"سأبدأ في الوزارة بهيكلتها والسماع للموظفين والغرفة الصناعية، وأنا شخصياً على وعي تام بالتحديات التي تواجه القطاع الصناعي، بحكم عملي فيه وعلى إلمام وإدراك تام بالبنية التحتية التي تحتاجها، من كهرباء ومواد خام وعملة صعبة، وكل هذه الأشياء مهمتنا الأساسية توفيرها، وأعتقد أن الرهان على القطاع الصناعي هو أمر مهم جداً في المرحلة القادمة، وهو واحد من أسباب إخراج البلد من أزمتها الراهنة، كيف نعمل القيمة الإضافية للسلع السودانية وتحويلها من مواد خام إلى مواد مصنعة، وبالتالي نحقق عائد أفضل، ونشرك عمالة أكبر وهكذا،بتلك الكلمات صرح وزير الصناعة إبراهيم الشيخ صبيحة الإعلان عن النسخة الثانية لحكومة الفترة الانتقالية التي شغل فيها منصب وزير الصناعة في الثامن من فبراير الماضي، خلفا لوزير السابق مدني عباس مدني الذي واجه اسهم الانتقادات الحادة طيلة فترة وجوده بالوزارة، فهل فلح الوزير الجديد في تلمس خطوات التغيير الحقيقي بقطاع الصناعة تدمير ممنهج الأمين العام لاتحاد الغرف الصناعية أشرف صلاح يجيب على تساؤل "الراكوبة" بانه من المبكر جدا الحكم على أداء وزير الصناعة او الحكم على اداء وزارة الصناعة في عهد الوزير الجديد ابراهيم الشيخ بسبب قصر الفترة، وأيضا من المبكر جدا الحكم على عمل الحكومة عموما بالذات حكومة الإنتقال في نسختها الثانية، لافتا الى أن البلاد في الأساس تعرضت الى تدمير ممنهج طوال الفترة الماضية لا سيما في المجال الإقتصادي خاصة في المجال الصناعي او الصناعة الوطنية التي تشابكت فيها مشكلات القطاع مع الإشكالات المزمنة في الإقتصاد الكلي وتفاقمت مشكلات ومعوقات الصناعة للدرجة التي يستحيل معها إجراء معالجات جذرية في زمن قصير، وأضاف أن تأسيسا على ذلك من الصعوبة تقييم اداء الوزير او الوزارة كفريق متكامل. كما نوّه الى وجود العديد من المؤشرات الإيجابية التي لمسها القطاع الصناعي في الفترة القصيرة الماضية، وزاد"نحمد للوزير انه تكرم مشكورا بزيارة الإتحاد عشية اداء الوزير للقسم باعتباره ممثل لقطاع الصناعة ويعبر عن طموحات واشواق الصناعيين"، وبين انه كان لقاء واسع مع مختلف الصناعيين إضافة إلى لجنة التسير، واعتبر الزيادة مؤشر لرغبة وجدية الوزير في أن تكون فترة وجوده في وزارة الصناعة فترة انجاز إضافة إلى انها كانت مؤشر لاستحقاق لإشراك أصحاب المصلحة الحقيقيين في كيفية النهوض بالصناعة. وأكد أن الوزير بدأ مع الإتحاد في محاولة لمعالجة المشكلات الطارئة التي تعترض الصناعة بالتحديد في جانب الرسوم الجزافية المفروض عليها سواء سابقا او استحدثت في ميزانية 2021، بجانب إشكالات الطاقة الكهربائية والوقود، مبينا أن المسائل ما زالت تترى لإحداث إختراق حول هذه المشكلات. وذكر أشرف ان الوزير بدأ في تفعيل المسح الصناعي، مؤكدا على أهميته جدا لجهة انه يساعد في رسم الخطط والسياسات والمعالجات اللازمة الإشكاليات والمعوقات التي تواجه القطاع الصناعي. تمثل قاعدة معلومات لانطلاق القطاع، وأوضح جود سعي حثيث من الوزير في الفترة الأخيرة لتسريع إصدار قانون الصناعة الموجود حاليا بمنضدة مجلس الوزراء، وذكر ان للقانون فوائد عديدة للقطاع الصناعي والعملية الصناعية. واعتبر ان الفرصة مواتية لوزير الصناعة حالياً بتحقيق إنجازات تخصصية للقطاع عقب خروجه من التجارة ،والذي قال انه قرار صائب يفيد القطاعين معا،ونوه الى ان الوزير يتميز إلمامه التام بمشاكل الصناعة باعتباره جزء لا يتجزأ من القطاع الخاص باعتباره قادم من المجالين وبالتالي لديه خلفية بالمشكلات التي تعترض القطاع والأسس التي يمكن من خلالها تجاوزها. الأفضل وبالرغم من ان الوزير أكد في وقت سابق بأنه ليس لديه عمل في السوق منذ نوفمبر 2018م، ولم يقم بمزاولة أي نشاط تجاري قاطعا التكهنات بعدم للعودة عقب توليه المنصب، مؤكدا ، تخليه عن أعماله في السوق، وانه لايوجد لديه اي صلة بها من قريب أو بعيد، وان همه في الوقت الحالي إدارة الدولة، الا أن عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير كمال بولاد ، اشار الى انهم كمجلس لم يعقد حتي الان اجتماع تقييم اداء الوزراء ،وقال ل"الراكوبة" في رأيي الشخصي فإن إبراهيم الشيخ يمتلك قدرات كبيرة كسياسي له دوره في المجال، وكذلك كتاجر كبير في السوق له دوره ايضا. ووصف أداءه بالوزارة بالافضل بالرغم من قصر المدة التي تولى فيها منصب لجهة انه اتبع منذ البداية خطا واضحا وممتازا بالاهتمام ومراجعة البنيات التحتية للصناعة والوقوف علي المصانع المتوقفه ويعمل جاهدا لتذليل العقبات بميناء بورتسودان،واضاف ان الشيخ على استعداد عالي جدا وحماس كبير في ان يقدم خبراته وقدراته للقطاع مستعينا ب مستشاري الوزراة، لافتا إلى أن الصناعة تعاني من اشكالات كثيرة منذ أكثر من 20 عاما اتجهت فيها الحكومة للاعتماد على البترول واهمال الصناعة والبنيات التحتية،واصفا واقع الصناعة بالمأذوم ،وزاد"عندي أمل كبير في ان ينجح في مهمته لجهة انه بدأ بداية صحيحة". خطة متكاملة بيد أن رئيس قسم الدراسات الاقتصادية بمركز الراصد د. الفاتح عثمان يؤكد ان وزارة الصناعة وزارة نظريا تعتبر وزارة مهمة للغاية لكن تراجع نسبة الصناعة في الاقتصاد السوداني جعل أهميتها كل عام تتضاءل ، ونبه في حديثه ل"الراكوبة" إلى تراجع أهم قطاعات الصناعة اي قطاع السكر الذي تضاءلت انتاجيته هذا العام الي أقل من 25% من انتاجيته قبل عامين ،أما قطاع الزيوت فهو يعاني بدوره من إشكاليات الحصول علي المادة الخام ومع ذلك هو أفضل قطاعات الصناعة هذا العام ، مشيرا الى تراجع صناعة الغزل والنسيج حتي باتت شبه منسية ولا أثر لها يذكر في تلبية الاحتياجات الداخلية. ووصف وزير الصناعة إبراهيم الشيخ بالرجل المتميز ومتفهم لكنه يحتاج الي تفاهمات مع السيد رئيس مجلس الوزراء لصياغة سياسات حكومية جديدة تضمن الربحية للصناعات التحويلية بشكل خاص والصناعة بشكل عام وهذه أمور لا يستطيع السيد وزير الصناعة فعلها لوحده لأنها خارج اختصاصات وزارته ،اي انه بدون وضع خطة متكاملة تشارك فيها معظم الوزارات المعنية بإشراف مباشر من السيد رئيس مجلس الوزراء فلن يستطيع الوزير إبراهيم الشيخ ولا اي وزير آخر ان يحدث تحسن حقيقي في أداء قطاع الصناعة في السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة