إستراتيجي - تقرير (سي اي ايه) للكونغرس يعيق تنفيذ وعود الادارة الأمريكية للسودان
اشار الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي د عثمان أبوالمجد الى التقرير الذي تم رفعه للكونغرس بخصوص السودان بلاشك ان الولايات المتحدة الأمريكية تعمل وفقاً لاستراتيجيات ثابتة وليست كما الدول التي تعدل سياساتها من وقت لآخر وفقاً لتغيير الحكومات أو المؤسسات وبالتالى يحدث التغيير في سياساتها من وقت لآخر، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة الأمريكية تعمل وفق أسس تحقق الأمن القومي الأمريكي لاسيما في مجال الأمن والاقتصاد والسياسات التي تحقق أهدافها. وأضاف أبوالمجد انه بعد قيام الثورة السودانية في ديسمبر 2019 نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية سعت للتواصل مع الحكومة الانتقالية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والتحول الديمقراطي في السودان و سعت لفتح الطريق لتحسين علاقات السودان مع المؤسسات الاقتصادية الدولية وعلى رأسها البنك الدولي. ويرى ابو المجد أن الدعوة إلى إعفاء ديون السودان تمهد لتحسين الاقتصاد والاستقرار والأمن، ولكن وفقاً لتقرير المخابرات الأمريكية التي رفعت الى الكونجرس متضمناً بعض النقاط التي تؤثر سلباً في الإستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والتحول الديمقراطي مما يعيق من مساهمة المؤسسات الامريكيه في الإستثمار داخل السودان. وأضاف أبوالمجد انه مما لا يخفى على الجميع أن العلاقات الامريكية السودانية في عهد حكومة البشير كانت في ظاهرها ضعيفة ولكن في باطنها جيدة بعض الشيء حيث عملت حكومة البشير لتنفيذ غالبية شروط الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في مجال محاربة الإرهاب وتسليم الإرهابيين إلى دولهم وطردهم من السودان بما في ذلك بن لادن و محاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وغسيل الأموال وتبادل المعلومات والملفات في مجال العمل الأمني المخابراتي مما مكن الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة التامة في منطقة جنوب الصحراء و البحيرات العظمى والقرن الأفريقي وتويج بوجود قوات الافريكوم التي لعبت دوراً كبيراً في منطقة جنوب الصحراء بصفة عامة وأفريقيا بصفة خاصة، ولكن بعد كل هذا نجد أن الولايات المتحدة لم تقدم شيئا لحكومة البشير بل سعت الى اجهاضها مما يؤكد بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تهتم إلا بمصالحها سواء كانت اقتصادياً او سياسياً أو أمنيا. وأوضح أبوالمجد أن تحقيق الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية يأتي على راس أولوياتها . وألمح أبوالمجد إلى انه طالما أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية طالبت الحكومة الانتقالية بتنفيذ بعض البنود بما في ذلك التعويضات للمدمرة الأمريكية كول وتفجير السفارتين حيث قامت الحكومة السودانية بدفع التعويضات والعمل لتنفيذ شروط الولايات المتحدة الأمريكية ولكن كل هذا لم يشفع لها حيث رأت امريكا أن الحكومة الإنتقالية في السودان لا تقوى ولا تستطيع تحقيق المطالب الدوليه لتحقيق التحول الديمقراطي وتوفير الأمن والاستقرار والسلام، مما يمهد للمؤسسات الأمريكية وعلى راسها الكونغرس بأن تصدر قرارات تعطل القرارات السابقة لمد يد العون إلى السودان في جميع المجالات التي وافقت لتقديمها . ويرى أبوالمجد ان تقرير المخابرات الأمريكية الذي تم رفعه إلى الكونغرس يعطي اشارة قاطعة بأن للولايات المتحدة قد تتراجع في تنفيذ الوعود التي قطعتها لدعم السودان وحجتها في ذلك عدم الاستقرار الأمني وتفشي الإرهاب و إنتهاك حقوق الإنسان وتحقيق التحول الديمقراطي الذي يحتاج إلى ركائز اساسية وعلى رأسها تحقيق الأمن والسلام الشامل، مما يعيق تحقيق الخطط والبرامج الموضوعة من قبل الحكومة الانتقالية في السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة