|
Re: أحزان الجمهوريين: رحيل الأستاذ محمد علي ح� (Re: عبدالله عثمان)
|
كتب الباشمهندس عبدالله فضل الله عبدالله الشوبلي
كتب الأخ الباشمهندس عبدالله فضل الله:
أخي، وشيخي، وأستاذي:- محمد علي حمد (ود الجزيرة).. تقبله الله عنده: في مقعد صدقٍ.. عند ملِيكٍ، مقتدر..
في النصف الثاني، من عام 1972م، تمّ نقلي من وزارة الأشغال الخرطوم، إلى أشغال ود مدني.. وكنتُ وقتها صديقاً للفكرة الجمهورية، أدمن قراءة عدد من الكتب الأساسية.. وأسكن بمنزل للعزابة بحي أم سويقو.. وقد سكن معنا في تلك الأيام، أحد أبناء قريتنا (الولي)، وهو، ابن أخي دكتور عبدالله خيار، تمّ تعيينه حديثاً، بمصلحة الإرصاد الجوِّي.. وقد كان مدير مكتب الإرصاد الجوي بمدني، في ذلك الوقت، هو، أخي محمد علي حمد (ود الجزيرة).. وبعد عدة أيام، من استقرار، إبننا د. عبدالله خيار، بمكتب الإرصاد، لاحظ، أن ود الجزيرة جمهوري، وكذلك، زميله جاه النبي يوسف.. حينها أخبر د. خيار، مديره ود الجزيرة، بأنه يسكن مع عمٍ له، مهندس بوزارة الأشغال، يظل منذ حضوره للمنزل، من الشغل، في حوار متصل مع العزابة، بالمنزل، عن الفكرة الجمهورية.. اتفق أستاذ محمد علي حمد، مع د. عبدالله خيار، أن يصحبه للمنزل، حتى يتعرف على عمه.. وقد حضر ود الجزيرة للمنزل، ومن حسن التوفيق، فقد وجد النقاش مدوراً، وكان عن الصلاة... وظل ود الجزيرة متابعاً للنقاش، وقد حضر منه، طرفاً غير يسير، وبعد نهاية الحوار عرّفني د. خيار، بمديره، ود الجزيرة.. والذي علق بدوره، على الحوار، بقوله: بأنني جمهوري لا ينقصني إلا الالتزام، بطريق محمد، وقد تحدث، حديثاً، موجزاً، عمَّا يعنيه، بالالتزام.. ثم طلب مني أن أذهب معه، لمقابلة أستاذ سعيد الطيب شايب، بحي المدنيين، ليعرفني به، ويتم على يده، التزامي.. أما أنا فقد أخذ مني حديث أستاذ محمد علي حمد، عن الالتزام، كل مأخذ، فوافقت لتوي، وابديت إستعدادي لتلبية مطلبه فوراً.. وبالفعل تحركنا لحظتها، لمقابلة أستاذ سعيد.. فتمت المقابلة، حيث عرفني شيخي ود الجزيرة، بأستاذ سعيد، فأعلنتُ بدوري التزامي، في تلك الحضرة السعيدية، المباركة.. ثم أنه، لم تمض أيام على التزامي، حتى شددتُ الرحال من منزل العزابة، المجاور لمنزل عمنا اسماعيل، بأم سويقو، إلى منزل الاخوان، في حضرة أخي، وأستاذي، الباقر الفضل، عليه الرضوان، وإخوانه، الغُر، الميامين.. ومما لا شك فيه، أن هذه النقلة السريعة، الموفقة، من حياة الغفلة، ببيت العزابة، إلى حياة الحضرة، ببيت الأخوان، الفضل فيها يرجع بعد الله، إلى أخي، وشيخي محمد علي حمد، تغمده الله بشآبيب رحمته، ومتقبَّل رضاه، ورضوانه، وتفضل علينا، بفيوضات جاهه، عند ربه.. حيث(لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا: وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ!!) لقد يسَّر الله لأخي، وشيخي ود الجزيرة، ارتباطاً، وثيقاً، بالكثير من الأسر الجمهورية، بالعاصمة.. يَخِف لزيارتهم، ويؤانس مجالسهم، بطيب حديثه، المروحن، العارف، كلما سنحت له الفرصة، لزيارة العاصمة، وكثيراً ما تسنح. .. وله في وارداته، مشرب خاص، ومشهد، عندما يحدثك به، ينقلك إلى مشربه المشهود، فلا تملك إلا أن تتابعه، مُرغَماً!! وعن هذا الإرغام، يقل النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم.. (..ويؤجر المرء رغم أنفه!!) وهكذا، لو سنحت خواطره، يوماً، فحدثك عن سورة يوسف، لشهدتَ مَشاهداً، ولشربتَ، مشارباً، لا ينقضي عنده، منها، لك، وطراً، ولا يشبع منها، مستمعه، كما لا يشبع مؤمن من الخير.. فقد قال ود الجزيرة، عن السرقة، في قوله تبارك، وتعالي(قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) !! قال: إن يوسف سرق!! وأردف، ولكن أتدرون ماذا سرق؟! فأجاب:- لقد سرق قلب أبيه... !! لم يزُر أخي، وشيخي، ود الجزيرة، الخرطوم، ولو لليلة، واحدة، إلا كانت تلك الليلة، من نصيب منزلنا وسُكَّانه، يضمخهم، هم، ومما يعرشون، من سُقُوف، وبنايات، بطيب حديثه، المُعنبر، وبناشِئةِ ليله، والتي هي، أشدُ، وطئاً، وأقومُ، قيلا.. ألا رحمك الله، يا أخي، محمد علي، بمحمد النبي الكريم، صاحب الخلق العظيم، والرحمة المهداة، والنعمة المسداة.. واغدق عليك، ربي، وربك، من صِرف عطائه، إغداقاً، قلّ ناظِره، كما قلّ نظيره.. وسقاك، بك، منك، شربةً، تَفِرُّ به، منه، إليه، حتى تتحقق ألا غير، و(الأمر ظاهر).. نعم، فإن فقدك جلل!! ولكن في الله عنك، عِوض!! أنتم، به، سابقون.. ونحن، إن شاء الله، بكم، لاحقون!! (وددتُ أن لو قد "رأينا") دولة (إخواننا)!! (وقد قال مُحي الدين، وهو، المُقررُ!! (لنا "دولة")، في آخِرِ الدهر تظهرُ!! تظهرُ، مثل الشمس، لا تتسترُ!! فمن كان مِنَّا!! أو يقولُ بقولنا!! فبشره بالدنيا!! وبالأخري يُبشَّرُ!!)
من أخيك عبدالله فضل الله عبدالله الأربعاء 18/11/2020
| |
|
|
|
|
|
|
|