|
Re: وفاة صاحب سودان بوكشوب -له الرحمة (Re: زهير عثمان حمد)
|
همس الحروف
تتوالى أحزاننا برحيل الطيب محمد عبد الرحمن https://nabdsudan.com/archives/29253https://nabdsudan.com/archives/29253
✍️ الباقر عبد القيوم على
قف وتمهل بريهةً قبل أن تغادرنا أخي العزيز و صديقي الصدوق و عمي الحبيب الطيب محمد عبد الرحمن لتخفف علينا نوائب الدهر بطيب قلبك ومعسول كلامك وجمال روحك و طول يدك ذات العطاء الفطري الذي لا يصطنعه الرجال من أجل أن يكسوهم مهابة بين الأشباه منهم في مجتمع سقطت فيه معالم الرجولة و معاني الفضيلة و صنعة العطاء من أجل الله الذي أصبحت تحركه المادة و النفخة الكذابة ، قف لنحكى لك عن قسوة الحياة التي ألمت بنا و لم تبارحنا حتى الآن ، و نحدثك عن أوجاع الزمن الذي ما زال يلازمنا بقسوته ، و قد أصبح يألفنا و نحن له كارهون ، لأنه إعتاد على مباغتنا لينكئ علينا جروح قلوبنا القديمة التي لم تندمل بعد فيهرش عليها حتى تدمى ثم يهرشها مرة أخرى فتتفطر لها أجسادنا ألماً شديداً لا تقوى طاقتنا على تحمله ، فألفت به قلوبنا الأحزان التي أصبح طريقها إلينا سالكاً بعد أن ذهب من يتقاسمون معنا الآلام ويشاطروننا الأحزان ، فتمادت بعدهم و تجرأت علينا لتسكن من بعدهم الأسى في قلوبنا ، و هي تتبع أثارنا فرداً فرداً و لقد أصبحت تتداركنا تباعا بدون إنذار أو سابق إعلان لتخطف خيارنا ، و ها هي في هذه المرة قد تجرأت علينا في كبير أسرتنا و نبراس قبيلتنا الطيب محمد عبد الرحمن و كما يحلوا للبعض بتسميته الطيب (سودان بوكشوب) و نحن ما زلنا حزانى على رفاق درب له ولنا قد فارقونا و كنا نظن بأننا لن نفارقهم أبداً ، و لكنهم رحلوا غضباً عن إرادتنا الضعيفة ، و ها هي اليوم تهزمنا الحياة بالموت في نبراس الشمال لتجعل مقعده شاغراً مع مقاعد كثيرة أصبحت خالية و أسمائها حاضرة في مساحات جميلة و خضراء و لكن أوراقها مصفرة فى قلوب الأحبةمن عظم الأحزان التي كانت بحجم الأوطان ، لتنزف الدماء و الدموع السخينة عليهم بلا توقف من أوجاع الزمان و هي تنهمر بشدة الشلالات و هيجان الفيضانات ، و قلوبنا وجلة تئن من حمل أثقال الفراق و آلام الرحيل ، و عصيان الأماني التي يعجز الوصافون عن وصف مرارة إنقطاعها برحيل الأحباء الذين مضوا منا و تركونا لوجع القلوب تحمله بقايا أرواحنا التي تآكت بعد فراقهم و أجسادنا خاوية من المعاني .
لقد رحل عن دنيانا الفانية حبيبنا الطيب محمد عبد الرحمن و هو رمز من رموز الولاية الشمالية و أحد أعمدة العطاء و رئيس نادي جلاس لعدة دورات مخلفاً بهذه السيرة العطرة من ورائه طيب معشر لن يستطيع أحداً من الذين تعاملوا معه نسيانه أبداً ، فكأنه كان يعلم بأن رحيله قد دنا بعد رحيل صديق عمره ورفيق دربه عمر أحمد وقيع الله فأخطرنا بذلك الرحيل قبل آوانه لأن أرواحهما كانتا معلقتين ببعضها ، و ها هما الآن في معية من لا يفنى أبداً ، و هذه هي سلونا و ظننا الجميل الذي نملأ به قلوبنا أن الله قد اصطفاهما ، فكم تألمنا لفراقهما و كم توالت علينا النوائب بعدهما ، فقد توالت علينا تباعا تأخذ أخيار من أخيار ، و بفراقهم فقد اجتاح الحزن دواخلنا وخصوصاً أنه كان مدرسة تعلمنا منه الكثير لأنه كان مثالاً نادراً للنقاء و التقوى و الطهر و عفة اليد و اللسان ، ولقد تبوأ بذلك هرم مكارم الأخلاق التي يزدان بها الرجال ، حيث استطاع ان يرسي على قمتها ادب و قواعد وسلوكيات فن التعامل والمعاملة ، لأنه كان قاموساً و مرجعاً للثقافة والأدب و الفنون ، و هذا ما إستطاع أن يزرعه في كل رواد مكتبة (سودان بوكشوب) ، فلقد كان عملةً نادرة في زمن عز فيه المال ، و رمزاً لا يشبهه أحد في وقت تساقط فيه الرموز و كان مقياساّ للإخلاص و الامانة في جميع ما تقلده من مناصب فخرية بأدائه المنضبط و مهنيته العالية .
و هكذا خيم على أعشاشنا الحزن برحيل الرجل الذي كان خفيفاً في ظله إلى الرفيق الأعلى و نحن ما زلنا على أول أعتاب شهر الخير ، والألم ما زال يعتصرنا و الفراق يشق صدورنا ، و لكن هكذا تكون الدنيا تفرقنا كلما إزادت روابطنا ببعضنا و كأنها تقصد أن تعلمنا من ذلك عدم الإرتباط بالحياة ، و هذه هي أقدار الله في خلقه و الموت حق علينا .. اللهم إنا نسألك و انت خير مسؤول أن ترحمه و أن تغفر له و أن تنور مرقده و تطيب مضجعه و أن تأنس وحشته و تنفس كربته و أن تقيه و جميع من سبقه من الأحباب عذاب القبر وفتنته .. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن تسكنه فسيح جناتك مع الصديقين و الشهداء و الصالحين ، أحر التعازي خالصة لكل أفراد أسرته الكريمة الأستاذ وليد ومحمد و أخواتهم ولآله و جميع معارفه و لجلاس الحزينة و إتحاد كنار المكلوم و لمحلية مروي الباكية و الولاية الشمالية الحزينة و السودان .. وانا لله وانا اليه راجعون و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وفاة صاحب سودان بوكشوب -له الرحمة (Re: خضر الطيب)
|
رحمة الله تغشاك وتسعك يا الطيب بقدر ما قدمت لأهل هذا الوطن من معرفة وقد تعرفت عليك وانت شاب في اواخر الستينات وانا صبي كنتُ ازور سودان بكشوب كمعلم حضاري في الخرطوم وقد تواصلت معك حتى في قرننا هذا وسمعت منك كيف تئن سودانب بكشوب تحت وطأة الضرائب والاجبار على الاخلاء من الدولة بطرق شتى ولكن كانت ارادتك اقوى وارادة مالك الاسم التجاري كذلك وبقى سودان بكشوب علامة من علامات التحضر والسعي إلى المعرفة ولكن قتلها فقر البلد والتسلط على من تسلط على البلد واهله حزين لفراقك لنا ولكن قدر الله فينا جميعا نافد إلا وهو الموت لهذا اسال الله متضرعاً إليه أن يجعل الجنة مثواك انه صاحب الفضل والكرم اللهم امين
| |
|
|
|
|
|
|
|