https://top4top.io/ https://top4top.io/ https://top4top.io/ https://top4top.io/ – من طلال اسماعيل: -
لأكثر من 12 ساعة متواصلة منذ الصباح، تعمل بائعة الشاي السودانية أميرة آدم محمد، في شارع النيل الرئيسي أمام مقر وزارة التربية والتعليم في العاصمة الخرطوم، لتلبية الاحتياجات اليومية لأطفالها الخمسة. أميرة واحدة من آلاف بائعات الشاي اللائي يعانين من أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، ويكابدن من أجل لقمة العيش. تقول وهي تعمل تحت شجرة ظليلة على ضفة النيل: «أعمل في بيع الشاي والمشروبات الساخنة الأخرى للحصول على رزق اليوم، لأنه ليس هناك أحد مسؤول عني بعد وفاة والدي وانفصالي عن زوجي منذ عام 2011». وتتابع بينما تعد أكواب الشاي لزبائنها: «ليس لدي بيت، أضطر إلى المبيت هنا في مكان العمل مع ولدي يومين أو ثلاثة أيام حسب الظروف، وبقية أطفالي يعيشون مع بقية أفراد عائلتي ومن ضمنهم أخي الذي يعمل خفيرا (حارسا) لإحدى العمارات السكنية».وتحصل أميرة على إيراد يومي من بيع الشاي والقهوة والمشروبات الساخنة الأخرى يقدر بـ5 ألف جنيه يومي (13 دولارا. وتستدرك بالقول: «لكن هذا الإيراد يذهب في شراء المواد الأساسية لصناعة الشاي والقهوة وتناول الوجبات اليومية». وتطمح أميرة في أن يتوسع محل بيعها الذي يجذب المارة وطلاب الجامعات في شارع النيل كمتنفس لهم من ضغوط العمل والدراسة. تنتشر في الخرطوم ظاهرة بائعات الشاي وتجمع أعداد كبيرة من المواطنين حولهن طوال ساعات اليوم، ويشتهر محيط شارع النيل، في مساحة لا تزيد عن رصيف بطول الكيلومتر الواحد بكثرة البائعات خصوصا في الفترة المسائية. واضطرت كثير من النساء بسبب الحروب، والنزوح والفقر في مناطق النزاعات، التوجه إلى الخرطوم، لبيع الشاي لإعالة أسرهن. ومعظم البائعات جئن من مناطق النزاعات وخاصة إقليم دارفور (غرب) الذي يشهد نزاعًا مسلحًا بين القوات الحكومية وحركات متمردة منذ عام 2003، أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة. كما تشهد ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) المتاخمتين لدولة جنوب السودان، قتالا بين القوات الحكومية وحركات متمردة منذ العام 2011، أضر بقرابة 1.2 مليون شخص، وفقا لذات المصدر. ويقول مساعد رئيس تحرير صحيفة السوداني الدولية عبدالعزيز النقر، إن بائعات الشاي مسألة اجتماعية موجودة منذ زمن، ولكنها كانت منظمة حتى على مستوى الأسواق الشعبية. ويضيف: «المجتمع السوداني مجتمع محافظ وخروج المرأة للعمل الهامشي هو نادر إلا إذا اضطرت المرأة أن تعمل، نسبة لظروف الحرب والنزوح، فأصبحت المرأة السودانية تمتهن هذه المهنة بشكل كبير جدا وانتشرت على مستوى المدن». وتدعو بائعة الشاي ابتسام أبو دقن، التي فقدت منزلها جراء فيضان النيل في العام الماضي، الحكومة إلى تفقد أوضاعهن. وتقول: «عندي 8 من الأبناء، وزوجي مريض خدم بالجيش السوداني واعتمد على معاشه والعمل في بيع الشاي والقهوة». وتابعت: «لم أستطع تعليم أبنائي بعضهم خرج من المدرسة ويعملون، ولكن كل هذا لا يكفي لمواجهة ظروف الحياة». وتضيف: «العمل ليس عيبا لتربية الأبناء، أدعو رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك إلى زيارة بائعات الشاي والاستماع إليهن». ورغم ارتفاع أسعار أكواب الشاي والقهوة إلا أن العلاقة بين البائعات وزبائنهن ظلت تحمل قيم المجتمع السوداني في التكافل والتعاضد دون وضع اعتبار كبير لحسابات الربح والخسارة في التجارة. بائعة الشاي أميرة تبري، التي تعمل وسط مقرات الصحف والبنوك في الخرطوم، امتدحت زبائنها من مختلف المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص. وتقول بينما يلتف حولها موظفون وصحافيون: «هؤلاء الزبائن يتناولون القهوة ويتجاذبون أطراف الحديث معي، ارتفع سعر كوب الشاي من 25 جنيها سودانيا إلى 50 جنيها سودانيا وكوب القهوة الى مئة جنيه والأسعار زادت بسبب ارتفاع سعر الصرف للدولار». (الأناضول)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة