الأستاذ محمود محمد طه: البديل.. فيديو قصير

Quote: الأستاذ محمود محمد طه البديل إذا كان جئنا لكلام السيد، عن «البديل»، أنُّ الناس، اللي دعو للاشتراكية الماركسية، في الحقيقة، دعو لِها وهم عندهم رغبة أكيدة في تحسين حالة الإنسان الضعيف.. الشباب، المشى ليدعو إلى الماركسية، من خيرة شبابنا.. لكنه متحرق على وضع الإنسان المسكين الضعيف، في البلد، عايز لِهُ الاشتراكية.. الاشتراكية قامت في الاتحاد السوفيتي مناهضة للاستعمار.. نحن كنا مستعمَرين، في البلد دا.. الناس الطلائع، من الناس المثقفين، مشوا للاتجاهات.. كان، في عهدنا نحن، حوالي [أنا أفتكر عهد بداية النهضة الأخيرة، اللي ظهرت منها الحركة الوطنية] كان في أوائل التلاتينات، في حاجة إسمها كتب «اليسار»؛ وكتب «اليمين» [في بيوت نشر معينة] نحن بتجئنا من بريطانيا كانت.. بيوت نشر معينة بتكتب كتب اليمين؛ وكتب اليسار.. كتب اليسار اشتراكية من حزب العمال، «شيوعية»، إن شئتوا.. هي اشتراكية، في مرحلتها دي، لكنها داعية للشيوعية؛ كتب اليمين رأسمالية.. فكانوا الشبان بدأوا يقرأوا – في أوائل التلاتينيات بدأوا يقرأوا.. وأنا أفتكر السبب المباشر أنُّ الأزمة بتاعة سنة 29، و30، و31 خلت ما كل متعلم بيلقى وظيفة.. زمان، البيتخرج من كلية غردون دا، طوالي بيلقى وظيفته.. لكن، قامت الأزمة؛ بعدين، الإنجليز خفّضوا مواهي الناس، ووفروا من المكاتب.. والخريجين البيتخرجوا بقيوا ما بيلقوا وظائف.. بدأت تلقى الخريج بيشتغل في أي عمل من الأعمال.. بدأوا الناس يشعروا بأنُّ التعليم مش لازم للوظيفة – لازم تتعلم، على أي حال.. أها، بدأ نوع من الإطلاع، بسرعة كتيرة جدًا، في الوكت داك، لغاية ما انتهى بمؤتمر الخريجين سنة 38.. بعدين، من مؤتمر الخريجين، قامت الحركة الوطنية الإنتو شايفين ثمارها، في الوكت الحاضر.. هنا، الشباب دا، لمًا بدأ يقرأ كتب اليسار، شعر بأنها هي البتناهض الاستعمار.. الاستعمار، طبعًا، رأسمالي.. أها، دي كتب اليمين.. اليسار هو [اللي قائم بمناهضة الاستعمار] اللي مركزيته في موسكو.. جاءت الدعوات، بالصورة دي.. بعدين، في معاركة الإنجليز – معاركة الاستعمار – شافوا أنُّ رجال الدين وراء خلاص [بل، الحقيقة، أنُّ رجال الدين كانوا يثبطوا الناس البيقوموا في معارضة الإنجليز] ما افتكروا أنُّ الدين ممكن يكون فيه خير؛ سابوه، بقيوا ماركسيين.. زيما قال هو هسع: الحكاية بتاعة الدعوة القائمة عند الماركسيين، اللي إنتوا بتشوفوهن هسع، عندهن حرص شديد على إسعاد الرجل المسكين، دا.. البديل شنو؟؟ البديل «المعرفة».. زيما بدأت قبيلك هو مسألتهن بتحرك على المعرفة، وفي دوافع منها، من النفور من الاستعمار، وفي الماركسية ما كانت واضحة، والثقافة ما كانت واسعة، البديل هو المعرفة.. المعرفة تبدئ بأنُّ: 1- رجال الدين ديل مش الدين.. رجال الدين حاجة براها.. نقائصهن، نقائصهن هن، والدين كامل وصافِ.. فرّق بيناتهن، الدين باقِ.. الدين لا يزال هو مصدر الخير، ولن ينفك.. فإذا نحن فرّقنا بين الدين ورجال الدين، بنرجع للدين، في صفاءُه.. دي معرفة ضرورية.. ما تحكم على الدين برجال الدين!! النقطة التانية- المعرفة، برضو، أنُّ الماركسية غلط.. الماركسية تفكير «مرحلي»، خدم غرضة في تطور المجتمع البشري، تمامًا.. وكانت عنده فترة مرحلية، في التاريخ دا، ما يمكن الاستغناء عنها.. هي، لعلها، مدة الـ 50 أو الما يأتي من السنين المقبلة، كان لا بد من تفكير ماركس؛ ثورة البلاشفة في موسكو؛ هزيمة الصور الإقطاعية، في روسيا؛ السير بالدولة البلشفية – الدولة الشيوعية في موسكو – في مراقي العلم، لغاية ما بقيت كفة مع الغرب.. دا كله، مرحلة، كان ضروري، ولعله أكتر الحوافز، القائمة هسع، في المنافسة في العلم وتطوير العلم، وفي تحرير الشعوب، كان من ضرورة أنه الماركسية تنتصر في معسكرها بالصورة، اللي انتصرت بِها.. ولكنها مرحلية، بعد دا كله.. ودا يُعرف من حقائق الماركسية، وحقائق تطور الإنسان، ماشي لِوين؟؟ إذا كان الوعي دا جاء عندنا: أولًا، الدين كمعين مُصفّى، تبعدوا منه نقائص رجال الدين بعيد؛ وترجعوا للدين في أصالتُه، وفي صفاءُه، في طيبتُه، في بعث «لا إله إلا الله» من جديد، لتخلق ثورة في عقولنا وقلوبنا.. دا الاتجاه السليم.. بعدين، الماركسية ماها حل.. والماركسية مش هي الاشتراكية – لتكون إنت اشتراكي، مش لازم تكون ماركسي – دا، برضو، من الوهم النحن قائم عندنا.. هسع الشيوعيين يمدوا لِنا في الوهم دا – إنت عايز تكون اشتراكي، إنت ماركسي، لأنُّ تاني ما في، غير الماركسية، اشتراكية.. ويمدوا لِهن الناس الجهلة بالإسلام، يقولوا: نحن ما عايزين الاشتراكية – الإسلام مش اشتراكي؛ إذا انت عايز تقول الإسلام اشتراكي، رميت الإسلام بالقصور.. طيب، الاشتراكية، عندك وعندي، هي الاتجاه الإنساني الواعي، هي الاتجاه الإسلامي السمح.. هي الاشتراكية عايزة تقول، أنُّ كل مواطن يكون لِهُ حق، مش مواطن لِهُ حق ومواطن لِهُ صدقة.. ديل، لمًا يقولوا لِهن، في الإسلام ما في، لا بد أنهن يمشوا لِها في الماركسية.. فإذا كان في وعي حقيقي، ينزعوا الإسلام من الناس ديل، ويعرفوا أنُّ الاشتراكية فيهُ، وأنُّ الماركسية مش اشتراكية.. الحقيقة، الماركسية ذاتها، بأخطاءها المذهبية، هزمت الاشتراكية.. ولذلك، الماركسية، في موسكو، زيما يتهموها ناس ماو تسي تونغ، مراجعة – مرتدة... الماركسية في موسكو، في حكم ماو تسي تونغ، مرتدة عن الماركسية؛ وأنها ماشة خطوات نحو الرأسمالية، ودا حق.. لكن، ماو تسي تونغ لو وجد التجربة دي، في 50 سنة يرتد زيما ارتدوا هم، لأنُّ في خطا مذهبي، في الماركسية، ما يخليهُ يستطيع أن يجمع بيناتهن.. فإذن، البديل هو الوعي؛ هو الفهم – هو أن نعرف حقائق الثقافة المعاصرة، وحقائق ديننا.. ودي محاولة الحزب الجمهوري.. من سلسلة محاضرات بعنوان «مناهضة الدستور الإسلامي المزيف»، بتاريخ يناير 1969 – نادي العباسية بمدينة أمدرمان