زوجة معاوية الزبير

Quote: السعال قد يكون هو قاتلك عرق عرق طرق على الرأس كأن أحدهم ياخذ برأسك و(يخبطو) في أقرب حيطة. بين بداية الطرق وبداية العرق يكون الهذيان و هو أيضا مزعج قد يتبدى في صورة تحقيق ( روجال كوتااار) يسالوني عن اسمي وتاريخ ميلادي ويكررو السؤال واكرر الاجابة ويكتبون الاجابة بشكل روتيني يستمر (التحقيق) عن الاسم وتاريخ الميلاد لساعات وساعات حتى تنتهي نوبة الحمى . لكن السعال هو القاتل مع كل نوبة منه تسيل أخر نقطة من روحك تتمنى ان تكون هذه آخر نوبة سعال لك في هذه الحياة من شدة الألم والهلع من لحظات انقطاع التنفس المرعبة ومطاردة ذرة أكسجين في الفضاء الفسيح . يراقبك المسعفون لايام في مركز العزل يتابعون القراءات الحيوية بشكل آلي كنت اتسآئل احيانا هل وظيفتهم هي الحرص على مشاهدة موتي والتوثيق له؟ نوبة الهذيان الثانية كانت تخصهم وهم يلتفون حول سريري يحدقون في و يشاهدونني أموت وايضا لساعات طويلة.افيق من هذه النوبة لاجد فجاة وبدون سبب معلوم أن حضرات السادة المشاهدين قرروا أن الوقت قد حان لتنقلب الدنيا رأسا على عقب سيارة اسعاف جري مستشفى حقن فحوصات حقن تخطيط قلب حقن اشعة حقن حقن حقن تحولت لجثة تتألم فقدت القدرة على الشكوى أو التنفس لأن صدري وكأنه صبت عليه صفيحة من الصمغ في كل رئة .. المكان مكتظ وبرغم الصداع الشديد اجد بعض العزاء في أصوات الأنين والبكاء القريبة ويزعجني صياح الأطباء والممرضين واغضب جدا اذا سمعت احدهم يكتم ضحكة أو حتى يلقي تحية على زميله الواصل للتو ،نحن نموت هنا لماذا لا تحترمون موتنا؟ ثم يهدأ كل شي قليلا قليلا . غرفة هادئة جدا كانها خارج العالم .عندما أغمضت عيني أحسستهم جميعا مرة واحدة (فتحت) حتى أتاكد ،نعم كانو هناك مجموعة كبيرة احدهم يطل من اعلى الدرج أحداهن تبرد أظافرها بالقرب من راسي ونتظر الي بلا مبالاة كل منهم وجد له مكان في الغرفة كيفا اتفق على الكرسي أعلى عمود المحاليل على حوض الغسيل بعضهم يتبادل الاحدايث والبعض الأخر لا يحاول حتى اخفاء ملله الظاهر. هل هي أرواح صعدت لمرضى كانو في هذه الغرفة؟ هل يعقل أن يموت في غرفة واحدة كل هذا العدد من الناس؟ متسببين لي في كل هذا الازدحام؟ ولماذا هم جميعا سمر ؟ ولا شخص أبيض معقولة؟ ظلو معي طيلة اليوم. والله العظيم حتى وانا في كامل قواي العقلية😅 كانو هناك بنفس نظراتهم المملة الباردة كنت اكلمهم احيانا لا اذكر ماذا كنت أسالهم لكن اذكر همهماتهم غير المبالية في الردود. تلقيت اتصالا من اخي الأكبر اخبرني فيه أن رحمة الله مع الجميع ولكن المريض والمريض جدا فأن الله نفسه معه. وفي نوبة الهذيان التالية رأيته وسط هذه الجوقة العجيبة يناظرني بنظرات ابوية حنونة نعم يا سادة أني رأيت الله ادخلتني هذه النوبة بالتحديد في سكينة غريبة. احسست فجأة بالتحسن تناولت التلفون دخلت الفيس صادفني بوست لحافظ حسين وزملاء تلك الغرفة العجيبة والأتحادي تعيس الحظ ضحكت بصوت اقرب للفحيح .ارتفعت روحي المعنوية صرت أصيخ السمع لاتتبع ضحكة بعيدة لاحدى الممرضات لعلي اعرف السبب الذي دفعها للضحك ادركت حينها أنني لن أموت اليوم

Quote: وأنا بي يد واحدة وقلق متدفق لقيت نفسي أب وأم. ساعدني على الصبر الأصدقاء والصديقات من الجدد والقدامى. لكن لم يخطر ببالي أبدًا موتك لأشياء كثيرة منها إن عمْر الشقي بَقي.. تعودي لينا في العزل بالسلامة🌹