كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: جدير بالقراءة/ نافخ الصافرة (Re: عبدالحفيظ ابوسن)
|
شكرا يا حفيظ. واليك هذا المقال المترجم:
ما هي دوافع «نافخي الصافرات» للكشف عن الفساد؟
فريق العمل
يرتبط انطلاق صوت الصافرات في عقولنا بالإنذار بالخطر، أو استدعاء انتباهنا لما يحدث، وهو ما يفعله «نافخ الصافرة – Whistleblower»، أو من يسمى أيضًا بـ«كاشف الفساد»، حين يطلق تحذيره على رؤوس الأشهاد للكشف عن فساد مالي، أو لتجنيب المجتمع عواقب مخالفات، وتكون عادة أسرارًا يعلمها هو وقليلون بحكم عملهم.
فهل «نافخو الصافرات» أبطال أم أشرار؟ وطنيون أم نائحون أم طُلّاب مال؟ نشرت «سايكولوجي توداي» مقالًا لـ«مجتمع المحققين المحترفين – Society Of Professional Investigators» حول كاشفي الفساد، بعد الأخبار الكثيرة التي أحدثتها بلاغاتهم مؤخرًا.
دوافع متفاوتة
يستهل المقال بالقول: إن «هذه البلاغات يقوم بها عادة بعض الموظفين الذين يطلقون صافراتهم للتحذير من ادعاءات بالاحتيال، أو إهدار المال، أو سوء الاستخدام إلى إدارتهم في العمل أو مباشرة إلى المحكمة أو الإعلام».
ويقول بروس ساكمان – رئيس «مجتمع المحققين» – إنه: «في بدايات عملي أبلغني المشرف ذات مرة أن هوية مقدم البلاغ، أو الأسباب التي دعته لذلك، لا تهم طالما كانت الادعاءات صحيحة».
Embed from Getty Images
ويستدرك كاتب المقال قائلًا: «بالتأكيد هذه إحدى الطرق للنظر إلى الموضوع، لكن كوني تعاملت مع نافخي الصافرات لأكثر من 40 سنة، أستطيع القول إن دوافعهم تتفاوت بقدر اختلاف شخصيات الأفراد الذين يقدمونها. لقد عملت مع ممرضات خاطرن بكل شيء لتقديم بلاغ عن زميل يسرق مخدر الناركوتين، أو أسوأ، يتعمّد إيذاء المرضى. وأمضيت ساعات أيضًا مع مندوبي مبيعات الأدوية الذين يروون تفاصيل خطط التسويق غير القانونية في شركاتهم، وجلست مع موظفين سئموا كونهم مضطرين لعمل أشياء يشعرون أنها غير صحيحة أو غير قانونية.
يتابع الكاتب: «جلست كذلك مع موظفين كانوا على استعداد للانخراط في خطة احتيالية لولا شعورهم بأنهم على وشك أن يُكشفوا، أو لتبدل علاقتهم مع شركائهم في الاحتيال ورغبة في حماية أنفسهم. قابلتُ أيضًا موظفين أحاطت بهم مشاعر النقمة والبؤس في بيئة عملهم وبدأوا في تزييف الادعاءات حول ارتكاب تجاوزات في العمل كمحاولة يائسة منهم لتغيير ما يعتبرونه سوء معاملة من الإدارة».
في بيئات العمل الدولية متعددة الثقافات خاصة، من الممكن أن تكون التصرفات المقبولة في ثقافات أخرى غير مقبولة تمامًا في الولايات المتحدة. ومن شأن هذا أن يحفز الأفراد على تقديم بلاغات عما يعتبرونه سوء معاملة، لكنه قد لا يكون كذلك من وجهة نظر الجاني على الإطلاق.
يشير المقال إلى أن هناك أشخاص مدفوعون ماليًا بالطبع. تترجم «Qui tam»، وهي اختصار لعبارة لاتينية، كالتالي: «من يقدم دعوى في هذا الشأن من أجل الملك ومن أجل نفسه أيضًا».
هذه القضايا التي يتقدم بها نافخو الصافرات هي محاولة منهم ليحصلوا على مبالغ من الأموال المستردة التي يدفعها المتعاقدون الذين ارتكبوا جرائم احتيال ضد الحكومة، حتى وإن قررت الحكومة ألّا تلاحق القضية، يلاحقها كاشفو الفساد الأفراد باسم الحكومة، ويحصلون على مكافأة تصل إلى 30% من الأموال المستردة.
يكمل الكاتب مقاله بذكر نموذج آخر، وهو تعامل ديفيد فرانكلن – المختص الذي قدم ادعاء بشأن التسويق غير الملائم لدواء النيرونتين – مع مكتبي لأكثر من سنة، وحصل على 24.6 مليون دولار أمريكي «بعد إقرار شركة فايزر بانتهاكها للقانون الفيدرالي».
أحيانًا يكون طريق كاشفي الفساد محفوفا بالمخاطر، ففي مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، في 11 أغسطس (آب) 2010، بعنوان: «تسوية قضية الممرضات اللاتي فُصلن من العمل بسبب مزاعم حول سوء السلوك»، ظهرت تفاصيل قصة ممرضتين حوكمتا بسبب نشرهما ادعاءات حول طبيب دون اللجوء إلى الطرق القانونية، ورغم تبرئة الممرضتين، إلا أنهما دفعتا ثمنًا باهظًا نتيجة فعلتهما.
يتابع الكاتب حديثه: «هذا ليس مسحًا علميًا، لكن خلال تجربتي قابلت سيدات «كاشفات عن الفساد» أكثر من الرجال، ومعظهمن ذوات خبرات عمل سابقة كبيرة جعلتهن واثقات أن شيئًا خاطئًا يجري في إداراتهن. وأيضًا هناك كاشفو فساد عزّاب أكثر من المتزوجين، الذين ربما لديهم أشياء أكثر يخسرونها في حال أقيلوا على خلفية الشكوى».
يكافح نافخو الصافرات لأشهر وربما سنوات قبل تقديم البلاغ، فلا أحد يريد أن يُصبغ بصفة صانع المشاكل الذي لا يستطيع التأقلم.
ويختم الكاتب المقال بقوله: «عندما يتقدم إلينا كاشف فساد، سواء كان رجلًا أو امرأة، نتعامل معه بأقصى درجات الاحترام، ونعمل جاهدين على حماية هوياتهم ووظائفهم، ولكننا في الوقت ذاته نقيّم دوافعهم بعناية وكذا المعلومات المقدمة؛ لنتأكد من أننا عادلون بالقدر ذاته تجاه الأشخاص المتهمين بارتكاب مخالفات».
https://www.sasapost.com/translation/whistleblowers-who-are-they-and-what-do-they-want/https://www.sasapost.com/translation/whistleblowers-who-are-they-and-what-do-they-want/
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جدير بالقراءة/ نافخ الصافرة (Re: عبدالحفيظ ابوسن)
|
اهلاً حفيظ
اشارتك مهمة حول "الوصمة الاجتماعية" التي قد تلحق بمن يبلغّ عن مخالفة او فساد وغيره .
في نفس الوقت الذي تحمل فيه ثقافاتنا السودانية قيمًا مفيدة وفاضلة، هنالك قيم تقف حائلاً دون تحقيق كثير من الامور المهمة.
تنوير الناس ونشر ثقافة مكافحة الفساد، وسن قوانين تحمي "نافخ الصافرة"، يمكن ان تساهم في نشر وتعزيز ثقافة الحوكمة .
أدناه مقال مختصر أهم مافيه الاشارة لمن صكّ مصطلح "نافخ الصافرة":
مرصد ومدونات عمران
نافخ الصفارة.. المبلغ عن الفساد
في أوائل سبعينات القرن الماضي، ابتكر الأمريكي رالف نادر مصطلح whistle-blower لتجنب الدلالات السلبية الموجودة في كلمات أخرى مثل (informers)، أو (snitches)،
وتترجم هذه الكلمة ترجمة حرفية: بنافخ الصفارة، ويترجمها البعض كاشف الفساد أو المخبر أو المبلغ عن الأعمال غير القانونية،
وقيل الجراس، وقيل المبلغين الداخليين، وكلها تعريبات لمصطلح يمكننا تعريفه بأنه: "الإفصاح عن معلومات متعلقة بأنشطة فاسدة، أو غير قانونية، أو احتيالية أو منطوية على مخاطر ترتكب في منظمات القطاع العام أو القطاع الخاص،
وتثير مخاوف أو تمثل تهديدًا للصالح العام، أو الأفراد أو المؤسسات التي لها القدرة على اتخاذ الإجراءات"[1].
ويمكننا القول في تعريف هذا المصطلح: عبارة عن فرد أو مجموعة من الأفراد، أو جمعيات أو صحف أو منظمات مجتمع مدني غير منحازة تقوم بوظيفة الضمير المجتمعي حين وقوع الفساد من أي شخص أو مؤسسة ،
بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الطائفي أو نحوها من الانتماءات،
أو هو بتعبير آخر: حرص الموظف على المنشأة التي يعمل فيها وسعيه الدؤوب في الحفاظ على مكتسباتها القيمية، وارتباطه العميق بمنظومتها الأخلاقية، وإيمانه العميق بأهدافها السامية، الأمر الذي يدفعه لمناهضة الفساد بدافع الضمير.
وإن كان عصرنا الحالي يشهد تطورات كبيرة في آليات مكافحة الفساد، ووجود الكثير من الأجهزة الإدارية المهتمة بمراقبة الفساد وكشفه، وقد بلغت هذه المؤسسات مستويات متقدمة في أساليب الكشف عن الفساد،
إلا أن أغلب قضايا الفساد المبلغ عنها في المجتمعات المتقدمة كانت من قبل أشخاص عاديين يتطوعون ليخبروا عن ذلك سرًا وعلنًا،
وقد ابتدعت بعض الأنظمة الغربية وسائل حماية لهؤلاء الأشخاص، ووضعت التشريعات المناسبة المشجعة لهم والتي تحفزهم على المبادرة وتوجب التعامل الجاد معهم.
نافخ الصفارة أسلوب تطوعي يعتمد على المبادرة في مكافحة الفساد، وقد قدم هؤلاء المبلغين جهودًا جبارةً في كشف الفساد والاحتيال وسوء الإدارة،
وغيرها من الاعتداءات التي تهدد الصحة والسلامة العامة، والنزاهة المالية، وحقوق الإنسان، والبيئة والقانون،
بالإبلاغ عن مثل هذه المعلومات ساهم المبلغون في إنقاذ أرواح لا حصر لها ومليارات الدولارات من الأموال العامة، مع منع الفضائح والكوارث المنبثقة من التفاقم.[2]
وأول القوانين التي شرعت الحماية لهؤلاء الكاشفين عن الفساد، هو القانون الأمريكي للمزاعم الكاذبة للعام 1863م FCA (والذي روجع في العام 1986م)،
من خلال الحماية من الطرد التعسفي أو أي تبعات أو أعمال انتقامية قد تطالهم، بل ويشجعهم من خلال قانونية الحصول على نسبة من الأموال المستردة أو التعويضات التي تكسبها الحكومة،
وكذلك قانون لويد -لا فوليت للعام 1912م، وكذلك قانون ساربينز أوكسلي للعام 2002، الذي استهدف حماية كاشفي الاحتيال المؤسسي،
والجدير بالذكر أنه يوجد حوالي 20 قانونًا فيدراليًا في إطار اختصاص برنامج حماية كاشفي الفساد (OWPP)، في إدارة السلامة والصحة المهنية (الأوشا) التابعة للإدارة الأمريكية[3]،
بل إنه بموجب قانون دود- فرانك لإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك 2010 تشكل مكتب كاشفي الفساد بلجنة الأوراق المالية والبورصة.[4]
| |
|
|
|
|
|
|
|