|
Re: لقاء صحفي نادر 2010 مع حارس الأستاذ محمود في (Re: muntasir)
|
Quote: أصدق وصف أسمعه للأستاذ محمود ولم يأت به أي من تلاميذه من قبل وأتى به هذا الحارس أن محمود زول ( صميم) ياخ دي فراسة ما بعدها فراسة في مواجهة الموت |
سلام يا حبيبنا منتصر
وشكرا لك.
طبعا صمامة الأستاذ محمود وشجاعته معروفة للجمهوريين. وعمنا عبد اللطيف صدق في وصف الأستاذ بالصمامة مع أنه لم يعايشه سوى ساعات معدودة. ولكن المسألة، في تقديري، أكبر من الصمامة والشجاعة المجردة. المسألة التي تتضح من الوصف الذي قرأناه هي أن الأستاذ محمود كان عارفا ومتوقعا كل ما يلاقيه بدون أن يكون خائفا على نفسه أو مدعيا لبطولة. إذن هي هزيمة للخوف بجانب مظهر الشجاعة النادرة التي وصفها العم عبد اللطيف. لعلك تذكر ما جاء على قلم الأستاذ محمود مع الدكتور مصطفى محمود ويطيب لي هنا نقله:
Quote: فمرحلة الإيمان مرحلة عقيدة، ومرحلة الإيقان مرحلة علم .. ويتضح من كلام الدكتور مصطفى أنه لم ينزل هذه المنزلة .. وخير ما يكشف لنا ذلك منه حديثه عن هذا الفصل، (لا إله إلا الله) .. ثم حديثه عن الفصل الذي يليه، وعنوانه (مخير أم مسير) .. فلنأخذ في استعراض حديثه عن (لا إله إلا الله) .. وأول الدلائل على أن الدكتور مصطفى لم يرح رائحة اليقين قوله من صفحة 240: (لا إله إلا الله .. إذن لا معبود إلا الله .. (ولن يعبد بعضنا بعضا .. ولن يتخذ بعضنا بعضا أربابا ولن نقتتل على شيء وقد أدركنا أنه لا شيء هناك .. (ولن يأخذنا الغرور وقد أدركنا أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء .. (ولن نفرح بثراء ولن نحزن لفقر ولن نتردد أمام تضحية ولن نجزع أمام مصيبة فقد أدركنا أن كل هذه حالات عابرة .. (وسوف تلهمنا هذه الحقيقة أن نصبر على أشد الآلام .. فهي آلام زائلة شأنها شأن المسرات .. (لن نخاف الموت. وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) إنتهى حديث الدكتور مصطفى .. وأنت، حين تقرأه، يخيل إليك أنه يمكنك تحصيل هذا الإدراك في جلسة واحدة، أو في أيام قلائل، بعدها تملك الصبر على (أشد الآلام) .. وما هو هذا الإدراك؟؟ هو إدراكنا (أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء)!! وهل نحن حقا خيالات ظل؟؟ أم هل نحن خلائف الله في الأرض؟؟ و(لن يخاف ميت من الموت) يقول الدكتور، ثم يردف: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) فهل رأيت كيف يرى الدكتور انتصارنا على الخوف من الموت؟؟ هو يراه في اليأس من الحياة، وفي اليأس من القدرة على الفرار من الموت .. (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) .. والحق غير ذلك .. فإن انتصارنا على الخوف من الموت إنما يجيء من إطلاعنا على حقيقة الموت، ومن استيقاننا أن الموت، في الحقيقة، إنما هو ميلاد في حيز جديد، تكون فيه حياتنا أكمل، وأتم، وذلك لقربنا من ربنا .. وبالموت تكون فرحتنا، حين نعلم أن به نهاية كربنا، وشرنا، وألمنا .. قال تعالى عنه: (لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد) .. وإنما بالبصر الحديد ترى المشاكل بوضوح، وتواجه بتصميم .. وعندما اشتدت بالنبي غصة الإحتضار، وقالت السيدة فاطمة البتول: (وا كرباه لكربك يا أبي !!) أجابها المعصوم: (لا كرب على أبيك بعد اليوم) .. وقد سمى الله، تبارك، وتعالى، الموت (اليقين) فقال: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) و (اليقين)، أيضا، العلم الذي لا يكاد يكون فيه شك، والذي به تتكشف الحقائق المستورة وراء الظواهر .. وإنما سمي الموت اليقين لأن به اليقين، ولأن به يتم اليقين الذي يكون قد بدأ هنا عند العارفين، وإنما يكون بدؤه بالموت المعنوي الذي هو نتيجة العبادة المجودة .. وعن هذا الموت المعنوي قال المعصوم (موتوا قبل أن تموتوا) .. وقال عن أبي بكر الصديق: (من سره أن ينظر إلى ميت يمشي في الناس فلينظر إلى أبي بكر) هذا هو اليقين الذي باطلاعنا عليه، لا نتحرر من خوف الموت فحسب، وإنما به قد يكون الموت أحب غائب إلينا .. وما هو الإدراك الذي به توصل الدكتور إلى مثل هذا القول الذي قاله: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) ؟؟ إنه من غير شك الإدراك الذي تعطيه العقول لحقيقة الموت – الإدراك الذي يعطيه النظر – وهو إدراك قاصر، ومخيف .. فإن الموت، كما يعطيه النظر العقلي، هو، عند أكثر الناس، نهاية، به تنقطع الحياة، وتسكن الحركة، ويتصلب البدن، ويعود إلى تحلل، ونتن، ويستحيل إلى تراب .. ألم يقل الدكتور نفسه في صفحة 237: (أين كل هذا؟ تحت الردم .. انتهى .. أصبح تربا .. كان حلما في مخيلة الزمان وغدا نصبح، أنا وأنت، تحت الردم ..) إن هذا هو الموت كما يعطيه نظر العقول غير المرتاضة، ولكن الموت، كما تعطيه حقائق القلوب السليمة، والعقول الصافية، فهو شيء يختلف اختلافا كبيرا .. ولا عبرة بالعقول غير المرتاضة بأدب القرآن فإن علمها ليس بعلم، لأنه يقف عند الظاهر، ولا يتعداه إلى بواطن الأمور .. وقد قال تعالى في ذلك: (وعد الله، لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، وهم، عن الآخرة، هم غافلون) فهم لا يعلمون اللباب، وإنما يعلمون القشور، (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا) ولا يكون بعلم القشور تحرير من الخوف .. هذا هو مبلغ علم الدكتور، وهو به يظن أنه (لن يخاف الموت ..) ويقول، فيما يشبه البداهة، (وكيف يخاف ميت من الموت؟) ألا ترى أنك قد هونت صعباً، وأرخصت عزيزاً؟؟ أني لأرجو أن تحدث مراجعة لأمرك هذا ..
|
وهناك نص آخر من كتاب "رسالة الصلاة أحب أن أضعه لك وللقراء الكرام:
Quote: وثاني ما تعطيه حقيقة الأشياء أن الوجود خير كله.. لا مكان للشر، في أصله، وإنما الشر في مظهره.. وسبب الشر هو جهلنا بهذه الحقيقة.. ومن ثم، فليس هناك ما يوجب الخوف.. ونحن لا نستطيع أن نستيقن هذه الحقيقة الكبرى إلا إذا تلقينا من الله بغير واسطة، ولا يكون لنا ذلك إلا إذا لقينا الله، ونحن لا نستطيع أن نلقاه إلا إذا عشنا متحلين ((بأدب الوقت)) وهو أن نعيش اللحظة الحاضرة، غير مشتغلين بالماضي، ولا بالمستقبل.. وهذا ما من أجله فرضت الصلاة.. وهذا هو الصلاة.. |
هناك قصيدة تشرح بعض ما جاء في الفقرة المقتبسة بعاليه مباشرة، وكم سمعت الأستاذ محمود يردد بعض أبياتها بعد أن يكون قد استمع إليها في المجلس المعين: كلي تفنيه وتوجده عبد الغني النابلسي
كلي تفنيه وتوجده ولقاك فنائي موعده ظهرت بتجليك الأشيا والأمر بها مدت يده وسواك رآك وضل فلم يقدر يهديه مرشده يا طلعة وجه أبيضه للغافل عنه أسوده أنت المأمول لكل فتى ومراد القلب ومقصده وإن الأبصار سواك رأت ونفت لظهورك تجحده هذا مدد باق أبدا من حضرة غيب يورده والغيب تبدى في صور من ينظر فيها يشهده يهدي قوما ويضل كما يشقي من شاء ويسعده والقدرة أجمع قدرته فيها لا زال تفرده وبقدر الاستعداد ترى في الشيء فيظهر موجده يا نسمة أمر الحق هبي سرا في القلب تردده والحضرة بثي رونقها فينا إنا نتودده وإذا أنوار الحق بدت بالحق نراه فنعبده للجسم ركوع يركعه للقلب سجود يسجده والعالم ليل أجمعه يا غفلة عبد يرقده فاحذر يلهيك تلبسه والظاهر فيك تجدده واظهر بالحمد له أبدا قد فاز به من يحمده
ـــــــــــــــــ يمكن سماع القصيدة ملحنة في موقع الفكرة
| |
|
|
|
|
|
|
|