|
Re: أحزان الجمهوريين: لأستاذ صلاح بشير فرح ال� (Re: Yasir Elsharif)
|
أول ما رأى الأستاذ محمود محمد طه
—- قــــــرأة الأيــــــام ... و عناية الله بالإنســـــــــان ...!!! قصتى مع الفكرة ما أعجبها ... وما أحلاها .. وما أعذبها ... حيث إتسمت طفولتى بشىء من توالى الأمراض كنت كثير المرض و المتواصل لدرجة أنهم كانوا يطلقون على شخصى (بحاج موت ) و ما يؤكد هذة المقولة فى ذات مرة قدم والدى الأستاذ/ بشير فرح الطاهر من منطقة عمله إذ أنه كان يعمل مديراً بالمرحلة المتوسطة آنذاك و حين نزوله من البص و مرورهـ بمقابر قريتنا الحبيبة عفينا الشيخ/ عوض الجيد رأى قبراً جديداً لطفل و حينها أنا كنت فى عمر الخامسة لا أذكر تلك السنوات ولكن بالحكاوى لاحقاً أخبرونى بها فحين رأى والدى القبر الجديد ظن أن إبنه صلاح الدين قد توفى و لم يخبروهـ بذلك رأفةً به و رحمةً عليه .. و عند وصوله للبيت وجدنى حياً ولكنى أعانى من ويلات المرض لا أذكرهـ من ماذا كنت أعانى .. وبعد فترة من الزمن لا أذكرها حين قويت ذاكرتى و دخلت المدرسة الإبتدائية كنت بمدرسة / طابت الشيخ السمانى حيث أن هذة الفترة أعيها جيداً و أنا فى إجازة السنة الأولى إبتدائى كنت مريضاً بمرض الرطوبة و منطقة الشيخ السمانى منطقة باردة إذ أنها تقع شرق النيل الأزرق مباشرة و أول مرة أرى فيها مدينة ود مدنى كنت برفقة أخونا وحبيبنا الشيخ / عمر الشيخ / البدوى الشيخ السمانى وذلك لمقابلة أحد الأطباء لتشخيص حالتى المرضية و أمضينا بمدنى قرابة الثلاث أيام و بعدها رجعنا الى قرية الشيخ / السمانى و قبل بداية العام الدراسى الجديد كنت برفقة أختى وشقيقتى الكبرى / تميمة بشير فرح فى طريقنا الى ود مدنى مجدداً لغرض الفحص و العلاج وهذة المرة مدينة ود مدنى مختلفة تماماً من كل النواحى نفسياً و روحياً حيث أننا نزلنا فى بيت صديقة للأسرة وهو منزل الخالة السيدة / آمنة بنت مهدية و فى المساء أخذتنى شقيقتى و ذهبنا لمنزل أبونا الأستاذ/ سعيد الطيب شايب و أول مرة أرى فيها جمهورى ولم يكن لى سابق علم بأى جمهورى حتى والدى لم أكن أعرف أنه جمهورى و أتذكر جيداً لقاء شيخ سعيد و ترحيبه بى و فى لحظتها أعطانى مبلغ 25 قرشاً عملة كانت تعرف بالطرادة آنذاك و كانت هى عربون المحبة بينى وبينه و حذرنى مداعباً لى بأن لا أعطيها لأختى تميمة كما لو أنه يعلم بسريرتها و نيتها فى أخذها منى حافظت عليها لفترة طويلة و بعد صلاة المغرب توافد الأخوان أذكر منهم شيخ / الباقرالفضل وعدد كبير من أخوان مدنى وأذكر الأخوان الذين كانوا بالخدمة بمنزل أستاذ / سعيد منهم محمد موسى و المرحوم سعيد محمد زين و الأخ / مهدى عمر حضرت الجلسة و انا طفل فى عمر السابعة إستمتعت بسماع الإنشاد رغم عدم فهمى لكنه كان يلامس شيئاً فى قلبى و بعد الجلسة تعرفت على الصغار الذين كانوا فى سنى او قريبين من عمرى أذكر منهم إيهاب عبد الله التوم بعد إنتهاء الجلسة و تناول العشاء إستأذنت شقيقتى بالعودة الى منزل صديقة الأسرة الخالة / آمنة بت مهدية و فى اليوم الثانى ذهبنا و معنا إبنتها هادية الى عيادة أحد الأطباء و قرر الطبيب بالتنويم بأحد عنابر المستشفى و أذكر أننا ذهبنا و حين دخلت المستشفى و على سرير العنبر و من قبل أن تغادرنا هادية بكيت خوفاً من النوم بالمستشفى و كانت هادية بجانبى تمسح على رأسى تواسينى و على صدرى تهدهدنى و ترينى عدد من الأطفال وهم رقاد بسررالعنبر و بعد ثلاث أيام و على ما أذكر أن اليوم كان يوم خميس و أنا طريح الفراش فإذا بوفد و عدد كثير من الرجال بالجلاليب البيضاء و عدد من النساء بالثياب البيضاء منظر كان مهيباً و أدخل فى نفسى شيئاً من الإرتياح حتى نهضت من مرقدى جالساً على السرير سلمت على الجميع و لكن كان فيهم و من بينهم رجلاً سمحاً و لطيفاً و رقيقاً يشع من وجهه ضياء أخآآآآآذ يسلب اللب من العقل حين رأيته إمتلأت عندى العروق بالدم و إزدادت نبضات القلب و إنتعش كل الجسم و جلس بجانبى لعـــــدة دقائق و يااااا ليتها طالت مسح على رأسى و كأنه يهمهم بشىء من دعاء فكانت يدهـ كما لو أنها برداً وسلام على صلاح الدين كان ذلكم الرجل الملاك هو والدى الأستاذ / محمود محمد طه و الذى أرآهـ لأول مرة هى مرة خالدة فى ذاكرتى كما لو أنها حدثت فى الهنا و الآن و من يومها أنا السعيد به و أنا الذى لفكرته يهب الفؤاد وكل العمر فأقبلنى يا أبتى عندك رغم شعور الإبن العاق و من ديك وعييييييك و الى يوم أن نبعث معه و فى زمرته و يا رب توفنى إليك مسلماً و ألحقنى بالصالحين أبووووى محمود و أبناؤهـ و بناته ... قولوووا آآآآآآآمين يا قراء و سامعين ...!!!
ذكريات صلاح بشير فرح
| |
|
|
|
|
|
|
|