السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 11:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2020, 05:22 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي






                  

11-16-2020, 05:35 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في ا (Re: Yasir Elsharif)

    السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي (1من3)
    توفيق المديني
    # الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 03:37 م بتوقيت غرينتش
    1
    السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي (1من3)
    قال إن الظاهرة السلفية نشأت لحاجة المسلمين إلى الدين باعتباره ثقافة عامة قهرية لا إمكانية لتجاهله

    الكتاب: الظاهرة السلفية بالوطن العربي في القرن العشرين: المفاهيم- التيارات-الأطروحات
    الكاتب: الدكتور كمال الساكري
    الناشر: دار شامة للنشر ـ تونس، الطبعة الأولى، آذار/ مارس 2018

    الغوص في دراسة ظاهرة السلفية يقودنا إلى عرض أهم التعريفات الخاصة بها قصد ضبط مفهوم جامع مانع لها بعد أن تعددت تعاريفها ومفاهيمها، فأحدثت لبسًا بل غموضًا لدى القارىء العربي والإسلامي.

    ويقدم لنا الباحث التونسي الدكتور كمال الساكري، في كتابه، الذي هو بالمناسبة ملخص مكثف لأطروحة نيل شهادة الدكتورة من كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية بتونس في 22 تموز/ يوليو2017: الظاهرة السلفية بالوطن العربي في القرن العشرين: المفاهيم ـ التيارات ـ الأطروحات، الذي يتكون من مقدمة، وثلاثة أبواب، حيث يحتوي كل باب على ثلاثة فصول وخاتمة، إضافة للخاتمة العامة، ويحتوي على 378 صفحة من القطع الكبير، وصدر عن دار شامة للنشر ـ تونس في آذار / مارس 2018، تعريفًا شاملاً عن تيارات السلفية من حيث أصنافها وبناها التنظيمية وخصائصها الفكرية والدينية والسياسية وامتداداتها الجغراسياسية في الوطن العربي، وأخيرا بسط أطروحات السلفية في المجال الديني والسياسي في بعده الشامل، أي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي المعبر عنه في التراث بالعقيدة والشريعة.

    إشكالية البحث

    السؤال الذي يطرح نفسه، هل السلفية حركة دينية دعوية صرف أم حركة سياسية تنشد الحكم؟

    إنّ اعتبار السلفية حركة دينية دعوية لا شأن لها بالسياسة أمر تؤكده بعض التجارب، حينما نرى تيارات سلفية لا تهتم بالشأن العام من حكم وسلطة وانتخابات وبرلمانات، ويقتصر عملها على نشر الدعوة الإسلامية. فهذه التيارات السلفية ترفض الخوض في السياسة والحكم."فمن السياسة ترك السياسة" على حدّ تعبير محمد ناصر الدين الألباني. ولكن هل حقا هذه السلفية الألبانية بعيدة عن السياسة؟



    كيف يمكن اعتبار السلفية حركة سياسية لها فهمها السياسي ومشروعها السياسي بالرغم من الإعتقاد السائد حول رفضها للسياسة وعدم انتمائها بالتالي إلى الإسلام السياسي.


    وهناك تيارات سلفية أخرى ترفع راية السلفية ولكنها تتصدر للحديث عن الشؤون العامة من الحكم بين الشرعية واللاشرعية والدين والكفر والإسلام وأعدائه والجهاد وضرورته وضرورة محاربة الربا والبنوك والعرى والسفور ومقاطعة التلفاز والفنون لأنها ضرب من المجون والفتنة والمروق على صحيح الدين ـ مما يشرع التساؤل حول حقيقة السلفية:هل هي حركة دعوية أم دعوية سياسية؟

    لقد مثل غموض الظاهرة السلفية وعلاقتها بالإسلام السياسي منطلق تساؤل الباحث كمال الساكري وحيرته، فكان أهم دواعي كتابه هذا. فأصبح السؤال المركزي للبحث: كيف يمكن اعتبار السلفية حركة سياسية لها فهمها السياسي ومشروعها السياسي بالرغم من الاعتقاد السائد حول رفضها للسياسة وعدم انتمائها بالتالي إلى الإسلام السياسي.

    ويرى الباحث، أنّ الإجابة عن هذا السؤال أثار لديه ثلاث إشكاليات، الأولى: هل السلفية حركة دينية دعوية صرف أو حركة سياسية وإن بطريقة مغايرة؟ والثانية هي: هل السلفية حركة واحدة موحدة وإن بدت متعددة الفروع أو هي حركات متعددة ومتباينة حد التناقض فيما بينها؟ والثالثة هي: هل السلفية حركة تجديد ديني ونهوض سياسي وحضاري أم هي مجرد توجه تقليدي نكوصي يريد إعادة إنتاج الماضي المتخلف تحت شعار خلاب هو استعادة الدولة الإسلامية النموذجية؟

    ويعتقد الباحث أنّ الإجابة عن هذه الإشكاليات الثلاث تنبع من فرضيتين كبريين تؤطران البحث وتوجهاته إلى تحقيق أهدافه المرجوة، وهما الفرضية الأولى: السلفية صاحبة مشروع سياسي على عكس الاعتقاد السائد. والفرضية الثانية: السلفية أصل الإسلام السياسي وليست خارجة عنه أو مجرد فرع منه.

    إيديولوجيتان سلفيتان

    فقد أثارت تلك الإشكاليات وهاتان الفرضيتان أسئلة جوهرية قادرة في تكاملها على تناول الظاهرة السلفية تناولاً شاملاً ويعطي إجابة وافية عن "الكل السلفي". وهو تميز ينفرد به هذا الكتاب طالما أن جميع الأعمال السابقة التي أمكن للباحث الإطلاع عليها لم تنل هذا التميز لأنها اتصفت ـ على تفاوت إحاطتها بالظاهرة السلفية ـ بالتناول الجزئي. ولقد وفق الكتاب في تقديم مفهوم واف عن الظاهرة السلفية حينما لم يكتف بملاحظة تضارب مفاهيم السلفية ولبسها وتقلقلها فحسب، وكان ذلك مجهود الأعمال السابقة وإنما تجاوزها إلى تفسير سبب ذلك التقلقل عندما رده إلى تعدد تيارات السلفية إذ بلغت سبعة وانقسامها إجمالاً إلى أيديولوجيتين كبيرتين متناقضتين: أيديولوجيا كلاسيكية ماضوية وأيديولوجيا حديثة تجديدية تتفقان في أهمية السلف والإسلام كهوية ومرتكز لكن تختلفان في نظرية التغيير.

    فبينما تسعى الأيديولوجية السلفية الكلاسيكية إلى إحياء الماضي وإعادة إنتاجه لكونه فترة مقدسة ونموذجية وغاية المنتهى ولا تميز بين قداسة الإسلام المعياري ودنيوية الإسلام التاريخي، فإن الإيديولوجيا السلفية الحديثة تقدر الماضي الديني في بعده العقدي ومبادئ الإسلام المعياري الإنسانية السمحة وتنطلق منه لبناء نهضة حديثة قوامها العلم والمدنية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والسلام العالمي.

    بل لقد سعت مقاربتي للسلفية إلى تحديد دقيق للسلفية فإذا هي ليست مجرد دعوة دينية لاتباع السلف، وإنما هي ظاهرة اجتماعية تنتمي إلى الظواهر عامة والظواهر الإجتماعية خاصة.

    نشأة السلفية في سيرورتها التاريخية

    عرّف الباحث كمال الساكري السلفية بوصفها ظاهرة اجتماعية نشأت في فترة من فترات حضارتنا العربية الإسلامية لتعبر عن تمسك توجه عام لدى نخبة الأمة من علماء وفقهاء وغالبية سواد الأمة بالدين الإسلامي على طريقة السلف الصالح، ويعود نشوء الظاهرة السلفية إلى حاجة المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إمام الأمة ووفاة صحبه من تابعين وتابعي تابعين إلى منهج وزعامة تقودانه أمام ظهور دعوات من أبناء الأمة تبدو مخالفة لمنهج السلف ودعوات من الملل الدخيلة من عقيدتها المجوسية والمانوية والهرمسية تهاجم الدين الإسلامي ورسالة النبي محمد (ص) وتبشر بدياناتها الثنوية الشركية غير التوحيدية.

    لقد نشأت الظاهرة السلفية لحاجة المسلمين إلى الدين باعتباره ثقافة عامة قهرية لا إمكانية لتجاهله في معاشهم ومعادهم ولا قدرة لأعدائه على محوه لقانون الدين القهري. فالإسلام ثقافة المسلمين العامة والمهيمنة والسلفية تزعم لنفسها تمثيل الدين ونبيه وصحابته من خلال التزام منهجهم.



    تميزت السلفية التأسيسية بتقديس الأثر قرآنا وحديثا فاعتنت بالتدوين ووضع المسانيد وكتب الحديث التي وسمتها بالصحاح وتحريم الخروج عن ولي الأمر ت


    في هذا السياق نشأت السلفية في القرن الثالث للهجرة عند حدوث فراغ في قيادة المسلمين بسبب غياب الرسول وصحابته وتابعيهم وتابعي تابعيهم واحتياج المسلمين لقيادة تعادل الرسول وصحابته والخلافة الراشدة وقدسيتها وتعدد الفرق الإسلامية واختلاف مللها ونحلها وأطاريحها الدينية والسياسية فحمل إمام الحديث أحمد بن حنبل لواء السلفية منادياً باتباع السلف الصالح طريقة للمحافظة على الدين الإسلامي ومنهج الرسول محمد (ص) والصحابة في الدين والدنيا وصونا له من البدع والتحريف حسب زعمه الذي تقوده الفرق الغالية باسم العقل كالمعتزلة المعطلة لأحكام القرآن والسنة أو باسم الإمامة كالشيعة المقدسة للإمام والمنادية بالنص والتعيين والرافضة للشورى والاختيار أو باسم الحكم بما أنزل الله مثلما يؤمن الخوارج ولاسيما الغلاة منهم في تكفير كل من لا يتقيد بالنص القرآني في الدين عامة وفي الحكم خاصة أو باسم حكمة المعلم مثلما تعتقد المانوية والفرق الهرمسية الدخيلة على الإسلام والجاحدة للنبوة والملحدة.

    ولقد تميزت السلفية التأسيسية بتقديس الأثر قرآنا وحديثا فاعتنت بالتدوين ووضع المسانيد وكتب الحديث التي وسمتها بالصحاح وتحريم الخروج عن ولي الأمر تقيداً بحديث منسوب إلى النبي لا يبيح الخروج عن أولياء المر إلا إذا كفروا كفرا بواحا تحقيقاً لوحدة الأمة حسب رأيها".

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 11-16-2020, 06:02 PM)

                  

11-16-2020, 06:08 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في ا (Re: Yasir Elsharif)

    السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي (2من3)
    توفيق المديني
    # الخميس، 13 ديسمبر 2018 04:16 م بتوقيت غرينتش
    0
    السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي (2من3)
    قال بأن الدعوة السلفية عرفت أوجها بقيادتها للحروب المتصدية للصليبية والتتار

    الكتاب: الظاهرة السلفية بالوطن العربي في القرن العشرين :المفاهيم ـ التيارات ـ الأطروحات
    الكاتب: الدكتور كمال الساكري
    الناشر: دار شامة للنشر ـ تونس، الطبعة الأولى، مارس 2018

    يبدو أن معظم التعريفات التي وضعت للسلفية قد اكتفت بمفهوم السلفية المرتبط بنشأتها وذهلت عن التغييرات الجذرية التي طرأت على الظاهرة السلفية خلال مسار تطورها في القرون اللاحقة.

    استقرار المفهوم

    وهو الأمر الذي نبه إليه الباحث كمال الساكري من خلال تتبع مسار السلفية في الحقب التاريخية، فقد استمر مفهوم السلفية على حاله منذ النشأة في القرن التاسع الميلادي إلى نهاية القرن التاسع عشر. حافظ المفهوم على جوهره مدة عشرة قرون. وساعد على الإستقرار والمحافظة عموم الفكر السلفي كلا من الغالبية العظمى من سواد الأمة ومعظم الفقهاء وسلطات الحكومات المتعاقبة على الدولة العباسية أو الموالية لها. فرأينا عهد المتوكل بالله (847-861 م) يذعن لأمر السلفية بزعامة أحمد بن حنبل (780 ـ 855 م) ويبطل الدعوة المعتزلية وخلق القرآن ويعلن اعتماد المنهج السلفي في الحكم والدين.

    وسمعنا عن سطوة البيان القادري فترة القادر بالله (991 ـ 1031م) حين ساد البيان القادري السلفي الدولة والدين وكفر من خالفه من دعوات إسلامية منافسة من معتزلة وشيعة فاطميين باتوا يهددون الخلافة العباسية في الحكم والمذهب.

    وقرأنا عن نجاح المرابطين (1056 ـ 1147م) في بناء ملكهم بالمغرب الأقصى وبلوغهم الأندلس في فترة ارتخى فيها الحكم العباسي المركزي وتضعضع حكم ملوك الطوائف بالأندلس نتيجة انشغالهم بالمتع واللهو والصراع فيما بينهم متناسين تربص الأسبان الدوائر بهم.

    الوهابية وعودة السلفية

    واستطاع المنهج السلفي أن يكتمل ويحدد عن طريق ثاني أكبر مؤسس للسلفية التقليدية الشيخ ابن تيمية وعرفت الدعوة السلفية أوجها بقيادتها للحروب المتصدية للصليبية والتتار في القرنين الثاني عشر والثالث عشر ميلادية، فسطع نجم العز بن عبد السلام (1181 ـ 1262م) وابن تيمة (1263 ـ 1328كم) من العلماء وصلاح الدين الأيوبي (1138 ـ 1193م) والظاهر بيبرس (1223 ـ 1277) وخليل قلاوون (1268 ـ 1294) وغيرهم من القادة العسكريين. ولئن تراجع حضور السلفية بعد سقوط الدولة العباسية وبسط الخلافة العثمانية نفوذها وعموم الوطن العربي بداية من مطلع القرن السادس عشر ميلادية باحتلال القدس (1516م) ثم بغداد (1530م) فبقية الأقطار ما عدا المغرب الأقصى، فإن بروز الوهابية للوجود في منتصف القرن الثامن عشر (1744م) كان إيذانا بعودة السلفية لواجهة الأحداث والإعلان عن استئناف السلفية التاريخية نشاطها ومحافظتها على المفهوم التقليدي للسلفية.

    إقرأ أيضا: السلفيون.. كارثة على الدين والدنيا

    يرى الباحث أنّ للإيديولوجيا السلفية أيديولوجيتان: أيديولوجيا كلاسيكية ماضوية عقدية جامدة وأيديولوجيا عقلانية تجديدية شاملة وحداثية. إلا أن انقسام السلفية إلى قسمين كبيرين من حيث الأيديولوجيا وقاعدتها الإبستمولوجية لا تمنع تفرعها إلى سبع تيارات متمايزة. فمنها السلفية الأم والمعروفة بالسلفية التاريخية أو الكلاسيكية التي ورثت مذهب أحمد بن حنبل وتنظيرات السلفيين وإضافات ابن تيمية وتطبيقات الدولة المرابطية والدولة الوهابية. ومنها السلفية الإصلاحية بقيادة زعماء الجامعة الإسلامية النابذة للجمود الديني والمنادية بالتجديد والإجتهاد العقلي والمحاربة للتخلف والإنغلاق والعاملة على النهوض الحضاري والتمدن والتقدم العصري. ومنها السلفية الوطنية الرافعة للواء الإستقلال الوطني من براثن الإستعمار الغربي والحاملة لمشروع تحرري ضد الجمود والإنغلاق. ومنها السلفية الجهادية التي رفضت الدعوة السلمية لبعض شيوخ السلفية وزعمائها في إصلاح الحكام ونشر الإسلام ورفعت لواء الجهاد وسلاح العنف فسموا بالسلفية الجهادية. ومنها السلفية العلمية التي رفضت العنف والجهاد ونادت بتصفية التراث وبتربية النشء على قيم الإسلام السمحة طريقاً للتمكين. ومنها السلفية الحركية المشهورة بالسرورية التي دمجت بين العقيدة السلفية والحراك السياسي الإخواني ومنها السلفية الولائية المنسوبة إلى الجامي وربيع المدخلي والمجرمة لمناوأة أولي الأمر أو معارضتهم أو الخروج عليهم بأي شكل من الأشكال.

    تمايز سلفي

    ولقد دلّل الباحث على تمايز هذه السلفيات السبع من حيث استقلال كل حركة بذاتها قيادة ومقولات وهيكلة تنظيمية وأكد أن ولاءها عقدي تنظيمي لا وطني سيادي، ولا يتميز تيار عن آخر من حيث الكلاسيكية والحداثة بتاريخ النشأة وإنما بطبيعة الأطاريح العقدية والدينية التي يؤمن بها. وعلى هذا الأساس وبعد أن عرف الباحث تلك التيارات السبعة حسب تاريخ ظهورها احتراماً للتحقيب التاريخي واتباع مسار تطورها، فإنه صنفها حسب معيار الحداثة والكلاسيكية إلى أيديولوجيتين: واحدة كلاسيكية وتضم السلفية الأم والجهادية والعلمية والحركية والولائية وأخرى حداثية وتتكون من السلفية الإصلاحية والوطنية.

    وسعياً إلى تدقيق مفهوم السلفية راعى الباحث الساكري البعدين الأساسيين في الإحاطة بالظاهرة السلفية، وهما: البعد المعرفي والبعد الإجتماعي. وهو ما قصرت فيه التعريفات الأخرى حينما لم تدرك خضوع المفهوم للتصورات العرفانية والإجتماعية وهي متعددة في الواقع ومتضاربة بل ومتناقضة من ناحية أولى وتفاوت أطروحاتها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من جهة ثانية وتناقض ابستمولوجياتها قاعدة أيديولوجياتها من ناحية ثالثة. فجاءت المفاهيم جزئية قاصرة عن الإحاطة بالكل السلفي أو تعميماً مخلا، أو قراءة أيديولوجية متعصبة أقصت القراءات المخالفة أو قراءة جامدة للسلفية جاهلة أو متجاهلة لأهمية الجانب المعرفي الإبستيمي في تشكيل الأيديولوجيات.

    الوهابية بوصفها السلفية المرجعية الأم

    كشف الباحث الساكري في الباب الثاني مفهوم تلك التيارات السلفية السبعة للسياسة وفهمها لها في بعدها الإقتصادي والإجتماعي والثقافي وطريقة ممارسة العمل السياسي مما شجعه على التعمق في تحليل البعد السياسي لدى السلفية للإجابة عن الفرضية الأولى: السلفية صاحبة مشروع سياسي على عكس الإعتقاد السائد.


    لقد ساد الاعتقاد في الأوساط الشعبية والعلمية أن السلفية حركة دينية دعوية تهدف إلى إحياء الإسلام وتطهير العقيدة مما شابها من شرك وتحريف. ولقد عملت المقاربة الجزئية التي اعتمدها أغلب الدارسين للسلفية على تكريس هذا الفهم حتى أصبح فكرة بديهية مسلما بها. ولقد شكلت هذه المقاربة أحد العوائق الإبستمولوجية في الإحاطة الشاملة بالسلفية ولاسيما بعدها السياسي لكن تدرج الباحث الساكري في الإجابة عن الفرضية من خلال تحديد مفهوم السلفية وطبيعة التيارات الممثلة لها في البابين الأول والثاني ثم تعريفه لأهم أطروحاتها المختلفة في العقيدة والشريعة، أي طرحها الديني والسياسي في الباب الثالث مكنّه من أن يؤكد الفرضية مائة بالمائة حينما استنتج أن السلفية بتعدد تياراتها وتنوع مقارباتها وباختلاف تصوراتها للسياسة بمفهومها الواسع، وإن بدا بعضها في الظاهر بعيداً عن هذه السياسة أو رافضاً لها، فإن كافة السلفيات تحمل مشروعاً سياسياً قد يكون مباشراً عند البعض وفق المعتاد والسائد وقد يكون مبطناً وغير مباشر وفق طريقة مغايرة للمعتاد عند البعض الآخر.



    ساد الإعتقاد في الأوساط الشعبية والعلمية أن السلفية حركة دينية دعوية تهدف إلى إحياء الإسلام وتطهير العقيدة مما شابها من شرك وتحريف


    وبالفعل فبتفحص مفهوم السلفيات السبع للسياسة استنتج الباحث توزعها إلى طريقتين :طريقة مباشرة مألوفة وتسدها السلفية الأم والحركية والإصلاحية والوطنية. وطريقة مخالفة للمعتاد حد الشذوذ عند بعضها وتكرسها السلفية العلمية والولائية والجهادية.

    يكاد يجمع الباحثون والسلفيون أنفسهم على أن الوهابية هي الوريث الشرعي للسلفية التاريخية والإمتداد الطبيعي لها ، والمطور لها في آن معًا. ولما كانت الوهابية هي الحلقة الأخيرةبعد الحنبلية نسبة إلى أحمد بن حنبل، والتيمية نسبة إلى أبن تيمية، فإنّها مثلت الوريث الشرعي للسلفية في تطورها التاريخي عقيدة دينية ومنهجًا تأصيليًا وفكرًا، فكانت الوهابية بمنزلة البحيرة التي صبت فيها روافد التأصيل العقدي الحنبلي وقرائح تنظيرات الطحاوي في مدونته الشهيرة العقيدة الطحاوية، وشروح ابن بطة في مؤلفه المعروف بالشرح والإبانة على أصول الديانة وتفاصيل مذهب السلف والعقيدة الإسلامية، والسنة الصحيحة حسب زعم الاعتقاد القادري، ثمإضافات ابن تيمية الفقهية والمناهجية في بناء المنهج السلفي وتدقيقه.

    فالوهابية حينئذ بحيرة السلفية وينبوعها منذ القرن الثامن عشر، فقد أغنت السلفية بتجربتها في نشر الدعوة وبناء الدولة السلفية الحديثة. وبقدر ما حققت مكاسب جيوسياسية تجسمت في توحيد الجزيرة العربية بعد طول تشتت وفرقة وبذل الوسع في تصحيح العقيدة الإسلامية وتطهيرها من البدع الشركية، فإنها طبعت العقيدة السلفية بطابعها الخاص المتسم بالشدة والانغلاق ورفض التحاور مع المغاير، أو التفتح على الثقافات المخالفة، والإفتاء بتكفيرها. ولئن كان من التعسف اختزال السلفية التاريخية في الوهابية، فإنه من الإنصاف أيضًا أن نقر بهيمنة الوهابية وسيطرتها على المجال السلفي وسعيها على احتكاره، لا سيما في النصف الأول من القرن العشرين.



    إقرأ أيضا: الوهابية.. ظاهرة دينية مصنوعة أم امتداد لنسق الحنابلة؟

    لقد قامت السلفية الأم ممثلة في الوهابية على ميثاق نجد الذي يسمح بتقاسم الداعية محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود الأدوار كل حسب اختصاصه لتسيير الدولة وتوسيع الملك أي تتماهى فيها السلطة الدينية والسلطة السياسية رسمياً وتتقاسمان الأدوار بالتساوي في فترة التأسيس والاستقرار قبل بناء دولتها على عهد عبد العزيز آل سعود سنة 193، ولكن في فترات الحرب ومواجهة الأعداء كانت الكلمة تؤول إلى رجل السياسة والدليل على ذلك هيمنة الملك عبد العزيز على الحكم وتهميشه دور علماء الدين منذ تفجر الصراع بينه وبين معارضيه بسبب إيقاف عبد العزيز آل سعود توسع الدعوة الوهابية في الخليج والجوار منذ 1929 التزاماً منه بخريطة بريطانيا والقوى الدولية الكبرى.

    ولعل أوضح موقف فيه موالاة لحكام السعودية في اعتمادها على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الكافر حسب حكمها الفقهي لمحاربة العراق بسبب غزوه للكويت فيما عرف بالاستعانة بالأجنبي.أما السياسة بأبعادها المختلفة فهي تبرير لسياسة ولي الأمر والحكم الملكي الثيوقراطي والطبقي التراتبي القروسطي المفروض تاريخياً على المجتمع والذي يحرم العلماء الوهابيون فيه الخروج عنه موظفين القاعدة الفقهية الموروثة وغير الحائزة على الإجماع حول صحتها في عدم الخروج على ولي الأمر مهما ظلم مكرسين لأيديولوجيا السمع والطاعة مدافعين عمن يعتقدون أنه الولي الشرعي، أما المعادي لهم والمتنازع معهم فيسارعون إلى تكفيره وإباحة دمه. فدلّ تاريخهم منذ نشأتهم على اتباع الدين والعقيدة لديهم للمصلحة والسياسة لا العكس.
                  

11-16-2020, 06:16 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في ا (Re: Yasir Elsharif)

    السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي (3من3)
    توفيق المديني
    # الجمعة، 14 ديسمبر 2018 02:34 م بتوقيت غرينتش
    0
    السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي (3من3)
    ذهب إلى أن جماعة الإخوان المسلمين قامت على العقيدة السلفية

    الكتاب: الظاهرة السلفية بالوطن العربي في القرن العشرين :المفاهيم ـ التيارات ـ الأطروحات
    الكاتب: الدكتور كمال الساكري
    الناشر: دار شامة للنشر ـ تونس، الطبعة الأولى، مارس 2018

    لا يكاد يخرج فهم السلفية الحركية عن فهم السلفية الأم في السياسة، فهم يؤمنون بأيديولوجيا السمع والطاعة، ولكن بشرط التزام ولي الأمر بالصلاح والعدل. ولذلك فهم ينتقدون الحكام الظالمين والفاسقين والمشكوك في ولائهم للإسلام. وينادون بعزلهم إذا لم يصلحوا أمرهم، لكنهم يرفضون الجهاد ومحاربة الأنظمة.



    لما كان الصراع الكوني حسب الجهاديين عقائديا، وكان المسلمون قد ارتدّ حكامهم وأغلب شعبهم ونخبه كافة، فالمنهج الصحيح في التغيير هو قتال المرتدين بلا رحمة،


    ويبلغ التغيير بطريقة مغايرة للسائد مداها مع السلفية الجهادية حين يرفضون التغيير السلمي والسياسي، وينادون بالتغيير العنيف تحت شعار الجهاد. فقد قال الزرقاوي: لا نؤمن بالسياسة على الطريقة المعهودة عند بعض الجماعات ذات التوجه الحزبي، التي ترفع الإسلام شعارا لها، ثم تراها داخلة في البرلمانات وتشارك الطغاة في إشغال المناصب التي تحتكم لغير شرع الله. مشروعنا السياسي، قول رسول الله بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده.

    ولما كان الصراع الكوني حسب الجهاديين عقائديا، وكان المسلمون قد ارتدّ حكامهم وأغلب شعبهم ونخبه كافة، فالمنهج الصحيح في التغيير هو قتال المرتدين بلا رحمة، واقتلاع النخب العلمانية المستغربة والحكام الكفرة، لتنصيب دولة الإسلام الصافية الطاهرة النقية من كل شرك وردة وكفر، ثم الانتقال إلى مقاتلة الكافرين كفرا أصليا، حتى تطهر الكرة الأرضية من رجس الكفر والردة إلى الأبد.

    إنّ المتأمل في طريقة الجهاديين للتغيير تقودنا إلى استنتاج تبنيهم السياسة العنيفة، أو أنهم يتبنون التغيير العنيف في الظرف الحالي إسلاميا وعالميا، مادام الوضع الديني العقائدي قد انحط حسب فهمهم، وأصبحنا نعيش فترة ردّة معاصرة، ولحظة عصر جاهلي أشد كفرا من الجاهلية الأولى. من هنا، فإن السلفية الجهادية ليست ضد السياسة في المطلق، مادامت السياسة الإسلامية أي السياسية الشرعية هي الهدف والمبتغى، بعد تغيير واقع الردّة والكفر الطاغيين في العالم.



    السلفية الجهادية حركة سياسية رغم أنفها لكونها ترفض الأطروحات السياسية والممارسات التطبيقية السائدة



    إن رفض السلفية الجهادية الواقع والسياسة بأشكالها المطبقة كافة اليوم، وتركيزها على الجهاد باعتباره الطريقة الوحيدة الشرعية الكفيلة بتغيير الواقع تغييرا جذريا ونهائيا لصالح الدولة الإسلامية، هو الذي أشاع فكرة رفضها للسياسة وتمحض دعوتها للعقيدة والشريعة.

    فالسلفية الجهادية حركة سياسية رغم أنفها لكونها ترفض الأطروحات السياسية والممارسات التطبيقية السائدة، وتجاهد بالعنف والفرض لقلب الواقع من أجل إرساء الدولة الإسلامية عنوان مشروع السياسة الشرعية المقدسة، وصاحبة الدولة الثيوقراطية الدموية الاستبدادية القروسطية. نعم إن مفهوم السياسة لدى السلفية الجهادية مغاير للسائد ومتخلف عنه، لأنه يكرس ثقافة قروسطية.

    السلفية هي أصل الإسلام السياسي

    وما يمكن أن تختتم به هذا الموضوع، أن جميع الحركات الدينية وحركات الإسلام السياسي بما فيها السلفية تخضع لحكم اللاشعور السياسي "المؤسس للعقل السياسي العربي، يجب ألا ينظر إليه فقط على أنه "الديني" " والعشائري" اللذان يوجهان من خلف الفعل السياسي، بل لابد من النظر إليه أيضا على أنه السياسي الذي يوجه من خلف التمذهب الديني والتعصب القبلي".

    وهكذا يؤكّد الباحث الساكري الفرضية الأولى بأن السلفية على تعدد تياراتها واختلاف فهمها للسياسة، فهي ظاهرا وباطنا وبصفة مباشرة وبصفة غير مباشرة وبصفة واعية وبصفة لا واعية، صاحبة مشروع سياسي. وبذلك أمكن الإجابة عن الإشكالية الأولى هل السلفية حركة دينية دعوية صرف أو حركة سياسية، وإن بطريقة مغايرة؟

    إن التحقق من ملكية السلفية لمشاريع سياسية وأنها صاحبة مشروع سياسي يستتبع دخولها دائرة الإسلام السياسي لا خروجها عنه، مثلما يسود الاعتقاد عند جمهور الباحثين. إن مثل هذا الاستنتاج قاد الباحث إلى الإجابة عن الفرضية الثانية: السلفية أصل الإسلام السياسي وليست خارجة عنه أو فرعا منه.

    تعتبر هذه الفرضية مغامرة بحثية لأنه تجرأ الباحث الساكري على معاكسة الاعتقاد السائد لدى الغالبية المطلقة من الباحثين عربا وغربيين، والسباحة عكس التيار. إذ يذهب بعضهم إلى نفي انتماء السلفية إلى الإسلام السياسي لأنها حركة دينية دعوية. أما البعض الآخر إذا سلم بأنها فرع من الإسلام السياسي، لم يذهب بعيدا ليعتبر أنها أصل له لسيادة الاعتقاد عند الباحثين أن الإخوان المسلمين هم أصل الإسلام السياسي.

    في حين خالف الباحث كمال الساكري هذا الاعتقاد وانفرد بزعم السلفية هي الأصل للإسلام السياسي. ولقد كان منطلق البحث والتقصي لتأكيد فرضيتيه أسبقية السلفية الوهابية أو الأم (1744م) وريثة السلفية التاريخية على ظهور حركة الإخوان المسلمين في مصر سنة 1928 م، وتساءل الباحث الساكري: أين ذهبت السلفية الأم وتفرعاتها بعد 1928 سنة تأسيس حركة الإخوان المسلمين، وبعد 1932 سنة تأسيس الدولة العربية السعودية؟ لماذا لا نجد الوهابية أو السلفية الجهادية أو حتى الوطنية في كامل الوطن العربي بداية من الثلاثينيات؟ هل قبلت في السعودية طوعا أن تتخلى عن مشروعها الدعوي السياسي، أو فرض عليها فرضا أن تغير أسلوب عملها أمام المتغيرات المحلية والدولية.

    لماذا انتشرت جماعات الإخوان المسلمين في الوطن العربي وسادت، في حين اختفت أغلب السلفيات من مسرح الأحداث إن لم يكن مضمونا قاسما وعنوانا؟



    اقرأ أيضا: السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي (1من3)

    هذه الأسئلة قادت الباحث الساكري إلى تفحص مكونات الحركات السياسية عامة وحركات الإسلام السياسي خاصة، فاكتشف حقائق مفيدة جدا أهمها؛ أولا: قيام حركة الإخوان المسلمين على العقيدة السلفية. يقول حسن البنا في رسالة المؤتمر الخامس، "إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله.. وطريقة سنية.. وحقيقة صوفية.. وهيئة سياسية وجماعة رياضية .."

    ثانيا: تشكيل الأفراد أو الجماعات السلفية الوهابية المسالمة أو العنيفة، مكون من مكونات جماعات الإخوان المسلمين في أكثر من قطر عربي مثل سوريا التي انتمى فيها مروان حديد وأبو مصعب السوري إلى الإخوان المسلمين، ثم انشقا عليها وانتميا إلى تنظيم الطليعة المقاتلة لحزب الله" بعد نكسة حزيران 1967 .
                  

11-16-2020, 07:00 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التدين السلفي إلى أين بعد تحول السعودية وفشل نماذج سلفية؟ (Re: Yasir Elsharif)

    التدين السلفي إلى أين بعد تحول السعودية وفشل نماذج سلفية؟
    عربي21- بسام ناصر
    # الخميس، 19 أكتوبر 2017 07:46 م بتوقيت غرينتش
    2
    التدين السلفي إلى أين بعد تحول السعودية وفشل نماذج سلفية؟
    السعودية ساهمت بنشر الدعوة السلفية بنسختها الوهابية خارج السعودية- أرشيفية
    ساهم التمويل السعودي الرسمي والشعبي المخصص لدعم مجموعات وهيئات ومراكز سلفية خارج السعودية إلى انتشار الدعوة السلفية في العقود الأخيرة بشكل كبير ولافت.

    ووفقا لباحثين فإن "المؤسسة الدينية السعودية عمدت في العقود السابقة إلى توظيف دعاة ووعاظ في دول مختلفة من مواطني تلك الدول، وخصصت لهم رواتب ومكافآت شهرية، لنشر الدعوة السلفية بنسختها الوهابية خارج السعودية".

    وأقر داعية سلفي (غير سعودي) اشترط عدم ذكر اسمه أن السعودية كانت تدعم بسخاء مشاريع ونشاطات السلفيين المنسجمين تماما مع نسقها الدعوي خارج السعودية، مشيرا إلى "أن الكثير من ذلك الدعم توقف منذ فترة سابقة".

    وأبدى الداعية السلفي أسفه على الحالة التي تمر بها السلفية هذه الأيام، واصفا إياها "بأنها تعيش أسوأ مراحلها، وتنتظر التشكيل الجديد من التدين الذي سيلاقي إعجاب الممول السعودي الحكومي".

    واعتبر الداعية السلفي أن "تأثير التحولات الجديدة في السعودية ليس وليد اللحظة بل هو قديم، وبتعبير أدق ولدت سلفية السعودية مشوهة بعض الشيء فيما يتلعق بالشأن السياسي"، مضيفا أن "التشوه زاد بولادة الدولة السعودية الثالثة، ثم وصل إلى القاع بعد أزمة الخليج".

    وتابع: "أما المرحلة الآنية فهي ما بعد القاع، لأنها مرحلة لا تقبل أنصاف الحلول، وأنصاف التحولات، بل التسليم المطلق، وهذا ينعكس على السلفية خارج السعودية بلا شك بتقليص الدعم لمن يخرج عن هذا النمط، ودعم من يسير على هذا التوجه".

    ووصف الداعية السلفي ما تمر به السلفية بقوله: "نحن أمام تحول كبير، نحن أمام دفن تيار قديم بتراثه ومشايخه وفكره، وولادة خليط من السلفية والصوفية والسلطانية والليبرالية".

    وجوابا عن سؤال "عربي21": ما مدى تأثير فشل تجارب سلفية أخرى كسلفية الإسكندرية، وذراعها السياسي حزب النور، وجماعات السلفية الجهادية على انتشار التدين السلفي؟ قال الداعية: "مدى التأثير كبير على عدة مستويات: على مستوى التدين نفسه، وعلى مستوى السلفية نفسها، وعلى علاقاتها مع فروعها، ومع الجماعات الأخرى".

    من جهته أوضح الباحث الشرعي الأردني، أمين حديد أن "عمق الظاهرة السلفية بخلفياتها ومساراتها يجعل من الإطار السياسي، وليس الثقافي أو الاجتماعي هو الأقرب لفهم أسباب وتداعيات التحولات الأخيرة في علاقة السعودية بالسلفية الوهابية".

    وأضاف لـ"عربي21": "لقد شكلت أحداث سياسية كهجمات سبتمبر، وظهور تنظيمي القاعدة والدولة، واستمدادهما من السلفية الوهابية حرجا بالغا للنظام السعودي، مما جعل الإجراءات الحكومية الأخيرة هي حصيلة ضغوط واتفاقات، وترتيبات سياسية بين النظام والدول الكبرى، لا يمكن فهمها إلا في هذا السياق".

    وذكر حديد أن "أبرز ملامح وحدود ذلك التغيير تمثلت في التخلص من المؤسسات الدينية الرسمية، والتي جسدت بصورة رمزية التحالف التاريخي بين آل سعود والوهابية، كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهيئة كبار العلماء، والمنظمات الخيرية والدعوية ذات الفروع الدولية كالندوة العالمية وهيئة الإغاثة..".

    وتابع حديد قوله: "وتغيير المناهج الدراسية، وإزالة كل المعالم العقدية الأساسية التي تثير حفيظة الغرب كالولاء والبراء، والحاكمية، والتشبه بالكفار وإعانتهم على المسلمين، وضلال الشيعة ونحوها، ثم النفوذ لمؤسسة القضاء ونزع الصبغة الدينية عنها، وإعطاء دور أكبر لكليات القانون على حساب كليات الشريعة".

    ولفت حديد إلى بعض مظاهر التغيير الجديدة في السعودية كـ"تشجيع الانفتاح الاجتماعي المرتبط بقضايا المرأة وصورتها، مع إجراءات أمنية قمعية متمثلة في الحملات الواسعة لسجن الدعاة والعلماء المحسوبين على الوهابية والإسلام السياسي عموما".

    وجوابا عن سؤال: ما هي البدائل الداخلية والخارجية التي ستحل محل السلفية؟ قال حديد: "البدائل الداخلية في نظري ستكون دعما أكبر للعلمانية والليبرالية الصريحة، مع ما يتبع ذلك من التخلي عن كل صور ومظاهر التبني الرسمي لأي شكل من أشكال التدين، والاستعاضة بدور شكلي للدين بالاعتماد على شخصيات مستقلة ـ غير ذات ماض سلفي معروف ـ والتماهي مع سلوك الأنظمة العربية الأخرى في الاكتفاء بمنصب المفتي العام".

    وأشار الباحث الشرعي حديد إلى أن "السلفية الوهابية ستبقى تتحرك في الفضاء العام، لأنها تشكل تيار التدين الشعبي الذي لا يمكن مجابهته بالكلية بإجراءات فورية أو قرارات حكومية، مع تطعيم المناهج الدراسية والشرعية بجرعات حداثية وليبرالية".

    وأضاف: "وقد يتم تطوير تدريجي لبدائل دينية من خارج كل الأطر السلفية ـ تأسيا بالإمارات ـ عبر تقريب الطرق الصوفية وتقديم مشايخها، لكنه يحتاج إلى وقت طويل لتعارضه مع المزاج الديني الذي تم ترسيخه عبر العقود السابقة".

    أما البدائل الخارجية طبقا لحديد فإن "الدعم السعودي للمؤسسات والهيئات والمراكز الدينية خارج السعودية تقلص إلى حد كبير منذ 11 سبتمبر، وكاد أن يقتصر على نوع واحد من السلفية المحافظة (المدخلية)، التي ستجد نفسها هي الأخرى تعمل في أجواء التضييق غير المعتادة عليه، ما سيدفعها للتكيف القصري مع العهد الجديد".

    في السياق ذاته رأى الباحث السياسي المصري، محمد جلال القصاص "أن السلفية المعاصرة، وخاصة القادمة من "نجد" هي أحد أدوات الفاعل السياسي، والتحولات الرئيسية فيها تخضع لإرادة السياسي، وتحقق أهدافه"، معتبرا هذا التوصيف "بمثابة مفتاح يسعفنا كثيرا في فهم ما حدث ويحدث في الحالة السلفية عموما، والوهابية منها على وجه الخصوص".

    وساق القصاص في حديثه لـ"عربي21" جملة من الشواهد للتدليل على رأيه السابق، "فالسلفية ظهرت للقضاء على التعصب المذهبي، ثم تحولت هي إلى مذهب عقدي اهتم بقضايا الفرد، وابتعد عن قضايا المجمتع (القضايا السياسية الكلية)، ما أنتج حالة من التوافق الضمني بين السلفيين والأنظمة المستبدة، فالأنظمة اختصت بقضايا السياسة وإدارة المجتمع، وتركوا للسلفيين قضية التدين الفردي، بما يشبه العلمانية" على حد قوله.

    وأضاف القصاص في سرده للشواهد قائلا: "بعد فشل القوميين العرب، وإعلان وفاتهم عقب نكسة حزيران 67، وعودة المد الصحوي مرة ثانية، تم الدفع بالتدين السلفي للقضاء على بقايا اليسار، وليتم إشغال الناس بقضايا الفرد، دون قضايا الأمة"، لافتا إلى أن "سلفية مصر ومن حولها ظهرت في هذا السياق، لتنشغل هي الأخرى بالتدين الفردي وبما يخدم في الوقت نفسه الاستبداد السياسي".

    ورصد القصاص طبيعة أداء السلفيين بعد أحداث "الربيع العربي"، حينما عاد الناس للمتدينين ثانية للتخلص من المستبدين، واصفا دور السلفيين بأنه جاء في إطار "مناكفة الحركات الإسلامية الإصلاحية، من خلال المقالات والكتب المخصصة لكشف وتشخيص خريطة الإسلاميين، ثم تبنوا قضايا زايدوا فيها على المشتغلين بالإصلاح السياسي، مثل قضية الهوية، ورفض التعامل مع إيران.. لكنهم في نهاية المطاف انضموا بشكل صريح للمستبدين".

    واعتبر الباحث السياسي المصري أن ما تمر به الحالة السلفية حاليا، يأتي في سياق التوجهات الخليجية الداعمة للثورات المضادة، التي تتحكم بجزء كبير من المشهد بأدواتها المختلفة".

    وتابع قوله: "يتم تشكيل الحالة السلفية من جديد لتظل أداة طيعة بيد السياسي، فالقاسم المشترك بين سلفية الأمس، وسلفية اليوم هو إثارة القلاقل في أوساط الصحوة الإسلامية، وقابليتها التامة للقيام بالدور الذي يخدم السياسي".

    وخلص القصاص إلى القول بأن "التدين السلفي سينحسر كثيرا في قادم الأيام لعدة أسباب، من أهمها: سقوط رموزه سقوطا مدويا، واستعاضة بعض الأنظمة عنهم بالرسميين (الأزهرية مثلا)، وظهور النقد الحاد داخل الحالة السلفية نفسها" مرجحا ظهور أشكال جديدة من التدين رافضة للظلم والاستبداد، ومطالبة بالحرية والعدالة وتطبيق الشريعة.
                  

11-16-2020, 07:16 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السلفيون.. كارثة على الدين والدنيا (Re: Yasir Elsharif)

    السلفيون.. كارثة على الدين والدنيا


    سمية الغنوشي
    # الخميس، 01 فبراير 2018 06:05 م بتوقيت غرينتش
    26
    السلفيون.. كارثة على الدين والدنيا
    ضاق الخناق على عبد الفتاح السيسي بعد ان عجز عن الظفر بمرشح رئاسي يقدّه على المقاس. فبعد الانسحاب المهين الذي فُرض على احمد شفيق اثر تسليمه من الامارات، ثم اعتقال سامي عنان قائد الأركان سابقا والمرشح القوي من داخل المؤسسة العسكرية والقادر على منافسة السيسي، سارع قادة حزب النور السلفي كعادتهم، بلحيهم الكثة ووجوههم الكالحة ليعلنوا دعمهم السياسي لعبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، تماما كما اصطفوا خلفه وهو يتلو بيان الانقلاب على الثورة والشرعية قبل اربع سنوات.

    ولَم يجد هؤلاء صعوبة في حشد الأدلة "الشرعية" والسياسية لإسناد السيسي في المسرحية الانتخابية القادمة ومساعدته على فرض نفسه حاكما مطلقا أوحد لمصر ما بعد الثورة.

    ليس سرا ان التيارات السلفية باتت في اغلبها عبئا ثقيلا على الاسلام وإفسادا للدين والدنيا عامة. ولا اتحدث هنا عن السلفية بما هي مدرسة فقهية محددة من بين المذاهب السنية الأربع المعروفة، اي المذهب الحنبلي واتباعه.

    ولا اتحدث ايضا عن التدين التلقائي الذي يغلب عليه السمت السلفي المحافظ، كما هو الحال في بعض دول الخليج العربي وحتى بلاد الشام. اقصد ذلك التيار الديني الذي يتسم بالتشدد الفكري والسياسي، وياخذ تارة طابعا تكفيريا عنيفا، ويغدو تارة اخرى مجرد العوبة بيد اصحاب النفوذ والسلطة.

    يركز هذا التيار على اختلاف تمظهراته على قراءة اختزالية للنصوص الدينية، ويولي عناية خاصة بالمظاهر الدينية الشكلية، من اطالة اللحية وتقصير القميص وفرض النقاب على النساء وعدم الاختلاط بهن.

    في السلفيات الدينية نزوع عنيف يسوّغ التكفير وازهاق ارواح غير المسلمين ويستحل دماء المسلمين (على نحو ما نرى في تيار القاعدة وتفريعاته اللاحقة، من النصرة الى داعش الى أنصار الشريعة).

    وهذا الصنف يجمع بين التطرّف في الفكر وفهم الدين وممارسة العنف في السياسة، بما يجعل اتباعه خطرا على استقرار المجتمعات وتشويها لصورة الاسلام الذي جعلوه عنوانا للعنف والارهاب واهراق دماء الأبرياء وتخريب العمران.

    وعلى الجهة المقابلة تطالعنا سلفيات اخرى تبدو في ظاهرها بالغة التشدد الفكري والفقهي، لكنها شديدة الانصياع السياسي، تؤدي دورا شبيها بالإكليروس الديني في القرون الوسطى بأوروبا.

    توكل لهولاء مهمة ترويج مقولات طاعة ولي الامر المطلقة وتحريم الخروج عليه، عبر النبش في المفاهيم الفقهية القديمة التي تقرن مفهوم الفتنة بالخروج على الحاكم. هكذا يغدو اي نوع من انواع المعارضة السياسية "خروجا" و"فتنة" و"ضلالا" يودي بصاحبه في النار في الآخرة ويستوجب السجن، ولم لا قطع الرقاب في الدنيا.

    وتعتبر الوهابية التي نشأت في نجد قلب الصحراء العربية، مصدرا مباشرا أو غير مباشر للتيارات السلفية. والمفارقة ان الوهابية التي قامت في اصلها على الخروج على العثمانيين الأتراك وتكفيرهم، حرمت الخروج لاحقا، بعد ان تحولت الى ايديولوجيا رسمية في خدمة الدولة.

    اذ لا تجيز الوهابية اي نوع من المعارضة السياسية أو انتقاد الحاكم ولو كان مخففا، وتعدّ ذلك خروجا على ولي الامر، وتشدد على ان نصيحة ولي الامر لا تكون الا خاصة له وفِي مجلسه، اي مباشرة من فم "السلفي" الى اذن ولي الامر.

    وهذا يعني واقعا استحالة هذه النصيحة، لان الأرجح ان تنعقل ألسنة من يفترض فيهم إسداؤها، وجلا، قبل النبس ب"النصيحة الخاصة"، أو ان تقطع ان هي انطلقت، وبلغت كلماتها مسامع "ولي الامر" في "مجلسه الخاص".

    وليس سرا ان بعض دول الخليج التي صدمها الربيع العربي، المعادية للديمقراطية والإصلاح السياسي في الصميم، قد عملت ولاتزال على استخدام التيارات السلفية لتلويث الساحة الاسلامية وقطع الطريق امام اي إصلاح سياسي ممكن.

    ففي ليبيا، تم استخدام ما يعرف بالتيار المدخلي السعودي (نسبة لربيع المدخلي) للسيطرة على المساجد والساحات الدينية، وتم تزويده بالسلاح لبث الفوضى والتحارب في ليبيا.

    وفِي اليمن، عملت دول الخليج على توظيف القوى السلفية في مواجهة ثورة الشباب اليمني ضد عبد الله صالح وتعميق الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، رغم ما كان يتسم به اليمن من تقاليد تسامح وتعايش بين المذاهب الاسلامية، وخصوصا الزيدية والسنية.

    كما تم استخدام السلفيين في سوريا لتلويث الأجواء الدينية والسياسية وتأجيج نيران الحرب الأهلية المستعرة.

    ويقدم حزب النور السلفي في مصر اليوم نموذجا مكثفا للوجه المقيت للسلفية السياسية، اذ صار هذا الحزب اداة طيعة بيد النظام المصري والمخابرات الخليجية التي تضخ له المال وتحدد له المواقف بحسب الحاجة، فغدا الدين العوبة بيد اصحاب المال والجاه.

    بينما غُيِّبت الأحزاب السياسية وحوصرت تحت سلطة الحكم العسكري في مصر، بقي حزب النور السلفي يتصدر المشهد السياسي وتنشط مكاتبه ومقراته على امتداد كامل المدن والنجوع المصرية. وكلما احتاج الجيش الى غطاء ديني وسياسي لتمرير موقف ما، كانوا على أتم الجاهزية لأداء المهمة المطلوبة.

    كنت ذكرت في مرات سابقة ان ابلغ الأضرار التي لحقت بالحالة السياسية الاسلامية تمثلت في الاختراق السلفي بقوة المال الخليجي منذ سبعينات القرن الماضي، حتى كادت تغيب الحدود الفاصلة بين قوى الاسلام السياسي والتيارات السلفية.

    بل ان هولاء السلفيين المصنّعين على المقاس، بجدالاتهم الفقهية والدينية الصاخبة، قد فرضوا أجندتهم على الحالة الاسلامية الواسعة، التي بات يغلب فيها استدعاء النصوص والأقوال التراثية على فهم الواقع والتبصر به.

    وهكذا غدت كتب وخطب "علماء" السلفية، وخصوصا السعوديين منهم، تُروج على نطاق واسع في العالم الاسلامي، على الفضائيات وفِي منابر الجوامع، حتى أمسى التدين قرين المظاهر الشكلية في الملبس، لا تعبيرا عن موقف صادق في الضمير والوجدان يصدّقه السلوك والعمل.

    واليوم هاهي السلفيات تصبح منبوذة في الخليج وتَعُدّها نخب الحكم الجديدة عبئا عليها، فتُقلّم أظافرها في الداخل، لكنها تبقي عليها ذراعا ملائما توظفه خارج الساحة الخليجية.

    ولعل اكبر الأخطاء التي ارتكبها الاخوان المسلمون في مصر، وكانت من بين الأسباب التي ساهمت في إسقاط ثورة 25 يناير، هي تحالفهم المبكر مع حزب النور السلفي الذي كان يزايد بمقولات تطبيق الشريعة وأسلمة الدستور والقوانين. ثم انقلب عليهم بمجرد ان تحركت أولى الدبابات في شوارع القاهرة.

    عِوَض ان يقطع الاخوان مع التيار السلفي ومزايداته الفقهية والدينية ويعملوا على توحيد جبهة القوى المدنية، وخصوصا التيار الشبابي، لمواجهة تحكم الجيش، اذا بهم يتحالفون مع حزب سلفي اخترقته المخابرات المصرية والإقليمية حتى النخاع.

    وقد ساهم هذا التوجه في تعميق الاستقطاب الثنائي وبدا الامر وكأنه صراع على الخيارات الأيديولوجية والمجتمعية بين قوى دينية يمثلها الاخوان والسلفيون واُخرى مدنية أو علمانية يمثلها القوميون والليبراليون، بدل ان يكون خط الاستقطاب والفرز بين القوى السياسية المدنية في مواجهة مؤسسة عسكرية تتحكم في مفاصل السياسة والحكم والاقتصاد، في مشهد بالغ البؤس مظهرا وجوهرا.

    ثمة حاجة ملحة اليوم للقطع مع التيارات السلفية فكرا وممارسة، ومع تركيزها المفرط على المظاهر والاشكال، ومقولات تطبيق الشريعة وأسلمة الدولة والمجتمع، والتوجه بدلا من ذلك نحو طرح برنامج سياسي واضح لاصلاح الوضع العربي وإخراجه من متاهات الدكتاتورية وانتشاله من أتون الحروب الأهلية.

    هذا يعني تحرير الاسلام من ألاعيب السلفيين والحكام المستبدين. وقد يكون الرد الأمثل على ذلك المضي صوب ما اسميه بالليبرالية الاسلامية، التي ينبسط القول فيها في مقالات لاحقة، بإذن الله.
                  

11-16-2020, 07:24 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التدين السلفي إلى أين بعد تحول السعودية و (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: السلفية الوهابية أصل الاسلام السياسى فى الوطن العربي


    سلام دكتور يا سر الشريف
    البوست يستحق الاطلاع .

    أنا قرأت عنوان البوست والمقتبس اعلاه وجيت لتفنيد العنوان اعلاه بعد قراءة المقالات الثلاث
    ولكننى وجدت الكاتب قد كفانى مؤونة الرد بكلامه فى المقتبس ادناه :

    Quote: ذهب إلى أن جماعة الإخوان المسلمين قامت على العقيدة السلفية


    لان جماعة الاخوان المسلمين هم أصل الاسلام السياسى فى الوطن العربى
    و من نافلة القول ان الجماعة نشأت فى مصر وبدأوا جماعة دعوية وهيئة سياسية .
    حيث انهم بدأوا العمل السياسى منذ بدايات اربعينات القرن الماضى .
                  

11-17-2020, 11:58 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التدين السلفي إلى أين بعد تحول السعودية و (Re: علاء سيداحمد)

    سلام يا عزيزي علاء

    وشكرا للتعليق.

    العالم يتجه إلى تجريم الإسلام السياسي وذلك يعني الإخوان المسلمون والسلفيون.

    بيان هيئة كبار العلماء في السعودية دليل جديد على تجريم الإخوان المسلمين.

    الـعـالـم يتّـجـه الى تجـريـم الـوهـابيـة...الـعـالـم يتّـجـه الى تجـريـم الـوهـابيـة...
                  

11-18-2020, 10:05 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السلفية الوهابية أصل الإسلام السياسي في الوطن العربي (Re: Yasir Elsharif)

    المملكة السعودية وجماعة الإخوان المسلمون



    Quote: القصة الكاملة.. ما سبب خصومة جماعة الإخوان مع السعودية؟ | حفريات
    18.973 Aufrufe
    •30.07.2018
    458
    44
    Teilen
    Speichern
    Hafryat News
    23.200 Abonnenten
    "حفريات" صحيفة إلكترونية فكرية ثقافية تسهم في تفكيك خطاب التطرّف والكراهية المنبثق عن جماعات الإسلام السياسي بإماطة اللثام عن الآليات والأدبيات التي يعمل بها
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de