الأستاذ محمود محمود طه: الطيب صالح: وقضيت الليل مسهدا...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 00:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2021, 02:07 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمود طه: الطيب صالح: وقضيت الليل مسهدا...






                  

07-18-2021, 02:07 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمود طه: الطيب صالح: وقضيت � (Re: عبدالله عثمان)

    الطيب صالح
    ــــــــــــــ

    لقد أعلن الطيب صالح أنه شعر بالخجل العميق في الليلة السابقة لإعدام الأستاذ محمود. كتب الطيب صالح مقالة نشرت لاحقاً ضمن كتابه:، وطني السودان "7"، رياض الريس للكتب والنشر، ط1، 2005م، ص 49-53، قائلاً: (حينما أعدم الرئيس السابق جعفر محمد النميري الرجل الهرم محمود محمد طه رحمه الله، كلمتني "باربرا براي" في الدوحة من باريس آخر الليل، كان صوتها في التلفون غاضباً حاداً، أقرب إلى الصراخ، وذلك امر لم أعهده منها، فهي عادة هادئة رقيقة مهذبة، قالت لي: ألا تنوي أن تفعل شيئاً؟
    افعل شيئاً بخصوص ماذا؟
    ألم تسمع الأخبار؟ ألم تسمع بأن رئيسكم الهمجي قد أعدم رجلاً في الثمانين من عمره؟ أنه أمر مخجل حقاً، من يصدق ان هذا يحدث في هذا العصر؟.
    صمت وتركتها تسترسل فماذا أقول لها. لم تهدأ تائرتها بل إن غضبها ازداد قوة وهي تمضي في الكلام. وحين يطول صمتي تقول لي بعنف: هل أنت هناك؟ هل تسمعني؟
    نعم يا باربرا، أنا هنا وأسمعك جيداً.
    إذاً لماذا لا تفعل شيئاً؟.
    قلت لها متضاحكاً لعلني أعيدها إلى هدوئها: الآن؟ في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟.
    لم تستجب لمحاولتي، وقالت لي بصوت أكثر غضباً: إنني كنت أتحدث منذ لحظات مع البيت الأبيض في واشنطن. طلبت محادثة الرئيس ريجان، طبعاً أنكروا أنه موجود. كلمني أحد مساعديه. قلت له كل ما خطر على بالي. قالت له إن دم هذا الرجل معلّق في رقبتكم.
    سألتها متغابياً: ولكن ما دخل الرئيس ريجان بمقتل محمود طه؟
    لا تكن غبياً. هل تظن أنهم ما كانوا يستطيعون إنقاذه لو أرادوا؟ هل يستطيع نميري أن يرفض لهم طلباً؟ أليسوا هم الذين جاءوا به وهم الذين يساعدونه على البقاء في الحكم؟.
    وماذا قال لك مساعد الرئيس؟
    وماذا يمكن أن يقول لي أحد هؤلاء الشبان التافهين الذين يسمونهم تجاوزاً مساعدي رئيس؟ كل عملهم أنهم يحملون حقائبه ويتراكضون حوله. لم يظهر عليه أنه فهم ما أقول وأظنه لا يعلم أين السودان ومن هو نميري أو محمود محمد طه. أخذ اسمي وعنواني وتلفوني ووعد بأن ينقل احتجاجي للرئيس. بعد أن انتهت المكالمة طلبتك فوراً.
    قلت لها متضاحكاً مرة أخرى: إنه لشرف عظيم لي أن تضعيني في كفة مع رئيس أكبر دولة في العالم. أنا الموظف الغلبان في منظمة اليونسكو.
    تحول سخطها من الرئيس الأمريكي إلى اليونسكو، فهي تكره المؤسسات البيروقراطية من حيث هي. فقد استقالت من هيئة الإذاعة البريطانية وتعاونت فترة قصيرة مع منظمة اليونسكو ثم رفضت التعامل معها: " متى تستقيل من هذه المنظمة الجوفاء وتتفرغ لما هو أهم؟
    وما هو الأهم؟
    ألا تعرف إلى الآن ما هو الأهم؟
    بلى، أنا أعرف ما هو الأهم في نظر " باربرا براي" وفي نظري أنا أيضاً. ولكن من يطعم الزوجة والعيال، ويدفع أقساط المدارس والجامعات؟ كل هذه الأشياء الصغيرة أم الكبيرة، التي تكبل الإنسان بقيود يشتد وثاقها يوماً بعد يوم، وتجعله يصمت حين يجب عليه أن يصرخ، ويذعن حين يتحتم عليه أن يرفض. " باربرا براي" لا تأبه لذلك. لقد استقالت من هيئة الإذاعة البريطانية منذ ثلاثين عاماً وهي في قمة النجاح، وليس عندها مصدر دخل. غامرت وحملت طفلتيها وجاءت إلى باريس. استأجرت شقة صغيرة في الحي اللاتيني قريباً من "بوليفار سان ميشيل" وعلى مرمى حجر من نهر الـ"سين"، ماتزال تعيش فيها إلى اليوم. رفضت بتاتاً أن تشتري بيتاً أو شقة بالأقساط كما يفعل كل الناس. "منسي" وأنا حاولنا إقناعها ولكنها قالت إنها لا تحب أن تمتلك أي شئ، وتحب أن تفارق الدنيا وليس وراءها شئ. أخذت تعيش من كتاباتها في النقد للصحف الفرنسية والإنجليزية، فهي ناقدة متمكنة لها نفوذ وصيت، وتترجم الفرنسية إلى الإنجليزية، وكثيرون يعتبرونها أحسن مترجم في هذا المجال. وقد ترجمت جميع روايات الكاتبة الفرنسية الشهيرة "مارجريت دورا" لا حباً في المال ولكن لأن الكاتبة صديقتها. وحين يضيق لها الحال، تكتب " سيناريوهات" للسينما، فهي تحتقر السينما، ولا تعتبرها شكلاً فنياً محترماً. وكان بوسعها أن تجمع مالاً وفيراً من كل هذا الجهد، ولكنها لا تحسن تدبير المال ولا تأبه له، وتقع دائماً فريسة لطمع الناشرين وخداعهم.
    دائماً تجعلني أحس بالخجل من نفسي، هذه السيدة العجيبة. لا تنتمي لحزب، وليس عندها أي مطمح، وتعطي الحياة أكثر ما تأخذ منها. كأنها تحمل على عاتقها هموما الإنسانية بأسرها، إذا وقع زلزال في الجزائر أو فيضان في السودان أو مجاعة في إثيوبيا، يعصر الألم قلبها، كأنها مسؤولة شخصياً عما حدث. ولا تكتفي بذلك بل تجمع التوقيعات وترسل الاحتجاجات. تؤيد كفاح الشعب الفلسطيني وتكره النظام العنصري في جنوب أفريقيا، وتمقت التسلط والقهر حيثما يكون. وأنا لا أشك أنها تحس مأساة جنوب السودان أكثر مما يحسها جون قرنق وبقية هؤلاء الزعماء النجباء، الاذكياء الأغبياء. " باربرا براي" تؤمن كما جاء في القرآن الكريم أن من قتل نفساً واحدة بغير حق، فكأنما قتل الناس جميعاً، وهؤلاء عندهم أن يموت مليون، لا شيء، في سبيل ان يصبح الواحد منهم زعيماً.
    في تلك الليلة شعرت بخجل عميق. قلت لها وأنا أعلم أن كلامي أعرج وحجتي جوفاء:
    أنت تعلمين أننا حينما ندخل اليونسكو كما في المنظمات الدولية، نقسم يميناً أن نكون محايدين ولا نتدخل في شؤون الدول الأعضاء في المنظمة".
    (قالت باربرا): كلام فارغ.
    أطارت النوم من عيني وقضيت الليل مسهداً أضرب أخماساً في أسداس.. وذلك أضعف الإيمان.
    ...........

    منقول
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de