الغربنة الممنهجة .. أحكموا بأنفسكم!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2020, 03:54 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الغربنة الممنهجة .. أحكموا بأنفسكم!

    02:54 PM December, 13 2020

    سودانيز اون لاين
    Biraima M Adam-أمريكا الشمالية
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أقرأوا وتمحنوا ..

    Quote: تبصير حول تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي عن تقارب حميدتي والحركات الدارفورية المسلحة للقضاء على حكم الجلابة في الخرطوم

    فاتحة

    لقد تحدثتُ في مقال سابق في الراكوبة الموقرة (رابط رقم (1) أدناه) أبان إقالة المثقف العضوي د. أكرم علي التوم، عن سيادة ظاهرة غربنة ممنهجة في التوظيف والاستثمار واستحقاقات السلام. وقد كان ذلك والحق يُقال من واقع قراءة بينية فقط للأحداث؛ ولكن أن يصل الأمر لدرجة أن يتحدث فريق الخبراء المعني بالسودان والمكلف من رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة في تقريره الختامي عن هذه الغربنة الممنهجة ونهاية حكم الجلابة للسودان عن طريق قوات الدعم السريع والحركات الدارفورية المسلحة؛ فتلك قصة أخرى، وخطرٌ آخر على الأمن القومي السوداني.

    حيثيات

    1/ مفهوم الجلابة/القافلة (Hawkers) الذي أدخله المستعمر ليس له أيَّ دلالة عنصرية كما هو سائد اليوم عند دعاة العقل الجهوي المُحاصِص والغربنة الممنهجة. إذ كان الغرض منه أبَّان الاستعمار هو تحويل الاقتصاد المعاشي القبل - رأسمالي/اللا - رأسمالي، إلى اقتصاد رأسمالي بالمعنى الخصائصي للرأسمالية ليتجاوز الإنتاج فيه قيمة الاستخدام (Use - value) إلى قيمة التبادل (Exchange - value). وقد استخدم المستعمر لذلك تجاراً تم جلبهم من اليونان وسوريا ومصر ولبنان وغيرها من البلدان العربية والأفريقية (تكارير نايجيريا مثالاً)، بالإضافة إلى بعض المستثمرين من الدولة المستعمِرة الأم. وكثير من هؤلاء قد غادر السودان بعد نهاية الاستعمار وتكرار المناداة بالسودنة وحلَّ محلهم التجار السودانيون ما خلا بعض العوائل التي آثرت البقاء في السودان؛ كعائلة أبو العلا، وعائلة عزيز سوري، وعائلات أُخريات) (2).

    ومفهوم الجلابة المرتبط برسملة الاقتصاد المعاشي هذا لم يتوقف عند تلك الفترة الاستعمارية، ولم يرتبط بقبيلة دون الأخرى. وإنما ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالتجَّار؛ ولا غرو أنَّ الغرفة التجارية قد أُنشئت في السودان في العام 1908. وقد تم تطوير هذا المفهوم اتساقاً مع تطور القوى المنتجة والسعات الإنتاجية في السودان عبر العديد من السياسات.

    فمثلاً إنشاء المؤسسة العامة للزراعة الآلية (Rain - fed Mechanised Farming Corporation) التي دعمها البنك الدولي بقرضين عام 1968 في مناطق الزراعة المطرية (أم سنيط بالقضارف مثالاً) عبر استثمارات القطاع العام قبل أن يجئ فيما بعد ويحض الدولة على الانسحاب منها وتركها للقطاع الخاص، هو أحد تتطورات مفهوم الجلابة المرتبط برسملة الاقتصاد المعاشي.

    كما أنَّ آخر تجليات هذا المفهوم هو ما قام به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان عبر مشاريع تنمية المناطق المختارة (Area Development Schemes - ADS) وغيرها في نهاية ثمانينات القرن المنصرم إلى بداية الألفية الثالثة؛ في مناطق كالأبيِّض والسنوط، وعد الفرسان، وأم كدادة، وكادقلي، وملكال، وواو، وجوبا، وأدنى نهر عطبرة، والصُبُاغ في منطقة البطانة. وقد كان الهدف المباشر من هذه المشاريع هو إدخال المجتمعات الريفية اللا - رأسمالية إلى حلبة السوق الرأسمالي عبر الشركات التي ستُفرزها هذه المشاريع المختارة كما خُطِّطَ لها (3).

    2/ تكمن الخطورة الآن في حقيقة أنَّ الغربنة الممنهجة والعقل الجهوي المحاصِص في مخيلة دعاة المفهومين، مصادم لمفهوم جلاَّبة مغاير لذلك الذي وظَّفه المستعمر. وتكمن الخطورة الأفدح في الراهن في أنَّ هذه الغربنة الممنهجة والعقل الجهوي المُحاصِص تحولا إلى برنامج عمل علني/سري لحكومة السيد د. عبد الله حمدوك (علم بذلك أو لم يعلم).

    وهذان المفهومان هما في الحقيقة مستمران منذ الفترة الإنقاذية وحتى الآن، ويعملان بشكل دؤوب في توزيع الأراضي وشرائها وفي التوظيف العام والوظائف العليا والاستثمار واستحقاقات السلام (توظيف 20% من أبناء دارفور بمؤسسات الخدمة المدنية، 75 مقعداً من مقاعد المجلس التشريعي لأبناء دارفور، ولهم 3 مقاعد في مجلس السيادة، و5 مقاعد في مجلس الوزراء، ولهم 25% من المناصب التنفيذية، و40% من مناصب الحكومات المحلية في إقليم دارفور، كما نص الاتفاق على تمتع مناطق الحرب بـ 40% من ثرواتها المحلية وعوائد الضرائب، وإنشاء صندوق لتنمية المناطق الثلاثة بميزانية قدرها 750 مليون دولار) كما جاء في اتفاق جوبا الذي يبدو وكأنَّه انتقامٌ من كل شخص خارج الولايات الغربية وجنوب النيل الأزرق (جلاَّبي)، وليس اقتصاصاً من حكومة سيئة الذكر الإنقاذ وسفاحيها الذين تسببوا في كل ذلك وفي كل الولايات.

    ودليلنا على هذا النهج هو أنَّ هناك ولايات أخرى أكثر تضرراً من ناحية التنمية من الولايات الغربية كالولايات الشرقية والشمالية ونهر النيل، ولم يتحدث عنها اتفاق جوبا ببنت شفة في ميزان التوازن التنموي وعدالة قسمة الثروة؛ كأنَّها غير موجودة وكأنَّ ممثليها في جوبا غَيَب. وشاهدنا الآخر على هذا النهج هو تحالف "الحركات المسلحة مع السفاحين" ضد من يسمونهم بالجلاَّبة كما سيجئ مفصلاً في تقرير خبراء مجلس الأمن أدناه؛ وبذلك تتشعَّب الغربنة الممنهجة وتترادف في أحياناً كثيرة مع الكوزنة وجرائم الحرب حتى؛ بفِعل ما سيكون.

    فمثلاً، الدفعة (60) من ضباط الشرطة وهم من صلب الحركة الاسلامية، تمت إقالتهم بواسطة الفريق عادل بشائر ما عدا 18 ضابطاً عظيماً ترجع أصولهم كلها لغرب السودان وكلهم كيزان. وقد أُخرِجَ بعضُ عناصر الإنقاذ المنتمين للولايات الغربية من السجون وتمت تبرئتهم لأنَّ أُصولهم من غرب السودان (د. حسبو عبد الرحمن، وإبراهيم السنوسي مثالاً؛ وكاد الأمر أن يطال السفاح أحمد هارون كما طال السفاح حميدتي، وهُرِّبَ السفاح كوشيب إلى سجون لاهاي الفندقية لينجوَ من الإعدام إلى المؤبَّد الفُندقيّ).

    وها هو نصر الدين عبد الباري يستعجل تضمين ترتيبات السلام الخرقاء للوثيقة الدستورية اضطراداً مع الغربنة الممنهجة في ظل غفلة ما يسمونهم بالجلابة وما يُحاك ضدهم، وفي ظل لا - انتباهة المؤسسة العسكرية للخطر المحدق بالأمن القومي السوداني، خاصةً بعد أن جردوا قوى الحرية والتغيير من 12% من نصيب الثوار لصالح حركات الصراع الطويل المسلح نحو السلطة والثروة، وليقطعوا الطريق على ثوار المجلس التشريعي الذين يجب أن يكونوا أغلبية ممثلة لكل أصحاب المصلحة بالولايات بحسب ثِقلها السكاني.

    وبالتالي اتفاق جوبا المنغلق على الغربنة الممنهجة والمنحاز لها، لا يعني أحداً سوى الولايات الغربية وجنوب النيل الأزرق. وعليه حشر هذا الاتفاق بكيفيته تلك في الوثيقة الدستورية يُعدَّ تشويهاً آخراً للوثيقة التي شوهتها لجنة البرهان الأمنية من قبل لتفلت من جريرة جرائم الحرب التي تلاحقها بسحلها لشهدائنا ومفقودينا وجرحانا في ساحة الاعتصام.

    3/ أخطر سمات هذه الغربنة والعقل الجهوي المحاصِص كما نوهنا بعاليه، هو ما ورد بشكل واضح في تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة التابع لمجلس الأمن والصادر في 14 يناير 2020 والذي يفضح المشاورات التي جرت بشأن اتحاد حميدتي والحركات المسلحة الدارفورية (اتحاد السفاح والضحية؛ وربما اتحاد السفاحين لا قدر الله) للقضاء على ما يسمونه بحكم الجلابة صراحةً في الخرطوم (وهو أمر يتسق مع حلم دولة الزغاوة الكُبرى أيضاً). فقد جاء في هذا التقرير في الفقرة:

    (دال) التقارب بين الفريق أول حميدتي والجماعات المسلحة الدارفورية:

    62- "وفقاً لما ذكره قادة مختلفون للمتمردين أجرى الفريق مقابلات معهم، وكجزء من مناقشات السلام في جوبا وأماكن أخرى، حاول الفريق أول حميدتي ورفاقه اجتذاب الجماعات المسلحة الدرافورية وغيرهم من القادة الدارفوريين ليكونوا في صفهم من خلال استخدام خطاب يركز على المصلحة المشتركة الدارفورية. وفي هذا الخطاب، ينبغي على جميع أهالي دارفور، العرب وغير العرب، والفريق أول حميدتي والمتمردون {المتمردين}، أن يتَّحدوا لتولي الحكم في الخرطوم ضد نخب "الجلابة" التي هيمنت على السودان منذ الاستقلال، وذلك بُغية وضع حد لعقود من تهميش دارفور.

    63- وكان بعض قادة المتمردين متجاوبين مع هذا الخطاب وغذوا {وأنشأوا} علاقات ايجابية مع الفريق أول حميدتي. ومن الظاهر أنَّ سلطان قبيلة الفور، أحمد أيوب على دينار، قد اختار أيضاً التحالف مع الفريق أول حميدتي، وهو يعمل على تيسير التقارب بين الفريق أول حميدتي وقادة قبيلة الفور. ويري الفريق {فريق الخبراء} أنَّ التعبئة السياسية وفق الانقسام بين أهالي دارفور ونخب الشمال يمكن أن تكون لها عواقب مزعزعة للاستقرار خلال المرحلة الانتقالية في السودان بما في ذلك دارفور" (4)، (5).

    وهنا تنشأ عدد من الأسئلة: إذا كان هذا العقل الجهوي المُحاصِص ودعاة الغربنة الممنهجة لهم من طاقة العفو ما يجعلهم يتحالفون ويتَّحِدون (بحسب تقرير خبراء مجلس الأمن) مع من مزقوا أهلهم إرباً من سفَّاحي الإنقاذ (كوشيب، حميدتي، د. حسبو عبد الرحمن، أبراهيم السنوسي، وغيرهم من السفاحين)، فلماذا يريدون أن يصبُّوا جامَّ حقدهم على سائر الجلابة المساكين في الخرطوم والجزيرة وشرق السودان ونهر النيل والشمالية وهم أكثر المتضررين من ذات السفاحين؟ وإذا كان حميدتي لا يأمن حركات دارفور التي يتحالف معها الآن، لدرجة أنَّه لا ينام في مكانٍ واحدٍ بعد توقيع سلام جوبا، فكيف لتحالف الخصوم هذا أن ينام وهو يريد أن يقضي على حكم نخب الجلابة في الخرطوم وفي غيرها من المدن؟ وهل دريتم وأنتم تدكون حصون الجلابة/نخب الشمال كما تزعمون، أنَّهم قد يستجيروا اضطراراً بأعدائهم وأعدائكم من الإنقاذيين (وهذا ما نخشاه) وبأبنائهم في القوات النظامية كما اتحدتم أنتم طوعاً واختياراً بمن قتل أهلكم؛ وبذلك تسوقون البلد إلى حرب كريهة أُخرى قد فشلتم في تحقيق أيِّ نصر حاسم في مثيلاتها لمدة عقدين من الزمان؛ بل حقق ذلك النصر الحاسم أبناء الغلابة العُزَّل السلميِّين أصحاب المصلحة الحقيقيين في كل أقاليم السودان في بضعة أشهر؟ ... مالكم كيف تحكمون!

    4/ الجلابة (القوافل التجارية) ليسو بدعاة حربٍ ولا كانوا عُنصريِّين. كانوا باعة متجولين مغامرين في بادئ أمرهم، استخدمهم المستعمر لترسيخ مبادئ الاقتصاد النقدي (The Cash Economy) وانتباذ المقايضة، فَجَرَتْ التجارة في دمهم؛ كأمثال محمد ساتي الدنقلاوي والكوارتي عمر عبد السلام حامد، وهما من أبكار الفاتحين لطريق أم درمان – دنقلا ما بين 1934 - 1946، وهم يحملون بضاعةٍ مزجاة من دنقلا والدبة إلى حمرة الوز وأم درمان. لقد كانوا رسلَ سلامٍ ومحبةٍ وكرمٍ وتديُّن رفيع في ذات الوقت (الشيخ اسماعيل الولي مثالاً)، وحيثما ذهبوا تزوجوا من أهل البلد التي وصولها وزوجوهم، لدرجة أنَّ النساء كُنَّ يعترضن القوافل التجارية سائلاتٍ عن ذويهم وكُنَّ يتغنين لعودتهم.

    فالشاهد، أنَّ الشعب السوداني لم يعرف العنصرية إلاَّ مع دخول المستعمر التركي والانجليزي - المصري، ودبلماسية رأس المال قد أخرجتها من عروض التجارة. ولم يستخدمها أحد لتكريس حكم إلاَّ على أيدي أصحاب العقول التافهة والمنتنة من الإنقاذيين ومرضى البارانويا وغيرهم من المعلولين. وعلى أبنائنا في لجان المقاومة وأهلنا أهل المصلحة في الولايات المختلفة الوقوف صفاً واحداً ضد العنصرية وضد الحروب وضد تقسيم السودان وحتى ضد التطبيع لخطورته على الأمن القومي الاسترتيجي السوداني المتأتِّي بخاصة من الجهة الغربية، وأن نعمل جميعاً تحت سقفٍ واحدٍ هو السودانوية. وعلى الجميع أن يخرجوا من معادلات السفاح حميدتي القذرة، فهو يريد بهذا التحالف المزعوم أن يحتمي بأعدائه منهم، وسينقلب عليهم كما انقلب على السفاح البشير وجاري انقلابه الآن على البرهان والجيش السوداني؛ وقد تحدثنا عن خطره على الأمن القومي السوداني في مقال منفصل عام 2019.

    خاتمة

    لقد تغنَّت فاطنة السمحة لمحميد "أخوها" (محمدو/ محمد أحمد) تنشده العودة، فسألها الجلابة عن وصفه فقالت: "أَخَدَرْ وطويل يااااا جلاَّبة، سوطو سوط وِرْوِير يااااا جلاَّبة، حامِل لِوا التغيير يااااا جلاَّبة". ... فقيلَ لها: ابشري، هذا الولد الأسمر الفارس المثقَّف، نظُنُّهُ في القافلة الجاية.

    مراجع

    (1) لقد أوجعتنا يا حمدوك ...

    (2) (Balamoan, C Ayoub 1976: Peoples and Economics in the Sudan 1884 – 1956, Harvard University Centre for Population Studies).

    (3) (حسين أحمد حسين 2018: التشكل الاقتصادي الاجتماعي في السودان وآفاق التغيير السياسي، مركز آفاق جديدة للدراسات، بريطانيا - مانشِستر).

    (4) تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الدولي النسخة العربية

    (5) تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الدولي النسخة الإنجليزية
    (6) راجع: حسين أحمد حسين، 17 يناير 2019، قوقل، أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السوداني والسفاح التشادي حميدتي على أرضنا ومعادلات الخروج الآمن.


    تبصير حول تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي عن تقارب حميدتي والحركات الدارفورية ...اء على حكم تبصير حول تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي عن تقارب حميدتي والحركات الدارفورية ...اء على حكم

    بريمة






                  

12-13-2020, 07:03 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغربنة الممنهجة .. أحكموا بأنفسكم! (Re: Biraima M Adam)

    ول ابا بريمة كيفك يا راكز
    من كاتب المقال؟
                  

12-13-2020, 08:41 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغربنة الممنهجة .. أحكموا بأنفسكم! (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ول أبا دكتور محمد عبد الله
    سلام ..
    صاحب المقال هو .. عضو المنبر ..
    Quote: حسين أحمد حسين


    بريمة
                  

12-15-2020, 08:16 AM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغربنة الممنهجة .. أحكموا بأنفسكم! (Re: Biraima M Adam)

    Quote: وبالتالي فإنَّ أىَّ مواجهة بين فلول النظام الساقط ومرتزقة حميدتي؛ على ما تفرزه من بشاعة، سيكون الخاسر فيها حميدتي لا محالة. بل حتى إنْ أقدمت هذه الدوائر الأمنية ومليشيات النظام السابق فقط على اغتيال حميدتي وأفراد عائلته (بالطرق التي تعرفها)، فإنَّ أمرَ قواته سينتهي ويتلاشى للأبد. والتي لن يكون أمامها يومئذ سوى الهرب أو التسليم والذوبان في ذات الأجهزة الأمنية والمليشيوية.

    https://sudaneseonline.com/board/500/msg/1560906361.html


    والكلام عن (أمن قومي).

    ____
    باسم السودان.



    والمقال الفلتة هنا، في قالب ديني
    Quote: أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السوداني والسفاح التشادي الحميرلاى حميدتي على أرضنا ومعادلات الخروج الآمن.

    مقدمة

    قال جلَّ من قائلٍ عليم: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) "النساء 58".

    وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الساعة: (إذا وُسِّدَ الأمرُ إلى غير أهلِهِ، فانتظر الساعة) "رواه البخاري". وجاء في طريق الاسلام الإلكتروني شرحاً لهذا الحديث: "أنْ إذا صار الحفاةُ العراءُ رِعاءُ الشاءِ – وهم أهل الجهل والجفاء – رؤوسَ النَّاسِ وأصحابَ الثروةِ والأموال حتى يتطاولوا في البنيان، فإنَّه يفسدُ بذلك نظامُ الدينِ والدنيا". ... فَقُم يا أيُّها البرهان، وسلم السلطة إلي أهلها قبل فواتِ الأوان.

    حيثيات

    1- كوْن أنَّ هذا السفاح التشادي الجاهل الجافي المعتوه حميدتي قائداً لمرتزقةٍ من الصم البكم (الذين يتْبَعون لعدد من الدول كتشاد، النيجر، مالي، نايجيريا - عناصر بوكو حرام، وأفريقيا الوسطى وإرتريا؛ ويعرفون كلمتين إثنتين لا غير: "إقتلْ لا تقتلْ"؛ كما قال أحدهم) همَّهُ وهمَّهم المال السَّهْل؛ هذا الأمر جعل حياته (منذ أن كان لِصَّ إتان إلى أنْ صار لِصَّ خزائن السودان) وحياة مرتزقته كلها قائمة على القتل والسلب والنهب وانتهاك العروض؛ لا يهم أنَّه في المدينةِ أو في البادية. وهذا ما توثقُهُ له حروب الغدر (لا حروب المواجهات) التي اجترحتها له المنظومة الأمنية للنظام الساقط في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وفي الخرطوم (2013، 2018 و2019).

    هذا الواقع بطبيعة الحال يشكِّل خطراً عظيماً على السِّلم الاجتماعي؛ أرواحاً وعروضاً وممتلكات، وانعدام الأمن والسلام والطمأنينة بين الناس كما هو جارٍ أمام أعيننا بشكلٍ يومي؛ وبشكل حصري يؤدِّي إلى مفسدة الدين والدنيا كما جاء بعاليه.

    2- علماً بأنَّ المجموعات المكوِّنة لمرتزقة حميدتي تحوي بينها جماعات بوكو حرام وطوارق القذافي الإرهابيتين، فبذلك يكون السودان قد أكمل حصته من الإرهابيين من كلِّ الأجناس في العالم، بالقدر الذي يجعله بؤرة إرهاب متعدية الجنسية، وبه قابلية لتصديرها لكل العالم بحسب قوانين العرض والطلب؛ وليس اليمن عنَّا بِبَعيد.

    3- هيمنة القبائل التي ينتمي إليها حميدتي في تشاد وتمددها في أرض السودان، ووجود عدد منهم في الحكومة التشادية (كأُولئك الذين يمدونه بالرجال (10 ألف منهم وصلوا الخرطوم قبيل المجزرة) ويرسمون له الخطط)، وسيطرة حميدتي وأسرته على مورِد ذهب السودان في جبل عامر واحتكاره بقوة السلاح لصالح هذه القبائل، وتناديه على أبناء قبيلته الذين في الخارج وهو يُمنيهم بشغل كل وظائف الدولة في السودان ليمنع بها الإضرابات السياسية، ينم كل ذلك عن تفكير اجتياحي للسودان ودولته وموارده الطبيعية والبشرية بواسطة التشاديين، الذين ربما تتخفَّى من ورائهم دولة تشاد نفسها، أو دولة إقليمية آوتْ ونصرتْ العديد من أبناء دارفور، أو دولة عُظمى عينها على بحيرة البترول والمعادن التي بين تشاد والسودان.

    4- تمركز هؤلاء الهمج من مرتزقة حميدتي بالسودان وتصديرهم إلى دول الجوار السوداني (اليمن السعيد/الباكي مثالاً) لدعم فريقٍ له ارتباطات إقليمية ودولية ضد فريق آخر يتمتع بذات الإرتباطات على مستوى الإقليم والعالم أجمع، يجعل بلادنا عرضة لردَّات فعل إقليمية ودولية غير مواتية نحن في غنىَّ عنها. وما دعم النظام الساقط لحماس بغائبٍ عن الأذهان؛ حيث كانت ردة فعل اسرائيل القيام بضرب التصنيع الحربي، كما قامت حليفتها أمريكا من قبل بضرب مصنع الشفاء حمايةً لها ولحلفائها. وعلينا أن نتذكر بأن بورتسودان، وسواكن، وكسلا والقضارف وحتي ود مدني كلها في مرمى الصواريخ البالِستية (لإيران/روسيا) للزعيم الحوثي.

    عليه كان المنوط بالدول العربية التي تدعم هذا السفاح الهمجي ليكون على رأس السلطة في السودان ليمد السعودية بالمقاتلين؛ كان عليها أن تُمَرْكِز قواته في جيزان، أو نجران أو في الشرقية، أو في أكثر الدول المصدِّرة لقواته (كتشاد)؛ لا سيما وأنَّ عدد السودانيين بين قوات هذا المجرم لا يتجاوز الـ 20%.

    5- إيجاد مرتزقة حميدتي ومليشيات الإخوانويين بواسطة النظام الساقط كوحدات عسكرية موازية للجيش السوداني، ووجود العديد من الحركات المسلحة المقابلة لهذه المليشيات، وعدم امتناع لجنة البرهان الأمنية الخائنة للوطن والمؤسسة العسكرية السودانية عن الإرتماء في أحضان الدول الأجنبية التي تستهدف تفتيت الجيش السوداني، بالإضافة لرغبة لجنة البرهان الأمنية الذاتية لإخصاء قدرات المؤسسة العسكرية السودانية وتجريدها من السلاح لتبقي هي في الحكم؛ كلُّ ذلك يجعل البلد في حالة إنكشاف أمني وعسكري في غاية الخطورة.

    وكنتيجة لذلك فإنَّ الجيش السوداني الآن عاجزٌ عن مواجهة الإحتلال الإحلالي التشادي الذي يجتاح البلد الآن بالتواطؤ الإقليمي الخليجي، وهو أعجز ما يكون عن مقاومة وصد أيِّ مواجهات عدوانية تأتيه من الخارج؛ وما أكثر المتربصين بنا الآن. كما أنَّ المرتزقة والمليشيات والحركات المسلحة لا تملك عقيدة قتالية وطنية/قومية لتقف في وجه عدوان خارجي إذا، لا قدر الله، تعرض الوطن لذلك العدوان؛ ناهيك عن أنَّ بعض هذه المجموعات المسلحة لها نزوع انفصالي.

    6- الوطن يُوشِك أن ينزلق إلى وضعية الإحتراب الداخلي، وذلك لأنَّ لجنة البرهان الأمنية في أضعف حالاتها الآن. ويحدث ذلك بسبب غضب جُل الشعب السوداني عليها لخيانتها له ولثورته الباسلة ولقتل ثواره بدمٍ بارد؛ ولأنَّها كانت أُلْعوبة في يد عناصر النظام الساقط، التي كانت تمثل غالبية هذه اللجنة في بادئ الأمر (خاصة حينما حيَّدتْ هذه العناصر الجيش بمكرها بعد 07/ ابريل 2019 حينما عجزت عن فض الاعتصام في محاولتها الأولي في ذلك التاريخ)؛ ولكونها أُلعوبة في يد قوات حميدتي الآن (التي تُمعن في تحييد الجيش السوداني حالياً طمعاً في أن يكون حميدتي رئيساً للسودان)؛ ولعجزها عن خلق ولاء لها داخل المؤسسة العسكرية بعد أن حيدتها وأخصت قوتها وسمحت لأصحاب الأطماع أن يفعلوا بها الأفاعيل.

    ويزيد من بِلَّةِ طينةِ هذا الوضع القابل للإنفجار في أيِّ لحظة، لفظُ لجنة البرهان الأمنية للحركات المسلحة التي جنحتْ جنوحاً حقيقياً للسلم (كالحركة الشعبية – شمال) وإجبارها توجُّساً أن تكون قسراً في خانة الحرب. وما أعظمَ رِقَّةَ دِينِ المتُديِّن الدَّعيِّ حينما يُصادم فِعلُهُ آيَ اللهِ عزَّ وجلَّ القائل: "وإنْ جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنَّه هو السميع العليم (61) وإن يُريدوا أن يخدعوك فإنَّ حسبك الله هو الذي أيَّدك بنصره وبالمؤمنين (62) وألَّف بين قلوبهم لو أنفقت مافي الأرض جميعاً ما ألَّفت بين قلوبهم ولكن الله ألَّفَ بينهم إنَّه عزيزٌ حكيم (63)" (الأنفال).

    وعلى أيِّ حال، فالمشهد الآن يستوي على جوديِّ التناقض المزمن بين ظهرانَيْ لجنة أمنية تكاد تكون قاب قوسين أو أدنى من المحكمة الجنائية الدولية بسبب اعترافها باقتراف مجزرة 03/ يونيو 2019، وبسبب أنَّها تشعر بتململ أكثر من 85% من القوات الوسيطة في الجيش السوداني (رغم تحييدها ومحاولة إلباسها جُرم المجزرة) المناصرة لثورة الشباب السلمية ومعها العديد من الحركات المسلحة، ولأنَّها تخشى مليشيات النظام السابق التي تطمع في إعادة الحركة الإسلامية إلى سدة الحكم تحت قيادة السفاح قوش، ولحقيقة أنَّها تخادن (تحت تهديد السلاح) مرتزقة السفاح حميدتى التي فعليَّاً تُمارسُ احتلالاً احلاليَّاً شاخصاً للعيان؛ فلا عاصم في الغدِ القريبِ لأحدٍ من الفوضى إلاَّ من رُحِم.

    7- الحقيقة التي لا لُبسَ فيها (وأنا هنا أُكرِّر) هي أنَّ كلَّ مليشيات النظام الساقط ومعها مرتزقة حميدتى، لا تستطيع أن تقاتل جيشاً نظامياً محترفاً كالجيش السوداني، مهما أُوتيت من عُدةٍ وعتاد؛ ولا تستطيع حتى مجرد استفزازه لأنَّها تعرف ردَّة فعله التي جَرَّبَتْها في بورسودان وغيرها من المدن من قبل. وعليه فهناك ثلاثة سيناريوهات أمام لجنة البرهان الأمنية:-

    أ- إنْ أجهضت لجنة البرهان الأمنية ثورة الشباب السلمية وسرحت مناصريها داخل الجيش السوداني كما يجري الأمر بالتجزئة الآن تلبيةً لرغبة حلف "السعودية – الإمارات – مصر" في أن يعتلي عرش الدولة السودانية الحميرلاى التشادي محمد حمدان آل دقلو، وبالتالي يقضي فيما بعد على الإخوانويين السودانيين وغيرهم مِمَّن استجار بهم من إخوانويىَّ دول الجوار، فإنَّ ذلك سيكون من سابع المستحيلات.

    وذلك ببساطة لأنَّ الأجهزة الأمنية التي صنعت حميدتي ومعها مليشيات النظام الساقط تعرف أنَّ قواته بلا قدرات؛ خاصة عند المواجهات، وتعي أنَّه مجرد مِنطادٍ عظيم ملئٍ بالهواء الساخن، وتعرف أن المرتزقة الذين حوله ليست لهم عقيدة قتالية ولا يرتبط قتالهم للآخرين بموضوع الوطن والوطنية ولا بالمسائل العقدية، وأنَّ هدفهم وربَّهم هو المال فقط.

    وبالتالي فإنَّ أىَّ مواجهة بين فلول النظام الساقط ومرتزقة حميدتي؛ على ما تفرزه من بشاعة، سيكون الخاسر فيها حميدتي لا محالة. بل حتى إنْ أقدمت هذه الدوائر الأمنية ومليشيات النظام السابق فقط على اغتيال حميدتي وأفراد عائلته (بالطرق التي تعرفها)، فإنَّ أمرَ قواته سينتهي ويتلاشى للأبد. والتي لن يكون أمامها يومئذ سوى الهرب أو التسليم والذوبان في ذات الأجهزة الأمنية والمليشيوية.

    ب- إذا اختارت لجنة البرهان الأمنية أنْ تصحح أخطاءها الفادحة وتنحاز للشعب السوداني وثورته العظيمة من جديد، وبالتالي تنحاز للبواسل من أفراد جيشها الذين يُعانون كما يُعاني شعب السودان (وهذا ألْيَق بهم من غيره)، وبذلك تنتصر للوطن في مواجهة أطماع الأجانب؛ مما يعني أن يُمكَّنَ الجيشُ السودانيُّ من أسلحته في مواجهة فلول النظام المسنودين بقطر وحلفائها، ومرتزقة حميدتي المسنودين بتشاد والسعودية وحلفائها؛ فإنَّ الانتصار سيكون حليفها بإذن الله (لما للقوات المسلحة السودانية من قدرات قتالية احترافية) وسيسلم الوطن والمواطن.

    وبالتالي إزاء سيطرة الجيش على زمام الأمور، فأنَّ كلا القوتين من فلول النظام ومرتزقة حميدتي ستلجأن لمساندة الثورة راغمتينِ ولو مؤقتاً وظاهرياً (إن كانتا تستبطنان مآرباً أخرى). ولعمري ذلك ما أبداه حميدتي ( حين قال أنَّه مع الثورة) وفلول النظام الساقط (التي لاذت بالصمت والاستسلام) في بادئ الأمر وقبل خيانة لجنة البرهان الأمنية لثورة شعب السودان السلمية وشرفاء القوات المسلحة.

    وأقول ما أقول، وأنَّ هذه الخطوة تحتاج إلى قرارات شجاعة من لجنة البرهان الأمنية من أجل أصحاب الدم من المدنيين والعسكريين الذين ماتوا منذ بداية الثورة، وتحتاج إلى قرارات أكثر شجاعة في مواجهة كوادر الجيش الوسيطة التي تجرَّعت العديد من الإهانات؛ كما أنَّها تحتاج إلى طاقة غفران عظيمة للغاية من قِبَل أسر الشهداء والمفقودين والجرحى من أجل عيون وطن مُعافى؛ كتلك التي أبداها الزعيم نيلسون مانديلا حينما نُصِّبَ رئيساً لجنوب أفريقيا.

    ت- في المقابل قد تختار لجنة البرهان الأمنية الاستمرار في تحييد الجيش وثورة الثوار تنفيذاً لرغبات الأجنبي/العربي، والتمادي في الاستقواء بمرتزقة حميدتي وفلول النظام الساقط وحاضنتيهما كما هو شاخص أمام أعيننا الآن (ربما كان ذلك تحت التهديد كما تشي بذلك الاستقالات التي قُدِّمت وسُحِبَت). ولكن في هذا السيناريو لن يسلم الوطن ولن يسلم المواطن ولن يسلم جيش السودان.

    وفي الحقيقة سيشتدُّ الصراع على السلطة ويحتدم بين الثوار الذين يحلُمون بولادة وطنٍ جديدٍ ضحُّوا من أجله بأنفس ما يملكون وما زالوا على ذات الاستعداد لتقديم المزيد ومن خلفِهِم شرفاء جيشِهِم، وبين فلول الإنقاذ التي تريد أن تثأر لنظامها الساقط (كما تجلَّى ذلك في حقدهم على الثوار الذين أسقطوا نظامهم وقتلهم لهم بدمٍ بارد في الثالث من يونيه 2019)، وبين قوات الجنجويد التي يسيل لُعابُ قائدِها إلى كرسيِّ الحكم (كما ظهر ذلك في تشفي مرتزقته من الثوار بقتلهم وسحلهم وحرقهم ورميهم في النيل، لكونهم قد أعاقوا وصوله السلس لهذا الهدف).

    وستظل فداحة هذا الصراع، خاصةً بين الكتل الإجتماعية التي تحمل السلاح، يقع أثرها على الثورة والثوار السلميَيْن، طالما ظلَّ الجيشُ مسجوراً في الثكنات العسكرية ومُحَيَّداً ومنزوعَ السلاح؛ والعكسُ صحيح. ولكن في اللحظة التي يتم فيها تسريح الجيش السوداني تلبية لرغبات حلف الشر المستطير من بني يعروب، فإنَّ قوات حميدتي وقوات فلول النظام الساقط سيواجهان بعضهما البعض (وكما قلنا بعاليه فالخاسر في معركةٍ كهذه هى قوات حميدتي بلا أدنى شك).

    وأيَّاً كان المنتصر سيضيع معه المواطن ومفهوم الوطن والمواطنة وسيتبخَّر مفهوم الجيش القومي. وذلك لارتباط دولة الأخوان المسلمين الكبرى ودولة الجنجويد بمفهومٍ للدولة عبر – قطري. ووقتها سيجد الفرد السوداني نفسه واقفاً على أرضٍ لا يملكها، ويعمل قُناً لجنسيات لم يألف سحناتِها، وستخاطبه ألْسُنٌ لم يسمع لغاتِها من قبل.

    8- السيناريو في الفقرة "7 – ت" هو السناريو الذي، للأسف، سيدعمه في السودان الفاعلون الدوليون المسئولون عن اجتراح "الحروب الرأسمالية" داخل نموذج التطور الرأسمالي (تناقص أرباح/كساد - حرب – تسوية اقتصادية جبرية – ثم تناقص أرباح/كساد من ثانِ – ثم حرب من جديد؛ وهكذا دواليك) ليعالجوا به ظاهرة الكساد وميل الأرباح للتناقص وإن تظاهروا بغير ذلك.

    والحرب الرئيسة التي يستطردها النموذج الرأسمالي أعلاه هذه المرة (والمتماهية فى المذهبية لتجرَّ معها أكبر عدد من الدول لا سيما السودان) هى حرب معظم دول التعاون الخليجى (بقيادة السعودية) ضد إيران. وهذه هى الحرب الوحيدة التى من الممكن أن تخرج النظام الرأسمالى من آثار الكساد الاقتصادى المُطْبِقة منذ العام 2008. وهىَ حربٌ إن نشبت، فسوف تتلاشى معها العديد من دول الخليج التي لا يتجاوز عدد سُكانها الـ 500 ألف إلى مليون نسمة، ولعلَّ هذا ما يُفسِّر اصرار دول الخليج على زج السودان في أتون هذه الحرب اللئيمة.

    وعلى أيِّ حال، فإنَّ النموذج أعلاه وبوتيرته تلك، ليس نموذجاً أكاديمياً على الإطلاق، بل إنَّنا استقيناه من حيثيات التاريخً، وقد وجدنا أنَّه يعمل بهذه الكيفية منذ الحروب الدينية في القرن الخامس عشر. ففي نحو قرنٍ ونيف من الآن كان هناك: كساد حاد قبل الحرب العالمية الأولى تحدث عنه عالما الاقتصاد السياسي أوبراين ووليامز 2007 – ثم أعقب ذلك الكساد الحرب العالمية الأولى 1914 – ثم أعقبت تلك الحرب تسوية/معاهدة فراساى وولادة عصبة الأمم 1919 – ثم جاء بعد ذلك ما يُعرف بالكساد الكبير 1929 – ثم قامت الحرب العالمية الثانية 1939 – ثم أعقبتها تسوية بريتون وودس/وولادة الأمم المتحدة 1945.

    ومنذ بريتون وودس، فإنَّ النظام الرأسمالى قد مرَّ بعدة مراحل من الكساد (آخرها كساد 2008، والذى مازالت آثاره مستمرةً إلى يومِ النَّاس هذا)، أدَّتْ إلى الحروب بالوكالة (الحرب الكورية، حرب فياتنام، الحرب العراقية الإيرانية)، والحروب الذكية/الداخلية (كما فى السودان، الصومال، أفغانستان، حروب الربيع العربى). وهكذا يعمل نظام التطور الرأسمالى فى إطار حلقتِهِ المُفرغة: الكساد - الحرب - التسوية - الكساد - الحرب من جديد.

    والمحصلة بمقتضى هذا النموذج هو ألاَّ فكاك من الحرب في طريق التطور الرأسمالي، والعاقل من الحكام فى دول العالم الثالث ((if any، هو من يتجاوزها بالدلوف إلى التسوية (الظاهرة في النموذج أعلاه) ليُجنِّب شعبه ويلات الحروب (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله).

    ويا تُرى هل ستكون لجنة البرهان الأمنية أداةَ إطفاءٍ لهذه الحروب الرأسمالية لتجنيب شعب السودان المزيد من القتل، أم أداةَ اشعالٍ لها (للمزيد: راجع مقالنا عن حروب رأس المال).

    معادلات الخروج الأمن من هذا المأزق

    بالنظر للحقائق والحيثيات المذكورة بعاليه فإنَّ مآلات الخروج الآمن من مأزق السودان الشاخص الآن تكمن في حقيقة السيناريو (ب) القاضي بانحياز لجنة البرهان الأمنية كليةً لثورة الشباب السلمية وتكوين الحكومة المدنية الصِّرفة بكلِّ أركانها (دولة الكفاية والعدل المبنية على تجانس الإقتصاد القومى وتوازنه وديمقراطيته واستدامته، دولة الدستور والقانون واستقلال القضاء واستقلال بقية السلطات السيادية والتنفيذية والتشريعية في شكلها المدنى ذي التمثيل العسكري المحدود، دولة المواطنة وحقوق الإنسان، دولة الديمقراطية وجميع الحريات العامة المنصوص عليها في المواثيق الدولية، دولة فصل الدين عن السياسة وجعله أعلى القيم في الفضاء المدني، دولة السلم الإجتماعي (الثقافة المدنية)، ودولة المؤسسات) والإهتمام الكامل بالجيش السوداني (والقوات النظامية الأخري) وإفساح المجال له ليضطلع بماهمه وحِرفتِهِ المعروفة في الدفاع عن السودان وأهله وحكومته المدنية.

    هذا السيناريو يستمد شرعيته من أكبر القطاعات الإجتماعية في السودان (الشباب 63.2% من مجموع الشعب السوداني، سائر المهنيين السودانيين، قطاع المرأة السودانية، وشرفاء القوات النظامية وسائر الحركات المسلحة، وغيرهم). ولكي يكون هذا السيناريو مستداماً فلابد من معالجته من ثلاثة مستوياتٍ ضرورية لخلق إجماع سوداني حوله (Sudanese Consensus): رأي الأكاديميا العلمي حوله، الرأي المهني وقابلية العلمي أن يكون عملياً، والرأي السياسي حول هذا السيناريو.

    وعلينا أن نقارن كل السيناريوهات المطروحة، وأيِّها الذي يناسب تطلعات سودان المستقبل (Sudan NextGen)، بعيداً عن العناد السياسي والتمترس المُخِل بقضايا الوطن والمواطن.

    خاتمة

    واللهِ لو أنَّ شيئاً واحداً يجب أن يجمع السودانيين المتفرقين والمتخاصمين والمتقاتلين علي قلبِ رجلٍ واحدٍ الآن (ولو مؤقتاً ثم يعودوا لما هم فيه)، فليكن هو القضاء على هذا السفاح التشادي الوقح الذي يتبختر بجهله في الساحة السودانية الآن (أنا وأخويَ على ابن عمِّي، وانا وابن عمِّي على الغريب).

    أوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السوداني والسفاح التشادي الحميرلاى حميدت...ادلات الخرأوجه الخطر المُحدِق بالأمن القومي السوداني والسفاح التشادي الحميرلاى حميدت...ادلات الخر

    (عدل بواسطة حاتم إبراهيم on 12-15-2020, 08:26 AM)

                  

12-15-2020, 11:01 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغربنة الممنهجة .. أحكموا بأنفسكم! (Re: حاتم إبراهيم)

    ول ابا حاتم
    اقرأت الأتي وتمحن ..
    Quote: سيجد الفرد السوداني نفسه واقفاً على أرضٍ لا يملكها، ويعمل قُناً لجنسيات لم يألف سحناتِها، وستخاطبه ألْسُنٌ لم يسمع لغاتِها من قبل.
    السودان بأكلمة لازم لسانه يكون شايقي .. حتى يألفه عضو المنبر، حسين أحمد حسين .. !!

    أليس هذه هي التفرقة ما بين الناس علي حسب خلفياتهم العرقية وأشكالهم وسحناتهم .. ولغتهم .. !

    لما نجئ نقول الوسط النيلي .. أصابته هلا هلا من السلام أكثر من زمن الحرب .. أليس هذا المقال يعضد ذلك ..؟ والسبب هو الفطام الحار ..
    لكن، ونقول لعضو المنبر حسين أحمد حسين .. نحن مثلك قبائل وقبائل .. ليس لدينا في الأمر لا ناقة ولا بعير .. وصبرنا كل تأريخنا .. وح نصبر عليهم كما صبرنا عليكم ..
    بالله أدقش كردفان القريبة من الخرطوم دي .. عيش معنا فيها شهر واحد في البوادي بعيد عن الحضر .. ح تقلي الحياة كما هى لديكم .. ونرقصك علي الطمبور الشايقي
    وح تأكل معنا أكلات يدخل فيها بلحكم أنتم لم تعرفوها .. وح تحبها ..
    وأنا البتكت ليك دا غرابي .. ولكني شايقي ربما أكثر منك .. الدعوات التي قدمت لي لزيارة البركل ونوري .. وحدها لا تسعها كل إجازتي القصيرة ..
    ولقد رشحت رجال لخالتنا وأعمامنا في الشمال لزواج كريماتهم منهم وقد حصل .. والأن أنا أخ وولي للكثيرين من جانبكم .. أحلف لك نحن في السودان شعب واحد .. ونختلف في أشياء محدودة جداً .. أخرج لوطنك وتعرف عليه .. بعد داك تعال أكتب!
    فأنت لازم تتعلم بضاعة الصبر .. والقبول .. والمساواة بين الناس ليس علي أسس جهوية ..
    وشق الديار .. لدنياك وزمانك .. والله ممكن تلقي حي كامل يسمىي حي الشوايقة .. وفي أقصي الغرب ..


    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de