|
Re: كان امدرماني صميم وشيوعي عظيم - وداعاً من� (Re: زهير عثمان حمد)
|
الزميل منصور محمد خير في ذمة الله: عبد الخالق محجوب الذي عرفه (١-٢) .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم التفاصيل نشر بتاريخ: 17 نيسان/أبريل 2021 رحل عنا أمس الأول زميلنا منصور محمد خير من قادة الحزب الشيوعي بحي الموردة وبانت وعلى نطاق مديرية الخرطوم منذ آخر الخمسينات حتى أول السبعينات. وهو من الجيل الشيوعي "ود الحلة". فلا تستنفد السياسة مروءته بل هو سداد "العوجات" من جم. وبالنتيجة ظل منصور ود الحلة حتى بعد أن غادر الحزب. وتوفي في شارع الله يقضي حوائج الناس. كانت بيني وبينه خشونة في وقت سبق انقسام الحزب الشيوعي في ١٩٧١ وتعاركنا بالأيدي. كان في جنده عبد الله عبيد أحمد وميرغني حسن علي وكان معي شباب أباداماك. ثم تصافينا بعدها. فما كان يطيب لي منزلاً في أم درمان كدار عبد الله عبيد في الحارة الرابعة بالثورة على وجبة سمك غراء بحضور ميرغني حسن علي. وتوطدت صلتي بمنصور بعد معرفتي بابن أخيه د. نادر في أمريكا. ومن حسن الطالع أن ترك فينا منصور صورة قريبة لأستاذنا عبد الخالق محجوب بعد سؤال عدنان زاهر السادات له عنه. وكان منصور بعض حرس أستاذنا خلال محنة حل الحزب الشيوعي في ١٩٦٥ و"عنف البادية" والحضر التي اعتدت على دوره في أم درمان بوجه خاص. كما كان من نشطاء حملته الانتخابية في ١٩٥٦ و١٩٦٨ وفاز في الأخيرة بعضوية البرلمان. ولم يقف خروج منصور على أستاذنا في ١٩٧٠ من أن يروي عنه بحب وعرفان من هو عبد الخالق محجوب؟ قال لي إن الاجابة على هذا على هذا السؤال "صعبة بلحيل" لأن قاموس الكلمات يعجز عن وصفه. لكن سوف أروى لك بعض المواقف والقصص التي عاصرتها بشخصي مع عبد الخالق لعلك تصل لمعرفة جزء يسير من شخصيته. كان حوش البقر يجاور منزل عبد الخالق بحي السيد المكي بقرب الشهداء. وهو منزل كبير تباع فيه الخمور البلدية ويرتاده عدد كبير من الناس البسطاء، أو من فرضت عليه قسوة الحياة التواجد الدائم في تلك الأمكنة. كان عبد الخالق يخرج صباحاً. فيعطي بعض رواده الذين "يصبحون عليه" بعض النقود للمساعدة ولمصاريفهم اليومية حسب ما يتوفر لديه في ذلك اليوم. وعند خروجنا في الصباح من منزله مرة تقدم اليه أحد الأشخاص يرتدى جلباباً مهلهلاً بالكاد يستر جسده. وسلم على عبد الخالق وقال: "داير عشرة قروش يا أستاذ. لكن أقول ليك من هسع أنا ما بديك صوتي". سأله عبد الخالق باسماً " "ليه؟" رد الرجل " لأنو قالوا انت جاي تصادر حاجات الناس ". أعطاه عبد الخالق العشرة قروش وقال له والابتسامة لا زالت على شفتيه: "أنا لمن أجي حأشيل من زول عندوا جلابتين جداد وأديك أنت واحدة". ضحك الرجل حتى جلس على الارض ثم دخل حوش البقر دون أن يقول شيئاً. في العام 1965 كان عبد الخالق محجوب مرشحاً في الدائرة الجنوبية من الحزب الشيوعي ضد اسماعيل الأزهري من الوطني الاتحادي. كنت مسئولا في الدائرة ومنزلي مركز للحزب. كان والدي وطني اتحادي متعصب جدا مما دفعه لان يعلن أن المنزل مركز للوطني الاتحادي أيضاً. في إحدى تلك الأيام كنت متسلقاً السلم لتعليق صورة عبد الخالق على حائط المنزل. فجأة شاهدت عربة عبد الخالق الفلوكسواجن التي تحمل الرقم 4779 تقف أمام المنزل ويخرج منها عبد الخالق. ووقف يراقب ما أفعل. في ذات اللحظة خرج والدي من المنزل وهو يحمل صورة السيد إسماعيل الأزهري ومن ثم يطلب منى بصوت عال وآمر أن أعلقها بقرب صورة عبد الخالق. وقفت مشدوها ومتردداً حتى سمعت صوت عبد الخالق ينتشلني من حيرتي معيداً توازني: "ما تشيل الصورة من أبوك وتعلقها. مش ده بيتو؟" وقد كان. ذلك التصرف رفع عنى الحرج وزاد من احترام و " انبساط " والدي من عبد الخالق محجوب الرجل العظيم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كان امدرماني صميم وشيوعي عظيم - وداعاً من� (Re: زهير عثمان حمد)
|
*رحيل قائمقام حي الموردة العريق وأهلها الكرام!.* عثمان حامد سليمان سرد كاتبنا الجميل المؤرخ الموثق أخي حسن عوض الجزولي دياب، احدى سير أمدرمان العطرة.. واستعرض تاريخ حياة شخصية فذة ومناضل صادق وصلب..هو منصور محمد خير رحيل قائمقام حي الموردة العريق وأهلها الكرام، حارس خور اب عنجة عبر العقود والسنين منصور محمد خير!. جاب الجزولي سيرة أسرته الموردابية العريقة وذكرني بأصداء (زمن العصفور) رمضان سنة 2001 بالنادي السوداني بأبوظبي، صوت عصفور السودان الخال إبراهيم عبد الجليل وشقيقه التوم عبد الجليل" ونوح الحمامات ومطر العيون الهطالة..". التوم سفير الأرستقراطية المصرية التي أطفأت أنوارها ثورة جمال عبد الناصر التي حطمت عروشها وبقيت ذكرياتها تسعى بتلك الحواري العزيزة والأزقة الحميمة.. ثم .. هل تذكرت مكتبة منصور - مكتبة العصفور- ونادي الأنس وأحاديث الذكريات بواكير سنوات السبعين، أحاديث الجندول وأين من عيني تلك النخلات الملوكيات بحديقة الموردة وطموح "الرفيرا" لتبلغ شأو تلك التي بفرنسا!. ومقرها المحلي بخاصرة الطاببية تناظر بوابة الحارس عبد القيوم.. وأذكرك بالأعلام مكي تألو، عبد المجيد النور شكاك، مصطفى شمت النص، محمد عبدالله مشاوي محجوب محمد عبد الرحمن الزعيم، العم أحمد حميدة سليم وابراهيم الجزولي وعالم ذاخر من المعارف والدفاع عن حقوق انسان السودان وتلك الوسامة والظرف الأصيل كنداوة عود الصندل، وتلك المحبات الفياضة الفواحة ،، وحسن شمت!. أطال الله عمر ميرغني حسن علي وميرغني شمت. يمكن أن أعدد لك الأسماء حتى الصباح..!! فهذا ظلام ليل الأحزان، إنه فقد لا يعوض وعالم كامل بطوله وعرضه وعلو مقاماته الرفيعة.. انطوت سجادته الفصيحة الملونة بألوان الحياة!. وداعاَ روضتي الغنا وداعاَ شمس الأصيل ونور الشروق منصور محمد خير.. أبر أبناء موردة أمدرمان بها.. وداعاَ وداعاَ. ________ *_الميدان 3783،، الأحد 18 أبريل 2021م_*
| |
|
|
|
|
|
|
|