مازن الأمير يكتب عن التطبيع مع إسرائيل

Quote: إن أول ما اهتزت له الضربة الإسرائيلية للخرطوم قبل عقد من الزمن هي عنجهية النظام الإسلامي حينها، النظام الذي لم يفوّت فرصة ليذكر فيها الناس بممانعته و مقاومته لقيام دولة إسرائيل، و التي لمكر الزمان به تدخل السودان من بابه الأمامي معتزةً بنصيرها في البيت الأبيض و حليفها في أبوظبي و ذاك لباس من سوء الدبلوماسية ألبسنا له سيء غزْل الإسلاميين السياسي، فالسلام المرتقب بين السودان و إسرائيل تدفع مراكبه أمواج لا قِبل لنا بها، شظف في العيش و تنكب في مسار الانتقال الديمقراطي. وضعتنا الإدارة الأمريكية تحت مقصلة الأمر الواقع بربطها التطبيع برفع العقوبات و إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، و على الرغم من رفض الحكومة السودانية و تكرارها للرفض في مناسباتٍ عدة أن يُربط الأمران معًا إلا أنها لم تجد أذنًا صاغيةً في المكتب البيضاوي لترامب، ليكون الأمر مقايضةً، هذه بتلك، و ما للسودان حيلة. أن تنشأ علاقة دبلوماسية بين السودان و إسرائيل بسبب الضغط الأمريكي المتأهب لانتخابات جديدة قد تحدث تغييرا كبيرا في واشنطون يعني خروجها للعالم و العلن ميتة من أي دفع شعبي يؤيدها، ففي أوضاع طبيعية كان الممكن أن تُناقش إمكانية السلام مع إسرائيل في برلمان منتخب يُقِدر هو وحده مقيات السلام أو استمرار الحرب لتصبح محفوفة بديمقراطية القرار و شفافية المناقشة و تأييد ممثلي الشعب في برلمانه، و لكن هل يمكن تفويت هذه الفرصة السانحة لرفع اسم السودان من القائمة مقابل التطبيع بعذر انتظار حكومة منتخبة قد يسبقنا إليها انقلاب عسكري أو أي سيناريو آخر يعبث بالفترة الانتقالية؟ ألمح كاميرون هودسون الخبير الأميركي المهتم بالشأن السوداني في تغريدة له أن تفويت الفرصة يعني أيضا الرهان على الإدارة الأمريكية القادمة و التي ستعيّن وزيرا الخارجية بتاريخ أبريل القادم ليبدأ بعد ذلك رحلة المفاوضات من نقطة قد نتجاوز ما تخفيه لنا لو أسرعنا الخطى اليوم بالموافقة على عرض واشنطون الأخير، و إن كان الناس يتوسمون في الديمقراطيين خيراً فعليهم فقط أن يتذكروا المعارضة العلنية لإزالة اسم السودان التي تولى كِبرها تشاك تشومر و بوب مينديز، القياديان في الحزب الديمقراطي بحجة أن إزالة اسم السودان يعرض حقوق ضحايا الحادي عشر من سبتمر للضياع و تلك حلقة أخرى في الإبتزاز. تحتاج إذن الحكومة الحالية أن تعزم أمرها نحو التطبيع، فالصراحة تقتضي قول أننا بوضعنا الحالي لا نضيف شيئا للقضية الفلسطينية و إن زحفوا غدا نحو تل أبيب، علينا أن ندرك حجم التحديات التي تحيط بالانتقال الحالي و كونه الفرصة الوحيدة الباقية أملا لهذه الأمة في بناء بلد ديمقراطي متقدم، و على الفلسطينيين - مع عدالة قضيتهم - أن يتفهموا خطوة السودان و على السودانيين بالمقابل ألا يروا فيه غير كمال سعيهم للديمقراطية و تحسين ظروف حياة الناس، تلك مهام الحكومة الواجب عليها التصدي لها و إن كلفها الأمر تطبيعا مع إسرائيل ترى أنها غير مكلفة بالبحث فيه، فعلى الجانب الآخر من ضفة الشريكين يؤيد البرهان و حميدتي التطبيع و سيكون من الخطل و أنت تجاهد لزيادة رقعة النفوذ المدني أن تمنح الجنرالات تفوق أن يكونا حليفي أميركا الموثوقين في السودان. تلكأت الحكومة في بعض القضايا التي تحتاج حسما عاجلا في مسائل الاقتصاد مع تآكل التأييد البائن للعيان جعل من معالجة هذه الأمور لاحقا غاية في الصعوبة بعد أن اتسع فتقها على رتق الحكومة، هناك فرصة لإزالة اسم السودان من القائمة و شرطه التطبيع، و إزالة السودان من القائمة سيجني عليه ثمارا اقتصادية أقتبسها من مقال فاروق كمبريسي بمداميك و التي أجملها في : 1/ إزالة القيود على التعاملات المالية و المصرفية للسودان مع العالم الخارجي. 2/ تلقي المساعدات من الولايات المتحدة على غبار ما يحدث مع إثيوبيا و كينيا و مصر . 3/ إحراز تقدم في ملف إعفاء الديون بالأخص لنادي باريس و الوصول لنقطة قرار في موضوع ال (HIPC). 4/تهيئة بيئة الأعمال و جعلها جاذبة للاستثمار. الوعود الأمريكية مقابل التطبيع التي وضِعت على منضدة حمدوك أوردها الصحفي واصل علي في صفحته على تويتر و منها: - الإزالة من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد دفع مبلغ التعويضات الذي أمنته حكومة السودان. - إزالة السودان من قائمة حظر السفر. - الإلتزام بتسهيل الاستثمار الأميركي في السودان - الإلتزام بعقد مؤتمر للاستثمار بالسودان يحضره حلفاء الولايات المتحدة - إلتزامات عاجلة من الولايات المتحدة و حلفائها بشحنات من المساعدات (قمح و أدوية) تقدر بمئات الملايين من الدولارات. - إعفاء ديون على السودان قيمتها 3 مليار دولار بتاريخ أكتوبر 2021. - العمل مع و إقناع نادي باريس و الدائنين لإعفاء أو تخفيف ديون السودان. نحن إذن في سباق مع الزمن و الولايات المتحدة تريد قرارا نهائيا بتاريخ الغد 15 من أكتوبر، و أتمنى ألا تتباطأ الحكومة في اختيار ما ينفع الناس و يدعم انتقالهم للديمقراطية.

Quote: فعلى الجانب الآخر من ضفة الشريكين يؤيد البرهان و حميدتي التطبيع و سيكون من الخطل و أنت تجاهد لزيادة رقعة النفوذ المدني أن تمنح الجنرالات تفوق أن يكونا حليفي أميركا الموثوقين في السودان.

Quote: زبدة المقال في هذا المقتبس. هو بالتأكيد متخوف من العسكر كما نحن..فقد اشرنا إلى هذا الأمر من قبل.

Quote: سيكون من الخطل و أنت تجاهد لزيادة رقعة النفوذ المدني أن تمنح الجنرالات تفوق أن يكونا حليفي أميركا الموثوقين في السودان.