الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين: رقصة العجكو: نصف قرن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2021, 06:49 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين: رقصة العجكو: نصف قرن






                  

08-24-2021, 06:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية ا (Re: عبدالله عثمان)

    كاركاتير عز الدين في 1968 بعد عنف الإخوان المسلمين ضد الرقص الكردفاني الشعبي: حادثة العجكو الشهيرة. وهذه مقالة كتبها الاستاذ حسن آدم العالم مرفقة معها وثيقة الدفاع عن الثقافة:
    رابط مختصر

    حادثة العجكو (6 نوفمبر 1968): الأدباء والفنانون يوقعون وثيقة الدفاع عن الثقافة الشعبية

    يمر في يومنا السادس من نوفمبر هذا نصف قرن على حادثة "العجكو" التي اشتهرت اسماً للمواجهة بين الجبهة الديمقراطية والإخوان المسلمين حول مهرجان للفنون الشعبية استنكر الإسلاميون الرقص المختلط فيه ففضوه بيدهم بعد لسانهم. وانتهت المناوشات بين الجماعتين التي بدأت بالحفل، ولم تنته به، إلى قتل مؤسف لطالب هو المرحوم سيد عبد الرحيم الطيب من بلدة الكاملين. واذكر أن أساتذة الجامعة وإدارتها سيرا بصاً للعزاء. وانزعج جماعة من الكتاب والفنانين لذلك الاعتداء على مناسبة إبداعية فتعاقدوا على استنكاره بالتوقيع على عريضة تشجبه موجهة للرأي العام كان لي شرف صياغتها. وخرج من بين من نحو المائة الذين وقعوا على المذكرة جماعة كونت "أبادماك"، تجمع الكتاب والفنانين التقدميين الذي نحتفل بخمسينيته في أول يناير 2019. ونشرنا المذكرة بصفحة الشاعر العذب عثمان خالد "فن وثقافة" في جريدة الأيام (سقط التاريخ في التصوير)

    وثيقة الدفاع عن الثقافة الشعبية
    وثيقة الدفاع عن الثقافة الشعبية
    نحن الأدباء والفنانين السودانيين بمسؤوليتنا الكبرى تجاه الإبداع وخلق الوجه الثقافي لبلادنا المجيدة
    وبمسؤوليتنا تجاه حرية الفكر وحرية الوجدان والضمير
    وبوشائجنا التي لا تنفصم مع تاريخ بلادنا وتراثنا وثقافة شعبنا
    وبإيماننا الراسخ بنبل الثقافة الشعبية التي تعكس روح أمتنا العظيمة ونبضات قلبها الخافق
    بكل تلك المسؤوليات والوشائج والإيمان نستنكر الاعتداء الهمجي على ثقافة الشعب وفنونه، وندمغ بالعار الأيدي نعرة الاستعلاء الجاهل على شعبنا النبيل وإنسان ريفنا الطيب ممثلة في الاعتداء الذي وقع بجامعة الخرطوم على فنون شعبنا بحجة منقوضة، ودعوى زائفة ونية سيئة للتشكيك في أصالة الفن الشعبي في وقت تقابل فيه الثقافات الهمجية والمستوردة بالارتياح والرضا التام. كما ندين بالمثل العدوان السافر على حرية الفن وحرية الانسان المشاهد صدوراً من افتراض مخطئ بأن ذلك الإنسان من الهشاشة الخلقية بحيث تسيء إليه مشاهد الفن الرفيع النابع من أرضنا والذي أبدعته عبقرية شعبنا الخلاقة.
    إن الفن الأصيل دعوة للتسامي بالإنسان ولكشف عن جوهره الرائع النبيل. والفنون الشعبية هي المنطلق للأصالة والصدق الفني والإبداع المتفاعل إيجابياً مع الشعب والتاريخ. وهي النافذة الوحيدة المطلة على رحاب التحرر من الاستعمار الثقافي. كما أنها المخرج من ظاهرة الانسحاق الفكري أمام الثقافات الوافدة بكل ما فيها من الغثاثة، والاستنامة إلى اليأس وفقدان الثقة بالقيم الإنسانية ومستقبل الجنس البشري.
    إن العرض الذي أقيم بجامعة الخرطوم كان ظاهرة رائدة قام بها أدباء وفنانون بين طلاب وطالبات الجامعة مستشرفين قيماً عالية من الفن الرفيع، ومستهدفين بنفس الوقت إبراز الطابع الإنساني لفنون الشعبية متجاوزين بالضرورة الأطر السياسية والعقائدية. وبهذه الصفة يصبح التعدي على حريتهم في الإبداع وحرية جمهورهم في التلقي ضرباً من الهمجية الوقحة والعنف البليد.
    إن العنف في وجه الفن سلاح مثلوم الحد. والعنف في مواجهة الحرية ليس سلاحاً على الإطلاق. ويؤسفنا كثيراً أن يستخدم العنف السوقي في رحاب الجامعة وهي مؤسسة يفترض فيها الحرية قبل العلم. فبالحرية وحدها تزدهر المعارف. وبالحجر عليها تنطوي جذوة العلم والتقدم. وإذا كانت الحرية قيمة نسبية ومحدودة بحدود من العرف والتقاليد فإن الاعتداء على الثقافة الشعبية بالصورة التي تم بها يشكل خروجاً على العرف والعادة والتقليد ويصبح اغتصاباً للأخلاق السودانية المتأصلة التي تؤمن بالفن وتمارسه، وتحترم الجماعة، وتجل الضيف، وتصون كرامة المرأة. إننا نرفض الاعتداء على الفن والحرية مهما كانت مبررات الاعتداء. ونرفض أي تبرير للحجر على حرية الفنان واضطهاد الموروث الشعبي.
    إن التنكر للتراث وممارسة العدوان على ثقافة الشعب يمثل بنظرنا انسلاخاً من تقاليد شعبنا واستخفافاً بالشعب مبدع التقاليد والفنون. ونعتبر الهجوم على الفنون الشعبية عملاً إجرامياً يهدف إلى قفل منافذنا إلى النقاء الفني والإبداع الأصيل. وينتج منه بالضرورة افساح المجال لكل ما هو دخيل على الفكر والخلق وتقاليد الحياة الثقافية.
    إن الفن والثقافة عصمة وسمو بالروح والخلق. والتناقض بين الفن والأخلاق مستحيل الحدوث ما دام ذلك الفن أصيلاً وإنسانياً. وأمام الفن يتساوى الأفراد وتتساوى الأمكنة. فلا فرق بين النشاط الفني تمارسه الجماهير الشعبية أو القطاعات المتعلمة من أبناء الشعب. ولا فرق بين قرى بلادنا أو جامعتها وهي تقدم نشاطاً فنياً. وإنه لشرف لأي مكان أن تقدم فيه الفنون والثقافة الشعبية. وشرف للجامعة أيضاً. فهذا سبيلها إلى الالتصاق بأرضنا وجماهيرنا وتراثنا.
    نحن الأدباء والفنانين السودانيين وفاءً بمسؤوليتنا كمثقفين متصدين للعمل الإبداعي، وولاءً لأمتنا وتراثها وتاريخها، ودفاعاً عن ثقافة شعبنا: نصدر هذه الوثيقة تعبيراً عن احتجاجنا الصارخ وإدانتنا الدامغة للاعتداء الشرير الذي تعرضت له الثقافة الشعبية ، وإعلاناً لرفضنا الذي لا يهادن للعنف الأهوج الرامي إلى عرقلة سير الحياة الفنية والثقافية.
    نحن الأدباء والفنانين (.......) وبلادنا نعلن من أنفسنا سدنة لثقافة شعبنا منافحين عنها. واشهادا بذلك وإشهاراً له نمهر هذه الوثيقة دفاعاً عن ثقافة الشعب وتراثه العريق:
    1-عبد العزيز سيد أحمد 2-يوسف خليل 3-أحمد محمد عبد الفتاح 4-عمر الحويج 5- عبد الله علي إبراهيم 6-مبارك حسن خليفة 7-علي عمر قاسم 8-محمد المكي إبراهيم
    9-صلاح الدين حاج سعيد 10-صديق صالح ضرار 11-محمد المهدي مجذوب 12-عبد الله حامد الأمين 13-الفاتح التيجاني 14-صلاح أحمد إبراهيم 15-أحمد السيد بعشر 16-أبو بكر خالد 17-عيسى الحلو 18-صديق مدثر 19-مصطفى سند 20-عبد العزيز جمال الدين 21-محمود خليل محمد 22-على عبد القيوم 23-كامل عبد الماجد 24-عبد الباسط سبدرات 25-منير صالح عبد القادر 26-فاطمة بابكر 27-إدريس عوض الكريم 28-بركات موسى الحواتي 29-صلاح يوسف 30-محمود محمد مدني 31-صديق محيسي 32-فتح الرحمن بابكر 33-صلاح تركاب 34-جرجس نصيف 35-إبراهيم الصلحي 36-بشير الطيب 37-مامون زروق 38-الرضية آدم 39-عبد الله حسن بشير 40-عثمان خالد 41-عبد الله جلاب 42-الوليد إبراهيم 43-على المك 44-حسان محمد عثمان 45-الفاتح علي مختار 46-خوجلي شكر الله 47-ابن خلدون 48-صابر أبو عمر 49-عز الدين عثمان 50-طه أمير 51-سعاد أبو عاقلة 52-صلاح محمد إبراهيم 53-عثمان جعفر النصيري 54-خالد المبارك 55-عبد المنعم محمد أرباب 56-أحمد عبد الله عجيمي 59-عثمان مصطفي 60-محمد وردي
    61-عبد الكريم الكابلي 62-حسن الطاهر زروق 63-عبد المجيد حاج الأمين
    64-عبد الله محمد الحسن 65-خديجة صفوت 66-عبد العزيز صفوت 67-كمال شانتير 68-هنري رياض 69-الفاضل سعيد 70-عوض محمد عوض 71-أحمد طه (الجنرال لاحقاً) 72-مصطفي ملاسي 73-سيد جعفر 74-إسماعيل عبد المعين 75-محمد ميرغني 76-عبد الله هاشم 77-عثمان مصطفي 78-فضل الله محمد فضل الله 79-محمد إبراهيم حتيكابي 80-عثمان سنادة 81-عون الشريف 82-إسحاق القرشي
    83-إبراهيم الرشيد 84-مصطفى سالم 85-عبد الواحد كمبال 86-محمد محمد علي
    87-عبد الله الشيخ البشير 88-أمل عباس 89-أحمد عبد الحليم 90-فوزي التوم
    91-عزيز التوم 92-شريف طمبل 93-حسين جمعان 94-عبد المنعم أحمد البشير 95-نصيف إسحاق 96-عبد الله شابو 97-الماحي إسماعيل 98-حسن ابشر الطيب
                  

08-24-2021, 07:10 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية ا (Re: عبدالله عثمان)

    رقصة لأمريكا !!
    November 22, 2017
    صورة
    (حريات)
    كانت أول حادثة ارهابية بالجامعات السودانية عام 1968، حين اعتدى طلاب (الاتجاه الاسلامى – الجبهة الاسلامية القومية – المؤتمر الوطنى) على طلاب بجامعة الخرطوم اعتراضاً على تأديتهم رقصة (العجكو). كانوا معبئين بـ(اسلامهم) حينها لقتل عشرات الطلاب لايقاف المنكر ! .
    وحين اعتلى ذات التنظيم السلطة 30 يونيو 89 كون جهازاً مختصاً لتتبع عورات الخلق وفرض معاييره (الاسلامية) على السودانيين ، الى درجة انه كان فى السنوات الاولى لعشرية دوائر (الضوء) يسأل عن قسائم المتزوجين ، ثم ظل يتصرف بكونه مكلفا من السماء بمراقبة اخلاق السودانيين فيحاكم ما لا يقل عن 40 ألف امرأة سنويا بسبب أنواع ملابسهن !
    والعالم يدور ، ذات التنظيم ، يدعو نائب وزير الخارجية الامريكى جون سوليفان الخميس 16 نوفمبر الجارى ، لحفل – (شاهد الفيديو المرفق) – تؤدى فيه ذات الرقصات التى كان على استعداد لجز رقاب الطلاب بها فى الستينات ، وبذات الملابس التى لا يزال يجلد بها النساء ! ولن تعوزه المبررات الدينية ، وان من باب تأليف قلوب النصارى تجاه الدولة الاسلامية !!
    وامريكا هذه ذاتها ، باعتبارها رأس (الصليبية) الدولية ، ظلت معياراً للشر فى مواجهة خير الاسلاميين المطلق ، وحين يدمغ شخص أو مجموعة أو تنظيم بموالاة امريكا أو العمالة لها ، ولو بالاشتباه ، فذلك مسوغ كاف لشن الجهاد – لممارسة القتل المقدس بلا تردد ، لقصف القرى الآمنة والتعذيب فى بيوت الاشباح ولاغتصاب النساء . ذات امريكا التى تحول الاسلاميون حاليا الى آذان وعيون لها بالمنطقة ، كما يقولون .
    ان تقتل فى رقصة باسم الاسلام ، ثم تعود وتنظم الرقص لـ(الصليبيين) ، بلا ذرة من ندم أو رغبة فى المراجعة ، من شواهد فساد الاسلام الأصولى الذى لا يميز بين الدين والدنيا ولا بين القداسة والسياسة ، وهو فساد ملازم لكل تفكير سلفى – على اساسه كفروا من يقول بكروية الارض وحرموا ركوب الدراجة ولبس البنطلون والراديو والتلفزيون والغناء والموسيقى والنحت فضلاً عن تعليم النساء وحقهن فى المساواة والعمل , والديمقراطية وحقوق الانسان – خصوصاً حرية الاعتقاد وعدم التمييز على اساس الدين . وفى كل موضوعة خلاف من هذه الموضوعات ظلوا على استعداد لاسترخاص الدماء , بلا تأنيب ضمير ! واذ يبدلون بضغط الحياة فتاواهم من هذه الموضوعة أو تلك فانهم لا يبدلون ابداً التعبئة المتهوسة لجز الرقاب بلا تساؤل .
    ولكل هذا وغيره فما من مسلم معاصر وانسانى يمكن ان يتنظر فتوى من هؤلاء . ولكن فقهاء المتأسلمين فيما يسمى بهيئة علماء السودان لا يزالوا يتصورون انه تبقت لهم مشروعية أو مصداقية ، فيوالون اصدار البيانات ، ولا يعرفون انها لا تثير سوى القرف حد الاستفراغ .
                  

08-24-2021, 07:16 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية ا (Re: عبدالله عثمان)

    عبدالله علي ابراهيم

    قبيل عيدها الخمسين، الذي سيأتي في الشتاء القريب، أرخت رقصة العجكو (التي اشتهر بها مهرجان جمعية الثقافة الوطنية للجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم في 1968) بإيقاعها على المسرح السياسي والثقافي. فقد كتب الأستاذ على عثمان المبارك (29 يوليو 2018) كلمة بعنوان "رقصة العجكو وسقوط المشروع الحضاري" استعاد فيه بأرق تاريخي ندر عندنا ذلك المهرجان والرقصة. وكان ذلك عام عثمان الأول بالجامعة يمني النفس بحياة جامعية غنية وحرة. والمهرجان المعني هو الذي تربص به الاتجاه الإسلامي في الجامعة بحجة تبذله لاختلاط النساء والرجال في أداء رقصاته. فرموا المسرح بالكراسي بعد إشارة من أمير الجماعة الإسلامية أن أزيلوا الفسق بأيديكم المطهرة. وراح طالب من مدينة الكاملين في حق الله في الهرج العنيف الذي أرخى بروجه على الجامعة. رحمه الله.
    كتب على عثمان كلمته يستعيد حادثة العجكو بعد أن قرأ في الصحف إعلانا تبني فيه الاتحاد الوطني للشباب الحكومي (المظنون إسلاميته) تطوير موهبة من يأنس في نفسه محبة الرقص في إطار مشروعه للتنوع الثقافي وخطته توثيق التراث المحلي. واستغرب على عثمان أن يسفر شباب منسوب للإسلام عن شغف بالرقص الشعبي بعد عقود من تطبيقهم، وهم في الحكم، برنامج تقشف ثقافي فحصوا فيه كل أغنية ونقوها من ذكر القبل والكأس والجنس، وفحصوا كل فرجة من جسد امرأة على التلفزيون ودثروها. وعاد على عثمان، في معرض تهافت الإسلاميين على فن رموه بالكراسي منذ خمسين عاما، إلى احتفال الدورة المدرسية في 2010 (وقد رفض باقان أموم بصلف أن تنعقد الدورة في جوبا) الذي رقص فيه الشباب من كل الأجناس بين أعجاب قادة الحركة الإسلامية يتطلعون بالرقاب الحنيفة للمسرح بلا إشفاق على دين مزعوم. وختم عثمان كلمته: "حرمتمونا في تلك الليلة من رقصة العجكو. والآن تنتشون بخمر رقصتها على الملأ. أمر عجيب".
    لعثمان ذاكرة استرجاعية غراء قل مثيلها بين كتابنا ممن بدأ تاريخ السودان عندهم في 1989. ولكن ليسمح لي أن اتفاءل بتبني الاتحاد الوطني للشباب وإسلاميّ النظام للرقص بغير شرط وجوب. فترفق إسلاميينا مع الرقص كسب كبير لمشروعنا الحداثي. فأنا على عقيدة السناتور الأمريكي بول ويلستون (1944-2000) الذي قال عن خصومه إنهم سيأتون يوماً قريباً إلى خطته وإن طال الزمن. لربما تأخر إسلاميو النظام نوعاً ما إلى خطتنا في الحداثة التي رتبناها قبل خمسين عاماً في قاعة الامتحانات بجامعة الخرطوم. ولكنهم جاؤوا على كل حال. وما زال عدد من أدوا العجكو وغيرها وأخرجوها على قيد الحياة. ونحن نعرف أن هناك من طوائف السلفية وغيرها متمنعة ما تزال عن التنزل عند حقائق المدينة السودانية. وترى إسلاميّ النظام قلبوا ظهر المجن للإسلام. وربما تربصوا يوماً قريباً بالعجكو أو غيرها بوجه إسلاميين هذه المرة. والعزاء أنهم لن يستغرقهم وقت طويل قبل أن يستسلموا هم أنفسهم. فأمهلهم قليلا.


    تجد أدناه صورة من برنامج حفل جمعية الثقافة الوطنية في شتاء 1968 وفيه رقصة العجكو ضمن رقصات أخرى من كردفان والشمال. وولفت نظري أن من بين تلك الرقصات رقصة للمحس كان سيؤديها عمال من جامعة الخرطوم. ويبدأ البرنامج بهذا المقتطف: "الفن أسمى درجة من الفرح يستطيع أن يهبها الإنسان لنفسه". والبرنامج بخط يد الأستاذ عثمان جعفر النصيري الذي لا يغباني. وكان النصيري طاقة الإخراج التي لا تكل ولا تمل من وراء ذلك العرض وغيره في المسرح الجامعي. وكان محباً لطباعة الرونيو والبالوظا ودفع ثمن تلك المحبة يوما.
                  

08-24-2021, 07:20 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية ا (Re: عبدالله عثمان)

    كتب عبدالله عثمان

    شكرا يا عزيزي علي هذه الإضآءات النحتاجها
    كنت قد مررت مقالة الاستاذ علي عثمان المبارك للأستاذ الفنان خلف الله عبود الشريف (زول أتبرا و رويس تنقاسي) لعملمي أنه كلن ممن شارك في تلك الليلة
    كان الأستاذ خلف قد بدأ دراسته بكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم منخرطا في العمل السياسي والثقافي كليهما ثم عافت نفس الفنان فيه جو الجامعي الأكاديمي فآثر أن يرحل على عجل لكلية الفنون
    على اثر رسالتي، في الواتس اب، رد لي الأستاذ خلف بهذا الرد الذي أضعه "بضبانته" رغم "تايبوز" لوحة أحرف الهواتف "الذكية"

    شكرا.. ود الحبوبات..
    أذكر تماما هذه الحادثة العجيبة..
    انا من رسمت خلفية المسرح لقصة العجكو.. وكانت من ضمن أسباب هياج الهووسين.
    في العام التالي تم إعادة نفس الحفل التراثي وفي نفس القاعة، وقد تمت حراسة من الشيوعيين حول قاعة الامتحانات، كنت أحد المشاركين فيها..
    جاءنا الدكتور جعفر محمد علي بخيت، عميد شؤون الطلاب، وأخذ منا العصي، وقال لنا انهم يحرسون القاعة حراسة تامة، ولن نحتاج إلى معركة ضد الاخوان المسلمين.. وكان عند وعده.. وتم الحفل على أحسن مايكون.

    وظل الإخوان المسلمين يلعقون جراحهم.

    الذي يتم الآن محاولة رخيصة من هذه الجماعة الفاجرة.. وسوف تفشل كما فشلت فرقة نمارق التي أنشأها لهم الترابي.

    رقصة*
    —-
    شكرا يا بروف

    /-:/-
    وها قد عاد فتى الاسكيمو يا بروف عبيدالله
    بضبانتها ايضا
    شكرا ود الحبوبات أو دكتور عبد الله عثمان، على نشر افادتي، وهي إفادة بذاكرة قوية جدا والحمد لله.
    تحياتي لأخي الدكتور عبد الله علي ابراهيم..
    إعادة حفل الفنون الشعبية تم بعد عام واحد من الحفل الذي هاجمه طلاب (الاتجاه الاسلامي) او الاخوان المسلمين المهووسين بجامعة الخرطوم.. وقد كنت حينها قد انتظمت في كلية الفنون، وقد شاركت في اعداد الحفل.. إلا أنني قمت بواجبي في حماية الحفل الثاني مع زملائي في الجبهة الديمقراطية في حراسة الحفل من الخارج، بحمل العصي للدفاع عن الحفل.. وحكيت أن الدكتور جعفر محمد على بخيت (عميد شؤون الطلاب وقتها) قد طلب منا أن نترك حراسة الحفل لأنهم يقومون به بصورة رسمية، وقد كان عند كلمته، ولذلك سلمناه العصي.
    الحفل قام به كل الطاقم الذي نفذ الحفل الاول، ربما باختلافات يسيرة، واولهم الأستاذ جعفر النصيري وزوجته ( لا حقا) سلمي بابكر ونقية الوسيلة، والتي قامت بدور الراقصة الأساسية للعجكو وعدد كبير من طلاب الجبهة الديمقراطية، محمد تاج السر ومسرحيين اخرين.. وعدد من طلاب الهندسة الذين ابدعوا في الإضاءة المسرحية بآلات صنعوها بأنفسهم..
    نجح الحفل وخرج الشيوعيون رافعين رؤوسهم معلنين اهتمامهم بالفنون اهتماما حقيقيا، وليس كسبا سياسيا، وقد واصلوا نشاطهم الفني والثقافي في إنشاء (اباداماك)، وهذا لا يفتى فيه وعبد الله على إبراهيم في المدينة.
    تحياتي لك وللأخت الأستاذة نزيهة محمد الحسن
                  

08-24-2021, 07:37 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية ا (Re: عبدالله عثمان)

    ثمن الحكمة المتأخرة
    مريم تكس

    نقلا عن جريدة الصحافة

    ثمن الحكمة المتأخرة
    مريم عبد الرحمن تكس
    عقلية حُكام الإنقاذ المتحكمين في أمر البلاد والشعب لا تتعلم من اخطائها ،حتى لو كانت هذه الاخطاء من نوع الجرائم الفظيعة التي لا يمكن ان يتجاوزها التاريخ .. إن اهدار ارواح البشر بالملايين وتشريدهم وحرق قراهم ليست من الاخطاء العابرة التي تجعل أهل الانقاذ يقبلون على بعضهم يتلاومون وكأن شيئا لم يكن وبراءة الاطفال في عينيهم ... ومع ذلك صبر الشعب السوداني ولا يزال مصابرا يشاهد الدراما التي ينتجها عقل الانقاذيين وما على المرء إلا أن يتأمل مسرح الاحداث. ولتقريب المعنى دعوني اسوق مثلاً بدأ الفصل الاول من روايته في العام 1968م وانتهت الدراما بمشهدها الاخير في العام 2005م ... في العام 1968م وقعت احداث رقصة (العجكو) الشهيرة في جامعة الخرطوم .. وقيل وقتها والعهدة على الراوي إن أحد الطلاب اليساريين كتب في جريدة الحائط معلقاً على احداث العنف التي صاحبت تقديم الرقصة قائلا : (لم نفعل شيئاً سوى إننا قدمنا رقصة رقصتها أهماتنا وامهات الاخوان) ... وكأنه اراد ان يقول كنا نتعامل مع تراث سوداني في مسرح ثقافي .. إنتظر السودانيون حتى العام 2005م ليشاهدوا نفس الاشخاص «ذات نفسهم» الذين حطموا وثاروا احتجاجا على رقصة العجكو في مسرح الجامعة يهللون ويبشرون فرحين منتشين بذات الرقصة في مسارح الخرطوم عاصمة الثقافة العربية. لقد ادركوا بعد اكثر من ثلاثة عقود ان العجكو مجرد تراث سوداني .. هذه هي العقلية وهي تتعامل مع أمر ثقافي قد يبدو بسيطا لكن الذي لا يمكن أن يبدو او يكون بسيطا هو ادراك الحكمة المتأخرة فوق جماجم البشر . هذه العقلية كانت تفاوض ابناء الجنوب في ابوجا مطلع تسعينيات القرن الماضي كانت تفاوضهم وهي تستنكر عليهم مطالب مشروعة يكفلها لهم حق «المواطنة» ولم يكن بين مطالبهم آنذاك ـ حق تقرير المصير ـ ولم تكن هذه العقلية متحمسة لحل مشكلة جنوب السودان وظلت كذلك حتى اشتدت عليها الضغوط العالمية فاستجابت ووقعت اتفاقية نيفاشا 2005م لتستقبل ابناء الجنوب بالاحضان في الخرطوم وكأن شيئا لم يكن. لقد ادركتها الحكمة بعد أن ازهقت مئات الآلاف من الاواح ما بين ابوجا 1993م ونيفاشا 2005م وتشرد الملايين وتدمر الجنوب بشرا وطبيعة ومع ذلك لا يزال بعض أهل الانقاذ يعضون الانامل ندما على توقيعهم لاتفاقية السلام ساخطين على الضغوط الدولية... ليت العالم ضغطهم مُنذ 1993م اذا لحفظنا ارواحا كثيرة من ارواح ابناء الشمال والجنوب شبابا اخضر راح ثمنا لتأخر الحكمة .. ولا خضرت الارض وعمت الافراح ولما هجر الناس قراهم وهاموا على وجوههم ولما تشتت الاسر ففارقت الأم فلذات كبدها والاب لا يدري اي تراب حوى رفات ابنائه .. ان اتفاقية نيفاشا لو لم يكن بها حسنة واحدة سوى وقف نزيف الدم وتشريد الناس لكفاها.
    مرة أخرى مر درس الجنوب على العقلية إياها مرور الكرام ولم تستفد منه حرفا في درس دارفور إذ عندما بدت تُدر ازمة دارفور تلوح في الافق قرر المسئولون حسمها امنيا وعميت ابناؤها على الصحف وعلى المواطنين وتفاجأ معظم السودانيين بأخبار دارفور تأتيهم عبر فضاءات العالم أجمع إلا فضاء الخرطوم ونقلت الاخبار ان ازمة السودان في دارفور تعالج من خلال البند السابع في مجلس الأمن الدولي والغريب ان حكومة الانقاذ لا تزال ترى في مشكلة دارفور مشكلة بدأت «بسرقة جمل» وقد ادهشني حديث السيد رئيس الجمهورية امام وزراء الخارجية العرب وهو يصف مشكلة دارفور بأن سببها «جمل» هذا يعني ببساطة شديدة ان الجهاز الاداري والتنفيذي والقانوني للدولة لاسيما في الاقليم المنكوب عاجز لدرجة ان سرقة جمل او ثلاثة جمال تحيل مصير أمة بأكملها وتراب بمساحة مليون ميل مربع لتعالج في البند السابع في مجلس الأمن الدولي وما ادراك ما البند السابع .. ان الجمال موجودة في دارفور منذ مئات السنين ويتم رعيها في سلاسة وأمان لكن الجديد في دارفور هو انهيار الهيكل الاداري وهذا يبرر المطالبة بأن تحكم دارفور كإقليم موحد بحكومة فيدرالية رصينة حتى تتم السيطرة على كافة الانفلاتات سواء كانت سرقة جمال او ابقار.
    تشهد ابوجا الآن ذات المشهد الذي شهدته نيفاشا قبل توقيع اتفاقية السلام بقليل الضغوط الدولية تتزايد ورحلات على اعلى مستوى من المسئولية تتم لذا ارسلت الخرطوم النائب الثاني لرئيس الجمهورية السيد علي عثمان محمد طه الى ابوجا ليوقع مع المتمردين او حملة السلاح او الخوارج او الثوار ليس مهما توصيف اعلام الخرطوم طالما في النهاية سيعودون مواطنين كما عاد ابناء الجنوب .
    اللافت للانتباه ان السيد النائب الثاني وهو في طريقه لابوجا طالب الطرفين بتقديم (تنازلات) وما يلفت الانتباه ويثير الدهشة هو ان مطالب اهل دارفور مشروعة وكان يمكن ان تتم معالجتها بقرار رئاسي من رئاسة الجمهورية او بقرار من البرلمان يصادق عليه الرئيس فما الذي يطلبه ابناء دارفور اكثر من الذي ناله ابناء الجنوب ناقصا حق تقرير المصير ؟! إن مطالب اهل دارفور يكفلها الدستور تقسيم عادل للثروة والسلطة حسب الثقل السكاني تعويضات مشروعة وقانونية بل واخلاقية للاجئين والنازحين والمشردين خاصة وأن معظمهم نساء واطفال ثم ترتيبات أمنية حسب الاعراف الدولية في الحالات المشابهة خاصة بعد انعدام الثقة بين الطرفين اذا لم نحترم اتفاقات وقف اطلاق النار السابقة فاصبح لابد من وجود ضمانات بل وقوة ردع اذا استدعى الأمر .. ان حق اهل دارفور في المشاركة في صنع القرار على كافة مستويات السلطة وحقهم في الثروة من اجل تنمية تحفظ كرامة المواطنين ليست بدعة فحقوق (المواطنة) لا يمكن التعامل معها بعقلية (الدلالة) لا مساومة في الحقوق ولا بعقلية صاحب المطعم الراقي الذي يعطي (المينو) للزبون ليختار الطعام الذي يناسبه ويناسب مقدرته على الدفع فالوطن ليس (كافتيريا) يديرها البعض بغرض كفاية يسقط حق الباقين .. ان حقوق «المواطنة» امانة في عنق الحاكم يجب ان يؤديها كاملة ولا يجوز له أن يطالب (بتنازلات) ومع ذلك كان يمكن ان تكون (التنازلات) معقولة لو قبلت الحكومة مقررات مؤتمر الفاشر 2003م ولقصرها اهل دارفور على المطالب التنموية وصبروا حتى اجراء الانتخابات العامة لتتم معالجة كافة المظالم من داخل المؤسسات المنتخبة بحرية وتشاور لكن الحكومة فوتت هذه الفرصة وقررت حسم المشكلة عسكريا عليها الآن ان تتحمل نتائج مبدأ (الرجالة) الذي اقرته والذي لم تحسب حساب «الحجاز» العالمي حين قررت (مُراجعة) مواطنيها. لقد اعطى المجتمع الدولي عقب تدخله في الازمة اعطى الطرفين فرصة كافية لحسم المشكلة بالحوار واجلس المجتمع الدولي الطرفين للمفاوضات وتركهم يتفاوضون وهو يدفع فواتير التفاوض ويدفع فواتيرالعون الانساني ويدفع تكاليف مراقبة قوات الاتحادالافريقي لحفظ الأمن وصبر حتى نفد صبره وبدأ يضغط من اجل حل نهائى للازمة وسيتم توقيع سلام دارفور لكن بعدان نضبت ينابيع الفرح داخل النفوس كان يمكن لحكومة الانقاذ ان تفوز بالشكر الجزيل وان تنال حتى مشاعرالفخر والاعزاز لوأنها بادرت باريحية وطنية معترفة بحق اهل دارفور .. ولو انها تعاملت بمسئولية وطنية مع ابناء دارفور في كافة مواقعهم دعما لبناء وطني يؤسس لسودان يتوق لمستقبل عزيز .. نتمنى لأهل الشرق الصابرين ان تدركهم نفحات حكمة يصيبها اهل الانقاذ ولو متأخرة من أزمة دارفور.
                  

08-24-2021, 07:54 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية ا (Re: عبدالله عثمان)

    د. عبدالله علي ابراهيم

    الأخوان أدوا النقارة عصا

    نقلا عن جريدة الصحافة

    ثمن الحكمة المتأخرة
    مريم عبد الرحمن تكس
    عقلية حُكام الإنقاذ المتحكمين في أمر البلاد والشعب لا تتعلم من اخطائها ،حتى لو كانت هذه الاخطاء من نوع الجرائم الفظيعة التي لا يمكن ان يتجاوزها التاريخ .. إن اهدار ارواح البشر بالملايين وتشريدهم وحرق قراهم ليست من الاخطاء العابرة التي تجعل أهل الانقاذ يقبلون على بعضهم يتلاومون وكأن شيئا لم يكن وبراءة الاطفال في عينيهم ... ومع ذلك صبر الشعب السوداني ولا يزال مصابرا يشاهد الدراما التي ينتجها عقل الانقاذيين وما على المرء إلا أن يتأمل مسرح الاحداث. ولتقريب المعنى دعوني اسوق مثلاً بدأ الفصل الاول من روايته في العام 1968م وانتهت الدراما بمشهدها الاخير في العام 2005م ... في العام 1968م وقعت احداث رقصة (العجكو) الشهيرة في جامعة الخرطوم .. وقيل وقتها والعهدة على الراوي إن أحد الطلاب اليساريين كتب في جريدة الحائط معلقاً على احداث العنف التي صاحبت تقديم الرقصة قائلا : (لم نفعل شيئاً سوى إننا قدمنا رقصة رقصتها أهماتنا وامهات الاخوان) ... وكأنه اراد ان يقول كنا نتعامل مع تراث سوداني في مسرح ثقافي .. إنتظر السودانيون حتى العام 2005م ليشاهدوا نفس الاشخاص «ذات نفسهم» الذين حطموا وثاروا احتجاجا على رقصة العجكو في مسرح الجامعة يهللون ويبشرون فرحين منتشين بذات الرقصة في مسارح الخرطوم عاصمة الثقافة العربية. لقد ادركوا بعد اكثر من ثلاثة عقود ان العجكو مجرد تراث سوداني .. هذه هي العقلية وهي تتعامل مع أمر ثقافي قد يبدو بسيطا لكن الذي لا يمكن أن يبدو او يكون بسيطا هو ادراك الحكمة المتأخرة فوق جماجم البشر . هذه العقلية كانت تفاوض ابناء الجنوب في ابوجا مطلع تسعينيات القرن الماضي كانت تفاوضهم وهي تستنكر عليهم مطالب مشروعة يكفلها لهم حق «المواطنة» ولم يكن بين مطالبهم آنذاك ـ حق تقرير المصير ـ ولم تكن هذه العقلية متحمسة لحل مشكلة جنوب السودان وظلت كذلك حتى اشتدت عليها الضغوط العالمية فاستجابت ووقعت اتفاقية نيفاشا 2005م لتستقبل ابناء الجنوب بالاحضان في الخرطوم وكأن شيئا لم يكن. لقد ادركتها الحكمة بعد أن ازهقت مئات الآلاف من الاواح ما بين ابوجا 1993م ونيفاشا 2005م وتشرد الملايين وتدمر الجنوب بشرا وطبيعة ومع ذلك لا يزال بعض أهل الانقاذ يعضون الانامل ندما على توقيعهم لاتفاقية السلام ساخطين على الضغوط الدولية... ليت العالم ضغطهم مُنذ 1993م اذا لحفظنا ارواحا كثيرة من ارواح ابناء الشمال والجنوب شبابا اخضر راح ثمنا لتأخر الحكمة .. ولا خضرت الارض وعمت الافراح ولما هجر الناس قراهم وهاموا على وجوههم ولما تشتت الاسر ففارقت الأم فلذات كبدها والاب لا يدري اي تراب حوى رفات ابنائه .. ان اتفاقية نيفاشا لو لم يكن بها حسنة واحدة سوى وقف نزيف الدم وتشريد الناس لكفاها.
    مرة أخرى مر درس الجنوب على العقلية إياها مرور الكرام ولم تستفد منه حرفا في درس دارفور إذ عندما بدت تُدر ازمة دارفور تلوح في الافق قرر المسئولون حسمها امنيا وعميت ابناؤها على الصحف وعلى المواطنين وتفاجأ معظم السودانيين بأخبار دارفور تأتيهم عبر فضاءات العالم أجمع إلا فضاء الخرطوم ونقلت الاخبار ان ازمة السودان في دارفور تعالج من خلال البند السابع في مجلس الأمن الدولي والغريب ان حكومة الانقاذ لا تزال ترى في مشكلة دارفور مشكلة بدأت «بسرقة جمل» وقد ادهشني حديث السيد رئيس الجمهورية امام وزراء الخارجية العرب وهو يصف مشكلة دارفور بأن سببها «جمل» هذا يعني ببساطة شديدة ان الجهاز الاداري والتنفيذي والقانوني للدولة لاسيما في الاقليم المنكوب عاجز لدرجة ان سرقة جمل او ثلاثة جمال تحيل مصير أمة بأكملها وتراب بمساحة مليون ميل مربع لتعالج في البند السابع في مجلس الأمن الدولي وما ادراك ما البند السابع .. ان الجمال موجودة في دارفور منذ مئات السنين ويتم رعيها في سلاسة وأمان لكن الجديد في دارفور هو انهيار الهيكل الاداري وهذا يبرر المطالبة بأن تحكم دارفور كإقليم موحد بحكومة فيدرالية رصينة حتى تتم السيطرة على كافة الانفلاتات سواء كانت سرقة جمال او ابقار.
    تشهد ابوجا الآن ذات المشهد الذي شهدته نيفاشا قبل توقيع اتفاقية السلام بقليل الضغوط الدولية تتزايد ورحلات على اعلى مستوى من المسئولية تتم لذا ارسلت الخرطوم النائب الثاني لرئيس الجمهورية السيد علي عثمان محمد طه الى ابوجا ليوقع مع المتمردين او حملة السلاح او الخوارج او الثوار ليس مهما توصيف اعلام الخرطوم طالما في النهاية سيعودون مواطنين كما عاد ابناء الجنوب .
    اللافت للانتباه ان السيد النائب الثاني وهو في طريقه لابوجا طالب الطرفين بتقديم (تنازلات) وما يلفت الانتباه ويثير الدهشة هو ان مطالب اهل دارفور مشروعة وكان يمكن ان تتم معالجتها بقرار رئاسي من رئاسة الجمهورية او بقرار من البرلمان يصادق عليه الرئيس فما الذي يطلبه ابناء دارفور اكثر من الذي ناله ابناء الجنوب ناقصا حق تقرير المصير ؟! إن مطالب اهل دارفور يكفلها الدستور تقسيم عادل للثروة والسلطة حسب الثقل السكاني تعويضات مشروعة وقانونية بل واخلاقية للاجئين والنازحين والمشردين خاصة وأن معظمهم نساء واطفال ثم ترتيبات أمنية حسب الاعراف الدولية في الحالات المشابهة خاصة بعد انعدام الثقة بين الطرفين اذا لم نحترم اتفاقات وقف اطلاق النار السابقة فاصبح لابد من وجود ضمانات بل وقوة ردع اذا استدعى الأمر .. ان حق اهل دارفور في المشاركة في صنع القرار على كافة مستويات السلطة وحقهم في الثروة من اجل تنمية تحفظ كرامة المواطنين ليست بدعة فحقوق (المواطنة) لا يمكن التعامل معها بعقلية (الدلالة) لا مساومة في الحقوق ولا بعقلية صاحب المطعم الراقي الذي يعطي (المينو) للزبون ليختار الطعام الذي يناسبه ويناسب مقدرته على الدفع فالوطن ليس (كافتيريا) يديرها البعض بغرض كفاية يسقط حق الباقين .. ان حقوق «المواطنة» امانة في عنق الحاكم يجب ان يؤديها كاملة ولا يجوز له أن يطالب (بتنازلات) ومع ذلك كان يمكن ان تكون (التنازلات) معقولة لو قبلت الحكومة مقررات مؤتمر الفاشر 2003م ولقصرها اهل دارفور على المطالب التنموية وصبروا حتى اجراء الانتخابات العامة لتتم معالجة كافة المظالم من داخل المؤسسات المنتخبة بحرية وتشاور لكن الحكومة فوتت هذه الفرصة وقررت حسم المشكلة عسكريا عليها الآن ان تتحمل نتائج مبدأ (الرجالة) الذي اقرته والذي لم تحسب حساب «الحجاز» العالمي حين قررت (مُراجعة) مواطنيها. لقد اعطى المجتمع الدولي عقب تدخله في الازمة اعطى الطرفين فرصة كافية لحسم المشكلة بالحوار واجلس المجتمع الدولي الطرفين للمفاوضات وتركهم يتفاوضون وهو يدفع فواتير التفاوض ويدفع فواتيرالعون الانساني ويدفع تكاليف مراقبة قوات الاتحادالافريقي لحفظ الأمن وصبر حتى نفد صبره وبدأ يضغط من اجل حل نهائى للازمة وسيتم توقيع سلام دارفور لكن بعدان نضبت ينابيع الفرح داخل النفوس كان يمكن لحكومة الانقاذ ان تفوز بالشكر الجزيل وان تنال حتى مشاعرالفخر والاعزاز لوأنها بادرت باريحية وطنية معترفة بحق اهل دارفور .. ولو انها تعاملت بمسئولية وطنية مع ابناء دارفور في كافة مواقعهم دعما لبناء وطني يؤسس لسودان يتوق لمستقبل عزيز .. نتمنى لأهل الشرق الصابرين ان تدركهم نفحات حكمة يصيبها اهل الانقاذ ولو متأخرة من أزمة دارفور.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de