قذف السيارات بالحجارة وعمليات نهب واسعة وخمسون جنيه للعبور: فلول في الترس ..!!
الخرطوم : الزين عثمان الخرطوم تستعيد تروسها .. مرة أخرى النيران تشتعل في الطرقات الرئيسية.. السيارات تتراص في انتظار مرورها إلى الضفة الأخرى من الشارع.. الغضب المكتوم في دواخل الكثيرين لم يفلح الهتاف (عيش بالكيلو ما بنشيلو) في تخفيف حدته، بينما كان السؤال الحاضر: من يقف وراء هذه التروس ؟ وهل هي تمتداد طبيعي لمشروع الثورة التي انتصرت بسلميتها، ولاي مدي تتطابق والدعوة للتصعيد التي دعت إليها لجان المقاومة من أجل ايصال صوت احتجاجاتها علي الاوضاع بالغة السوء ؟.
فوضى في الطرقات.. صبيان لا تتجاوز أعمارهم ال17 عاماً يشعلون النيران ويستخدمون كل شيء من اجل إغلاق الطريق بما في ذلك براميل النفايات .. يخاطبون المارة بلغة لا تشبه لغة الثوار، ويدخلون معهم في مشادات لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد .. شكوى كثيرين من عمليات سلب ونهب حدثت لهم عند التروس وتحطيم لزجاج السيارات، وبالطبع مواجهات بينهم والمواطنين حدث ذلك في عدة مناطق بالخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري وبحسب ما هو متداول فقد استشهد شاب قيل أنه توفي في عملية دهس بواسطة عربة دون لوحات بحي الشعبية بالخرطوم بحري وأوضاع تمضي نحو المزيد من التصعيد.
تصدر لجان مقاومة الجريف شرق بياناً تنفي فيه اي علاقة لها بعمليات التتريس بالقرب من كبري المنشية، وتنفي بالطبع اي علاقة لافرادها بعمليات النهب التي تتناقض تماماً مع أدبيات الثورة وقيم السلمية وأعلنت اللجنة أنها حين تختار طريق التصعيد ستنتهجه وفقاً لقيم الثورة وليست علي طريقة (الفلول)، ما ورد في بيان الجريف شرق يتكرر ايضاً في بيان منسوب لتنسيقيات المقاومة بالخرطوم شرق والتي تنفي اي علاقة لها بما جرى في شارع (الستين)، بيان الخرطوم شرق يؤكد علي أن الثورة المضادة هي المسؤولة عن التصعيد وعن العمل من أجل تشويه وجه الثورة والثوار.
في سياق ذي صلة يتهم كثيرون منسوبي جهاز الامن والمخابرات الوطني بالوقوف خلف هذه الاحداث حيث يقول مواطنين في شهاداتهم علي ما يجري بأن عدد ممن يقفون في ترتيب التروس الآن هم منسوبي جهاز الأمن وتربطهم علاقة بالدولة العميقة، وهم من يقوم بترتيبات قيام الترس وتتجاوز أعمارهم الأعمار التي نشطت عند إنطلاق ثورة ديسمبر مقروناً ذلك ايضاً بنشاط محموم لمنسوبي وقيادات النظام المحلول في الميديا ووسائل التواصل الإجتماعي واخر ذلك كان التسجيل للأمين العام للحركة الاسلامية علي كرتي مقروناً ذلك ايضاً بمسيرات في عدد من المدن ترفع ذات المطلب القديم وهو منح الجيش شرعية الانقلاب علي الأوضاع.
في الكلاكلة لم يكن الأمر مختلفاً فقد أصدرت لجان المقاومة في الشقيلاب بيان تنفي من خلاله مسؤوليتها عن التتريس في طريق جبل أولياء؛ وعن السلوكيات التي اتبعها من كانوا يقفون هناك بينما سرد عضو لجان المقاومة بالكلاكلة محمد صديق حكاية حدثت في ترس (المنورة) في الطريق نحو اللفة؛ وقال إن من كانوا يقفون هناك كانوا يسمحون للشخص بالمرور بعد أن يدفع اتاوة قدرها خمسون جنيها ومن لا يفعل ذلك تتعرض سيارته للتكسير والتخريب .. مشهد حدث أيضاً في منطقة المنصورة بأمدرمان يقول صديق بأن ما يجري الآن يبدو مرتباً وبدرجة بعيدة؛ وبالطبع يسعي لتحقيق أهداف مؤكد ليس من بينها إصلاح مسار الثورة .. من يقومون بالتتريس (فلول) الى هذه النتيجة تنتهي بيانات بعض لجان المقاومة.
في ظل ماهو ماثل الآن ينطلق سؤال أخر إن كان ما يجري عمليات تخريب ممنهجة ومقصودة لذاتها فأين هي قوات الشرطة التي يجب عليها أن تحفظ الأمن وتحقق عمليات الضبط في الشوارع، مع الأحداث ايضاً فإن ثمة غياب ملحوظ للقوات النظامية في الأماكن التي تشهد التوترات وهو ما دفع بالكثيرين لاستدعاء نظرية المؤامرة من أجل إيصال رسالة للشعب مفادها دي المدنية العاوزنها . وهو ما يسبق الخطوة القادمة وهي مقابضة الأمن بعسكرة الدولة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة