اكد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال – عبدالعزيز الحلو ان تواطؤ الحكومة الانتقالية مع تيارات الإسلام السياسي يُقلِّل من فرص الإستقرار و الوحدة الوطنية
وقال الحلو في بيان حول تداعيات تجميد العمل بالمناهج البديلة واستقالة مدير المركز القومي للمناهج القراي ” تابعنا بإعجاب خلال الفترة الماضية الجهود الحثيثة التي قام بها القراي مع فريق الأساتذة الأجلاء في مراجعة و تطوير المناهج و التي تكلَّلت بإصدار مناهج ومقرَّرات دراسية بديلة، و لم نندهش عندما تم رفضها من قبل تيارات الأصولية الإسلامية وجماعات الهوس الديني مؤخرا و لكننا فوجئنا بقرار رئيس وزراء الفترة الانتقالية الذي قضى بتجميد العمل بهذه المناهج رضوخاً لضغوط هذه التيارات والكيانات الدينية التي ذكر إنه إستشارها و المتمثلة في المجمع الصوفي، هيئة الختمية، هيئة شئون الأنصار، جماعة أنصار السنة المحمدية، الإخوان المسلمون، مجمع الفقه الإسلامي
وأشار الى ان طبيعة الدولة الحديثة هي أنها دولة مؤسَّسات، تقوم على إختلاف الإختصاصات، وأن هذه المؤسَّسات قادرة على البحث والتقصِّي، وإيجاد حلول لمشاكل المواطنين بعيداً عن المقولات الدِّينية، لأن هذه المؤسَّسات تسندها مراكز تعليمية و معاهد بحوث، وفي الدولة الحديثة تستطيع هذه المؤسَّسات عبر البحث العلمي من تقديم مُعالجات لكافة القضايا التي تواجه المُجتمع بما في ذلك قضايا الأخلاق، وفي المجتمع الحديث يتم التفريق بين “المجال العام” و”المجال الخاص
وأضاف أن قضية المناهج تُعتبر “شأن عام” يجب أن يتم فصلها عن تأثيرات رجال الدين والمؤسسات الدينية
وشدد الحلو على ان الأزمة الحالية والتي وضعت حكومة الفترة الإنتقالية فى المحك يمكن إرجاعها لغياب الإرادة الحقيقية للتغيير لدى القائمين بالأمر، للتواطوء البائن مع التيارات الإسلامية المُتشدِّدة – سبب الأزمة، مؤكدا ان ما حدث يمثل مؤشرا لرِدة خطيرة وتنصُّلاً صريحاً عن شعارات ثورة ديسمبر ومطلب بناء نظام جديد يرتكز على أسس جديدة، بل هو مهدد حقيقي لفرص السلام العادل و مقتضيات الوحدة الوطنية
واكد ان إستشارة رئيس الوزراء لهذه الهيئات والتنظيمات والكيانات الدينية (الإسلامية) دون غيرها يؤكِّد إستمرار هيمنة القوى الماضوية حتى اليوم، وإن التوجُّهات الإصولية ما زالت تلعب دور المُرشد فى صياغة ورسم السياسات التي تضمن إستمرار الأزمة في كافة المجالات
وقال الحلو ان تساهل العديد من القوى السياسية والمدنية وقوى المقاومة الشعبية إضافة لجزء من المُكوِّن المدني في حكومة الفترة الإنتقالية، إزاء المعركة حول العلمانية وتركها للصدف، هو ما شجَّع المتطرفين لتكشير أنيابهم مرة أخرى دفاعا عن المُرتكزات الأصولية للمناهج في البلاد، بل و تجرؤهم في الحملة على مدير المركز القومي للمناهج، وإجبار رئيس الوزراء على تجميد العمل بها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة