سؤال رددته الصحافة كثيراً خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تسريب معلومات من داخل الوزارة عن خلافات بين الوزيرة مريم الصادق المهدي وعدد من السفراء الذين أحتجوا على طريقة إدارتها لهذه المؤسسة العريقة؟ وذلك على خلفية ما نشرته (الراكوبة) على لسان دبلوماسيين عن تعيين الوزيرة واستعانتها بأحد كوادر حزب الأمة القومي يدعى محمد إبراهيم في خانة المستشار الإعلامي، بينما توجد بالوزارة إدارة كاملة مختصة بالإعلام يقودها السفير بولاد بجانب تعيين مستشار سياسي.
ونبهت إلى إصطحاب الوزيرة في جولاتها التي قامت بها مؤخراً في القارة، بحسب الدبلوماسيين، للمستشارين فقط دون سفر مدير الإدارة الإفريقية في الوزارة كما هو متبع في كل الجولات التي يقودها أي وزير خارجية في قارته.
وذكرت أن الوزيرة، لا تتابع أي أعمال أو سياسات دبلوماسية محددة في شأن العلاقات الخارجية والسياسات الخارجية والعمل الدبلوماسي اليومي، بخلاف ملف سد النهضة الذي توليه كل إهتمامها وسفرياتها وحتى لقاءاتها مع المندوبين الخاصين وسفراء الدول الأخرى في اللقاءات المختلفة التي في أغلبها لا تحمل مناسبة عن السد الإثيوبي.
وأكد الدبلوماسيون، أن الوزيرة تولي ملف الإعلام بصورة كاملة للمدعو محمد إبراهيم كادر حزب الأمة القومي، بينما تتجنب التعامل مع السفراء المخضرمين، والسفراء أصحاب الخبرات ومديري الإدارات، في الاستشارات.
وأبان الدبلوماسيون، وجود نقص حاد في السفارات بالخارج وتولي الإداريون مهاماً دبلوماسية لعجز الوزيرة عن معالجة ملفات السفارات العملية، لإفتقارها الخبرة اللازمة للعمل الدبلوماسي.
وأكدت وجود عجز تراجعي في سياسات السودان الخارجية وعلاقاته الدولية بسبب إنكفاء الوزيرة على ملف سد النهضة فقط، وترك الملفات الأخرى مهملة ومقطوعة، وسط رفضها التعامل معها من قبل آخرين.
وبحسب المعلومات أن المستشار الإعلامي كان يعمل بشكل مقرب من مريم الصادق أثناء عملها الحزبي ليس لديه أية خبرات عملية، وساهم في إرباك الخطاب السياسي للوزيرة في قضايا حساسة ، وساهم في ظهورها المرتبك أمام الصحافة خاصةً أثناء زيارتها الشهيرة لمصر وكتابة تغريدات فطيرة لا تمت للمهنية بصلة، بجانب المستشار السياسي.
حملة منظمة ربما؟
استطلعت (الإنتباهة ) أحد خبراء الخدمة المدنية والذي سبق وأن عمل في منصب قيادي في ديوان شؤون الخدمة الذي يتبع لوزارة العمل، فقال إن من حق الوزيرة ثلاث وظائف شخصية مثل السائق والمساعد الشخصي . ونفى أن يكون في هيكل الخدمة وظيفة مستشار للوزراء الإتحاديين. بل يوجد مجلس استشاري للوزراء يجيزه مجلس الوزراء ويشرف عليه.
عندما نشرت صحيفة ( الراكوبة) بعض الإنتقادات من داخل وزارة الخارجية ضد أسلوب وطريقة وزيرة الخارجية للمؤسسة واستعانتها بمستشارين لا يملكون الخبرة في ملفات حساسة، أعتبر كثيرون من قادة حزبها أن هذه حملة منظمة ضد وزراء الحزب في الحكومة. وكانت الوزيرة قد تعرضت لسيل من الإنتقادات أثناء زيارتها لمصر وطريقة آدائها في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيرها المصري، وكذلك نزعة تصريحاتها المتشددة ضد إثيوبيا.
تهميش السفراء:
إنبرى عدد من المدافعين عن آداء الوزيرة في تفنيد الإنتقادات التي أوردتها صحيفة ( الراكوبة) الإلكترونية ، وقالوا أن منصبها السياسي يتيح لها الاستعانة بمن تشاء دون مشاورة سفراء الخارجية وأنها حصلت على موافقة رئيس الوزراء على هذه الوظائف.
وقال سفير في وزارة الخارجية يشغل منصباً قيادياً فيها أن الوزيرة همشت السفراء رغم حرصها الكبير على إجراء المشاورات مع السفراء عبر الإجتماعات الراتبة أو (قروبات) العمل الإسفيري داخل الوزارة. لكنها في النهاية لا تقتنع إلا برأيها. وكما كشفت صحيفة (الراكوبة) عبر إفادات السفراء أن الوزيرة تصحب في كل رحلاتها الخارجية المستشارين الخاصين دون مشاركة مديري الأزمات المختصة خاصة في الشأن الإفريقي. إذ لا يمكن ألا يكون مدير الإدارة الإفريقية حاضراً في زياراتها الخارجية ويشارك في المقابل مستشارها السياسي الذي يجهل أصول العمل الدبلوماسي وان أسعفته دراساته النظرية في الخارج.
كثرة الحراسة:
أبدى عدد من السفراء أيضاً ملاحظات شكلية ليست ذات بال لكنها تؤثر على صورة الوزيرة مثل الحرص الزائد على فرق الحراسة التي تتبع موكبها الوزاري على متن سيارتين، وكذلك حضور حرسها الشخصي بعض الإجتماعات المهنية داخل الوزارة وهم في كامل عتادهم.
تفاءل كثيرون بتعيين مريم المهدي وزيرة للخارجية من حيث إنتمائها لأعرق بيوتات السياسة السودانية وأقرب أبناء الإمام الراحل الصادق المهدي إليه في الشأن السياسي. فهل ما حدث هو كبوة فارسة سرعان ما تعيد ركوب فرسها وتنطلق لآفاق النجاح بعد تجربة سلفها المتعثرة أسماء عبد الله أم أن أسلوب وطريقة عملها تخلق لها العداوات داخل المؤسسة ووسط شركائها السياسيين.
وزيرة سد النهضة:
يصف كثيرون مريم المهدي بأنها وزيرة سد النهضة لتركيزها المفرط على قضية السد بل وإصدار تصريحات متطرفة لا تتسق مع وضعها الوزاري كرئيسة للدبلوماسية السودانية مهمتها الأساسية تقريب وجهات النظر وفتح أبواب التعاون وليس تكريس حالة العداء. ولاحظ مراقبون أن وزير خارجية مصر رغم موقف بلاده إلا أن تصريحاته أكثر توازنًا ومهنية من تصريحات نظيرته السودانية، كما أن موقف مريم المتشدد لا يجد غطاءً سياسياً من القيادة الإنتقالية خاصةً عبدالله حمدوك الذي ظل صامتاً، وكذلك رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان.
الخارجية مشاكل متراكمة:
ورثت مريم الصادق مشاكل متراكمة داخل وزارة الخارجية خاصة تدهور الوضع المالي للسفارات بالخارج، وكان الوزيرالمكلف عمر قمر الدين قد صرح أكثر من مرة أنه ليس من مهامه توفير ميزانية السفارات بل هي مهمة وزير المالية.
إصطدمت مريم الصادق بالوضع المالي المزري للوزارة وسفاراتها الخارجية وباءت جهودها بالفشل في توفير ميزانيات للوزارة حتى بعد استعانتها برئيس الوزراء ووزير المالية . ولا يوجد في الأفق أي حل جاهز لتراكم متأخرات الاستحقاقات المالية. وبدلاً من أن يسهم جبريل إبراهيم وزير المالية في حل الأزمة خاصةً بعد جلوسه مع قيادات الوزرارة التنفيذية، طالب الوزارة باستيعاب أكثر من (30) محاسباً ومراجعاً في سفارات السودان في الخارج مما يعني مزيداً من الهدر المالي وتراكم الكوادر الفنية غير الرئيسة حسب إفادة أحد السفراء في الخارجية.
إنقسامات داخلية:
كشف سفير يتقلد إدارة هامة أن الوزارة منقسمة إلى مجموعتين. مجموعة العائدين من الخارج ولديهم قاعدة دعم سياسية من بعض الأحزاب وتجمع المهنيين والمجلس المركزي للحرية والتغيير ويغلب على هؤلاء إنتماءات لأحزاب البعث والشيوعي والتيارات القومية واليسارية. مقابل سيطرة تحالف الجمهوريين واليسار بصورة عامة.
هذا الإنقسام الداخلي يعوق من سياسات مريم الإصلاحية وكذلك منهج الشفافية الذي تتبعه داخل الوزارة. إذ يريد هؤلاء السيطرة على القرارات الهامة خاصة توزيع كشف التنقلات الخارجية حيث لا تزال هناك أكثر من ٧٠٪ من سفارات السودان الخارجية دون سفراء.
لكن تعمل مريم الصادق على ترسيخ المؤسسية عبر التدرج الإداري الهرمي بالإعتماد على الوكيل وطاقمه الإداري.
سحب ملفات الوزارة:
يدور همس داخل أروقة الوزارة أن معظم الملفات المهمة تم سحبها من مريم الصادق و آلت إلى مكتب رئيس الوزراء خاصة مستشار الشراكات الدولية عمر قمر الدين الذي يعد وزير خارجية السودان في مكتب رئيس الوزراء، وكذلك التدخل الكثيف لوزير مجلس شؤون الرئاسة خالد سلك في ملف العلاقات الخارجية خاصةً مشاركته في زيارات رئيس الوزراء الخارجية وهو تقليد غير معهود في إدارة الدولة.
مع استمرار تغول الوزير خالد سلك والمستشار عمر قمر الدين على ملفات الوزيرة مريم المهدي في وزارة الخارجية تتعقد الأمور أمام الوزارة لاستعادة شخصيتها المؤسسية والإعتبارية.
ضغوط من الحركات:
تمارس الحركات الموقعة على السلام ضغوطاً سياسية على الوزيرة مريم الصادق بتخصيص النسبة التي أقرتها إتفاقية جوبا للسلام في وزارة الخارجية. ويطالب قادة الحركات بتخصيص سفارات بعينها لكوادرهم ومنسوبيهم بعد تعيينهم في الخارجية. مما يشير إلى أن السفارات ستخضع لمحاصصات سياسية مثل تشكيل الحكومة.
العمل وسط تحديات جسيمة:
إن إنشغال مريم الصادق بقضية سد النهضة وإهمالها الإصلاح المؤسسي الداخلي لا شك يخصم من رصيدها السياسي وإنشغالها بالسفر المستمر رغم أهمية المهام الخارجية إلا أنه مكن مؤسسات أخرى خاصة مجلس الوزراء من سحب معظم الملفات المهمة من تحت يد الوزيرة.
وأكد خبراء على ضرورة إسناد الوزيرة بتعيين وزير دولة يساعدها في العمل السياسي الدبلوماسي شريطة أن يكون من الخبرات الوطنية داخل الوزارة ولا يخضع للمحاصصة السياسية.
خارجية بدون إعلام:
لاحظ الصحفيون ضعف تفاعل إدارة الإعلام في الخارجية مع الإعلام خاصة الصحف المحلية إذ يشتكي بعض الصحفيين من عدم توفر المعلومات والإجابة على أسئلتهم سواءً من قبل الناطق الرسمي أو أية جهة داخل الوزارة، وعزا البعض الأمر لتقاطع الإختصاصات بين المستشار الإعلامي للوزيرة ومدير إعلام الوزارة.
كما أن الوزيرة ظلت بعيدة عن الإعلام المحلي ولم تلتق بالصحفيين لتقديم تنوير لهم عما تقوم به من زيارات خارجية.
06-14-2021, 08:30 PM
ترهاقا ترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8422
Quote: ويطالب قادة الحركات بتخصيص سفارات بعينها لكوادرهم ومنسوبيهم
ناس الحركات دييل مش كتروا المهلبية شوية؟ ناس ما لاقية تاكل وهم شابكننا عايزين عايزين ، وليه سفارات بعينها ؟ ناس الحركات المشلخة دييل مفروض يعرفوا إنو ثورة الشباب السلمية هي اللي جابتهم مش بنادقهم المأجورة، الناس دييل فاكرين إنهم هم من قاموا بتغيير النظام وربما فهموهم كدة، وهم صفر على الشمال في هذا التغيير زيهم وزي أي زول ياخدوا نصيبهم مش بقلة الأدب وأنا عايز ده وما عايز ده، سفارات بعينها قال ، غيرونا بلا فلقصة معاكم
06-14-2021, 09:04 PM
منتصر عبد الباسط منتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155
طيب البلوة الاسمها حمدوك دي بعمل في شنو؟ والله والله حمدوك دا بضعفو وبرودو وعدم همته وعدم صرامته في ملء وظيفته شر لا يضاهيه شر وهو البلاء الأعظم والاسمهما مريم دي ثبت أنها غير مناسبة مطلقا لهذا الموقع والمنصب والمحاصصات ذبحت البلد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
ترهاقا
منتصر عبد الباسط
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست