيل حياتنا كلنا في الغربة .. تترص قدامي وتقيف ..
باب الحكاوي والذكريات ينفتح .. وتدخل زقاق الكتمة زخات الخريف .. وموجات برد الرياض القارص .. رحيلك وجعة والله أخوي عبدالرحمن .
الرياح الفي الدرب .. بعثرت فرح القوافي .. ومددت حزن المنافي .. وبرضو ريدك فينا باقي .. باقي في الحنايا وفي عيون أطفال بتكتب بالدوايا
وفي المشاوير والحكايا .. باقي ثابـــت جــوه القلب .
أطاقت يد الموت انتزاعك من يدي ..
ولم يطق إنتزاعك من صدري ..
فلا وصل إلا بين عيني والبكا ..
ولا هجر إلا بين قلبي والصبر ..
يتبع
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: abdulhalim altilib)
|
هل حقا رحل الأستاذ الفنان؟ بعد أن كان بيننا متحدثا وموجهاً ومرشداً لأنه كان في الأساس أستاذا يربي الأجيال ويعلمهم .. كيف أضحى بين عشيةٍ
وضحاها الحديث عنه دامعاً وراعشاً وخانقاً بالعبرات ؟ هل فعلا اختارتك يد المنون لترتقي للملكوت الأعلى عند مليكٍ مقتدر ؟ رحمك الله اخي أبو مصعب .
يا أطيب الناس روحاً ضمها بدن .. استودع الله ذاك الروح والبدنا ..
لو كنت أعطي به الدنيا معاوضة منه .. لما كانت الدنيا له ثمنا ..
كان يتميز بين زملائه الفنانين وكوكبة أصدقائه من العازفين والموسيقيين ، بروحه الشفافة وخفة دمه الغير مفتعلة ، وتواضعه الجم . وكان هو الضلع الرابع
لإهرامات الغناء بمختلف ضروبه في غربنا الحبيب .. فقد شكل مع زملائه الثلاثة الآخرين ، وأعني بهم صديق عباس وإبراهيم موسى أبا ودكتور عبدالقادر سالم ..
شكل معهم بدايات فرقة فنون كردفان .. وصدح كل منهم بما اشتهر وذاع من أغنيات خالدة في التراث السوداني عامة والكردفاني خاصةً ..
فظهر الفنان صديق عباس بأغنية مطر الرشاش الرشا .. وظهر الفنان إبراهيم موسى أبا بأغنيته المعروفة عيني عليك باردة يا السمحة يا الواردة ..
أما دكتور عبدالقادر سالم فقد ظهر برائعته مكتول هواك يا كردفان بجانب اللوري حل بي دلاني في الودي ..
أما راحلنا المقيم أبو مصعب .. فقد ظهر بعدة أغنيات كل واحدة تنافس أختها في الروعة والبهاء .. فمن منا من لم يطرب لأغنية شقيق قول لي يا مروح
ومن ذا الذي لم يرقص طرباً أو يتمايل حبوراً مع صبرك لحظة واحدة يا ضابط السجن .. أو جدي الريل أبو كزيمة ، وغيرها من درره الغنائية والتي
تجاوزت في مجموعها الثلاثمائة أغنية كل منها أحلى وأروع من أختها .. رحمه الله تعالى وأسكنه عالي الجنان ..
ﺻﺒﺮﻙ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﺇﺫﻧﻚ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻳﺎ ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﺴﺠﻦ .. ﺃﺗﺰﻭﺩ ﺑﻨﻈﺮﺓ
ﻭﺃﺭﺟﻊ ﺃﻧﺴﺠﻦ ..
ﺧﻤﺴﺔ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ .. ﻣﺮﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻴﻠﺔ
ﻭﺩﻣﻊ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻫﻤﻴﻠﺔ .. ﻭﺭﺍ ﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺍﻟﻬﻤﻴﻠﺔ
ﺗﺸﺮﺡ ﺳﺎﻳﻠﺔ ﺣﺎﻟﻲ .. ﻭﺗﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﻼ
ﻗﺼﺔ ﻭﺭﺩﺓ ﺟﻔﺖ .. ﻣﻦ ﻓُﺮﻕ ﺍﻟﺨﻤﻴﻠﺔ
ﻳﺸﻠﻊ ﻧﻮﺭ ﺑﺴﻴﻤﺘﻮ .. ﻭﻳﻨﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻦ
ﻭﻳﺤﻠﻰ ﺩﻭﺍﻡ ﻓﺮﻳﺤﻮ .. ﻭﺩﺍ ﺍﻟﻤﺎﻓﻴﻬﻮ ﻇﻦ
ﺑﺘﺤﻜﻲ ﺣﻨﻴﻦ ﻣﻐﺮﺩ.. ﺑﻠﺒﻞ ﺳﺎﺏ ﻋﺸﻴﺸﻴﻮ
ﻭﺭﺍﺡ ﻭﻟﻬﺎﻥ ﻳﺮﺩﺩ .. ﺷﻮﻕ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻟﺮﻳﺸﻮ
ﻭﺷﻮﻕ ﻟﻠﻨﺎﺩﻱ ﺧﺪﻭ .. ﻟﻠﺒﺠﺮﺡ ﺭﻣﻴﺸﻮ
ﻟﻲ ﺟﺎﻫﻼً ﺑﻌﺬﺏ ﺻﺪﻭ .. ﻭﻳﺤﻼ ﻃﻴﺸﻮ
ﻃﻴﺐ ﻧﻔﺴﻮ ﻃﻴﺒﺔ .. ﺣﻨﻴﻦ ﻛﻠﻮ ﻃﻴﺒﺔ
ﻓﺮﺣﺎﻥ ﺑﻲ ﺷﺒﺎﺑﻮ .. ﻛﺎﻣﻞ ﺣﺴﻨﻮ ﻫﻴﺒﺔ
ﻭﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺗﻬﺎﺑﻮ .. ﺩﺍ ﻟﻴﻦ ﻧﻲ ﺻﻐﻴﺮ
ﺯﻱ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﺩﺍﺑﻮ .. ﻭﺑﻲ ﺑﻠﻮﺭ ﺃﺻﺎﺑﻮ
ﺑﺘﺼﻔﺢ ﻛﺘﺎﺑﻮ .. ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺃﺷﻮﻓﻮ
ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺴﺠﻦ .. ﻭﻻ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻏﺎﻟﺐ
ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻋُﻠب..
يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: abdulhalim altilib)
|
من خلال إبداعات وأغنيات تلك الكوكبة النيرة من فنانينا من غربنا الحبيب ممن غسلوا قلوبنا بماء الورد من أغنياتهم ، وأشجونا بروائع الحانهم وتنوعها ..
منهم سمعنا وعرفنا أغنيات الجراري والدرملي والمردوم والهسيس والجرداق وغيرها .. وارتوت أرواحنا وتحركت معها أجسادنا على إيقاعات الكمبلا
والنقارة والطمبور والكيقا والدلوكة .. وتشبعنا بتنوع الالحان والرقصات من خلال أغنياتهم وفرقة فنون كردفان .
الفنان عبدالرحمن ، الأستاذ ، البلوم ، بلبل الغرب والذي كان عصفوراً للغناء الكردفاني الأصيل والجميل . كان عصفوراً في رمش الرياح والزيف والخوف والعلل ..
كان بلوماً ، لا بل كان بلبلا للوطن الجميل .. حضناه حلماً لا ينتهي في كل أمسيات حياتنا .. وأضحينا نبكيه بالدمع الهتون . ياهامة للغناء الكردفاني الأصيل ،
مرفوعةً منذ سبعينات القرن الماضي .. صوتك الغريد عندما يصدح بالغناء .. يوقظ كل خلايا الحياة في دواخلنا .. أكرم به من صوت جميل وعذب .
هل نقول لك وداعاً أيها النهر الغنائي الذي يجري في دواخلنا .. هل نقول وداعاً لذاك الصوت الملائكي الذي كان يعطر سماواتنا لأكثر من خمسة عقود متواصلة ؟
حاملاً في جريانه أكثر من ثلاثمائة أغنية تنافس بعضها البعض في الجودة والطلاوة والحلاة .
هل آن الأوان لجريان النهر الخالد أن يتوقف ؟ لتعلم أخي في سامق عليائك عند مليكٍ مقتدر أننا لن نبكيك .. لأنك حي بيننا تسعى بصوتك العذب الذي لا يضاهى .
وكما ذكر الأخ الاعلامي والمذيع المعروف الطيب عبدالماجد وهو ينعي فناننا الخالد أبو مصعب أن البلبل توقف عن التغريد وخرج من سجنه (ضابط السجن)
ولكنه لن يعود إليه كما كان يرجو ويأمل .. فقد راح عند مليكٍ مقتدر .. وداعاً أيها الكروان .. فقــد كانت لك كلمـــة ولحـــن وشخصية .. لذا احتفى كل السودانيين بصوتك الطروب .
يتبع...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: abdulhalim altilib)
|
كان راحلنا المقيم على تواصل معي طوال الشهور الثلاثة الماضية والتي سبقت رحيله المفجع والمباغت .. فقد كان يصارحني بأنه متخوف من رحلته العلاجية
للقاهرة في هذه الأوقات لأن مصر الكرونا فيها منتشرة بصورة رهيبة مثلما نقل له بعض أصدقائه ومحبيه .. لذا فقد تم تأجيل سفره لأكثر من شهر ونصف تقريبا ..
وبعد أن سافر ظل على تواصل معي عبر الواتس .. وكنا نتراسل يوميا ومنذ الصباح الباكر تردني رسائله وأرد عليها وهكذا .. وكان يطلعني على كل تفاصيل حياته
اليومية في قاهرة المعز ، ويزودني بالصور الجماعية لكل من يزوره .. وقد عاده و زاره في مسكنه وهو يواصل فحوصاته كل من الفنان الدكتور عبدالقادر سالم
والفنان محمود تاور والفنان ياسر تمتام والفنان مصطفى السني والفنان عصام محمد نور ، وهم أيضاً جاؤوا للقاهرة مستشفين ، شفاهم الله وعافاهم .
كما زارته أيضا عقيلة السفير السوداني بالقاهرة ، سفيرنا محمد إلياس ، السيدة ماجدة مهدي ، ومعها المدير الاقليمي لشركة سودانير في القاهرة السيدة منال عابدين بدر ..
ولقد ثمن راحلنا المقيم هذه الزيارة .
ولقد درج راحلنا المقيم أبو مصعب ومنذ أن لازم سرير المرض في الفترة الأخيرة ، درج على أن يرطب لسانه دوما بذكر الله والدعاء والاستغفار ..
مثلما كان يفعل ذلك دوما .. ولكنه في فترة مرضه الأخيرة يكاد يكون قد تفرغ تماماً لذلك .. فأضحى كثير الدعاء والاستغفار ، وكأني به قد حس بدنو أجله ،
رحمه الله وأسكنه عالي الجنان . ولقد درج ، رحمه الله ، على إرسال بعض الأدعية والأذكار لي كل صباح .. فانظر يا رعاك الله لهذه الأدعية ،
وهي آخر ما وصلني منه قبل أن يشتد عليه المرض ، وتضربه جائحة الكرونا ، والتي كان يحذرها ، فتؤدي به الدخول في غيبوبة لبضعة أيام ومن ثم انتقل للرفيق الأعلى:
(1) اللهم يا خير معبود ، يا من لا يجوز لغيرك العبادة والصلاة والسجود .. ويا من لا يستغني عنك أحد من خلقك في الوجود ..
نسألك ألا تكسر لنا قلبا ، ولا تصعب علينا أمرا ولا ترد لنا دعاء .
(2) إذا عطش قلبك ، فلا تسقه إلا بالقران ، وإذا اتوحش فلا تؤنسه إلا بذكر الرحمن ..
فمن أوى إلى الله أواه ومن فوض أمره إلى الله كفاه ومن باع نفسه إلى الله اشتراه ..
فطوبى لمن أواه ربه وكفاه واشتراه فرضي عنه وأرضاه .
اللهم اسقنا من حوض الحبيب شربة لا نظمأ بعدها أبداً .
تصدق آ مال !! وتطول آجال !! وإن شاء الله نتقابل !@!!
وفي يوم 28 سبتمبر ، منتصف النهار تقريبا ، راسلته بهذه السطور عبر الواتس:
أخوي الحبيب وأستاذنا العزيز ومبدعنا البلبل الغريد ..
كيفنك وكيف حالك .. طمني عليك .. أين وصلت الآن في رحلة العلاج . هل بدأت أم لسه في مرحلة الفحوصات وخلافها ..
ربي يعجل بشفائك ويمتعك بالصحة والعافية وتعود لينا أكثر شباباً ونضارة مع تمام العافية مقرونة بالسعادة ودوام التوفيق ..
قلبي معك أخوي العزيز أبو مصعب .
ونقلت له سطوره التي كتبها لي آنفا والتي تقول :
تصدق آمال ! وتطول آجال !! .. وإن شاء الله ! ونتقابل !!!
فرددت عليه بقولي عنها:
ده الكلام ... بإذن الله نتقابل ..
فكتب لي:
مع الهبوط .. غير لي كل البرنامج .. حتى الفحوصات ما كملناها .. هبوط منعني حتى الكلام
وأخدت اتنين درب بالوريد .. ورجعنا بعدها إلى البيت على أن نأخذ مواعيد أخرى .
وكتبت له:
ربنا يسهل ليك الأمور ويبعد عنك الهبوط وينتظم وضعك الصحي وتاخد مواعيد أخرى
وتكمل مسيرة العلاج بكل سلاسة وسلامة وتوفيق .
ثم أردفت قائلاً:
بالمناسبة .. أرسل لي الأخ العزيز الفنان عزالدين آدم أوباما (إبراهيم عوض الصغير) رسالة صوتية في الواتس يستفسر عن أحوالك الصحية في القاهرة ، وهل بدأت العلاج أم لا .
وأخبرته أنك ما زلت في مرحلة الفحوصات . (بعثت له الرسالة الصوتية) .
وحوالي الساعة الواحدة ظهرا جاءني آخر رد منه .. في نفس يوم 28 سبتمبر
(لانه بعدها دخل في غيبوبة حتى توفاه الله) :
وجاء رده في كلمتين فقط: اللهم آمييين .
وبعدها بأيام قليلة جاءنا الخبر المفجع بأن أبو مصعب إنتقل إلى الرفيق الأعلى .. انتقل من دار الفناء إلى دار الخلود ..
عليك شآبيب الرحمة والمغفرة أخي العزيز .
ستبقى ذكراك فينا .. تجري مجرى الدم في الشرايين.. وسيبقى القلب ينبض بها .. مهما طال
غيابك.. بل ستبقى أنت فينا حيا دوما يا صاحبي وأخي الذي لم تلده أمي . إننا لن نبكيك أيها البلوم المغرد ..
لأننا باقٍ فينا وبيننا ومعنا إلى أن تقوم الساعة ولن ننساك أبدا .
لا شفاعة في الموت.. هكذا اقتضت مشيئة الرحمن، وتلك هي سنة الله في الخلق، ففي الموت مواعظ وعبر،
فيه تذكرة بالدار الاخرة، وليتنا نتعظ ،
تطوف الذكريات بأفق روحي .. فأزداد احتراقاً وإشتياقا .. بأجنحة الخيال أطوف فيها .. فأخترق الزمان بها اختراقا ..
وأذكر كم تسامرنا ليالٍ .. ومن ضحكاتنا الليل استفاقا .. رسمنا فوق ظلمته نهاراً .. وصغنا فيه للأمل إنبثاقا .. وحرمنا الدموع فما رضينا ..
إلى فرح السنين بأن يراقا .. ولكن المنايا فاجأتنا .. وفيما بيننا ضربت فراقا .. ودهرٌ حزنه أفنى إبتهاجا .. ودمعاً كان محبوساً أراقا ..
رحل أبو مصعب ذو الأخلاق الرفيعة والحديث العذب .. رحل البلوم الأستاذ والانسان الهادئ ، ذو الخلق القويم و الابتسامة الدائمة على وجهه ..
كان رحمه الله ذو قلب أبيض .. وكان صادقاً مع نفسه مثلما هو صادقٌ مع كل من عرفه .. رحل بعد أن ترك سيرة حسنة وذكرى طيبة ..
فلم نعرف عنه يوماً أنه أغضب أحداً أو زعل من آخر .. ولم يجتمع الناس على أحدٍ مثلما اجتمعوا عليه .. لأنه كان طيباً وصادقاً في
تعامله مع الآخرين .. وكان أخو أخوان بمعنى الكلمة .. عليه الرحمة والمغفرة :
يا منضوم بخيط الروح .. بيني وبينك عشرة قديمة ..
خشم الباب مشرع مفتوح .. مد ضراعو وحلب الغيمة ..
وزي ما الغيم باراك باريتك .. إلاً تقيـَـل واللا تبيت ..
فايت وين .. البيت بيتك .. زي الطيف مستعجل عابر ..
كنت أقلو ترسل ليا .. كان حصلتك قبل تغادر ..
ومشيت أخوي عبدالرحمن وفي الخاطر .. كلمات ما قلناها ..
وفي رحم الغيب غنوات .. يا ريت الزول لو غناها .
ويا ريت أيامنا الجايات .. لو قدر أيامنا العشناها ..
يا حاضر في كل الأوقات ..
مخضر في روحي بساتين ..
موجود في كل الحاجات ..
اللهم جاءك عبدك عبدالرحمن عبدالله (أبومصعب) وهو عبدك وإبن عبدك وإبن أمتك .. ناصيته بيديك .. جاءك مجيباً وطائعاً لأمرك ،
ومحباً للقائك .. فقد كان يذكرك ويناجيك ليلاً ونهاراً ، وفي كل أوقاته ، وفي كل حالاته .. وهو يشهد ألا إله إلا أنت ، وأن الاسلام دينك
والقرآن كتابك والجنة حق والنار حق ، وأنك تبعث من في القبور ، وأن يوم الحساب حق ، ولقاءك حق وأنك لا تخلف الميعاد ..
اللهم إن عبدك عبدالرحمن جاءك وأنت أعلم به بعمل قليل ورجاء كبير في واسع رحمتك .. اللهم بحق الشهادتين ارحمه واغفر له وتجاوز عنه ..
اللهم حرم عليه وعلى جسده وعظمه ولحمه وشحمه وجلده وروحه النار .. واغفر له وتجاوز عنه .
سلامٌ عليك أخي أبو جنازير في أعلى عليين .. وطبت حياً وميتاً اللهم أغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ،
اللهم أكرم نزله ، ووسع مدخله ، ونور قبره ، واجعله له روضةُ من رياض الجنة وأغسله بالماء والثلج والبرد ،
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وتقبله لديك قبولا حسنا واجعله من أصحاب اليمين .
اللهم أسألك أن تسكب الثبات والرضا مع الصبر في قلب رفيقة دربه وصنو روحه وزوجته الصابرة المحتسبة أختي
الصبورة راوية السر وبنتيها منى ومروة ، وإبنه الوحيد مصعب وشقيقته شادية عبدالله ، والتعازي موصولة لعديله
أخي العزيز فوزي حافظ (أبو شنب) وزوجته الأخت رجاء السر (أم أحمد) وكل أ وأهله ومعارفه وأحبابه ومعجبيه داخل وخارج السودان .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
المكلوم
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: abdulhalim altilib)
|
مرحب استاذ عبد الحليم التلب
احسن الله عزاؤكم و عزاء كل عشاق الفنان الإنسان عبد الرحمن عبد الله
أوفيت و كفيت يا عزيزي فأنتم كنتم الأقرب للفنان عبد الرحمن عبد الله
و من خلال سردك هذا لم تترك لي ما أقوله عن هذا الشامخ
نسأل الله له الرحمة و المغفرة و أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء
و حسن أولئك رفيقاً
و يستحضرني في هذه اللحظة حبيبنا الراحل الأستاذ معاوية التوم
له الرحمة و المغفرة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: خضر الطيب)
|
شكرا أخي العزيز الأستاذ خضر على مرورك الكريم .
وأحسن الله عزاءنا وعزاءكم في فقيدنا الراحل ، البلوم المغرد .
ومؤكد رياض الخير تفتقدك .. فقد كنت شعلة من النشاط عندما كنت
معنا وبيننا في كل الفعاليات التي كانت تضج بها قاعات واستراحات
وشاليهات مدينة الرياض ، المدينة التي لا تنام ، تحت راية أو مظلة الملتقي الثقافي
الاجتماعي الرياضي السوداني .
رحم الله اخونا الأستاذ معاوية التوم ، والذي ترأس تلك اللجنة التي تشكلت لعلاج البلبل المغرد
والتي نجحت فيما أخفقت فيه بعض اللجان السابقة والتي تشكلت في ذاك الزمن بغرض
سفر وعلاج أخونا العزيز الأستاذ الراحل عبدالرحمن عبدالله .
ومن المحزن أن تعرف أن ثلاثة من أعضاء تلك اللجنة والتي تشرف شخصي الضعيف
بأن كان أحد أعضائها .. قد رحلوا عن هذه الفانية .. فقد رحل أولا صديقنا العزيز
اسماعيل مهداوي ، ثم لحق به صديقنا ورئيس اللجنة الأستاذ معاوية التوم ، أما الثالث
فقد كان صديقنا العزيز عبدالرحمن عباس (عرقلة) والتي توفى في السودان في
حادث سيارة .. والآن لحق بهم أخونا وأستاذنا الراحل بلبل الغرب .. فتأمل يا رعاك الله .
الدوام لله وحده ، وهذا طريق كلنا سالكوه يوما ما .. فقط نسأل الله حسن الخاتمة .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ورحم الله بلومنا ، البلبل المغرد ، ود بارا الأخ والصديق عبدالرحمن عبدالله .،
وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
لك مودتي وتقديري ،،،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: abdulhalim altilib)
|
الحبيب عبدالحليم .. رحم الله عبدالرحمن عبدالله
كانت فترة جميلة عند ظهورهم
كانت مبادرة اهلنا في كردفان في غزو السودان بالقفاز الناعم .. فكانت لهم هجمة ناعمة سلاحها الاصوات الناعمة والجميلة والكلمات التي لها صدى
تقريبا في منتصف السبعينات .. عبارات لم نكن نعرفها اطلاقاً وطبعاً نحن في أقاصي الشمال ( ضواحي الدنيا ) أذكر منها ( شقيق قول لي يا مروح)
رغم عمرنا ونحن في عنفوان الشباب لم نسمع بهذه العبارة إلا من خلال اللحن الكردفاني وكذلك ( قدريشنا ) ..
المهم أنها كانت لفتة بارعة منهم وخاصة هؤلاء النخبة من الاصوات الجميلة الفنان ابراهيم موسى أبا ..
وعبدالرحمن عبدالله وعبدالقادر سالم .. الخ فكنا في السبيعنيات نحي حفلاتنا وليالينا بتلك الالحان
ونتغنى للحبيبة بمفردات كردفانية ( تأثير الفن والتراث اثره لا ينضب ولا ينفي )
ليت الناس لو وضعوا السلاح ولجأوا الى القفاز الناعم ...
كردفان في القلب لأن ما أرساه هؤلاء في القلوب من الحب والجمال سرى على كل الوطن
وليس على كردفان وحده ..
فكانت موجة اهلنا الشايقية كرم الله وجبارة وداليمني ... الخ
ثم جاءت موجة كسلا مع مجموعة التاج مكي ..
تحياتي الحبيب عبدالحليم .. مجرد خواطر بدون ترتيب .. ذكريات الغناء الكردفاني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
لك التجلة والتقدير أخي العزيز علي ،
وأشكر لك هذه الإطلالة الجميلة في مداخلتك عن قامة من قامات الفن السوداني
عامة ، والكردفاني خاصة .. ألا وهو راحلنا المقيم الأخ الأستاذ عبدالرحمن عبدالله ،
ذاك المبدع الذي سطر إسمه بأحرف من نور بين قامات بلادي من أهل المغنى الذي
سوف يبقى على مر الأجيال .
وكردفان الغره أم خيرا بره هي فعلا كما ذكرت أخي نموذج حي للمناطق حينما تغزو جيرانها من
المناطق المتاخمة لها في حدود البلد الواحد بأسلحة ناعمة قوامها المفردة الرائعة والهادفة واللحن
الطروب والموسيقى المترعة بالجمال والتطريب العالي .. وتلك القامات الشامخة من مبدعي وطني
من أمثال د. عبدالقادر سالم والراحلين صديق عباس وعبدالرحمن عبدالله وإبراهيم موسى أبا ومعهم
أم بلينة السنوسي ، أمد الله في عمرها ، وغيرهم كثر .. هم الذين أشبعوا دواخلنا بالفن الكردفاني الأصيل
واتخذوا لهم مقاعد أبدية في كيان الغناء السوداني المتنوع ..
شكرا لك أخي العزيز .
لك مودتي وتقديري ،،،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: abdulhalim altilib)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الله
إنها إرادة الله تعالي ولا راد لقضائه
نسأل الله أن يعوض فقيد الأمة السودانية
عبد الرحمن عبد الل
الجنة وأن يخلف البركة في الذرية
صادق التعازي لكم أخي التلب وعامة الأهل والمعارف والأحباء
إنا لله وإنا إليه راجعون
صدق الله العظيم
سأعود ببعض المواقف لي مع عبد الرحمن عبد الله
___
زين العابدين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: elhilayla)
|
أخي العزيز الزين الحليله ،
سلامي وتحياتي ،،،
اشكر لك كريم المرور ومواساتنا في فقيدنا ، فقيد الفن والطرب
راحلنا المقيم أبو مصعب .
وأعلم أن الكثيرين منا لهم مواقف و ووقفات متنوعة مع بلبل الغرب ،
خاصة وقد جاب في حياته كل أصقاع السودان .. قبل أن يهاجر مغترباً
كأستاذ في ليبيا واليمن ، لينهي رحلة تطوافه معنا في السعودية والتي
مكث فيها قرابة العقد من الزمان قبل أن يقفل راجعاً ، منهياً فترات
الاغتراب والبعد عن الديار ، واستقر في السودان ، بعد أن منّ الله عليه
بالشفاء عقب عودته من المجر .. وواصل تألقه الفني في السودان لبضعة
سنوات ، وبعدها عاودته الآلام من جديد ، في انتكاسة مؤلمة أقعدته عن
الحركة ودفعت به للبحث عن العلاج في القاهرة .. وفعلا لا تدري نفس
بأي أرض تموت .. إنا لله وإنا إليه راجعون .
لك تقديري ومودتي ،،،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بلبل الغرب يصمت عن التغريد.. شقيق قول لي يا (Re: abdulhalim altilib)
|
رحمك الله أخي الغالي ، بلبل الغرب ، أبو مصعب ..
كتب لي رسالة صغيرة في الواتساب عن الاستاذ الفنان
ياسر تمتام ، والذي كان أيضا في قاهرة المعز مستشفيا
حيث كان يعاني من قلبه ، وكان يحتاج لعملية قسطرة .
أنظروا ماذا كتب لي راحلنا المقيم وهو يحدثني عن زميله تمتام :
الحبيب والأخ والصديق العزيز Yasir Tamtam سيخضع غدا
لاجراء عملية (قسطرة) بالقلب ..
هذا القلب الذي حمل حب الجميع .. نسأل الله له عاجل الشفاء وتمام العافية
والثقة كبيرة في محبتكم له ، وأنكم لن تبخلوا عليه بصادق الدعوات ،
فلا شك فيكم من هو مجاب الدعاء .
مع صادق المحبة للمبدع الإنسان ياسر تمتام .. نسأل الله العلي القدير
أن يشفيهو شفاء عاجلاا ، لا يغادر سقما .
أخوك عبدالرحمن عبدالله .
انظروا عظمة هذا الإنسان الفنان الراحل .. يفكر في زملائه وأصدقائه قبل نفسه
ويحثنا على الدعاء لزميله ياسر تمتام .. ولم يقل ادعوا لي معه ، فإنا أيضا بحاجة
لدعواتكم لأنني أيضا أعاني من المرض .. لك الرحمة والمغفرة أخي الحبيب .
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
| |
abdulhalim altilib
خضر الطيب
علي عبدالوهاب عثمان
معاوية المدير
elhilayla
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست