هذه الرواية موسوعة تاريخيَّة ومعرفية وهي أيضا سِفْر روحيّ عظيم تم بناءها علي نسق عرض جل فترة القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي مع الجنيد البغدادي وطائفةِ أهل الإستبصار، فنعايش قيام حضارة عربيَّة إسلاميَّة زاهية على أنقاض حضارتين آفِلَتيْن: حضارة فارس، وحضارة بيزنطية وفي هذه الرواية لا نلتقي بسيرة الجنيد فقط، ولكن السرد يجعلنا نتعرف إلى تفاصيل من حياة بعض شيوخ الصوفية؛ أمثال: سمنون المحب والحلاج وغيرهما، لنقضي أوقاتاً ممتعة مع أسرار الحب والعشق، والمعرفة الصوفية وحكاياتها، ونتعرف إلى الأجواء السياسية والفكرية التي سادت، وكيف وجد هؤلاء المتصوفة من أمرهم عنتاً شديداً.
ونلامس عن قربٍ تأسيسَ العلوم اللغويَّة، والمذاهب الفقهيَّة والكلاميَّة والفلسفيَّة، كما نتابع بشغفٍ محاكمةَ ابن حنبل في محنة خلق القرآن الكريم، ومحاكمةَ سمنون المحبّ وأصحابه في قضيَّة العشق الإلهي، ونتبيّن ملابساتِ السياق الذي أدَّى فيما بعدُ إلى محاكمة الحلاَّج وصلبه ثم قتله. نتابعُ بطلَ الرواية في جميع مراحل حياته، وهو يُؤَسِّسُ لمرجعيَّةٍ عرفانيَّة وحضاريَّة قوامُها الحُبُّ والمعرفة والإيثار، في عالمٍ تحكُمُه تَيّاراتٌ فكريَّةٌ متبايِنَة، ومؤامراتٌ سياسيَّةٌ مختلفة
بحق هذه الرواية عبارة لوحة أنسانية متداخلة ما بين الروحي والحضور الانساني والسرد التاريخي لعقلية المسلمين في حقبة محددة في النهاية أقول لكم العمل للغته سلسة وجميلة وعمقه المعرفي فالكاتب يجمع في هذه الرواية ما بين المعرفة والشعر في أسلوب فاتن وجميل وبديع وهو كما تعلمون الكاتب المغربي عبد الإله بن عرفة وله رصيد أدبي جدير بالمتابعة الدراسة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست