من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى مراهد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 12:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-16-2021, 02:38 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى مراهد






                  

04-16-2021, 02:39 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: بدر الدين الأمير)

    Quote: من أنتِ يا مندي؟
    وقفت إلي جوارها، فأحسست بأني أقصر قامة!
    حامد موسي مراهد
    القبة غرب- الأبيض
    [email protected]
    كنا مجموعة في فرقة الموسيقي العسكرية في معهد التربية بالدلنج نتدرب على العزف و خاصة (المارشات) العسكرية لمرافقة (فصيل السونكي) بالمعهد و المشارك في احتفالات اليوبيل الذهبي لمعهد ( بخت الرضا)... من بين المارشات المحببة إلينا و كنا نطرب كثيرا لإقطاعه، مارش ( مندي ) أو نوبا سلارا .. تلك المعزوفة العسكرية الأكثر شهرة بين المارشات العسكرية و التي تعزفها كل الفرق العسكرية في السودان ... أثناء تدريباتنا على العزف، وقف أمامنا أستاذنا المرحوم (على جلدقون) ذلك الإنسان النبيل الجميل الرائع ( كنا نعبر عن حبنا له في شعر منلوجي يقول:
    ( يغني ليك على جلدقون
    الزول خواجه بس خاينه اللون..!)
    سألنا الأستاذ جلدقون عن اسم المعزوفة، فأجبنا بكل ثقة: مندي. فأضاف: و من هي مندي؟ هنا كان جوابنا صمتا. فعلا لم نكن ندري من هي مندي بل لم نفكر حتى في البحث عن سر هذه التسمية.فقط كنا نطرب للحن و الكلمات:
    كرو كونجا كو دون دالي
    مندي كورو كونجا كودون دالي
    اووووو .. دالي .. دالي
    كورو كونجا كودون دالي
    ( أرجو أن يجد لي الإخوة من أبناء النيمانج العذر إن لم يكن نقلي لكلمات الأغنية مطابقا لما يجب أن تنطق به)
    ابتسم الأستاذ بسخريته المعهودة لدينا و قال: ( دي أزمة التوثيق في السودان. هنا تكمن العلة يا شباب.. مندي هي ...... حكي لنا عنها و عن أسطورتها البطولية فكانت دهشتنا كيف و لماذا لم يوثق لهذه الشخصية النادرة البطلة المقدامة ؟ و كم زادت دهشتنا عندما أضاف: هل تعلمون أنها من قبيلة النيمانج و أنها اليوم حية ترزق و أنكم منها على بعد بضع أميال؟ هذه المعلومة حببت إلينا زيارة هذه الانسانة الأسطورة فأعربنا له عن هذه الرغبة فقال بعد أيام سيكون هنالك ( سبر) عند النيمانج و يمكنم زيارتها و قد كان.....
    ذهبنا مجموعة لحضور ( السبر) و قدمنا الأستاذ جلدقون للأخ / حسن كنده كربوس و أذكر أنه قد ترك مقاعد الدراسة في جامعة الخرطوم (أعتقد كان في سنته الثانية) و رجع ليحل مكان والده المرحوم / كنده كربوس في زعامة القبيلة فأكبرنا فيه هذه التضحية من أجل أهله و قبيلته. سعد الأخ حسن و رحب بنا كثيرا عندما عرف بسبب زيارتنا لهم و قادنا إلي دار الوالدة مندي و التي خاطبها (بالرطانة) معرفا بنا، فما كان منها إلا أن رحبت بنا بحرارة بالغة... عجوز و لكنها ذات شخصية مهابة و قوام متماسك رغم تقدم العمر و وجه لا أزال أذكره.. كله فرح و سعادة.. ابتسامة كانت أعذب ما رأيت في وجه حفر الزمن عليه آثارا لا تخطيها العين.. صافحتنا بيد فيها بقية من قوة و بترحاب مقرون بابتسامة جميلة كشفت عن أسنان كاملة و ناصعة ... اليوم أنا تقريبا في نفس عمرها حينما قابلناها، إلا أني قد فقدت عددا لا بأس به من أسناني الخلفية أما الأمامية منها فقد علاها اصفرار النيكوتين ( لعن الله تبغ فرجينيا !)
    دار بيننا حديث طويل ( عبر الترجمة الفورية من أحد الزملاء من أبناء المنطقة) عن دورها في تلك الثورة التي قادها والدها الشهيد السلطان (عجبنا) و الذي أعدمه المستعمر شنقا.. تحدثت ببساطة النبلاء عن حب الوطن و بغض المستعمر و استسهلت الموت من أجل التراب ... جلسة طويلة و حديث ذكريات لا يمل إلي أن شارفت الشمس على المغيب ، فخرجت معنا مصرة على وداعنا خارج الدار و مشت معنا حتى ساحة الاحتفال و ما أن شاهدها أحد مصارعي القبيلة حتى اندفع نحوها في حركات تعكس القوة و الفتوة ..( يهز فيها و يبشر) و يستعرض عضلاته فما كان منها إلا أن أطلقت (زغرودة) ترحب به .. زغرودة في قوة لم نصدق أنها تخرج من هذا الجسم الذي أنهكته الأيام، فكان لصدي زغرودتها فعل السحر في الجميع ... اهتاج الشباب و تجاوبت معها صبيات النيمانج الجميلات بفيض من الزغاريد.و نحن إلي جوارها في تلك اللحظة أحسست أن هاماتنا قد زادت ارتفاعا .....
    ودعنا الوالدة مندي ... و تعود بي اليوم الذاكرة لهذه الأسطورة و مع انطلاق مجلتنا ( الغرا ) رأيت لا بد أن يكون لذكراها مكان فيها و دعوة صادقة للتوثيق لها. هذه هي مندي ... مندي بت السلطان عجبنا بن أروجا بن سبا ، سلطان النيمانج . تلك المنطقة الواقعة بالقرب من مدينة الدلنج و تضم مناطق: كرمتي ، النتل ، تندية ، سلارا ، حجر السلطان و الفوس و هي المنطقة التي دارت فيها رحي المعركة بين قوات المستعمر البريطاني و جنود السلطان عجبنا . كانت مقدمة المعركة أن (كمن) أبطال القبيلة لمفتش مركز الدلنج (هتون) في حجر السلطان و أردوه قتيلا الأمر الذي أثار غضب السلطات فدفعت بقوة مزودة بأحدث آلة عسكرية وقتها و بكل العدة و العتاد بقيادة المقدم (سميث) في نوفمبر 1917 لمقاتلة ثوار النيمانج ، و رغم تفوق آلة الحرب البريطانية إلا أن فرسان النيمانج قد ابلوا بلاء الأبطال و هم يقاتلون قوة تحاصرهم من ثلاث جهات:
    قوة بقيادة (فنديلو) تهاجمهم من حجر السلطان و قوة بقيادة (جراهام) تضرب من جهة الفوس و قوة ثالثة بقيادة ( وينجتون) تهاجم من منطقة النتل كما وضعت قوات المستعمر يدها علي آبار المياه، حتى تمنع جيش السلطان من التزود منها .
    وصلت أخبار هذا الحصار الدامي و القوة الضاربة إلي مسامع مندي فما كان منها إلا أن (تحزمت) و حملت بندقيتها و ربطت ابنها على ظهرها و توجهت لأرض المعركة و قد فشلت كل المحاولات في منعها من الذهاب خوفا عليها... وصلت مندي أرض المعركة و ما أن شاهدها أبطال القبيلة حتى تعالت صيحاتهم فاندفعت مندي إلي الصفوف الأمامية تقاتل بضراوة و تغني بأعلى صوتها تشجع فرسان القبيلة و الذين أعادت لهم مندي الروح المعنوية و قوة القتال بعد معاناة الحصار و لم يقعدها عن مواصلة القتال مصرع طفلها و هو على ظهرها برصاصة من العدو، بل و كانت في المساء عندما يهدأ القتال و يركن الفرسان للراحة كانت تواصل سندها لهم بتضميد الجراح و المشاركة في صنع الطعام. حتى أقوي فرسان قبيلتها كانوا يعجبون من شجاعتها و نشاطها الذي لا ينقطع صباح مساء لذلك تغنوا بهذه الفروسية النادرة فكانت كلماتهم هي كلمات الأغنية التي تحولت فيما بعد إلي مارش عسكري يخلد ذكراها إلي اليوم و كلمات الأغنية تحكي عن مندي التي تقاتل كالفرسان و تعالج و تطبخ...
    تنتهي المعركة بأسر والدها السلطان عجبنا و يتم إعدامه شنقا على شجرة بمدينة الدلنج في صباح يوم 27/12/1917. هذه هي مندي المقاتلة المناضلة و التي لم ينصفها التاريخ و لم ينصفها أهل التوثيق في بلادي مما جعلها مجهولة لأغلب الشعب السوداني و هي نجم سطع وهاجا في سماء الوطنية في بلادي.
    المجهول في تاريخ ثورات جبال النوبا كثير و كثير و يحتاج منا للتنقيب والتمحيص و التوثيق، فقد خاض أبناء الجبال ثورات عدة ضد المستعمر مما عجل برحيله و منها:
    ثورة المندل 1904، ثورة الداير 1904، ثورة كندارو 1904، ثورة الليري 1906، ثورة تالودي 1908، ثورة الفندا 1908، ثورة دارجول 1908، ثورة كيلا كيدو1908، التيما 1909، ثورة كيلا 1910، ثورة هيبان 1911، ثورة الأخضر 1914، ثورة الصبي 1914، ثورة الفكي على الميراوي 1915 ، ثورة السلطان عجبنا 1917 و غيرها كثير ، أرجو مداخلة العارفين لمزيد من التوثيق، فهذا قدر يسير مما وقفت على إدراكه.
    هذه لمحة بسيطة من سيرة هذه العظيمة مندي أرجو أن تجد حقها من التوثيق و العرفان و من هنا أناشد الجميع أن نبدأ العرفان و الإجلال بأعمال متواضعة أوجزها في الآتي:
    - بناء مسلة إسمنتية تقام في موقع الشجرة التي أعدم عليها البطل السلطان عجبنا بالدلنج،
    يكتب على هذه المسلة سيرة ثورة 1917.
    - شارع في حاضرة الإقليم (الأبيض) يحمل اسم المناضلة مندي.
    - قاعة بجامعة الدلنج تخلد اسم مندي.
    لعل هذه الإشارات قد تتحول إلي سؤال عن: من هي مندي؟ و لعل الإجابة تشكل قدرا يسيرا في سبر غور سيرة أعظم نساء السودان، مندي بت السلطان عجبنا.....
    صور نادره جدآ
    للمناضله والبطله مندي👆
                  

04-16-2021, 02:44 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: بدر الدين الأمير)

    https://top4top.io/
                  

04-16-2021, 03:39 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: بدر الدين الأمير)

                  

04-16-2021, 09:40 PM

Mustafa Eisa
<aMustafa Eisa
تاريخ التسجيل: 02-08-2015
مجموع المشاركات: 718

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: بدر الدين الأمير)

    رووعة ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته فقد امتلك ناصية القلم
                  

04-17-2021, 09:10 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: Mustafa Eisa)

    Quote: عن عروس الرمال يوثق حامد موسى مراهد
    عشقي و حبي لمدينتي (الأبيض) عروس الرمال، كالعطر، و للطيب افتضاح..منذ سنين تسربت من بين مسامات العمر، كان الشوق و كانت الرغبة الجامحة للكتابة عن هذه الدرة الفريدة، جوهر صدر المحافل بين مدن السودان.
    الدافع أمران الأول هو الشوق ثم الشوق الذي كنت و ما أزال أكابده خاصة بعد أن طال البعد و الفراق القسري و الثاني لما آلت إليه هذه الحبيبة و ما بات يحكيه عن حالها إخوة أعزاء شاركوني حبها اللا متناهي و خاصة ما كتبه أخي و صديقي و جاري في الحي ( الدبلوماسي/ أحمد عبد الوهاب جبارة الله) في مقاله المحزن عنها في جريدة الراية القطرية بعنوان ( مدينتنا التي خرجت من التاريخ! )... من كلمات أحمد و التي تحكي حال من كانت أروع المدن و البلاد ( إن مدينتنا هذه سبق لها أن دخلت التاريخ وردة مزدهرة في غرب السودان الحبيب و كانت درة متلألئة و وضاءة ثم ما لبث أن انطفأ نورها الوهاج و زال بريقها الأخاذ و خرجت من التاريخ و هي كالحة الوجه مقطعة الأوصال بل مترهلة الكيان و شاخت حتى تبدلت ملامحها إلي درجة أنني لم أعد أتعرف عليها إلا بصعوبة بالغة هذا برغم أنني أحب مدينتنا هذه و أعشقها إلي درجة الجنون ) و أقول للصديق الصدوق كلنا بها ذلك المجنون...
    عجيب أمر (الأبيض) كل من عاش فيها أو حتى فقط زارها إلا و أحبها.. في بداية التسعينات و تحديدا في مارس 1993 و نحن في مدينة الدوحة ، جلوس مع الصديق القاص المبدع والأديب الفنان المرهف الحس عاشق الأبيض (زهاء الطاهر ) و الذي رحل عنا و انتاشته يد المنون في ريعان العطاء و الإبداع.. (عليه) الرحمة، جال بالخاطر الكتابة عن الأبيض و لأنه مسكون بحبها فقد رأي أننا لن نوفي (عروس الرمال) حقها ما لم نشرك بقية المحبين فكانت الفكرة أن نراسل الأحباب ليكتتبوا و يكتبوا خواطر حبهم للأبيض. فكانت القائمة الأولي تطلب منهم الكتابة عن خواطرهم وهم عوض الكرسني ، الفنان التشكيلي ابن الأبيض حسن موسي الخير، الدكتور محب الأبيض الساخر إسماعيل الفحيل ، محمود عمر و آخرون كثر . تشاء الأقدار أن تأخذ من بيننا الأديب الإنسان زهاء الطاهر فيقعدني بعده عن حماس الكتابة مع بقاء الفكرة مستعرة في الوجدان . و بهذه المناسبة اسمحوا لي أن أحي ذكراه بنقل مقتطفات ( بتصرف) من رسالة دعوته للإخوان لكتابة خواطرهم عن الأبيض
    ( لكتابة تاريخ شخصي لمدينة الأبيض من خلال شخصياتها ، كل حسب رؤيته... و من ثم جمع كل ذلك الجهد و تقديمه بقراءة مسهبة عن المدينة ، متأنية و دقيقة بعض الشيء. يا لتلك المدينة، في ذلك الزمن الخصيب ... و ذلك النوع من الأمطار .. و الرمل المذهب. أناسها الأفاضل، غنائها و مغنيها ... مطربيها الذين لم ينقصوا و لو وترا واحدا في لوحة الغناء السوداني، ولم يقصروا عن قرنائهم في باقي مدن البلاد.
    معاتيهها و صرعاتهم، مكتباتها، مدارسها، شيوخها و (فقراها)... أب صفية، و أب شره، ابشر أبشرية، و صايم ديمه و زريبة الشيخ و فكي سحسوح ( تلك الأسطورة المضفورة الصغيرة العذبة الجميلة) و غيرهم. السكة الحديد و محطتها (الإنجليزية الصنع) و بيوتاتها و سوق نسوانها، و دخوليتها – محصولها و مواشيها - و تب اللبن و فولة الحلبة، و التومات و التبلدية حتي ( أرفع صدرك).
    فلاته (تمبكتو الباهظة) و السودنة (رمز استقلالهم) و طيبة (العجوز) فلسطين(الجريحة) وود الياس ( و كان القوم يتعاطون الخندريس الوطني ب (الفناجين) و أيضا هناك زندية، و كم غنت الكردفانية " لو ما الزمان تركية بشيلو بالزندية " هذه التركية الركيكة التي امتزجت حتى بمخ العظم ، و سكنت فيه فما نفع معها بخور أم التيمان و لا أي طلح في هذه الدنيا . و العياذ بالله من تركيات لاحقات..
    تعلم أنه من غير اليسير أن تتم الاحاطة كلية بمدينة كمدينة الرمل هذه ... بفلتاتها ، دخائلها ، انعتاقاتها، بطيشها الموحي و تقواها العصية .. مستحيلة هي كوردة برية على سفح ( كرباج) سهلة و عويصة هي هكذا قريبة و نائية . رملية كلها حين تعاينها ، ضخرية حتى حدود قرونها الأولي حين تتمعن فيها: سوقها المنبسط، السهل، المنشرح المنطرح كصفحة السماء ، سماء من صاج ... و زنك خضارها الذي يأخذ كل ألوان المواسم .. لوني التصحر و الدرت. و كانت على تخومها (أنادٍ) فبفلاته (انداية) و بالميرم و الرديف.. و الحملة و بينهم ما لا يحصي و في أزمان الحصاد يقصدها أهل القرى المتحلقون حولها يبيعون صمغهم العربي العجمي، و سمسمهم العنيد و فولهم الأبله و كل أنواع الذرة المشاغب، و الكركدي و غيره من محاصيلهم الغنية ، و يتخندقون في اطرافها حتي إذا ما عصرت يتناوشون بأبيات حاقدات من الدوبيت المر و هم يحتسون ...... و يشون شياتهم ، يبرمون شواربهم ، و يتحسسون سكاكينهم على أذرعهم .. و فجأة تقوم قيامتهم و قيامة كل الذين قربهم أو حولهم.
    أولاد جادين و الأهلي – الردافة و الموردة – فلاته و كرباج – أولاد القبة والرفاق- المعاصر و ود الياس و الحصاد - أولاد شيكاغو و الربع الأول والثاني و الترسانة – هلال مريخ محتكر لأولاد المصارين البيضة .... كرياكو والأبقار ، و محمد المجنون- أخضر أحمر أبيض ..تأزم أمره . تأزم أمره كله، وجن جنونه فتراه يجوب شوارعها يلعن كل شيء ، محصنا نفسه بكل حجارة الدنيا... و سكوته ، مضت تبعتها زغرودتها حتى بوابة السماء الأولى .. ورجعت ، صارت زغرودتها تدور في الأحياء ليل نهار ..
    و لم تكن الطريق ممهدة و لو بأقل قدر من أب قبه و حتى أبو زكريا ، و كان على سائقي اللواري أن يكونوا على درجة عالية من المهارة و الكياسة و الفتوة خاصة حين يخرجون بلواريهم من النهود و يواجههم طريق الفاشر بكل عناده .. و مجابهة اربعتاشر قوز و ما يماثله من القيزان .. القهاوي كانت منتشرة بدئا من العيارة حتى الجنينة بلد . و البنيات كن يغنين للسائقين و للعربات و لأب قبه و أبو زكريا و كل المدن الواقعة على الخط بينهما و حتى آخر الدنيا ..
    سينما كردفان و عروس الرمال ، السنما المتجولة، عرضوا أفلاما جميله، أجمل أفلام ذلك الزمن ، و كان الذهاب إلى السينما يأخذ طقوسا و معان زاهية. خاصة أيام الخميس يأتي طلبة طقت و نلتقي بلوكس أو بوادي النيل و بالحلواني الميت و أحيانا بالمنتزه ( جروبي كان يعج بالرتابة ، مكتبة البلدية – بها الحاج أرباب و مرضي- تضج بالهدوء و في بعض أمسيات الخميس كانت الفرقة العسكرية تعزف بالمنتزه قرب عروس الرمال بعض المعزوفات العسكريات اللطيفات ، و بعض ألحان ذلك الزمن الشائعة:
                  

04-17-2021, 10:34 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: بدر الدين الأمير)

    شكرا يا ود الامير لهذه الروائع.. وهذا التوثيق و هذه الكتابات الباهرة..
    ربنا يرحمه ويغفر له..
                  

04-17-2021, 11:44 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مصطفى عيسى
    لك التقدير
    حامد كان شخص شفاف ومتواضع
    ومثقف عميق الثقافة والثقافت السودانية
    لديهى عشقك كبير لكردفان الكبرى
    و عشق خاص لمدينته الابيض عروس
    الرمال
                  

04-17-2021, 11:58 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: بدر الدين الأمير)

    محمد عبدالله الحسين
    لك الود
    حامد موسى مراهد
    عندو مقال عن البان
    جديد
    وقصة البان جديد ياريت
    الم فيهو وهو لمن يحكى
    لك عن البان جديد وعروس
    الرمال بس سمع هس
                  

04-19-2021, 06:08 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من انت يامندى اخر كتابات الراحل حامد موسى (Re: بدر الدين الأمير)

    Quote: "ياحزن وحياة حزنك
    ماعرفتك
    كنك مغير مشيتك"
    مرة أخرى ضربت الكورونا وأقتطفت منا وردة رائعة في حقل الإنسانية المعطاء .
    غاب عنا الصديق الجميل حامد موسى مراهد بعد صراع نبيل مع العدو المتخفي ،
    وانطوت صفحة لإنسان نادر محب للناس والخير والتقدم . فقدنا فيه الصديق المثقف والذاكرة المتقدة التي تشع معرفة وحكايات جميلة لاتنتهي ولاتنقطع . حكايات عن الناس ومعايشهم ومكابدتهم ، وحياتهم الجميلة بكل ماتذخر به من مفارقات وطرائف ن وماتذخر به من محبة وجمال وبدرجة تشتهي معها أن تكون أنت واحدا من هذه الشخصيات . حامد وحكاياته التي كنت أجد متعة كبيرة وأنا أتابع سرده المدهش في جلساتنا ببيت الصديق بابكر عيسى . حكاياته التي يحفظها بذهن صاف ، تنساب مرتبة جذلة ، عارفا بشخوصها معايشا للكثير منهم ، تشدك حكاياته او قل انه تاريخ للناس في حركتهم وتفاعلاتهم مع تيارات الحياة صعودا وهبوطا . ذاكرة تسرد ادق التفاصيل لكثير من الأحداث والناس وأصولهم من أين جاءوا الى هذه المنطقة او تلك في الأبيض أو بارا أو أمدرمان . يحكي حامد فلاتملك الا أن تنصت باهتمام وذهن حاضر وهو يسرد بتفصيل دقيق تاريخ الناس في ترحالهم في فرحهم وترحهم . حينما يتكلم حامد فأنت لا تملك الا ان تلوذ بالصمت التام فأنت في حضرة حكواتي عتيد ملم بالتواريخ راصدا لحياة الناس من حوله بصورة مدهشة . جميل الكلام ، عفيف اللسان ، فصيح البيان وإنسان .
    حينما يحكي لي عن أيام سكنه مع صديقه الموسيقار جمعة جابر وحياته في الموردة كنت أشعر من خلاله م كان موهوبا وعبقريا ومناضلا جمعة جابر . وفي كل مرة كنت أختم حديثي اليه لماذا لاتفرغ هذه الذاكرة بسرديات طاعمة بنكهة كردفانية وكانك تلتهم وجبة فراخ شهية من صنع إمرأة من كردفان أو تخوم دارفور . حكينا مرة عن فاطمة تلك الكردفانية التي نجحت في نقل براعتها في طهي الفراخ على الطريقة الكردفانية الى السمك لتدير واحدا من أهم وانجخ مطاعم السمك الفاخر في أبوظبي . حامد موسى صديق آخر يقضي ويفارقنا في هذه الحرب العالمية غير المسبوقة في التاريخ البشري . عدو اختار أن يكون متخفيا ويجعل من كل قارات العالم ساحة لحرب مفتوحة لكانها تختار ضحاياها من خيار خيارنا .
    في المرة الأخيرة لمكالماتنا التي تطول على الهاتف وتتنقل من موضوع عام وهموم الوطن الى الخاص وتواصل الناس وكيف حرمتنا الكورونا من جميل لقاءات كل جمعة في حضرة الأستاذ بابكر عيسى فأنت في لحظة تغوص في هموم السودان وتقلبات أحواله وأهوال أخباره . وتارة أنت كردفاني متعلق بتنمية كردفان وما أكثرها من مبادرات . في حضرة أبو عيسى تستمع الى قصص وأسماء وتواريخ كردفانية تمتد من خور القبة الى قباب الصالحين فتتفرع منها رحلة في الأنساب والبيوتات في الأبيض ، وفجاة تغوص في عوالم تاريخ الأبيض الممتد والمختلط ببارا وأهلها . تأخذك الموسيقى فتسمع من حامد والأمين عبدالرحمن وشيخ مطربي آل الفحيل عمر الفحيل بذاكرة مدهشة في استحضار جميل الأشعار وجميل أغاني وشعراء فتحس بأنك فعلا تحت شجرة حراز كبيرة متمهلة في فرد أغصانها او انك تستظل بشجرة مانجو عملاقة في حدائق البان جديد . في حديث لحامد فيه اسهام مشرق ونضير . هو حديث في الفن لحامد فيه ذكريات عطرة وحديث عن مدينته المحبوبة الأبيض فهو حافظ لتاريخ وحركة وحياة الناس من تجار سودانيين أو شوام أو أغاريق .
    حامد ياحزن الغنا ، تبكيك كردفان بعليل نسائمها ، وتشهد التبلديات الباسقات كم كنت وفيا لأهل كردفان نشرا للوعي والمعرفة . لكأني بك في مكتبك الأنيق في المكتبة البريطانية في الحي البريطاني بالأبيض . تفرد أشجار الحراز ظلها ممتدا في عز الهجير ليستجم أهل اللواري العائدة من صحاري كردفان . حامد لك في الذاكرة محبة فالترقد بسلام ولتهنأ روحك بما قدمت من إنسانية ووعي فالجميع لك محب يبكي الفراق .. وانا كمان .. وداعا صديقي حامد ..
    هكذا جاء المقال دون ذكر كاتبه كعادة السودانين


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de