|
|
 بمناسبة يوم المرأة العالمي نعيد نشر حوار مع أول طبية سودانية دكتورة خالدة زاهر
|
10:11 PM March, 08 2021 سودانيز اون لاين
elsharief-Canada
مكتبتى
رابط مختصر
في يوم المرأة العالمي التحية لنضالات المرأة السودانية ونخص التحية لأول طبيبة سودانية الدكتورة خالدة زاهر
من أرشيف الرأي الآخر
١٤ يناير ٢٠٠٠
مقابلة أجرتها الصحفية نوال شنان مع الدكتورة خالدة زاهر
• س - الكثيرون يعرفون خالدة زاهر كأول طبيبة سودانية لكن في المقابل يجهلون الكثير عنك اين ولدت وكيف نشأت فحدثينا عن ذلك ؟
ج - من مواليد امدرمان ونشأت اسرتي من الاجداد في العاصمة الوطنية امدرمان وتلقيت دراستي الاولية بمدارس الارسالية الانجليزية بأمدرمان والثانوية بمدرسة يونتي العليا بالخرطوم ومن ثم جامعة الخرطوم في عام 1946 والتي تخرجت فيها في عام 1952 وتزوجت اثناء دراستي الجامعية من الاستاذ عثمان محجوب الذي توفي في 1988 ولدي ولدان وبنتان وكلهم خارج السودان .
• س - دخولك للحقل الطبي وكيفية اجتيازك للصعاب التي واجهتك وكسر الحاجز الاجتماعي في تلك الفترة وهي فترة الاستعمار خاصة وان النظرة للتعليم عامة وتعليم المرأة خاصة لا يلقي القبول ؟
ج - الي حد ما نشأت في اسرة متعلمة بمقاييس ذلك الزمن وحتي عندما دخلت المدرسة الاولية وهي مدرسة الارسالية التبشيرية كان جدي يصر علي ذهابي للخلوة في فترة الاجازة حتي يحدث توازن بين نوعين من التعليم لأنه قد شاع في تلك الفترة ان مدارس الارسالية تعمل علي تنصير السودانيات في فترة الدراسة الاولية . لم اجد اعتراض من الاسرة بل حدث ذلك يعد دخولي للثانوي حيث كانت الدراسة في الخرطوم في مدرسة اليونتي (الاتحاد) وقد اعترض بعد الآهل لأنهم رأوا ان المسافة بعيدة من امدرمان وهذا الاعتراض شئ طبيعي وكان عندما اردت الدخول للجامعة وهنا اصر والدي علي ذهابي للجامعة وكذلك والدتي وتدخلت زوجة الحاكم العام ودخلت الجامعة كأول طبيبة سودانية .
• س - هل كان توجد طالبات غيرك في الجامعة ؟
سودانيات لا توجد لكن هناك ارمنية معي في الطب وثلاثة قبطيات في كلية الاداب منهن الاستاذة انجيل اسحاق أي كنا خمس طالبات فقط .
• ج - خلال تواجدك في الجامعة ما هي النشاطات السياسية التي كنتي تمارسينها ؟
طبعاً كانت فترة استعمار وبدايات ظهور الحركة الوطنية وفي 1946 خرجنا في مظاهرات من الجامعة منددين بالاستعمار ووقفنا ضد معاهدة صدقي بفن , وكل تحركاتنا كانت سياسية واستمريت امارس الانشطة السياسية من خلال الاتحاد الذي كنت عضوة فيه ولم يجد نشاطي السياسي اي اعتراض من الوالد (رحمه الله) ولقد اعتقلت مرتين الاولي في 1948 عندمل اقيمت ندوة سياسية حزبية ضد الجمعية التشريعية والمرة الثانية كانت مظاهرة طلابية 1949 والمظاهرة خرجت بعد ان القيت كلمة وعلي اثرها خرجت مظاهرة طلابية قوية وبعد اعتقالي جاء جدي واخرجني من المعتقل وكذلك حدث اعتقال مرة اخري عندما كنت في هيئة السلام ولكن برئت فيها .
وفي سياق استمراري في العمل السياسي كونت ومعي فاطمة طالب ما
يعرف برابطة الفتاة الثقافية في 1947 وكان اول بند فيها بث الوعي الوطني بين النساء وتقريبا كانت اول تكوين نسائي سوداني وكانت مؤيدة بالفكر اليساري التقدمي ثم تقلص نشاطها بعد انشغال عضويتها بحياتهن الخاصة ومن ثم جاء تكوين الاتحاد النسائي .
• س - ما هو الدور الذي لعبته الحركة النسوية واننا نعرفك من رائداتها ؟
ج - بدأت بتكوين الاتحاد النسائي من مجموعة من الشابات وتمت الدعوة في منزل الاستاذة عزيزة مكي , كنا عشر عضوات فقط لكن قبل ذلك كان هناك اتحاد نقابي من المعلمات ومطالبه نقابية صرفة , اما الاتحاد النسائي فقد كانت اول رئيسة له الاستاذة فاطمة طالب واول سكرتيرة له الاستاذة نفسية احمد الامين وقد طرح مفاهيم متقدمة حتي بمفاهيم اليوم وقد كنا حركة واعية ودعمنا انفسنا بأنفسنا والعمل بالاتحاد كان تطوعي وفتحنا عدداً من المدارس ومن المتطوعات الاستاذات سعاد ابراهيم عيسي والاستاذة فريدة زاهر والاستاذة ثريا الدرديري .
وحتي نكون في استقلال تام كنا نقيم اسابيع المرأة والاسواق الخيرية حتي نستطيع الصرف علي المدارس وكان هذا مجهود كبير مع العلم بأن غالبية العضوات صغيرات في السن اما المتزوجات فكان يقع عليهن عبء القيام بكل النشاطات الخارجية .
• س - كما ذكرت دكتورة خالدة انك تزوجت وانت طالبة فكيف استطعت التوفيق بين حياتك الاسرية وحياتك العامة ؟
ج - لم اجد صعوية في التوفيق لأنني بعد زواجي عشت مع اسرتي فكانت كل المسئولية علي والدتي وحتي بعد ان انجبت ابني الاكبر تحملت مسئوليته والدتي ومن ثم انتقلت لمسكن خاص لكن كان قريبا من مسكن اسرتي وكان زوجي رجلاً متفهماً لوضعي وكان متعاوناً واعتقد بأنه كان سابقاً علي ابناء جيله .
• س - دكتورة خالدة كيف تقبل الطلبة وجودك بينهم في الفترة الجامعية ؟
ج - اكيد في البداية كان الطلبة مندهشين لكن تقبلوا وجودنا بصدر رحب ووجدنا منهم كل التعاون بل كنا نلعب معاً التنس والمنافسة بيننا في قاعات الدراسة كانت شريفة ولم نتعرض لأي مضايقات حتي الطلبة انفسهم لم تكن اعدادهم كبيرة في ذلك الوقت .
س: هل تنقلت خلال عملك في انحاء السودان أم اختصر عملك في الخرطوم ؟
ج: تقريباً عملي كان محصوراً في الخرطوم , في البداية عملت في عنبر الاطفال بمستشفي امدرمان ثم خيرني د.عبد الحليم محمد بين الاستمرار في عنبر الاطفال او الانتقال لعنبر الرجال خلفاً لزميلي د. ابو بكر فاخترت عنبر الرجال وكان لمدة ثلاثة أشهر .
مداخلة : ألم تجدي مضايقة في عنبر الرجال ؟
ج: بل علي العكس وجدت القبول والرضا منهم كمعالجة وطبيبة بغض النظر عن المريض رجل أو امرأة . أعود مرة اخري لسؤالك السابق عن الاماكن التي عملت بها , أقول لك بأنني عملت في مستشفي رومبيك فترة من الزمن وذلك لأن زوجي كان منقولا لرومبيك وكان ذلك في اواخر 1954 وأوائل 1955 ولفترة اربعة أشهر ثم حدث التمرد ولم أمكث في رومبيك كثيراً لأن الطقس أضر بصحة زوجي فرجعنا للخرطوم وعملت في مستشفي بحري , لكن عندما عملت في الصحة المدرسية بوزارة الصحة تجولت في مختلف مناطق السودان وتجوالنا كان بالطائرة بالتضامن مع برنامج الغذاء العالمي لمعرفة طريقة تخزين الاغذية في المدارس وكيفية توزيعها علي الطلاب في الداخليات لأن المدارس في ذلك الوقت كان يوجد بها داخليات .
س: ما هي الدراسات التي نلتها وكذلك ماهي الوظائف التي تقلدتيها ؟
ج: نلت دبلوم من انجلترا ودبلوم اطفال من تشيكوسلوفاكيا , اما الوظائف التي تقلدتها فقد عملت مساعد ووكيل الصحة المدرسية وعملت بمجمع صحة الاطفال بامدرمان وكذلك عملت مديرة لصحة الامومة والطفولة .
س: بمناسبة صحة الامومة والطفولة دار لغط كثير في الاشهر الماضية عن الصحة الانجابية فما تعليقك ؟
ج: انني من المؤيدين لتنظيم الاسرة لكن ليس بالطريقة التي يريدها لنا الامريكان ففي مؤتمر نيروبي قلت لأعضاء الوفد الامريكي انني لا اعترض علي تنظيم الاسرة ولكنني ضد ان ترسلوا لنا الوسائل التي اثبتت ضررها عندكم وجاءت بعواقب وخيمة , لأن كثيراً من وسائل تنظيم الاسرة تم ايقافها في امريكا ولكنها تطبق فينا نحن فيجب ان يتم تنظيم الاسرة بوسائل حديثة بما يعود بالفائدة علينا , واعتقد اذا تم تنظيم الاسرة بدون اسباب وجيهة ففي هذا خطأ كبير .
س: ما تقييمك لصحة الامومة والطفولة الان مقارنة بما كان في الماضي ؟
ج: من خلال ملاحظتي ان هناك عدم اهتمام الان بصحة الام والطفل والوضع في حالة تدهور مستمر وهذا شئ مؤسف لأن صحة الام هي الدعامة الاساسية للأسرة وبالتالي المجتمع , اما في الماضي فقد كان الوضع مختلفاً تماماً عما يحدث الان , فقد كان هناك اهتمام كبير بصحة الام الحامل من أول يوم وتوجد عناية مباشرة طوال فترة حملها ويتم كل ذلك بالمجان وحتي من نعاني من الامراض اثناء فترة الحمل تجد المتابعة والعناية بل يشمل الاهتمام القابلات اللاتي يتم تدريبهن والاشراف المباشر عليهن وكان لدرينا في السودان أرقي نظام للقابلات وأرقي الخدمات في مجال الخدمات الصحية المختلفة بل انه كانت تأتينا بعثات من كثير من الدول الافريقية والعربية يتم تدريبها وكانت لدينا الزائرات الصحيات اللاتي يقمن بما يعرف بكشف الصندوق وهو مراجعة ما يوجد في صندوق القابلة لمعرفة النواقص حتي يتم اكمالها وتعاقب القابلة اذا لم تكن مهتمة وذلك بأرجاعها للتدريب مرة اخري.
س: نعلم بأنك شاركت في كثير من المؤتمرات الخارجية , ما أبرز هذه المؤتمرات وما نظرة المجتمع العالمي لك كسودانية في فترة كان التعليم غير منتشر حتي علي نطاق العالم العربي ؟
ج: مشاركاتي كانت كثيرة منها مؤتمرات طبية وبعضها نسائية ضمن الحركة النسوية وقد سافرت كثيراً وأول مرة كانت في 1953 بعد تخرجي مباشرة في مؤتمر طبي في الهند وجاءت المشاركة بتكليف من قبل الاستعمار الذي كان في تلك الفترة يعاني من ضغوط شديدة من الحركة الوطنية ومشاركتي لم تكن تخلو من دعاية للاستعمار اراد بها ان يثبت للعالم بأنه لا يقيد حريتنا أي مشاركتي كانت عبارة عن دعاية سياسية .
س: د.خالدة نجد انه رغم كثرة اعداد الطبيبات لكننا لا نجد لهم أثرا في الحياة العامة , ما قولك؟
ج: حصل تطور كبير في التعليم بالنسبة للفتاة وفي هذا تحسن كبير واوافقك في ان الطبيبات السودانيات الان لا يتركن بصمة علي الحياة العامة والحركة النسائية بصفة خاصة وهن اكاديميات في المقام الاول وهذا وضع خاطئ , في زمننا ورغم عدم انتشار التعليم لكننا تركنا أثراً لا يمحي من ذاكرة الشعب السوداني واردنا ان نثبت وجودنا , لكن الان أجد قصوراً من الطبيبات ولا أعرف السبب في ذلك وحتي عندما قررنا ومعي بعض الطبيبات الشابات عقد اجتماعات فشلنا في ذلك وفي ذلك فشل ذريع ومؤسف .
س: المحاليل الوريدية الفاسدة –الديوكسين – البولمير وغير ذلك , هل سمعت عن اللغط الدائر حولها وما رأيك في التردي الذي وصلت اليه الصحة بالمستشفيات ؟"
ج: هذا شئ مؤسف وتلاعب بأرواح الناس ولكنني خلال هذه الاحداث كنت خارج السودان ولكننا سمعنا به واعتقد ان هذا خطر جسيم ويجب ان لا يترك يمر دون محاسبة وعقاب رادع وما يحدث في المستشفبات الان قصور واهمال يجب ان نقف عنده ونعالجه ونراقب ما يحدث والا انفلت زمام الامور اكثر من ذلك .
س: أخيرا د. خالدة أين أنت الان ولماذ الابتعاد عن الاجهزة الاعلامية ؟
ج: بعد المعاش 1986 كنت اعاني صحياً لكن خلال الفترة الاخيرة في عهد نميري كان لي نشاطي السياسي لكنه نشاط سري وفي 1985 شاركت في المؤتمر النسائي في نيروبي ونشاطي الاجتماعي مستمر وكونت جمعية ربات البيوت ولكن الان أصبح جُل وقتي موزع بين ابنائي في الخارج كما ان مشاكلي الصحية تحول دون مواصلة النشاط , أما عن ابتعادي عن الاجهزة الاعلامية أقول انني وبطبيعتي لا أميل للظهور من خلالها .
|
|
  
|
|
|
|
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست