كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: للدرويش الجمهورى النور حمد .. عبد الله خلي� (Re: نادر الفضلى)
|
(2) عبد الله خليل “اعتذاري:” التاريخ: 11-4-1958 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية
الموضوع: صحف سودانية تعلق على الاتفاقية “ نرسل لكم ما نشرت صحيفة “مورننق نيوز” (تصدرها دار صحيفة “الايام”) يوم 3-4-1958 عن اتفاقية المساعدات لحكومة السودان …
ونلاحظ الأتي عن البيان لذي اصدره عبد الله خليل، رئيس الوزراء، عن الاتفاقية، وعن طريقة نشر الخبر في الصحيفة: اولا: يبدو بيان عبد الله خليل “اعتذاريا ”. ثانيا: قال البيان ان حكومة السودان اجرت تغييرات “اساسية” في مسودة الاتفاقية حتى لا تكون مثل اتفاقيات اخرى عقدناها مع حكومات اخرى. ونحن نرى ان هذا القول “انوارانتيد” (لا مبرر له). ثالثا: نلاحظ ان ما نشرت الصحيفة فيه لمسات محمد احمد محجوب، وزير الخارجية الذي يمكن ان نصفه بانه “ايقوتستيكال” (مغرور) في الحقيقة، قال لنا مصدر نثق فيه انه كان في مكتب محجوب، قبل يوم من نشر خبر الصحيفة. وشاهد محجوب يتصل تلفونيا مع رئيس تحرير الصحيفة، ويتحدث معه عن طريقة معينة لنشر الخبر. بعد اربعة ايام من نشر الخبر، اتصلنا تلفونيا مع عبد الله خليل. واشتكينا من طريقة نشر الخبر. وقال لنا ان الخبر، كما نشر، لم يكن صحيحا. لكنه قال ان اشخاصا في الصحيفة هم المسئولون.
ويبدو لنا ان حكومة السودان تتوقع حملة دعائية ضدها. وتريد ان تثبت، على الاقل للتاريخ، انها لا تزال تلتزم بمبدأ “الحياد الايجابي” …
تعليقات:
اولا: يبدو واضحا ان السفير الامريكي استعمل كلمات دبلوماسية ليقول ما معناه ان حكومة عبد الله خليل كذبت في تقديم الاتفاقية الى الشعب السوداني. وصورت نفسها بانها “ضغطت” على الحكومة الامريكية حتى لا تكون الاتفاقية “مشروطة” مثل اتفاقيات امريكية مع دول اخرى . ثانيا: يبدو واضحا ان حكومة عبد الله خليل كانت خائفة من اتهامات “خيانة” و “عمالة” من الحزب الاتحادي والشيوعيين، بالاضافة الى المصريين . ثالثا: يبدو واضحا ان الاميركيين كانوا حريصين على الاشارة في الاتفاقية الى “احترام استقلال وسيادة جمهورية السودان.” وان المستشار القانوني للخارجية الاميركية وقع عليها للتأكد من ذلك . رابعأ: يبدو واضحا ان الاجواء العربية في ذلك الوقت كانت معادية لامريكا. خاصة بعد اتحاد مصر وسوريا في الجمهورية العربية المتحدة، وارتفاع نجم الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وان عبد الله خليل كان خائفا من اتهامات المصريين له بانه “عميل” لامريكا. مثل نوري السعيد، رئيس وزراء العراق قبيل الثورة التي قلبت النظام الملكي في العراق، بعد ثلاثة شهور من هذا التاريخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: للدرويش الجمهورى النور حمد .. عبد الله خلي� (Re: نادر الفضلى)
|
(3)
تعليقات صحف سودانية: التاريخ: 16-4-1958 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: تعليقات صحف سودانية على مساعداتنا للسودان
(مقتطفات) :“الايام” الوسطية اليسارية “لا توجد في الاتفاقية شروط. لهذا، نقبلها. لكن، تجب مراقبتها، ربما فيها شروط واهداف سرية … ”
:“الصراحة” الشيوعية “يعلن الاميركيون انهم يقدمون مساعدات غير مشروطة الى دول العالم الثالث. لكنهم يستخدمون هذه المساعدات مثل الشبكة التي تصطاد السمك، ليصطادوا هذه الدول. نحن نرى ان المساعدات الامريكية لن تساعد الاقتصاد السوداني. لكنها ستكون ستارا لجيوش من الخبراء والجواسيس الامريكيين في السودان. سيجوبون السودان غربا وشرقا وشمالا وجنوبا. وسيصبح السودان وكرا للجواسيس الامريكيين، مثل ايران والاردن. ونخن نخاف من هذا على سيادة واستقلال السودان.”
:“العلم” صحيفة الحزب الاتحادي “اندهش الشعب السوداني عندما سمع ان حكومة حزب الامة وقعت على اتفاقية مع الحكومة الامريكية. يريد الامريكيون الضغط على حكوة ضعيفة لتكون عميلة لهم. واثبت تاريخ المنطقة ان المساعدات الامريكية دائما تكون سبب كوارث اقتصادية، وعدم استقرار، وخرق لسيادة الدول، ودخول في احلاف عسكرية اجنبية …”
:“الامة” لسان حزب الامة “يجب ان نلاحظ انه، في نفس وقت نشر خبر المعونة الامريكية، نشرت الصحف تصريحات محمد احمد محجوب، وزير الخارجية، بان السودان مستعد لقبول مساعدات روسية. وان عبد الله خليل، رئيس الوزراء، قابل السفير الروسي في الخرطوم. وقال له ان السودان لن يفرق بين الغرب والشرق. وسيقبل التعاون مع الروس بنفس المقاييس التي تعاون بها مع الامريكيين … ”
| |
|
|
|
|
|
|
Re: للدرويش الجمهورى النور حمد .. عبد الله خلي� (Re: نادر الفضلى)
|
(4)
عبد الرحمن المهدي: التاريخ:17-5-1958 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: عبد الرحمن المهدي “اليوم، قابلت السيد عبد الرحمن المهدي، زعيم طائفة الانصار الدينية، وراعي حزب الامة الذي يحكم السودان تحت عبد الله خليل رئيس الوزراء …
قابلته لوداعه لانه سيسافر قريبا الى سويسرا للعلاج. وتحدثنا عن المستقبل، بعد ان فاز حزب الامة باغلبية في الانتخابات العامة التي انتهت في الشهر الماضي. وبعد ان شكل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الديمقراطي، حزب طائفة الختمية التي يرعاها السيد على الميرغني. يسيطر على هذه الحكومة حزب الامة، والذي صار الأن اقوى حزب في السودان. بينما يقف غريمه، الحزب الاتحادي بقيادة اسماعيل الازهري، رئيس الوزراء السابق، في المعارضة …
لان حزب الامة صار اقوى حزب، ولان الانصار يبدو انهم يقدرون على السيطرة على نظام الحكم في السودان، ولانهم ما عادوا يحتاجون الى حزب الختمية، ولانهم يقدرون على حكم السودان بالتحالف مع الجنوبيين، ظهرت اخبار بان المهدي سيكون رئيسا للجمهورية (بعد الغاء مجلس السيادة الخماسي) … ليس هذا موضوعا جديدا. قبيل استقلال السودان، قبل ثلاث سنوات تقريبا، كان هناك حديث عن اختيار المهدي ملكا على السودان. وكان السبب هو قوة حزب الامة، وقيادته لاتجاه استقلال السودان استقلالا كاملا، بينما كان الحزب الاتحادي يريد الاتحاد مع مصر، حتى غير رايه في وقت لاحق. لكن، في ذلك الوقت، لم يقدر حزب الامة على اكتساح انتخابات سنة 1953، واكتسحها الحزب الاتحادي، وصار الازهري رئيسا للوزراء، وفي عهده تحقق استقلال السودان. ولم تتحقق احلام المهدي والانصار … لكن، الأن، بعد الانتخابات الاخيرة التي اكتسحها حزب الامة، عاد الحديث، ليس عن تتويج السيد عبد الرحمن المهدي ملكا، ولكن رئيسا للجمهورية. ولا غرابه فهو ابن المهدي الكبير، الذي قتل الجنرال البريطاني غردون، وبالقوة اخرج البريطانيين والمصريين من السودان …
عندما قابلت المهدي لوداعه، سالته عن الموضوع. وهو لم ينف فكرة ان يكون رئيسا للجمهورية. بل كان متحمسا ومتيقنا، وكأن لا جدال في الموضوع. وقال انه كان قابل الملك سعود بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، وتحدثا عن الموضوع. وان الملك سعود ايده وشجعه. لكن، قال له المهدي انه لابد ان يسافر الى سويسرا للعلاج. ولا يعرف ماذا سيحدث في غيابه. وقال له الملك سعود انه يمكن ان يفوز وهو في سويسرا، وعندما يفوز، يسافر من سويسرا الى السعودية لمقابلة الملك سعود، والذي وعد برد الزيارة، وزيارة السودان في وقت لاحق … عندما قابلت المهدي سالته عن التوتر بين وزراء حزب الامة وزراء حزب الشعب، حزب الختمية، في وزارة عبد الله خليل الجديدة، وهي الوزارة التي شكلت بعد الانتخابات الاخيرة. وقال المهدي ان سبب المشاكل هو وزراء من حزب الختمية يتحالفون مع المصريين. وقال المهدي انه يعرفهم ويتابعهم ويقدر على السيطرة عليهم، ولا يخشى على وزارة عبد الله خليل …
وسالته عن هجوم وزراء الختمية على اتفاقية المساعدات الامريكية للسودان (المعونة الامريكية). وقال ان قائد المعارضة ضدها هو على عبد الرحمن، الذي يتحالف مع المصريين. ليس ذلك فقط، لكنه، على عبد الرحمن، مؤخرا زار روسيا، ويبدو انه تشبع بافكار روسية (ضد التعاون مع امريكا)، كما قال المهدي … ”
| |
|
|
|
|
|
|
Re: للدرويش الجمهورى النور حمد .. عبد الله خلي� (Re: نادر الفضلى)
|
(5) مظاهرات ضد المعونة الامريكية: التاريخ: 24-5-1958 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية
الموضوع: مظاهرة ضد المساعدات الامريكية
“يوم 16-5 وفي الابيض وبقيادة الجبهة المعادية للاستعمار الشيوعية، خرجت اول مظاهرة ضد اتفاقية المساعدات الامريكية الى حكومة السودان. تحدث في المظاهرة الحاج الطاهر، مرشح الجبهة المعادية للاستعمار الذي سقط في الانتخابات في دائرة الابيض. وايضا، تحدث حسن الطاهر زروق، ممثل الجبهة المعادية للاستعمار في البرلمان السابق. وشن هجوما عنيفا على الولايات المتحدة، وقال ان هناك بنودا سرية في اتفاقية المساعدات … ويوم 18-5، وبقيادة بابكر قباني، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الاتحادي، تظاهر اربعة الأف شخص تقريبا قرب منزل اسماعيل الازهري، نائب دائرة امدرمان الشرقية، ورئيس الوزراء السابق. وخطب فيهم الازهري، وقال ان اتفاقية المساعدات الى السودان “اسوأ من الاستعمار البريطاني.” وايضا، خطب في المتظاهرين، وقالوا نفس اشئ تقريبا: نصر الدين السيد، عماد الدين عثمان، احمد محمد الشيخ، ورفع المتظاهرون لافتات قالت: “لا نريد المعونة الامريكية” و “المعونة الامريكية استعمار جديد” و “حزب الامة يقود السودان نحو احلاف عسكرية اجنبية”
يوم 21-5، تظاهر مؤيدو حزب الامة وايدوا المعونة الاميركية. تظاهروا في امدرمان قرب قبة الامام المهدي، وخطب فيهم: محمد احمد محجوب، وزير الخارجية، وعبد الرحمن نقد الله، وزير دولة، وعبد الرحمن على طه، وزيرالحكومات المحلية، وزيادة ارباب، وزير التعليم …
رأينا: اولا: تبدو هذه المظاهرات المعادية ضد حزب الامة اكثر منها ضد المعونة الامريكية. ثانيا: لم يكن المتظاهرون الاتحاديون متحمسين، وهم عادة، الاتحاديون، يتظاهرون في حماس واضح … ”
| |
|
|
|
|
|
|
|