الدولة السودانية نشأت فى غابر العهود.. وتعايشت الشعوب السودانية فى وئام تام. حين بعض السودانيين سطو على اراضى يملكها النوبة فإن ملك الفونج وبخهم وأمرهم بإعادة ارضهم اليهم.. وحين أحتج الجنوبيون وطلبوا ضمانات ليوافقوا على إستقلال سودان موحد ذهبوا للسيد عبد الرحمن المهدى فى أبا، فقام بإستدعاء قادة الشمال من الخرطوم وطلب منهم الموافقة على شروط الجنوبيين، فوعدوه ثم أخلفوا وعدهم كعادة الساسة الشماليين (الإنقاذ ورثت الخيانة ونقض العهود من قادة الطائفية والأحزاب الشماليـة) .. ما علينا.. المهم أن هذه المنغمة المشؤومة التى تسمى فصل الدين عن الدولة لم تكن معروفة فى تأريخ السودتن، حديثه وقديمه، حتى جاء الإسلاميون واليساريون. السودان فى غالبيتهم كانوا مسلمون ومتدينون أكثر من الإسلاميين ومن الإنقاذيين.. وغير المسلمين كانوا يعيشون مواطنين من الدرجة الاولى فى وطنهم.. إذاً ملهاة فصل الدين عن الدولة نشأت عام 1983 حين أعلن النميرى قوانين سبتمبر، ولا أساس لها فى الأدبيات السودان. ولو تتبعنا اصل وسبب هذه الملهاة لوجدنا أنها مقصودة من الإسلاميين لتوطيد حكمهم، ومن اليساريين والعلمانيين ليجدوا موضوعاً به يلهون الشعب ويصورون أنفسهم كأنهم المنقذ من هوس الإسلاميين. كان يمكن اهذه الحكومة تجاوز هذه الملهاة المفتعلة لو أتخذوا قرارت بسيطة بدون ضجة وبدون ضوضاء. 1. إعلان قوانين سبتمبر التى فرضها النميرى ثم سارت عليها الإنقاذ غير إسلامية (الأدلة موجودة بكثرة) 2. العودة الى دستور 1975 مؤقتا حتى يلتئم شمل البرلمان ويجيزون التعديلات عليه حسب متغيرات الزمن. 3. فى المقررات العودة لمقررات معهد بخت الرضا وإعادة طباعة كتبه مع التعديلات التى لها علاقة بتطور السودان الإقتصادى والجغرافى.. بدون هتافات ولا إستقطاب. فإن هذا أقرب ان يرضى به الجميع.. فإن التعليم لا يجب أن يكون ميدان صراع الإسلاميين والعلمانيين.
ملهاة فصل الدين عن الدولة لا معنى له سوى أنه يتسبب فى تأخر السودان 30 سنة أخرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة