|
Re: التكارير في اثيوبيا (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
التكارير* تأليف: الدكتور ﻭﺍلــبـﺭﺕ ســمــيــت ترجمة: د. محمد عبدالله الحسين تعريف بالمؤلف: يعمل الدكتور والبرت ســمــيــت متخصص في الانثروبولوجيا التاريخية والانثروبولوجية الاجتماعية والقانون الدولي. منذ عام 2010 يعمل أستاذاً مشاركاً في مجال التاريخ الإثني في قسم التاريخ والدراسات الثقافية بكلية العلوم الاجتماعية واللغات بجامعة ميكلي بأديس ابابا، في أثيوبيا. كما أنه يعمل منذ 2010 كأخصائي حقلي في مجال الأنثروبولوجيا التاريخية، في اثيوبيا واريتريا وجيبوتي. يعمل المؤلف أيضاً باحثاً مشاركاً في مركز(هيوب لودولف) للدراسات الإثيوبية، في معهد آسيا وأفريقيا، بجامعة هامبورغ بألمانيا. ومنذ1999 يعمل زميل باحث في معهد اسيا افريقيا في جامعة هامبورج، وكمحرر مساعد في مشروع (موسوعة اثيوبيا/(Encyclopaedia/Aethiopica. تم نشر هذا المقال في هذه الموسوعة والتي نُشِرَت في فايسبادّن، بألمانيا في الفترة من 2003-2014. كتب في موسوعة اثيوبيا عن السودان الشمالي: الأجناس البشرية والتاريخ. فقد كتب عن القضارف وسنار، والقلابات والتاكا،واتبرا، كما كتب عن التُكرِير(التكارير)، والحمران واتبرا. ترجمة المقال: في الأمهرية والتقرينية فإن مصطلح تُكرير(Tukrir) واشتقاقاته: في التقرنية: تكرير، وتكارير، الجمع تكارير) يستخدم بشكل رئيس لتعريف الأشخاص الذين هم من أصول من غرب أو وسط أفريقيا، والذين يعيشون متفرقين في الاراضي الحبشية والإريترية. إن كلمة تكرير (من تكرور) كانت اسم لعاصمة لمملكة قروسطية في غرب إفريقيا تُعرف بنفس الاسم من قِبَل الجغرافيين العرب. كانت تلك المملكة تقع في أسافل نهر السنغال، وقد ازدهرت لفترة قصيرة في القرن الحادي عشر الميلادي. وابتداء من في القرن الرابع عشر الميلادي كانوا الكتاب العرب في منطقة البحر الأبيض المتوسط عادة يستخدمون اسم تُكرير في إشارة إلى كامل منطقة غرب افريقيا المسلمة وسكانها. كانت النسبة إلى تكروري(الجمع تكارير،و تكارنة) ولا تزال تستخدم في الشرق الأوسط ووادي النيل للإشارة إلى مسلمي غرب افريقيا بشكل عام(أفراداً وجماعات). ابتداء من القرن 15 كانت أعمال السيرة الذاتية تتضمن الأشخاص الذين عاشوا في الشرق الأوسط مع وجود النسبة إلى(التكروري) مرفقة مع أسمائهم. وكان يتم تعريف الحجاج من غرب إفريقيا الذاهبين إلى مكة المكرمة بالتكارير، وكذلك بالنسبة للأفراد والجماعات الذين استقروا في السودان وإريتريا وإثيوبيا، وهم في طريقهم إلى مكة، أو عند عودتهم من الحج. العديد من تكارير القرن الأفريقي تعود أصول إلى المنطقة النيجيرية الأوسع(سلطنات برنو، وكانم ، والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها الفولاني (أي الفلاتة و/ أو الهوسا(بالرغم من ان البعض منهم ليس لديهم ارتباطات بهذه المناطق، ولكن مع ذلك يُطلق عليهم أيضاً تكرارير من قِبل جيرانهم، وذلك بسبب إعادة تأويل محلي للمصطلح على أنه يعني الأشخاص ذوي(البشرة السوداء والشعر المجعّد.( باستثناء ذلك، فإن جميع التكارير هم من المسلمين. وتوجد التجمعات السكانية للتكارير بشكل رئيسي على طول مناطق الحدود الغربية للمرتفعات "الحبشية" التاريخية ، بدءً من المنخفضات الإريترية الغربية حتى بني شنقول جنوب ولاقا(Wallaga)، مع وجود بعض التكارير في المناطق الإثيوبية والإريترية الأخرى من مصوع عبر التقراي حتى كِافا(Kafa) الأصل المهم لهجرات التكارير من غرب أفريقيا إلى السودان وأخيراً إلى إثيوبيا وإريتريا هم الجهاديين الفولانيين في أوائل القرن التاسع عشر، وكان أولهم في عام 1804 هو جهاد الفولاني الشيخ عثمان دانفوديو ضد دولة الهوسا(قوببِر)، والذي أعلن أن جهاده هو تمهيدٌ لمجيء المهدي. وفي النهاية استطاع الفولاني تأسيس إمبراطورية في عام 1831، بسبب مبايعة التكروري أمير صكتو كان لهؤلاء الجهاديون تأثير على المهديين السودانيين. وبدوره سعى المهدي لاحقًا بشكل حثيث للحصول على الدعم في منطقة النيجر- تشاد ، وكان خَلَفُه، الخليفة عبد الله نفسه من أصل تكروري(المصدر:(Biobaki - al-Hajj 1966: 426f.-432 كان الناس قد هاجروا بالفعل عقب نبؤات كانت قد تنبأت بظهور المهدي في الشرق، وعقب الجفاف والحرب الأهلية، من مناطق الهوسا إلى وادي النيل في الفترة بين 1837-1842، ثم تلتها المزيد من الهجرات من إمبراطورية صكتو إلى السودان.(المرجع السابق، ص428 -434).عقب الاستعمار زادت هجرة التكارير بشكل لافت، حيث استقر حوالي 25,000 فولاني في منطقة النيل الأزرق بعد عام 1902( المرجع السابق،ص 435(. بالإضافة لذلك توجد تجمعات الحجاج التكارير الذاهبين إلى مكة على طول مسارات الحج التقليدية من غرب افريقيا الى مكة عبر السودان، ومن دارفور إلى الأبيض، وفي كسلا وسنار، ومن هناك على طول مسارين عبر شندي إلى سواكن، بعدد يصل الى حوالي 500 حاج سنويا(المرجع السابق ذكر أن العدد 431، كما وصفه بوركهاردت في عام 1814)،أو عبر إثيوبيا إلى مصوع، بعدد يقارب 150-200 شخص سنويا (المرجع نفسه). خلال فترة حَجِّهم، والذي يستغرق عادة عدة سنوات،فإن التكارير يستقرون في بعض الأحيان بشكل دائم أو لفترة طويلة على طول هذه الطرق لكسبِ رزقِهِم، خاصة في الجزيرة والقضارف وكسلا. في القرن التاسع عشر. كانت هنالك (مشيخةٌ للتكارير) على الحدودِ الغربية لإثيوبيا، وكانت المتمة مركز لها.وفي محافظة القلابات السودانية، حيث يتألف غالبُ سكانِها من المستوطنينَ التكارير من برنو، ودارفور، وودّاي، حيث بقي بعضُهم هناك بعد رحلة الحج إلى مكة، وكان العديد منهم من التجار الذين يسيطرون على التجارة بين المرتفعات الإثيوبية والسلطنات السودانية الداخلية . كانت هذه المشيخة تتبع في بعض الأحيان إلى مصر، وإلى دولة اثيوبيا المسيحية.وقد منحتهم مصر الأرض حيث يزالون يزرعون فيها الذرة(جيمس 1884). وفي أوائل القرن التاسع عشر كان زعيمهم قد جاء من برنو؛ وفي وقت لاحق، لجأ أتباعه إلى أبعد من ذلك نحو الشمال في الأراضي المنخفضة الغربية أسفل (ولقايت) بعد هزيمتهم من قِبل مجموعة منافسة من دارفور، والذين هيمنوا منذ ذلك الحين وحتى أواخر القرن التاسع عشر على هذه المشيخة. ولايزال حتى اليوم فإن الجزء الأكبر من سكان القلابات السودانية(التي تعتبر تاريخياً جزء من المتمة) هم من التكارير(بشكل رئيسي من الفور).وكان الأخيرون يُعدّون من التكارير، حيث أن دارفور كانت تتبع لبرنو وتعتبر جزءًا من بلادالتكرورز قبل بداية القرن التاسع عشر، فإن معظم الاراضي المنخفضة غرب ولاقايت(والتي يُطلق عليها اليوم، قافتا حمرة) قد وصفها المسافرون وتم تصويرها في الخرائط على أنها منطقة للتكارير. وكان التكارير في هذه المنطقة مشهورون محليًا بمعرفتهم بالطب التقليدي(باركنز 1853: 350).إنّ أصلَ هؤلاءِ التكارير غيرُ مؤكّدٍ إلى حد كبير. وبحسب مخبرين يوجد في الحمرة اليوم هوسا(من برنو ومن غيرها)، وعددٌ قليل من الفلاتة، حيث يعيشون في العديد من المستوطنات في المزارع الحديثة حول الحمرة. وقد هاجر الكثيرون منهم إلى هناك من السودان في سياق هجرة اليد العاملة الحديثة، ولكن بعضاً منهم قد يكون منحدراً من مجموعاتٍ برنوية لربما كانت مستقرة هنالك قبل القرن التاسع عشر. بعد تأسيس مستوطنة إريتريا( المترجم: حسب تعبير المؤلف)، فقد كان التكارير يستقرون ايضاً كعمالِ مَزارع في أراضيها الغربية المنخفضة (على سبيل المثال، في مناطق كوناما وبالقرب من نهر القاش، هم من أصول شمال نيجيرية)، وكتجار صغار في المدن الإريترية على طول الطرق التجارية إلى السودان مثل كَرَن، وتَسَنَيِ، حيث يعيشون في أحياء منفصلة خاصة بهم، تسمى حلة التكارير( حي الوافدين من غرب أفريقيا)،حيث يقومون بانتخاب زعيمهم. ولغتهم تسمى تِكارنا اربانّا(عربية التكارير)،هنا لأنهم كانوا في الغالب يستخدمون لهجةً عربية، بسبب ارتباطاتهم بالسودان، ومع ذلك فهم يستخدمون لغتَهم الأصلية مع بعضهم البعض(في اريتريا الهوسا و الفولفولدي. وقد استقرّ بعضُ التكارير في المدن الإرترية أثناء الحج إلى مكة؛ ويعيش بعضُ أحفادِهم في ميناءِ مُصوَّع. توجد مجموعة أخرى من التكارير في الأراضي المنخفضة شرق مرتفعات (والقايت) في (مزاقا وارادا- ( هي ليست هي (مزاقا) التاريخية حيث أن هذه كانت مجرد شريط منها)، وهم ) Sallim Bitالمترجم:بيت سالم)، وهم بقايا مجموعات سكانية محلية قديمة تتحدث اللغة الصحراوية النيلية وأصلُهم من القُمُز.في مُسَمّيات أقدم، على ما يبدو أنها قبل هجرة سكان وسط وغرب أفريقيا الذين كانوا يُسَمّون (شنقالا). وقد تم اخضاعهم أولاً من قبل حكام (مازاقا) البلوى المسلمين، ثم في وقت لاحق بواسطة إثيوبيون مسيحيون. على سبيل المثال ، فإن وقائع (إياسو الثاني)، و(ايواس) تفيد بأن إياسو الثاني توجًّه للحرب ضد البلوى والشنقالا، حيث تم خلالها أخذ الأسرى الذكور كغنائم. هناك تراث شفاهي محلي تم تدوينه في ستينيات القرن التاسع عشر في شمال (دَنقولو) في التيقراي، يربط بين قبر شريفٍ من مكة(أي في نَقَش، في موقع قبر النجاشي) بمناطق التكارين. تزعم هذه المعتقدات بأن هذا الشريف المكِّي( فيما يبدو أنه ذكريات حول تقليد/تراث لمنطقة نَقَش باعتبارها ملجأً لأتباع محمد (المترجم:الصحابة الذين لجأوا إلى الحبشة)، كان قد سافر عبر إفريقيا كلها، بما في ذلك مناطق تكرور، مثل تمبكتو عند نهر النيجر في القرن 19، وسلطنة صكتو الفولانية ودارفور، وقد مات في طريق عودته إلى مكة. يؤسس هذا المُعتقَد(التراثي) الارتباط بين طريق الحج إلى مكة المكرمة، الذي يستخدمه التكارير، وموقع الحجاج المسلمين فيَ) نقَش)، والذي يمكن اعتباره مؤشراً على أن حجَّ التكارير كان معروفاً لدرجة انه كان معروفا في منطقة التقراي. هاجر عدة مستوطنين تكارير ينحدرون من غرب إفريقيا، معظمهم من الهوسا،و أيضًا من الفولاني، من السودان إلى غرب إثيوبيا بدءًا من بدايات القرن العشرين على الأقل، إلى المنطقة بين(ولاقا) وبني شنقول. وكان فلاتة بني شنقول ومن بينهم الهوسا بالتأكيد، معروفون محليًا منذ عقود كتجار، وكأصحاب مواشي. إن وجود الضريح المقدس في :يِها(Yeha) ، الواقعة بين (بيقي)، و(اسّوسا) قد يكون قد اجتذب أيضاً اجتذب المستوطنين التكارير. في النصف الأول من القرن العشرين أسس أحد المنحدرين من شمال نيجريا وهو، الحاج الفكي احمد عمر من برنو، هذا الموقع الغًنِي بالماءِ والفواكِه. وبعد موتِهِ في حوالي عام 1948 تم دفنه هناك. في السبعينيات كان هذا الضريح ذو المسجد الصغير والحديقة يجتذب عشرات الآلاف من الحجاج في الأعياد الإسلامية.وكان الشيخ أحمد عمر قد أستقر أولاً في قيرا في (كيفا اوراقا) حيث درِّس في مدرسة القرآن المحلية، ثم ذهب إلى مينكا بالقرب من (دامبي دولو)،ثم سافر إلى مكة، وأخيراً استقر ف:يِها(Yeha)، حيث امتلك الكثير من الأراضي. تقول المرويات الشفوية أنه أسس هنالك نظام فعالاً للري، مما ساعد الفلاحين المحليين على تحسين دخلهم بشكل كبير. [email protected]
| |
 
|
|
|
|
|
|
|