|
Re: ماذا نقرا في سجال عبدالله علي ابراهيم وضي� (Re: زهير عثمان حمد)
|
ضياء البلال وإيلا: كل صاحب وظيفة عامة بما كسب رهين .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم التفاصيل نشر بتاريخ: 08 شباط/فبراير 2021
جاءنا محمد طاهر أيلا من باب الوظيفة العامة التي تسلق سلمها في دولة الإنقاذ حتى صار فينا رئيس وزراء في مغاربها. و"كل نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ" في هذه المسؤولية، أي مأخوذة بعملها. وبعبارة العجم هي الaccountability ولا شفيع للرجل فيها والمرأة ساعة أوانها إلا صفحته السليمة البيضاء. وإيلا ذو نسب في القومية لا القبلية. ترعرع في الحركة الإسلامية منذ نعومة أظافره في الثانوية ومن قياداتها في جامعة الخرطوم حين كانت هذه الحركة تغلي في شعبان من أجل الديمقراطية في ثورة شعبان ١٩٧٣. وهي ثورة لا شهادة ميلاد لها بعد. ولمّا توظف في بورتسودان صار رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية بالبحر الأحمر. وبدأت رحلاته في الوظيفة العامة وزيراً للنقل، ثم والياً للبحر الأحمر، فالجزيرة، فرئيساً للوزراء في أصيل الإنقاذ في نوفمبر ٢٠١٩. وهي الفترة البغيضة التي لم يعد فيها لرئاسة الوزارة وظيفة وكتائب الإنقاذ ترينا "إسلام نطيط الحيطان" في كلمة اشتهرت لنميري. وكان ذلك وقت احتاج فيه إيلا إلى صديق أو قبيل يشفق عليه ويترجاه التباعد السياسي من الإنقاذ، وأن ينقي ثوبه من درن الدم الذي ضرج شهوره الستة الكأداء في سدة الحكم. الشعر مانوي: يا أسود ويا أبيض. ولما كانت كلمة ضياء البلال الأخيرة عن إيلا قصيدة مادحة خرج علينا الرجل كالنور وكل ما عداه ظلام. فكان إيلا في الإنقاذ، في قول البلال، هو الأماني “أن تنطوي صفحة السياسي صاحب الجلاليب البيضاء والعمم والشالات المطرزة والأحذية اللامعة والعبارات البراقة والمائد العامرة". ولا أعرف حاكما كلف حال الإنقاذ مثل أيلا. فهو فظ في قول متفق عليه حتى من الرفيقين به. يتفادى تبعة القيادة بما في يده من كادر وأجهزة بشغل الشلل مما هو إدارة موازية لا ضابط لها ولا رابط. فيجرؤ على فصل أعضاء بمجلس تشريعي منتخب (يعني) كما فعل في ولاية الجزيرة مع ١٩ عضواً منه. وكانت الواقعة لجاجة إنقاذية ضجاجة استدعت المخلوع لفرض حالة طوارئ على الولاية ليخلص إيلا من شرور نفسه. وكان لزملاء البلال في المهنة آراء غير حسنة في أسلوب إيلا القيادي في ولاية الجزيرة. فكتبت سهير عبد الرحيم كلمة عنه عنوانها "إيلا: صناعة إعلامية" لم أعثر عليها في موقعها بالنت. وسهير صحفية نجيضة. أما فقيدنا حسن الوراق فنزع كل فضل للرجل في المنشآت التي دعا المخلوع لافتتاحها في آكتوبر ٢٠١٧. فبناء مستشفى الحصاحيصا للنساء والولادة سبق ولايته. ولم يحسن حتى تشطيب طريق ود سلفاب الذي قومته القرية، وكذلك فعل أهل قرية الكشامر بمشروعاتهم، وقس على ذلك طريق ومنشآت مستشفى أبو عشر. والمرحوم الوراق عندي صديق صحفي. وستجد خبراً كثير الدوران على النت عن طرد إيلا دون دخول قرية فداسى. ولم أجد نصه. ووددت لو لم يعتذر البلال للناظر ترك وجمهوره مناصرتهم لإيلا بظلم "لجنة مناع" المزعوم له. فلو سأل عن أداء إيلا في ولاية البحر الأحمر لعرف أنه لم يكن حبيب جماهيرها قاطبة كما تهيأ له. كان والياً لم ينعقد إليه إجماع قبيله. ولا ينبغي له. وهذه الفريضة في رجل الوظيفة العامة المحكومة بنظم ولوائح لا دخل للقبيلة فيها. ولا أعرف والياً قبله حصبه متظاهرون في بورتسودان بالزجاجات الفارغة بعد قطعهم للطريق، وإحراق للإطارات التي عوى دخانها فوق سماء المدينة. وفضت الشرطة التظاهرة. ومنعاً للحرج نظم مؤيدوه موكباً لنصرته. كما اضطر مرة لمغادرة مكان اجتماعه بأهل بلدة هيا تلاحقه شعارات: لن نوالي هذا الوالي، أرحل أرحل". كما تظاهر أمامه أهل بلدة اوسيف بمحلية حلايب لتردي الخدمات. وعارضته جماعة لبيعه عدداً من المدارس في وسط بورتسودان لمنسوبي المؤتمر الوطني. ورتبت وقفة احتجاجية بلافتات تندد به. وقامت في ٢٠١٤ حملة نظمتها "اللجنة العليا للمطالبة بسحب الثقة من الوالي" لجمع مليون توقيع على مطلبهم. لربما لا تعجب البلال من لجنة إزالة التمكين أموراً كثيرة. ولا مشاحة. فأنا لا تعجبني منها أموراً جهرت بها. وقد تكون لجنة إزالة التمكين ظلمت إيلا. ولا أعتقد وأقول به جدلاً. ولكن من الخطأ البين استنفار جماعات الرحم لنصرة منسوب لها أساء في الوظيفة العامة. وهذه المعاني أمانة في عنق القلم. فمتى لج عنها لأي سبب ركبنا طريقاً زلقاً: وكل نفس بما كسبت رهينة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا نقرا في سجال عبدالله علي ابراهيم وضي� (Re: زهير عثمان حمد)
|
أيلا ولجنةُ مناع..! العين الثالثة || ضياء الدين بلال
-١- ربما يصعُبُ علي وجدي ومناع تفهُّم ردة فعل أبناء شرق السودان على محاولة تشويه سمعة ابنهم محمد طاهر أيلا.
لو كانت لجنةُ وجدي ومناع عادلةً وذات مصداقية، لما انحازت القبائلُ لأبنائها.
هم يُلقون القبض على أشخاصٍ ويزجُّون بهم لأكثر من عام في حراسات خاصة سيئة السمعة دون محاكمات. يشوِّهون سُمعة الأفراد، ويُؤذون أسرهم وأهلهم، مُستغلين سلطةً مطلقة لا معقِّبَ عليها بالمراجعة وإعادة الفحص.
لجنةُ الاستئناف مجمدةٌ، والمحكمة الدستورية مغلقةٌ، والمجلس التشريعي لا يعرفُ أحدٌ ميقاتَ تكوينه. -٢- نعم لمحاربةِ الفساد وردِّ أموال الشعب من ناهبيها ولكن بالعدلِ والإنصاف وعبر أيادٍ نظيفةٍ غير ملوّثةٍ بالغرض والشبهات. خراقةُ التصرفات وعدمُ الرشد السياسي وضعفُ الحساسية المجتمعية سيشعلُ الحرائق في الولايات حتى تختنق الخرطوم بثاني أكسيد التوترات. -٣- من بين كل المسؤولين في عهد الإنقاذِ، لم يحققْ مسؤولٌ شعبيةً واسعة مثل محمَّد طاهر أيلا. ما وجده أيلا في الشرق من تأييدٍ لم يكن مترتباً على انحياز قبلي، فقد حقّق أكثر منه في ولاية الجزيرة. لم يسلم أيلا من استهدافِ إخوانه في التنظيم الحاكم. خابت كلُّ محاولات ضرب رمزيته بالاتهامات والشائعات.
فقد كان يجدُ الدعمَ والحمايةَ من جماهير الولاية التي يحكمُها ويرصفُ طرقاتها ويهتمُّ بمستشفياتها ومدارسها ويزيِّنها بالنظافة. يبتدعُ مشاريعَ لدعم الشرائح الضعيفة وترقيةِ وسائل كسب الرزق للمعاقين وأصحابِ المهن الهامشية. جعلَ للنظافة قيمةً، وللعمل قداسةً، وللوقت ثمناً، وللكلمة معنىً. -٤- لم يكن يُكثر من المخاطباتِ الجماهيريةِ ولا المُقابلاتِ الإعلامية. حارب الفسادَ بكل صلابةٍ وفكَّك المؤسسات التنظيمية الوهمية ورفضَ دعم مشاريع (الهجرة إلى الله) من مال الدولة. التأييدُ الذي ناله أيلا بولاية الجزيرة وفي الشرقِ، فوق الاحتفاءِ بما أنجز، كان رسالةَ رفضٍ للمجموعات السلطوية التي كانت تتصارعَ على الامتيازات طوال سنوات حكم الإنقاذ. فلم ترصفْ شارعاً ولم تضءْ طريقاً ولم توقدْ شمعة أمل. كانت سياسةُ محمد طاهر أيلا التقرُّب للمواطن بالخدمات لا الشعارات، والتعامل معه بصورةٍ مباشرة، مع رفع لافتة: الوسطاء يمتنعون. -٥- كانت ميزانياتُ ولاية الجزيرة قبل أيلا، لا تنفقُ على الخدمات والتنمية، بل تذهبُ إلى جيوبِ قلةٍ متنعمةٍ بالامتيازات والحوافز. وحينما جاء أيلا لم يكن يحمل عصاةَ موسى، فهو لم يستحدث مواردَ جديدة، بل أغلق مواسيرَ الصرفِ العبثيِّ وأعاد المالَ إلى أهله طرقاً وخدماتٍ تُرى بالعين ولا تُسمع بالآذان ووعودٍ سرابية.
مع أيلا لم يعدْ في الجزيرة متفرغون لمهام وهمية يركبون الفارهات على حساب المواطن البسيط. لم تعد في الجزيرة كشوفاتُ مرتباتٍ للموتى تُدفع من عرق الكادحين. -٦- التأييدُ الذي وجده محمد طاهر أيلا في الجزيرة ،كان بمثابة درسٍ مهمٍّ لقيادة الدولة وقتذاك. وهو أن المواطنَ لا يقفُ مع الشعارات ولا ينحازُ للولاءات الحزبية والجهوية؛ هو مع من يخدمه ويسعى لتحسين سبل حياته. مع أيلا لم تعد السياسةُ هي حسنُ الخطابة و(طقُّ الحنك) وبيعُ مياه الأماني في حواري الظمآنين. كانت الأماني مع نموذج ايلا، أن تنطوي صفحةُ السياسي صاحبِ الجلاليب البيضاء والعِممِ والشالاتِ المطرَّزة والأحذية اللامعة والعبارات البراقة، والحلاقيم الكبيرة والموائد العامرة. – أخيراً – حبُّ الجماهير وكسب تأييدهم في كل زمان ومكان يحققهما الفاعلون لا القوَّالون..! الفاعلونُ أصحابُ الإنجازات الظاهرة، لا الوعود الزائفة من الذين يحققون نجاحاتِهم الخاصة على حساب الفشل العام، ويعضُّون على المناصب والمقاعد بالنواجذ حتى تتساقط الأسنان..!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماذا نقرا في سجال عبدالله علي ابراهيم وضي� (Re: mohmmed said ahmed)
|
عودةٌ لانتهازية (البروف)! العين الثالثة || ضياء الدين بلال
ضياء الدين بلال
-١- لامني بعضُ الأصدقاء المُشتركين على مقالي، عن انتهازيةِ عبد الله علي إبراهيم، وقالوا إنّ به قسوةً مُفرطة. وعتَبَ عليّ البعض الإشارةَ لرُكَبه المُرتخية، شرحتُ لهم أن الوصف معنويٌّ وليس جسدياً، مُتعلِّقٌ بالتقافُز بين المواقف.
وهو في الأساس مُستلفٌ من مقال الراحل الخاتم عدلان في حق البروف، نقلتُه عنه على سبيل الاستشهاد. -٢- كُنت من المُعجبين بالبروف والمُتابعين لكتاباته وندواته. وكثيراً ما كانت تجمع بينا مُجالساتٌ منزلية ومكتبية. أكثر من مرّةٍ، وجدتُه يقطع عليّ الطريق، بمُداخلاتٍ وتعليقات ومقالات، لا تُراعي ما بيننا من وُدٍّ واحترامٍ. لستُ يسوعياً حتى أحفظ له احتراماً هو مُهدره، أو أرعى له وُدّاً، هو فيه من الزاهدين! -٣- كتبت مُحذِّراً من المخاطر المُترتّبة على سعي لجنة إزالة التمكين للتكسُّب السياسي من ملف مُحاربة الفساد. هذا نفسُ الخطأ الذي حذّرنا منه النظامَ السابق، حينما أطلق حملة اصطياد القطط السمان لأغراضٍ سياسيةٍ.
وظلننا نُردِّد بأنّ حقن مشروع محاربة الفساد بالأجندة السياسيِّة والشخصيِّة والانتقاميِّة، سيفسدُ مشروع المكافحة. والأخطرُ من ذلك، سيُحوِّل الفاسدين لضحايا، والأموال المُصادرة لدَيْنٍ في عُنق الشعب، يُوفى بالسداد عند تكوين المحكمة الدستورية ! -٣- نتّفقُ مع المشروعِ من حيث المبدأ والفكرة، ونختلف مع القائمين عليه من حيث المنهجِ المعوجِّ والأسلوبِ الهمجي، والمعالجاتِ المشبوهة. مُحاربةُ الفساد بطرقٍ فاسدة وغيرِ عادلة، سيُحدِثُ مناخاً لا يساعدُ على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي كذلك.
محاربةُ الفساد بعيداً عن منصات القضاء وخارج المؤسسات العدلية، يفتحُ البابً لفسادٍ أكبر وأخطر. إدانةُ الناس عبر منصات الإعلام وتشويه سُمعتهم والزجُّ بهم في السجون لسنواتٍ، بدون مُحاكمات، يجعلهم يستنصرون بقبائلهم. -٤- أخذ عليّ البروف إشادتي بالسيد محمد طاهر إيلا، ووصفي بأنه من السياسيين أصحاب الأفعال لا الأقوال والإنجازات لا الخيبات. لم يستحدث مواردَ جديدة، بل أغلق مواسيرَ الصرفِ العبثيِّ وأعاد المالَ إلى أهله طرقاً وخدماتٍ تُرى بالعين ولا تُسمع بالآذان ووعودٍ سرابية. مع إيلا لم يعدْ في الجزيرة والبحر الأحمر، مُتفرغِّون لمهام وهميَّة يركبون الفارهاتِ على حساب المواطن البسيط. لم يعد في الولايتين كشوفاتُ مرتباتٍ للموتى تُدفع من عرق الكادحين. إيلا وهو في رئاسة الوزراء بدأ عمله بمحاربة الفساد الحقيقي: حل الأجسام الموازية لأجهزة الدولة وقفل بلوف الصرف العبثي. -٥- لم نقف مع إيلا وقتذاك، حينما شُنّت عليه حربٌ ضروس داخل تنظيمه الحاكم، لصلةِ قرابة ولا لمصلحةٍ مُتحقّقة أو مُرتجاة. ولم نشهدْ له اليوم بالحق، وهو لا يملكُ لنا نفعاً ولا ضراً، مكايدةً ومغايظةً للجنة التمكين. هذا ما نراه حقاً حتى تثبت لنا الأيام أو أحكام القضاء العدل، إننا كُنّا على خطأ، بمنحنا ثقةَ قلمِنا لمن لا يستحق. – أخيراً – أما ما يفعله البروف من عبثٍ وهو يُرمرم في صناديق قمامة الأسافير ويُلطِّخ سُمعة الرجل بالشائعات والأكاذيب، ذلك ما نتصدّى له بالحقائق.
| |
|
|
|
|
|
|
|