1⃣ لماذا الموكب في هذا التوقيت؟ لأن الحكم الحالي أصبح يكشف وجهه الديكتاتوري كل يوم أكثر من اليوم السابق. من الواضح في كل قضية واجهتنا أن العائق ليس هروب المجرمين من السلطات الرسمية. العائق هو أن السلطات الرسمية هي المجرمة. قال النائب العام المستقيل أن الشرطة تخفي عنه المعلومات. إذن هذه الأجهزة هي من يحكم. ترتكب الجرائم و تعمل على إخفائها. اليوم تتعفن جثث البشر في المشارح. هذا هو التوقيت الذي أصبح فيه الجميع مجمعين أن إصلاح الأجهزة مستحيل. ينبغي استبدالها. الموكب من أجل توصيل هذه الرسالة. هذه الأجهزة المجرمة تدفع البلاد نحن الديكتاتورية والموت.
2⃣ هل هو موكب للقصاص للشهداء؟ هذا جزء من مطالب الموكب. ولكن القضية أكبر من للقصاص للشهداء : لا يمكن أن يجد جميع الشهداء القصاص وهذه الأجهزة موجودة، ولا يمكن محاسبة المجرمين الحقيقيين بهذه القوانين الموجودة. القصاص للشهداء يبدأ باتخاذ باستبدال الأجهزة والقوانين بأخرى جديدة وثورية. وحماية الأحياء لا يمكن أن تقوم بها أجهزة تقتل وتخفي الأدلة اليوم.
3⃣ كيف نشرح نحن في لجان المقاومة مشكلة العدالة الغائبة لبقية الشارع؟ كل مواطن يعيش مأساة غياب العدالة بطريقته الخاصة. الفن الذي ينبغي أن يجيده عناصر لجان المقاومة هو استخلاص هذه الطريقة وشرح علاقتها بالقضية العامة، وشرح النتائج بتبسيط ولغة غنية ولكنها خالية من المصطلحات. مثلا، نأخذ موقف جاكسون كمثال. يوجد فريشة وسواقين وأصحاب أكشاك ومواطنون عابرون. الكشة هي أسلوب تافه لسرقة القروش من الفريشة. وهي تجربة يومية بالنسبة لهم. الكشة يقوم بها البوليس في زمن البشير وفي الزمن الحالي. نطرح أسئلة على الحضور : يحاكم الزول الفارش طماطم في 10 دقائق بالغرامة وبدون فرصة استئناف. بينما البشير قتل الآلاف ولا يزال يحاكم..لماذا فرق السرعة؟ هل حصل البوليس ما سرق من البضاعة؟ هل يوجد بوليس جيد بوليس كعب ولا كلهم واحد؟ في زول حصل طلبوا منه رشوة في المحكمة؟ وهكذا. وبعد إثارة الأسئلة تأتي الخلاصة في أن عدم العدالة سببه أن هذه الأجهزة ليست للعدالة وأنها لا يمكن إصلاحها. بطرق مختلفة. المهم هو أن نأخذ من التجربة اليومية للناس ونعيد صياغتها ونشرح علاقتها بالسلطة. ولو أقمنا موكب لإيقاف الكشة في السوق المركزي أو جاكسون قبل يوم 3 يونيو فسيكون خطوة ممتازة.
4⃣ ماهي مطالبكم؟ علينا أن نتجنب المطالب الفوق فوق ونطالب بأشياء ملموسة. علينا أن لا نخشى من أخذ الشعب الأمور بيديه. علينا أن نتحدث عن العدالة الثورية، عن المحاكم الشعبية المفتوحة بهيئات محلفين منتخبة، عن لوائح لمكافحة التلاعب في الأسعار ونضع ونبني بأنفسنا الأجهزة التي ستقوم بتنفيذها. وهكذا. من الآن فصاعدا، نحن لن نطلب من برهان وحمدوك وحميدتي، نحن سنأخذ منهم سلطتهم. وعلى هذا الأساس نضع شعارات ومطالب. إذا أردنا أن نتعلم، فالتجارب من التاريخ موجودة لكل أصحاب الذكاء والإرادة ولكن الأهم هو القطيعة التامة مع كل ماهو موجود الآن. لن نطلب من أجهزة تدليس العدالة إصلاح نفسها لأن هذه بلاهة. علينا أن نقاتلها.
5⃣ وماذا عن لجنة أديب؟ بروفة نتائج اللجنة هي تسليم 7 عساكر جيش كمتسببين في مجزرة 29 رمضان الثانية. التضحية ببعض العساكر لا أكثر. لن تفعل لجنة أديب أكثر من ذلك إلا القليل. لا تعول عليها. نبني ونفكر في أجهزة موازية للعدالة فلا عدالة في الأجهزة الراهنة.
6⃣ وماذا عن اللجوء للمحاكم الدولية؟
هناك عدة أسباب قد تدفع لاعتبار المحاكم الدولية حلا جذابا : الإرهاق من جرجرة المحاكم والنيابات المحلية، والملل من صعوبات وبطء التقاضي واليأس. هذه أسباب مفهومة ومقدرة. ولكن الخطأ الكبير هو اعتبار أن المحاكم الدولية منزهة عن الانحيازات السياسية ومعزولة عن التأثيرات الدبلوماسية. هذا ليس صحيحا بل هو خاطئ تماما ومضر بالقضية والعدالة. التفكير في أنه يمكن التوسل لقوة أخرى من أجل تثبيت الحقوق تفكير غير ثوري. لقد تعلمنا ألا نضع آمالنا إلا على قدراتنا الخاصة ونحن في هذا المأزق اليوم لأننا توسلنا حمدوك من أجل مطالبنا. لا نقول أن اللجوء للقانون الدولي خطأ مطلق، أبدا. لقد نشأت قواعد دولية حاكمة بعد تضحيات جمة قدمتها الشعوب بالدماء والسجون ولم تكن منحة من أحد، وهذه القواعد اليوم أسس لا يمكن تجاوزها من أي جهة كانت. ولكن نصوص القانون لا تعني إنفاذه، وجد منتهكو القانون الدولي طرقهم في الالتفاف على القواعد والقوانين. انعدام العدالة والإفلات من الجرائم ضد الشعوب ظاهرة دولية رغم كل القوانين والمواثيق. إذا ذهبنا إلى المحاكم الدولية بحالتنا الراهنة من سوء التنظيم وعزلة حركة العدالة عن جموع كبيرة من الشعب فإن القضية ستنتهي كارت مساومة في يد قوى دولية قاتلة أيضا يباع ويشترى مقابل تنازلات. إن بناء حركة جماهيرية قوية ومنظمة وفاعلة في كل ساحة ضد الإفلات من العقاب وفي سبيل العدالة ذات قدرات قانونية وسياسية عالية وتو
اجد قوي في الشارع هو الضمانة الوحيدة من أجل تعديل هذا الواقع الظالم، إذا أردنا تدويل قضايانا فإننا نحتاج إلى تنظيم أكبر ومجهود أكثر وعمل أكثر جدية، حركة تكون قادرة على العمل في الساحة المحلية وذات صيت على الساحة الدولية، حركة تسوق ولا تساق، تناور ولا يساوم بها، تضغط ولا يضغط بها، تعرف ما تريد ومن هم أعداءها. تدخل القضايا ساحة العالم عندما تجد القوة التي تسند ظهرها عليها. لقد اعترفت المحاكم الدولية بانتهاكات ضد الفلسطينيين بعد أن بنوا منظمات المقاومة وحاربوا بالقوة. وليس وهم جالسون في بيوتهم يطلبون العدالة المجردة. دخل البشير السجن بسبب الثورة لا بقرارات أوكامبو. #الكاكي يقتل، #الإعلام يزور، #الحزبي يتواطأ، #النائب العام يماطل، #الشرطة تدفن الأدلة، #والمحاكم تعطل...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة