هكذا رثا الأستاذ كمال الجزولي السيد الإمام الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2020, 10:08 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48812

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هكذا رثا الأستاذ كمال الجزولي السيد الإمام الصادق المهدي

    09:08 AM December, 02 2020

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    وذلك في رزنامته الأسبوعية نقلا عن سودانايل:


    نشر بتاريخ: 01 كانون1/ديسمبر 2020


    لم يجعل الصَّادق المهدي، يوماً، من تديُّنه الشَّخصيِّ الرَّقيق، أو من تقواه الصَّادقة العميقة، عصا زجر، أو تعنيف، لحمل الآخرين، حملاً، على التزام الدِّين أو التَّقوى، مثلما لم يرض بغير الدِّيموقراطيَّة، في معنى الحريَّات العامَّة والحقوق الأساسيَّة، مرتقى نحو السُّلطة، أو نهجاً في طرائق السِّياسة.
    ولم يحُل جاه أسرته، وثرائها النِّسبي، دون أن ينمو في عقله ووجدانه قدر كبير من التَّعاطف الحميم مع الكادحين والبسطاء، والتَّفاعل الإيجابي مع مطالب المساواة والعدالة الاجتماعيَّة.
    كان شديد الإنسانيَّة في علاقاته، يغلِّبها، بوضوح، لدى مقاربته للأغيار، فلم يجعل، يوماً، من التَّمايز الإثني، أو السِّياسي، أو الدِّيني، أو الفكري، حاجزاً بينه وبين الآخرين على شدَّة تنوُّعهم. يجذبك إليه اهتمامه الشَّخصي بك، وبما تقول، وذكاؤه الاجتماعي في اختيار موضوعات أنسه معك، فكان من مؤانسيه مثقفون تتشقَّق أحاديثه معهم إلى أعقد مسائل الأدب والفلسفة، فكان يستمع إليهم بأكبر الحرص والاهتمام، مثلما كان ضمن مؤانسيه شخصيَّات خفيفة الظلِّ، كالهادي نصر الدِّين، أظرف ظرفاء المدينة، عليه رحمة الله، فعن طريقه، وأمثاله، كانت تبلغ الإمام أحدث الطرف والنِّكات، ويضحك لها من أعماقه.
    كان جمَّ التَّواضع، كثير الاحتفاء بهذه القيمة. فلدى تشييع المرحوم نقد، وكانت تجمعهما محبَّة خالصة، كان الموكب ضخماً، والزِّحام على أشدِّه، فاقترب مني سكرتيره محمَّد زكي الذي كان له بمثابة الإبن الذي لم ينجبه من ظهره، وهمس في أذني بأن السَّيِّد الصَّادق يرغب في إلقاء كلمة وداع، لولا أن الزِّحام يحول بينه وبين القبر، فسارعت للمساعدة حتى مكَّنته من الاقتراب، واعتلاء تلة التُّراب قبل أن يجرفها الواسوق إلى داخل القبر، فألقى كلمته البليغة للشَّباب في ذكر محاسن نقد الإنسانيَّة، وعلى رأسها تواضعه الجَّم، قائلاً إن ما رفع من قدره هو ذلك التَّواضع، ثمَّ صاغ، بتلقائيَّته العذبة، اقتراحاً بأن يكون عنوان ذلك التَّشييع «الارتفاع بالاتِّضاع».
    من خصائصه، أيضاً، فرادة وتنوُّع اهتماماته الثَّقافيَّة، ما كان ينعكس، غالباً، على تنوُّع وفرادة معارفه، ونتاجاته، حيث كتب، وحاضر، وشارك في ندوات، وورش، وسمنارات، بمستوى رفيع من جدِّيَّة التَّناول والطرح، حول أكثر القضايا تعقيداً، كالحوكمة، والعدالة الانتقاليَّة، والاقتصاد السِّياسي، والحرب والسَّلام، والعلاقات الدِّبلوماسيَّة، والتَّحالفات الاستراتيجيَّة والتَّكتيكيَّة، سواءً بسواء مع أبسط موضوعات مؤانساته الشَّخصيَّة، وأكثرها حميميَّة، كالكوميديا، وشعر الهمباتة، وجرتق العرسان، والرِّياضة التي لا يعتبرها مجرَّد لعب، والتي واظب على ممارستها بانتظام.
    وبالنَّظر إلى غزارة، وسداد، وجرأة انتاجه الفقهوفكري، كنت دائماً على قناعة بأنه فقيه حداثي لا نظير له في العالم الإسلامي. حدث أن دعتني هيئة شؤون الأنصار لحضور مناقشة سفره «نحو رؤية فقهيَّة جديدة»، والذي كان يرغب في تنظيم مؤتمر عالمي بشأنه، فأذهلنا بالنظر الثَّاقب، والتَّحديثات الجَّريئة، من شاكلة توطين سيداو، والدِّيموقراطية، وحقوق الإنسان، والموقف التَّحرُّري من المرأة، مثلاً، في تربة الإسلام. فعبَّرت عن ضرورة تفرُّغه لهذا النَّوع من الإنتاج الفقهوفكري، لكنه كان يرى أنه طالما توفَّرت لديه الطاقة، فسيقرن دائماً بين الاشتغال بهذا الفكر وبين النَّشاط السِّياسي.
    لا بُدَّ أن نذكر للصَّادق، أيضاً، أنه أبدى نحونا، في اتِّحاد الكتَّاب، أوَّل تأسيسه، عناية وعطفاً شديدين، سواء بوقوفه شخصيَّاً، مع المرحوم أبو زيد محمَّد صالح، وكيل أوَّل وزارة الماليَّة، في عهد الدِّيموقراطيَّة الثَّالثة، على إجراءات منْحِنا دار المقرن، آنذاك، أم بالاهتمام بالمشاركة بنفسه في احتفاليَّة تدشينها، فضلاً عن اهتمامه، كذلك، بصحَّة كبار السِّن، والمرضى من أعضاء الاتِّحاد، كما في حالة المرحوم جيلي عبد الرحمن.
    أمَّا ما اتَّسم به، عليه رحمة الله ورضوانه، من شجاعة مبهرة، فذاك فصل يشهد عليه من وجدوا معه بالسِّجن، في عقابيل انقلاب الجَّبهة الإسلاميَّة عام 1989م. فقد كان أكثر من استهدفته عناصر أمن الإسلامويِّين بالقمع، حيث كانوا يأخذونه أوَّل المساء، معصوب العينين، إلى أماكن مجهولة، ولا يعيدونه إلا في أوقات متأخرة من الليل، وكانوا، خلال تلك السَّاعات يعرِّضونه لكلِّ صنوف التَّعذيب النَّفسي والبدني، انتظاراً لنأمة انكسار، أو رضوخ لمشيئتهم. غير أنه واجه ذلك كله ببسالة منقطعة النَّظير.
    وبعد، إننا، يا حبيبنا الرَّاحل، إذ نؤمن بأنك ميت وإنهم ميتون، فإنَّما نتضرَّع إلى المولى الرَّحيم، القادر الكريم، أن يعود عليك بفضله وإحسانه، فيتغمَّدك بواسع رحمته وغفرانه، ويتقبلك أحسن القبول، ويجعل منزلك روضة في أعالي الجِّنان، مع المقرَّبين إليه، المرضي عنهم منه، أولئك الصِّديقين الخالدين، والصَّالحين، والشُّهداء، وحسن أولئك رفيقا، ويلهم بناتك، وأبناءك، وأهلك، وذويك، وصلة رحمك كافَّة، وأنصارك المخلصين، ومحبيك أجمعين، من أبناء شعبك، ومن عارفي فضلك، في كلِّ الأرجاء، وفي عموم الأقطار، وأن يلهمنا وإيَّاهم جميل الصَّبر على تحمُّل فقدك الجَّلل، وعبء غيابك السَّحيق، وأن يلهمنا وإيَّاهم حسن العزاء في انطفاء سراجك الوضئ، وانكسار ركنك الأشم، وإنَّا لله
    وإنَّا إليه راجعون.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de