و احدة من الأساسيات التي يجب أن نتفق عليها جميعاً و هي من الأسباب التي يتسبب بها البعض لزعزعة الفترة الإنتقالية ، تعريف المنصب الحكومي. المنصب الحكومي هو تكليف لخدمة الوطن و الشعب، هو ليس بتشريف، أو مغنم، فلابد من إعادة تعريف المنصب الحكومي الذي تم برمجته في الأذهان خلال العهد البائد و كأنه مغنم عظيم لابد من تقاسمه.. و من جانب آخر هو تكليف لابد أن يقوم به البعض فمن يقبل بالتكليف الحكومي و يفهم معناه جيدآ فهو ليس ببائع أو باحث عن كرسي خصوصا في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد، فهي مهمة صعبة و أمانة ذات حمل ثقيل كالجبال.
#ثانيا
نحن الآن في مفترق طرق تاريخي ومفصلي حقيقي يتطلب التجرد و الحس الوطني الخالص، فالسودان ليس شركة، و لا غنيمة يتنازع عليها الأطراف لاخاسر محتمل هنا إلا الوطن والأجيال القادمة التي يمكن أن تعيش في بلد مستقر، آمن و متحضر. نحن لدينا فرصة تاريخية لإصلاح مافسد و ترميم خراب ودمار عقود عددا.
إنه من الخيانة أن نبدد أحلام وآمال شعب كامل عاني ما عاني، و صبر ما صبر من أجل مصلحة شخصية أو مصلحة فئة معينة. ليبتعد الجميع عن الفجور في الخصومة السياسية و العداوة الشخصية في العمل العام. و ليتفق الجميع أنه لا عيب في مراجعة المواقف و تصحيحها، الإعتراف بالخطأ، و أنه لا يوجد كبير علي القانون أو المحاسبة في سوداننا الجديد.
من خرج في مسيرة السادس عشر أو سيخرج في موكب الحادي والعشرين نحن جميعاً أبناء و بنات هذه البلاد و إن إختلفت المقاصد و النوايا التي يمكن أن تراجع و تصحح و هذه دعوة صادقة لمراجعة المواقف ، و للبلاد علينا حق. تخضبت الأرض بدماء غزيرة، عزيزة وغالية علينا، هل نود و سنعمل علي إراقة المزيد؟ لا
لنتمسك بالسلمية فهي سلاحنا الذي إنتصرنا به، لنبتعد عن العنف مهما تعقد المشهد و إشتدت المكائد.
أنا أدعم مواكب الحادي و العشرين من أكتوبر السلمية لأنها مواكب الثورة و الثوار، مواكب الحرية و السلام و العدالة ، مواكب الدولة المدنية ، الديمقراطية ، مواكب السودان الذي نريد. نختلف فيما بيننا في التفاصيل و نتفق في الأساسيات و نواصل المسير. فالثورة عملية مستمرة، متجددة، متجزرة، مبتداها ومنتهاها الوطن السودان.
نسأل الله أن يحفظ السودان من الفتن ماظهر منها و ما بطن، نور البصيرة، الحكمة، التجرد، الإخلاص و صدق النوايا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة