ارسل هذا المنشور هنا قبل أن أغيب لفترة قد تطول بسبب ظرف خاص .. سائلا الله ان يديم على بلدنا نعمة الأمن والاستقرار والتغيير نحو الأفضل.. في بداية العام السابق، انتبه احد المسافرين لختم الخروج في جوازه قبل ان يغادر بوابة المطار، فوجده يحمل تاريخ ٣٢ ديسمبر ٢٠١٩.. عاد المسافر بهدوء الى موظف الجوازات ونبهه للخطأ، وقام الموظف باعادة برمجة تاريخ الختم وتعديل ختم الخروج له. غير ان بعض المسافرين سبقوا هذا التعديل، ووصلوا وجهتهم بالختم الخطأ، ولم ينبههم الا موظف المطار في الدولة العربية، واثر ذلك انتشرت صورة الختم الغريب بسرعة في الميديا وصار مثار تندر وسخرية .... الشاهد في الأمر أن مدير الشرطة آنذاك نفى الحادثة، وقال ان الصورة مجرد فوتوشوب، ثم عاد فاعترف بالخطأ ووصفه بالطفيف. الادهى من ذلك ان هناك جهة الكترونية تتبع لما يعرف بالإعلام البديل وتسمى نفسها (بين الحقيقة والاشاعة)، اشتهرت هذه الجهة بالتصدي للصور التي تفضح اخطاء الحكومة فتكذبها، قامت هذه الجهة بفبركة الصورة الاصل الختم، وعدلت التاريخ الى ٢ ديسمبر ونشرتها على الملأ لتثبت ان الصورة التي تحمل التاريخ المضحك مفبركة .. وفي هذه الأيام عادت نفس الجهة صاحبة الفوتوشوب ولكن بمسميات مختلفة، وطفقت تكذب العديد من المنشورات الرسمية المسربة على اساس أنها مفبركة، وفيما يبدو ان صلاحية هذه الجهة تمكنها من اصدار نفي رسمي للخطاب الرسمي والادعاء بانه مفبرك لمجرد انه يكشف اخطاء الحكومة أو يورطها مع شعبها.. العالمون ببواطن الامور يقولون ان بعض المنشورات المسيئة للحكومة تصدر بصورة شبه رسمية لجس نبض الشارع وامتصاص الصدمة، قبل ان يصدر نفي لها واعتبار انها مفبركة، وبعد فترة قليل تصدر القرارات بصورة رسمية فيتقبلها الشارع الذي تهيأ لها بالخطاب الاول، ومثال ذلك قرارات التطبيع مع إسرائيل ورفع الدعم والتعويم ..الخ .. وبعض هذه الخطابات تصدر من جهة رسمية، ويكتشف لاحقا ان فيها أخطاء أو انها تشوه وجه الحكومة، وهنا تتدخل جهات أعلى وتجبر الجهة التي اصدرت الخطاب على التراجع، ويتصدى الاعلام البديل ويجتهد في الطعن في الخطاب الأول بنفس ما فعل في ختم الجوازات الأول، ويدعي بأن الخطاب مزور او المنشور "مفتشب"، وهذا ما نسميه التصحيح بالفبركة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة