مبارك بشير سليمان من مواليد حي شمبات العريق, تلقى تعليمه الجامعي في آداب جامعة الخرطوم، ونال درجة الماجستير من معهد الدراسات الأفريقية بجامعة الخرطوم والدكتوراه من معهد علوم أفريقيا والشرق الأوسط في جامعة لايبزيج بألمانيا,والده كان يعمل في مصلحة السكة حديد .. قضى طفولته الباكرة متجولاً بين المحطات والمجتمعات الصغيرة ذات التنوع الأخاذ الذي يغري بكتابة الشعر وعبور مراحل التعليم العام علي يد معلمين ملهمين، في كنف أسرة رائعة تحتفظ بأواصر طيبة مع الناس في تكويناتهم المختلفة والوطن في تعدده الخلاق.
عمل أولا في مصلحة الثقافة التابعة لوزارة الثقافة والأعلام بعد التخرج من الجامعة وكان استيعابه بمبادرة من أستاذه الشاعر الراحل محمد عبد الحي ثم أتاحت له مصلحة الثقافة فرصة الابتعاث إلي المانيا في دراسة عليا بمعهد متخصص حيث تمكن من نيل درجة الدكتوراه وعند عودته من الابتعاث تم انتدابه إلي وزارة جديدة استحدثت بعد الانتفاضة لتحقيق السلام وعقد المؤتمر الدستوري مسئولاً عن أدارة البحوث والتوثيق وأنتقل مطلع عقد التسعين إلي المجلس القومي للبحوث “المركز القومي للبحوث” فيما بعد حيث عمل في أدارة النشر والأعلام العلمي وفي النصف الثاني من التسعينات عمل في مركز الأعلام الإنمائي مديراً للمركز ومديراً وطنياً لمشروع التوعية السكانية المدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، والخاص بالدعم الإعلامي لقضايا السكان والتنمية في عموم ولايات السودان.. ثم كلف أيضا أضافة لذلك لقيادة أكاديمية السودان لعلوم الاتصال والتدريب الإعلامي ً لتدريب الكوادر الإعلامية في القطاعين العام والخاص والعاملين في الإذاعات المسموعة والمرئية والمقروءة وفي بداية الألفية الثانية عمل ولا أزال نائباً لرئيس جامعة العلوم والتقانة للبحث العلمي بأم درمان.
تمتع بقدر وافر من الحظ والمصادفات السعيدة حين تتلمذ بجامعة الخرطوم في النصف الأول من عقد السبعين من القرن الماضي على أيدي أساتذة وعلماء ومبدعين في كلية الآداب (مع حفظ الألقاب) عبد الله الطيب، عون الشريف قاسم , محمد عبدالحي ، على عبد الله عباس ، الحبر يوسف نور الدائم ، الشوش ، يوسف فضل , وإبراهيم أحمد عمر , إبراهيم الحاردلو، وشداد ومحمد عمر بشير وأساتذة آخرين في شعب اللغات الأجنبية ومحمد عمر بشير تلك البيئة الثقافية عالية الخصوبة ساهمت في تشكيل مبارك بشير في عوالم الشعر والكتابة الصحفية بأبعادها الثقافية ,وزامل العديد من الطلاب الذين وسمت أسماءهم على خارطة الإبداع بمختلف السمات والألوان مثل عبدالهادي الصديق، شوقي عزالدين، كامل عبد الماجد، مامون الباقر, هشام الفيل، فضيلي جماع، محمد تاج السر، فاطمة السنوسي، صلاح حسن أحمد، أسماء الوكيل، مهدي بشري وأسماء أخري لا تقل شأناً وتأثيراً.
كان يكتب عمود في صحيفة الخرطوم بعنوان (أواصر) وهي محاولة من باب التجريب لمعالجة الهموم والشجون العامة بطريقة ما لتوثيق أواصر الوطن الذي يقف في مفترق الطرق في زمن التقاطعات واحتجبت أواصر لأسباب ذاتية وموضوعية . ويعتز الشاعر مبارك بشير كثيرا بقصيدة ( زمن التداعي ) التي منحها عن طيب خاطر عنوان «مجموعتي الشعرية اليتيمة (1982) وبعض أبياتها: أشهد يا مولاي في الفجر وداع القافلة هذا رحيل الصيف أم حزن الطيور العاشقة هذا ضياع النهر من تياره القديم أم همسة النجم علي سمِع النجوم الآفلة.
أغنيات رفد بها الشاعر مبارك بشير مكتبة الغناء السوداني :
محمد الأمين : عويناتك محمد وردي : محمد وردي : عرس الفداء, يانسمة الجيلاني الواثق : كل المحبة عبد الكريم الكابلي : زمن التداعي
المصدر :
حوار نشر بصحيفة الصحافة السودانية أجرته معه فائزة عبد الحسين في العام 2002وقمت ببعض الإضافات عليه ليظهر في هذه الصورة ونشر في موقع سودانيز في العام 2008م في بوست بحري طراوة.
ربنا يرحمه ويشمله بعظيم مغفرته ويسكنه فسيح جناته والذي وافته المنيه قبل عدة ساعات من يوم الخميس الموافق 11/2/2021م
02-11-2021, 10:06 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
تعود تفاصيل أغنية (عويناتك) للموسيقار محمد الأمين والتي صاغها شعرا مبارك بشير والقول هنا على لسان الشاعر مبارك بشير : (كانت وليدة مصادفة مدهشة وجدها الموسيقار العظيم في دفتر صغير لمحاولات التجريب بالعامية التي الجأ الي محاولة التعبير بها ، أحياناً، كانت القصيدة باسم (حوار) مودعة بطرف الصديق الشاعر الراحل عمر الطيب الدوش فاجأني محمد الأمين بتلحينها والعمل على تحويلها كأغنية في بداية دراستي الجامعية عقد السبعين، كنت ولا أزال عاشقاً مستداماً لإبداع وردي ومحمد الأمين... أعتبر نفسي مستمعاً جيداً لغنائهما، فأصبحت بقدرة قادر أحد شعرائهما «غير الراتبين» والشعر الغنائي، أمر صعب يحتاج إلي قدرات وإمكانيات لا تتوفر كثيراً في الخاطر.. صعب أن تكتب شعراً قابلاً للتأليف الموسيقي والغناء... تحفظت لجنة النصوص بالإذاعة حئنذ بدعوي حملها لصور حزينة وقاتمة في مقاطعها. ولكن ذلك لم يمنعها من الذيوع والانتشار والسبب الأول والأخير أن مؤديها فنان وموسيقار بقامة محمد الأمين وكان شاعرها في ميعة الصبا ومطلع الشباب فلم يفهم وقتها بضيق صدر لا مبرر له أسباب رفض اللجنة الموقرة بدعوي الحزن في وطن مثقل بالجراحات والأحزان المستدامة).
02-11-2021, 10:08 PM
Emad Ahmed Emad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Emad Ahmed
خضر الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست