ما بين د. النور حمد وبعض "اليسار": أخذ و رد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 01:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2020, 04:48 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين د. النور حمد وبعض "اليسار": أخذ و رد






                  

09-28-2020, 04:48 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أخذ (Re: عبدالله عثمان)

    "الجوع كافر"

    النور حمد

    صحيفة التيار 25 سبتمبر 2020

    لا أخفي أبدًا اعتقادي في أن ما يسمى "اليسار السوداني" كيانٌ معتلٌّ بنيويًا. ويتركز ذلك الإعتلال حصرا في الأحزاب اليساروية الأيديولوجية التي لم تدرك، حتى الآن، أن مفهوم اليسار قد تغيَّر بصورة جذرية عقب نهاية الحرب الباردة. قرأت في اليومين الماضيين بيانًا للحزب الشيوعي تحدث فيه عن الإمبريالية والصهيونية العالمية، وكأننا في ستينات القرن الماضي. هذا في حين دخلت كلٌّ من روسيا والصين في ركب الإمبريالية، بطرقٍ جديدة. ما الفرق يا ترى بين هذا الخطاب الذي تضمنه بيان الحزب الشيوعي وبين رؤية الدكتور الراحل، حسن الترابي التي أرادت أن تجعل من السودان مركزًا لنضالٍ كوكبي ضد الحضارة الغربية؟ كيف يا ترى سيقود الحزب الشيوعي السوداني القطر ويرفع من جديد راية الماركسية اللينينية التي سقطت، من لقا من السودان الذي لا يجد أهله ما يقيم أوَدَهم من الخبز الحافي، فيكون السودان المركز الجديد للنضال الأممي ضد الاستعمار والإمبريالية والصهيونية العالمية؟

    أيضًا استمعت إلى تسجيل للقيادي البعثي الأستاذ، محمد ضياء الدين، يعارض فيه مساعي السلام مع إسرائيل بخطابٍ وكأنه صادرٌ من عراق صدام حسين التي طالما تبجحت بالنضال والصمود، غمسحت بها الإمبريالية والصهيونية الأرض في ثلاثة أيام. تجاهل الأستاذ محمد ضياء الدين أن هناك شيئًا اسمه "اتفاقية أوسلو" وأن الفلسطينيين أنفسهم وقعوا اعترافًا بإسرائيل وتعهدوا بالسلام معها، وأصبحوا، يناضلون من آجل حقهم في دولة مستقلة، من جهة، وضد التغوُّلات الإسرائيلية، من الجهة الأخرى، منطلقين من داخل هذا الاعتراف، وليس من خارجه. بل إن فلسطينيي المناطق الواقعة تحت إدارة حركة "فتح"، يعملون، باختيارهم، في جني محصول البرتقال في المزارع الإسرائيلية. كما يقومون يوميًا بغير ذلك من الأعمال داخل الأراضي الإسرائيلية.

    هذا المكون اليساروي السوداني المتكلِّس العاجز عن التفكير النقدي وعن اقتلاع قدميه من وحل الأيديولوجيا، لا يزال يفضل العيش في غيابة التاريخ السابق لكامب ديفيد ولأوسلو. يحاول هذا المكون جر ثورتنا لخدمة شعاراته البالية وتوجهاته الصدامية العابرة للأقطار، بعيدًا عن خدمة البلد وقضاياها الآنية الملحة. وآرجو ألا نكون قد خرجنا من الابتزاز العاطفي باسم الإسلام الذي تخلصنا منه لنقع في دوامة جديدة من الابتزاز العاطفي باسم العروبة والنضال ضد الصهيونية والإمبريالية. تمارس هذه العقلية اليساروية نفس النهج النرجسي القديم المتمركز حول الذات الحزبية، الذي أفشل ثورتي أكتوبر وأبريل، ويوشك الآن أن يفشل ثورة ديسمبر، باختلاق المعارك الهامشية التي لا تتعدى مجرد إثبات الوجود وهو وجود هامشي على أي حال. لا يعي هذا المكون اليساروي الذي يهذي في أتون حمى الشعارات البالية أنه يركب مع كارهي الثورة على نفس المركب، ويخدم نفس أجندتهم. وأرجو أن تلاحظوا التطابق في: "لا أحد مفوض لمناقشة التطبيع". أفلستم تستنون كقوى حرية وتغيير الآن على تفويضٍ شعبي ثوري في كل ما تقومون به؟ إنكم تتذرعون بالتفويض الشعبي لتحموا قناعاتكم الأيديولوجية البالية.

    السودان في اللحظة الراهنة قطرٌ على حافة الهاوية، من الناحية الاقتصادية. فحكومته لا تستطيع توفير العملات الحرة اللازمة لجلب دقيق الخبز، والمحروقات التي يتوقف عليها نجاح الموسم الزراعي، وغاز الطبخ، والأدوية المنقذة للحياة، التي يعتمد عليها الملايين من السكان. هذا في حين تتهاوى أسعار عملته تهاويًا مخيفًا أمام العملات الأجنبية، ويرتفع معدل التضخم تبعًا لذلك. يبدو لي أحيانا أن علينا آن نسند أمور الاقتصاد للمنظرين الاقتصاديين لليسار، ليرونا حلولهم السحرية الناجعة التي تقوم بمعزل عن الإمبريالية والصهيونية العالمية وعن مؤسساتها المالية، وبمعزل عن الإعانات الخليجية. فيتوفر الدقيق والمحروقات والدواء وغيرها، في التو والحين. هؤلاء يعملون على إفشال الفترة الانتقالية على نفس النسق الذي تعمل به القوى الكارهة للثورة. فهم لا يدركون أن "الجوع كافر"، في حين يدرك ذلك كارهو الثورة، ولذلك يعملون بجدٍّ لكي يسود الجوع الذي سوف يخلط جميع الأوراق ويقود حتما للانهيار.
                  

09-28-2020, 04:50 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    ههنا يكمن التكلُّس اليساروي
    (1)
    النور حمد

    صحيفة. التيار 27 سبتمبر 2020

    عكست الردود التي ازدحمت بها الأسافير حول مقالتي في نقد اليسار الشيوعي والبعثي في السودان، حقيقة هذين التنظيمين الطنَّانين. جنحت غالبية تلك الردود إلى الهتر، وهو أمر لم أكن أتوقع غيره، على أي حال. فاليسار السوداني صنع قبيلةٍ، ولم يصنع حزبًا سياسيًا ديموقراطيًا حداثويًا. لذلك ما أن شاعت مقالتي في الأسافير امتشق صغار فرسان هذه القبيلة اليساروية سيوفهم وشرعوا يدافعون بالنصال عن صنم قبيلتهم وبقرتهم المقدسة. هؤلاء لا يناقشون، لأنهم لا يملكون حصائل معرفية يناقشون بها. ولذلك، ينحدرون تلقائيًا على منزلق الهتر الفج والغوغائية. يريد كل فارسٍ منهم نيل رضا القبيلة، وقد سنحت لذلك الفرصة. هذا النهج، هو ما جعلهم، باستمرار، خارج ساحة الفعل الفكري المنتج. وقد تأكد لي الآن، أكثر من أي وقت مضى، ألاَّ فرق في طريقة مقارعة الرأي المغاير، بين التكفيريين المسلمين، وهؤلاء التكفيريين اليسارويين.

    قلنا لهم إن مفهوم اليسار تغيَّر عقب نهاية الحرب الباردة، فلم يلقوا بالاً إلى ذلك. لم يناقشوا ذلك، ولم يسألوا ماذا يعني، وإنما ذهبوا إلى "محفوظاتهم الأولية" في التخوين وكيْل التهم بخدمة الإمبريالية والصهيونية العالمية، وترديد الشعار الأجوف: "قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية". هذا في حين أن حلايب محتلَّةٌ عربيًا، ونصف أهل دارفور وغيرهم يعيشون في معسكرات النزوح. كلُّ ما عناهم أن القبيلة هوجمت، وأن عليهم الدفاع عنها، كيفما اتفق. لا جدال في أن اليسار لا يزال حيًّا وناميًا في جميع بقاع العالم. وقد أدخل تحت مظلته حماة البيئة والحركات النسوية ومعتنقي الاتجاهات الروحانية الجديدة، وغيرهم. لقد تغير مفهوم اليسار بعد أن مخرت سفنه بعيدًا عن مرافئ الماركسية اللينينية وأطرها. فالماركسية اللينينية لم تعد تصلح أداةً لتحليل ما يجري الآن على مستوى الكوكب، كما لم تعد تصلح لقيادة اليسار المتنامي وسوقه نحو تحقيق أهدافه. العمل اليساري لم يعد ذاك العمل الثوري الملحمي الذي يقلب الأوضاع بالعنف والقوة، ويسلِّم الطبقة العاملة مقاليد الأمور. وإنما انحصر في نطاق الاصلاحات المطلبية التي تحول النظام الرأسمالي، تدريجيًا، إلى نظام اشتراكي عبر وسيلة الديموقراطية، وليس بغيرها.

    تسير الصين (الشيوعية سابقا) في طريق الأتمتة Automation، إذ أخذت تحل الآلة محل الإنسان وتسير في هذا الطريق بأسرع مما يفعل الغربيون، بشهادة الغربيين أنفسهم. ولسوف يأتي وقتٌ قريب لن تكون هناك طبقة عاملة تقليدية كالتي وصفتها الأدبيات الماركسية. ولسوف يُخرج الذكاء الصناعي وعلم الروبوتات، في العقود وربما السنوات القادمات، الإنسان من أي موقعٍ للعمل يمكن نتصوره. وبناء عليه ستصبح دولة الرعاية الاجتماعية أمرًا مفروضًا على الجميع. فإن لم تتكفل الدولة برعاية مواطنيها وتركت الحبل على الغارب للرأسمال، فإن جيوش العطالى سوف تتحول إلى جيوش من المجرمين. وربما بسبب هذا، بدأ بعض المجانين يفكرون في إنقاص سكان العالم بالحروب وبالأوبئة، أو بكليهما. حين نقول إن الحزب الشيوعي السوداني حزب متكلِّس فإننا نعني ذلك تمامًا ولا نقصد بذلك الهزؤ، وإنما قصدنا إيضاح حقيقته على ما هي عليه. فهو حزب بلا أدبيات يُعتد بها وبلا تجديد فكري وبلا قادة مفكرين. هو الآخر مجرد "لمة" امتدت إلى حاضرنا من تاريخ العمل النقابي، وتحولت إلى قبيلةٍ كثيرةٍ الضجيج، مفرطةٍ في نرجسيتها، لا ترى من حق الناس أن يروا غير ما ترى. أما البعث، فهو لم يعد سوى صدى باهتٍ لحقبة طويلةٍ من الفشل ومن الدم المسفوح، انطمرت تحت التراب. (يتواصل)
                  

09-28-2020, 04:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    ههنا يكمن التكلُّس اليساروي
    (2)

    النور حمد

    صحيفة التيار 28 سبتمبر 2020

    لقد نادى بتجديد جلد الحزب الشيوعي السوداني شيوعيون نابهون مُطَّلعون، مثال: الخاتم عدلان وصديق الزيلعي، والشفيع خضر، وكثيرون غيرهم ممن لم تظهر مساهماتهم على السطح. ويعلم كلنا كيف كان مصيرهم مع الكهانة الأرثوذوكسية القابضة على رقبة الحزب الشيوعي؟ لقد جرت شيطنتهم على نفس النهج الذي تجري به شيطنتي اليوم، التي تقوم بها في الأسافير الأقلام قصيرة النَّفَس، لصغار محاربي قبيلة الحزب الشيوعي. لقد نادى المفكر الشيوعي د. فاروق محمد إبراهيم بتغيير اسم الحزب الشيوعي بناءً على المستجدات الفكرية والسياسية، والافصاح عن علاقته بالدين وعن علاقة الدين بالماركسية، ولكن لا حياة لمن تنادي. فالحزب ليس في أيدي مفكرين، وإنما في أيدي كادر نقابي متمرس، لا يعرف شيئًا أبعد من العمل التنظيمي والمناورات السياسية.

    تمر الفترة الانتقالية الآن بفترة عصيبة في وقت يعاني فيه الشعب ضائقة معيشية غير مسبوقة. بل لقد أصبحت الفترة الانتقالية في مجملها على كف عفريت بسبب سوء إدارتها. مر أكثر من عام منذ أن تسلمت الحكومة الانتقالية مقاليد السلطة. ولم تجن الجماهير العريضة التي أشعلت هذه الثورة وضحت من أجل نجاحها بدمائها، سوى حملات علاقاتٍ عامةٍ باهتة، تتمثل في حلقات نقاش تلفزيونية يديرها من سرَّبهم اليسار إلى الأجهزة الإعلامية. إضافةً إلى مؤتمرات متتابعة "مكلفتة" لا تسمن ولا تغني من جوع. وهي مجرد حملات علاقات عامة غرضها التخدير وشراء الوقت في انتظار ما لا يأتي.

    لقد حوَّلت قلة كفاءة من أداروا التفاوض مع اللجنة الأمنية، ومن بينهم شيوعيون كبار، هذه الثورة حتى الآن إلى جهدٍ بلا عائد. لقد تحوَّلت أحلام الثوار في إدارة مقتدرة للفترة الانتقالية إلى تمكين حزبي جديد متعدد الرؤوس، وإلى اقتناص متلهف للمناصب. ونذكر كلنا أن التوجه الأول للثورة تمثل في أن تدير الفترة الانتقالية حكومة كفاءات. لكن، ما لبثنا أن رأينا الشخصيات الحزبية تأخذ طريقها إلى المناصب. لقد فات على قوى اليسار وغيرها، وهي تمارس خداع الشعب، منطلقةً من غرائزها البدائية الأولى التي تأثيرها المناصب، أن هناك أجيالاً من السودانيين تعرف بعضها منذ أيام الدراسة في الثانويات والجامعات، ويعرفون إلى أي حزب ينتمي غالبية من تبوأوا المناصب. لقد أرسلت أحزاب اليسار إلى المناصب من ظنوا أن انتماءهم مجهول لدى عامة الناس، وفي هذا جهل بالبيئة السودانية، وبمدى معرفة السودانيين ببعضهم.

    لقد أفشل الشيوعيون ثورة أكتوبر وجعلوا فترة الانتقالية لا تتجاوز بضعة أشهر بسبب سوء تصرفهم. لقد ظنوا أن ثورة أكتوبر هي الثورة البلشفية، ولن تلبث الطبقة العاملة أن تأتي إلى دست الحكم. وكان ذلك جهلا موبقا بالسياق السوسيو/اقتصادي السوداني. رفعوا شعار لا زعامة للقدامى، ولا أحزاب بعد اليوم، ومنحوا جبهة الهيئات التي يسيطرون عليها 7 وزارات، في حين منحوا كلا من حزب الأمة والاتحادي وجبهة الميثاق وزارة واحدة. كما منحوا أنفسهم وزارة واحدة، وفقًا لما حسبوه ذرًّا للرماد في العيون. غير أن الجميع كانوا يعلمون أن نصيب الأسد من وزارات حكومة أكتوبر الذي ذهب إلى جبهة الهيئات، إنما ذهب إلى الحزب الشيوعي "باللفة". لذلك، ألَّبت عليهم الأحزاب الكبيرة الشارع ومورس ضغطٌ رهيبٌ على رئيس وزراء الفترة الانتقالية السيد، سر الختم الخليفة، فاستقال وانهارت الفترة الانتقالية، وتبخرت أحلام الثائرين، وأصبحت أكتوبر أثرًا بعد عين. (راجع كتاب تيم نيبلوك: "صراع السلطة والثورة في السودان"، ترجمة محمد علي جادين والفاتح التجاني، وراجع كتاب محمد سعيد القدال "معالم في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني"). غدًا أعرض بعضًا من تفاصيل محاولات "تكويش" الحزب الشيوعي على أكتوبر حتى أجهضها. (يتواصل)
                  

09-28-2020, 04:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    🔵يغمط كثيرون الصديق الدكتور النور حمد علي شجاعته في إبتدار النزال الفكري بجرأة لامثيل لها .
    غض النظر عن رأينا فيما يعرض من موضوعات ويقدم من طروحات نقدية ، لن ينكر مُنصف توفر الرجل علي قلم مستنير مكتنز بأدوات تعبيرية ديجتال تبتز مايتسلح به التقليديون من مفروشات برندات السوق .
    إذن ، لاغرو إن جاء محصوله الفكري متميزا في النسج والنوع . فأدواته التي يحشدها تسندها مناهج بحثية وأوعية علمية راسخة .
    إستطرادا ، يجئ طرح د. النور متسقا مع شخصيته : مثقفا حرا وطليقا من أي مُكبلات وقيود حزبية او فكرية . فليس بمستغرب ألاّ يسيغ صراحته المستفزة ومباشرته المؤلمة من يضيق بهم الماعون ، فالالتزام العقائدي وصمدية المحفوظات يناقضان قوانين الحركة والخيال . يتعين علينا أن نحيي قدرات النور حمد الاستثنائية في تمزيق أكفان القداسة الفكرية ، المُتَوّهْم منها ومابطن ، وغاراته الجسورة علي القباب المنصوبة في فضاء حياتنا السياسية والفكرية وولوجه مزاراتها ونبشه لمراقدها وكشفه ان مومياء الفكي ليست سوي أضغاث في أكفان ، والضغث لغة هو ما تظفر به من قبضة الحشيش فيمتزج الطويل بالقصير، الطّري باليابس والرطب بالقاسي ، وما يصلحُ للأكل وما لا يصلح.وما اكثر هذا النوع الاخير !
    عبدالرحمن الامين
    واشنطن
                  

09-28-2020, 05:05 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    الأيديولوجيا وعقدة النور حمد
    --------------------------
    -الأستاذ : عبدالمنعم محمد
    ------------------
    طالعنا (المفكراوي) النور حمد بمقال عنوانه (الجوع كافر) وهو يتحدث عن التطبيع مع دوله الكيان الصهيوني، باكتشافه أن جدلية الجوع الكافر والشبع المسلم تكمن في التطبيع مع الكيان الصهيوني والذي يمثل (للمفكراوي) ود حمد حلا للمشكلة السودانية .
    وهذا النور بدأ (ينعل) ظلام أيديولوجيا اليسار واصفا موقفهم المبدئي بالموقف المتكلس العاجز دون أن يفرز بين مبدئية الموقف بأن قضيه فلسطين قضيه مركزية للامة العربية والإسلامية وقضية انسانية للشعوب المتحررة لأنها قضية حرية وتحرر من الإستعمار الإمبريالي الصهيوني لأرض وشعب فلسطين المناضل. ولأن قيم شعبنا وثورة ديسمبر المجيدة تعانق قضايا الحرية والتحرر فى كل بقعة من العالم والحرية لنا ولسوانا.
    وقد أغفل هذا المفكراوي الجديد أن الصهيونيه عقيدة أيديولوجية لا يحلل منهجها وطريقة تفكيرها إلا الايدولوجيين أمثال حزب البعث ووالحزب الشيوعي، لأن الصهيونية حركة عالمية وقد تطورت الفكرة عمن هو الصهيوني الذي ماعاد ذلك الذي يبكي علي حائط المبكي ويطلق لحيته بما كانت تسمي بالصهيونية الدينية وأصبحت إطارا أوسع بما يعرف حديثا بالصهيونية السياسية والتي تضم كل من يخدم الأيديولوجيا الصهيونية حيث يوجد منهم رؤساء دول ووزراء ومثقفين دعاة للتطبيع مثل كاتب المقال وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات تطوعية وتطبيعية .
    اليسار عموما والبعث خاصه يدرك بوعي ايديولجي أن الأزمة الوطنية الشاملة التي ورثتها الفترة الإنتقالية يكمن حلها بإستنهاض الإرادة الوطنية وشحذ الموارد الطبيعية لبلادنا وتبني سياسة خارجية متوازنة وعدم الدخول في سياسة المحاور وهذا هو المدخل الحقيقي لقتل الجوع الكافر لا بالتطبيع مع كيان مغتصب، اما هؤلاء الليبراليين (القدامي- الجدد) أمثال الكاتب فهم التحدي الحقيقي لثورة ديسمبر المجيدة بتلك الأفكار التي تخدم الصهيونية العالمية ومشروعها التوسعي من الفرات للنيل وهم سدنتها وخدام حائط مبكاها، متناسين أن إرادة الشعوب لا تقهر ولم ولن يتعلموا حتي من ثورة ديسمبر المجيدة وهم محسوبين منها بكل أسف لأنهم لا يشبهونها فى الهدف أو الموقف .
                  

09-28-2020, 05:16 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    كتب أسامة البيتي

    أفتكر أن المسألة الدقيقة في مقال د. النور هي أن الخطاب، والمواقف السياسية القديمة، لليساريين، والتي لم تهزم الامبريالية في الماضي، بل ساعدت على تفوقها واستشراسها، لن تفلح اليوم في مواجهة الامبريالية الحديثة، وبخاصة بعد أن أصبح كل العالم رأسمالياً، وتقوده القوى الرأسمالية العظمى بما فيها روسيا والصين..
    د. النور لم يقل بأن الامبريالية قد زالت، ولا أظنه يمكن أن يقول بذلك، وليس في مقاله ما يوحي بذلك.. ولكنه، يتساءل عن كيف يستطيع اليساريون حل الازمة الاقتصادية السودانية وإسكات جوعة الشعب السوداني بالخطاب والمواقف القديمة، و بمعزل عن الامبريالية العالمية الحاضرة، بما فيها روسيا، والصهيونية؟!!
    وفي تقديري، أن د. النور يريد أن يلفت نظر قوى اليسار إلى ضرورة ابتداع افكار وأساليب ومواقف سياسية جديدة، تصلح لمواجهة الامبريالية الحاضرة، والتعامل معها، بما يساعد في حل الأزمة الاقتصاديه في السودان، التي لا تحتمل التأجيل، وضمان توفير ضروريات العيش للسودانيين حالاً وليس مآلاً.. ذلك بأن الخطاب والمواقف السياسية القديمة قد تجاوزها الواقع الكوكبي المعاصر، المتشابك سياسياً واقتصادياً، و إنسانياً...

    ولا نحتاج هنا إلى القول بأن الموقف السياسي من العداء مع اسرائيل، قد تجاوزه الزمن وتجاوزه الواقع المعاش اليوم، فلم يعد صالحاً ، وهو، على التحقيق، لم يكن صالحاً في الماضي، ولم تكن له ثمار، ولن تكون له ثمار.. فهو موقف غير حكيم، ولم يزد به العدو المتوهم إلا منعة وقوة واقتدارا..

    ثم إن مسألة أن د. النور قد كان من دعاة التفاوض مع النظام قبيل الثورة، لا تصلح، من الناحية الموضوعية، لمواجهة النقاط الهامة التي أثارها في مقاله الذي بين أيدينا الآن.. إذ أن الآراء السياسية إنما هي وليدة واقعها، وتبنى على تحليلات آنية وظرفية في وقتها.. ومن منا لم يعتريه اليأس، أو يتسرب إليه ال################، في وقت ما، قبل سقوط الانقاذ، من القدرة على إزالة نظامها البغيض، حتى والثورة في أوج عنفوانها؟!! ثم ماهي المصلحة التي كان يمكن أن يجنيها دكتور النور حمد من الانقاذ إذا ما حدث الهبوط الناعم بالتفاوض مع الانقاذ، حتى نرتاب في دعوته للتفاوض مع النظام؟!! فما أظنه إلا كان يحاول إيجاد مداخل لإيجاد حلول للأزمة السياسية السودانية التي كان يدفع ثمنها الشعب..

    أسامة البيتي

                  

09-28-2020, 05:31 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    سودان الثورة بين تطبيع الجمهوريين والعسكريين

    يوحي عنوان مقال د.النور حمد "التطبيع واستقلالية القرار السوداني" بأن هناك علاقة تلازم بينهما وأجدني وإن كنت أتفق معه أن استقلال قرارنا هدف يجب السعي إليه إلا أنني أرى أن ما ذهب إليه سيأخذنا في الإتجاه المعاكس للإستقلال. يجلي المقال ما أوحى به العنوان بشواهد تاريخية وتحليلية فكيف يُعرف المقال الإستقلال وكيف يُطبقه على التطبيع؟

    إستقلال القرار السوداني عند د.النور:
    عرفه ب "الجرأة على الخروج على الهيمنة العربية التاريخية على القرار السياسي السوداني." فهو يعتبر أن (الخروج) على الإجماع العربي بالتطبيع مع إسرائيل هو دليل على استقلال القرار مع إيلاء نوع من الأهمية على (منافع مؤكدة) من التطبيع.
    بداية هذا فهم غير سليم لمعنى استقلال القرار، ومِنْ ثَمْ فإِن الدكتور طبق ذلك الفهم بصورة خاطئة على قرار التطبيع فكأنه زَادَ فِي الطِّينِ بَلَّةً. نبدأ بالتطبيق لأن الخطأ فيه أوضح للعين المتفحصة: قرار التطبيع لو أُتخذ في (الستينات أوالسبعينات ) من القرن الماضي كان آنذاك خروجاً على الإجماع العربي القاضي بمقاطعة إسرائيل وتحرر من الهيمنة (المتوهمة) على القرار السياسي السوداني. بينما اتخاذ قرار التطبيع (الآن) هو عين ارتهان القرار السوداني للقرار الخليجي و الخضوع لإبتزاز الريال والدرهم وانصياع للضغوط الأمريكية. فالسودان بالسير في طريق التطبيع كما هو مطروح الآن يدخل تحت هيمنة محور إقليمي خليجي أضيق بالتأكيد من الإجماع العربي السابق الذي يُنفر منه المقال.
    ويتجلى الفهم غير الناضج و غير السليم لمعنى استقلال القرار السوداني في تصوره على أنه نوع من التمرد المراهق ومخالفة من أجل المخالفة. ويشي نوعاً ما بالإِحساس بالدونية تِجاه الآخرين مما يدفع إلى اتخاذ مواقف - بِغضِ النظر عن صوابها - فقط لإثبات النفس أمامهم.
    إستقلال القرار السياسي السوداني يعني أن يُتخذ على منطلقات سودانية وهذه المنطلقات تشمل إلى جانب المصالح السياسية والاقتصادية المختلفة مبادئ السودان وثورته من حرية و سلام وعدالة ومحاربة العنصرية. وقد غاب هذا الفهم الشامل والمبادئ العليا لدى المطالبين بالتطبيع. أما موافقة أو مخالفة دولة أين كانت: أفريقية.. إسلامية.. عربية..أوروبية أوغيرها من منظمات دولية أو إقليمية فيتراجع إلى مرتبة هامشية فما هو بالهدف الذي يسعى إليه أو خطر يهرب منه واضع القرار السوداني.

    السودان والتطبيع مصلحة أم خطر:
    بعد أن وضحت أن التطبيع هو عين الإرتهان للآخرين نتساءل هل لنا فيه منفعة قبل أن نجزم مع الدكتور بأنها مؤكدة؟ ضربت المقالة أمثلة على المنافع المرجوة. أولها سياسي وهو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. كشفت الأيام بأن رفع اسم السودان من القائمة (هدف مشروع ومصلحة حقيقية لنا) غير مشروط بالتطبيع وإن كان عامل مساعد. ولا أدل على ذلك من أن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو- الذي رُفضت ضغوطه في الخرطوم - حث المشرعين في الكونغرس برسالتين على دعم رفع اسم السودان من القائمة التي أدخلنا فيها الكيزان بسياساتهم الإجرامية الحمقاء.

    منافع سياسية: تصوير المقال لإسرائيل كدولة طبيعية تسعى في علاقاتها الخارجية (بدول المنطقة) لمنافع متبادلة وبالتالي يمكن أن يَجُر التطبيع معها فوائد للسودان تصوير قاصر. فكيان احتلال استيطاني عنصري كإسرائيل ليس من مصلحته الإستراتيجية قيام دول (قوية) أو(ديمقراطية) في المنطقة. فها هي في خضم قبلات وأحضان التطبيع ترفض أن تبيع أمريكا للإمارات طائرات F35 العسكرية رغم حوجة الإمارات لمعادلة ميزان القوى مع عدوتهم إيران. أما مواقف اسرائيل الداعمة للديكتاتوريات في المنطقة فغير خافية على أحد. فليس سراً أنها أيام ثورة يناير في مصر دعت أوباما لعدم رفع الغطاء السياسي عن نظام مبارك المترنح ، وهي الأن أكثر من سمن على عسل مع نظام السيسي الديكتاتوري. أما عن لقاء البرهان ونتنياهو فهو حلقة جديدة في سلسلة دعمهم للديكتاتورين الحاليين أو المحتملين. فاللقاء لا يمكن فهمه إِلَّا في إطار صراع البرهان والعسكريين على السلطة ضد المدنيين وذلك بعدما أظهرت مليونية 30 يونيو حجم الرفض الشعبي لهم فسعوا الى موطئ قدم بطلب ود أمريكا عبر السمسار الإسرائيلي. لكن المتغطي بالإسرائيليين عُريان فأعلن نتنياهو عن اللقاء لمكاسبة السياسية الآنية كاشفاَ سوءة البرهان السياسية أمام شعبه.

    التاريخ يقدم دلائل على أن دعم إسرائيل لعدم الإستقرار في السودان قديم. فمنذ لقاء جوزيف لاقو بقولدا مائير تواصل الدعم الإسرائيلي العسكري للتمرد لا كحركة تحرر - كما يتبادر لبعض الأذهان - ولكن كعامل اضطراب للسودان. فقد سعت لإجهاض مفاوضات السلام بين نظام نميري والحركة بقيادة حليفها جوزيف من خلال نصح الوفد الجنوبي بالمطالبة بالمزيد من التنازلات. لكن جوزيف بحسه الوطني وقع إتفاقية السلام عندما وجد أن مطالبه العادلة تمت تلبيتها وضد رغبة أعداء السلام الإسرائيليين. وثائق امريكية عن نميري (31): اتفاقية الجنوب: واشنطن: محمد علي صالح
    http://www.sudanile.com/index.php/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82/4590http://www.sudanile.com/index.php/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82/4590http://www.sudanile.com/index.php/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82/4590http://www.sudanile.com/index.php/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82/4590

    منافع اقتصادية : تفضل إسرائيل التعامل مع أنظمة فاسدة لتستطيع تمرير أهدافها و دونك صفقة الغاز حيث باعت مصر غازها لاسرائيل بأقل من 1.5 وهو أقل من سعر التكلفة 2.75 بل و ردت حكم المحكمة التي قضت ببطلان الصفقة. لا أظن أن د. النور يرى أن لنا أي مصلحة كسودان الثورة في علاقة ببلد تدعم الطغيان العسكري وعدم الاستقرار والفساد وتجاوز حكم القانون.

    السودان الذي يسعى لتضميد الجراح العنصرية التي عمقها نظام الكيزان في دارفور- يدعوه عامل إضافي على بقية دول المنطقة لرفض التطبيع وهو عنصرية إسرائيل تجاه السود واعتبارهم مواطنين درجة ثانية. وليست مظاهرات اليهود الافارقة العارمة بعشرات الالاف عام 2019 عنا ببعيدة. وهي ليست حادثة معزولة فقد سبقتها عام 2015 مظاهرات عندما ضربت الشرطة الإسرائيلية جندي إسرائيلي أثيوبي حتى الموت.
    عنصرية إسرائيل تجاه الفلسطينيين والسود كعنصرية جنوب أفريقيا أيام الأبارتهايد. لذا فالدعوة لمقاطعة إسرائيل كدعوة أخلاقية جذبت لها دوائر أكاديمية أوروبية لا هي بالعربية ولا الإسلامية. وامتدت دعوات المقاطعة إلى الإقتصاد بالمطالبة بتحديد مصدر المنتجات الإسرائيلية فإن كانت من الأراضي المحتلة منعت من الدخول.
    فالتطبيع مع إسرائيل خصماً على المدنية والاستقرار ومكافحة العنصرية وفي كل ذلك خطر مؤكد على السودان لا مصلحة.

    التطبيع بين محمود والجمهوريين:
    الأصوات الجمهورية الأخيرة (الناطق الرسمي للخارجية حيدر بدوي و د.النور) المنادية بالتطبيع ليست إعادة تعبئة لخمر محمودية في أواني جديدة، بل في أنية صدئة لمصلحة مُتوهمة. فقد" دعا الأستاذ محمود محمد طه ، وفى قمة فوران المد القومى العربى الذى قاده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، الى الصلح مع اسرائيل على أساس الاعتراف المتبادل ، وحل قضية فلسطين عبر التفاوض"

    alfikra.org

    موقع الفكرة الجمهورية. فشهيد الفكر ربط بين الصلح مع إسرائيل بحل القضية الفلسطينية وهو بهذا عبر عن جانب أخلاقي و مبدئي في التعامل مع القضايا السياسية في حين غاب كل هذا عن المطبعين الجدد طمعاً في المصلحة. ونذكر هنا بحكمة الإمام ابن عطاء السكندري رحمه الله "ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع …"
    بل نكص المقال إلى الدعوة لعدم نصرة "حق لا يقف معه أهله أنفسهم" فرهن الوقوف مع الحق بالواقفين معه. فهل كانت النخبة السودانية مصيبة بترك محمود يقف (وحيداً) في المحكمة؟ مدافعا عما يظنه حقاً أم نقول أنه خلد إسمه بموقفه هذا في أنصع صفحات التاريخ في درس يجب أن نتعلم منه جميعا بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا مع أفكار محمود . وترك النخبة السودانية تواجه الإدانة الأخلاقية بعدم الدفاع عنه. ودونك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك).
    أما تَخْطِئة موقف الرافضيين للتطبيع بسبب مواقف غيرهم (اليساريين بسبب الإتحاد السوفيتي و السيد الصادق بسبب أسلافه والإسلاميين بسبب موقف قطر وتركيا) فهو اعتراض لا وجه له حتى يرد عليه. وهل لذلك أتخذ الجمهوريين الموقف الداعي للتطبيع لأن سلفهم الفكري دعا له؟ ويا ليتهم التزموا بأفضل ما فيه. ولنا أن نطالب الجمهوريين بالاستقلال عن الأراء المحمودية الى النهج المحمودي المعلي من قيمة الحق فيكون لهم إسهام حقيقي كما كان له.

    اللاجئون السودانيون في إسرائيل:
    سودان الثورة له التزام أخلاقي تجاه مواطنيه الذين هربوا إلى إسرائيل من جحيم حرب البشير في دارفور. فتقديم خدمات لهم من إصدار جوازات وخلافه واجب على دولة تسعى لأن تكون وطن لكل أبناءها. ويمكن أن يتم ذلك بالتعاون مثلا مع السفارة الألمانية، أو لو اقتضى الأمر فتح مكتب رسمي سوداني في إسرائيل لتقديم خدمات للاجئين لتسهيل دخولهم وخروجهم للسودان في زيارات أو عودة نهائية. مع إلغاء حظر السفر إلى أي دولة لأن ذلك حرية شخصية لا ينبغي لدولة حريات أن تقيدها. فرفض التطبيع ليس رفض مجاني لا يضع في اعتباره المصالح الحقيقة للسودان ومواطنيه أينما كانوا.

    يجدر الإشارة هنا أن رفض مؤسسات الثورة السودانية للتطبيع - شكرا حمدوك و ق ح ت - موقف وطني ودليل على عدم الارتهان للخارج. فيجب على كل من يعارض الثورة وقواها من منطلقات إسلامية أن لا يجرمه الشنآن عن أن يعدل فيرى الموقف الأخير موقف مشرف يدعوه لمراجعة عداءه للثورة فذلك أقرب للتقوى. أما من أماتت السلطة والفساد قلوبهم من الكيزان فهم لا يفقهون.

    د. النور حمد بما له من علم وقلم يعد من المفكرين المؤثرين لذا المسؤولية على عاتقه كبيرة في توجيه الرأي العام الوجهة الصحيحة. كان يمكن لدعوى التطبيع أن يكون لها شيء من المعقولية لو كانت حكومة إسرائيل الحالية باحثة عن السلام لكن في ظل حكومة ليكودية يمينية فمد اليد لها قرار يتجاهل الحقائق على الأرض وتلك هي المثالية التي رفضها مقال الدكتور.

    خلاصة:
    بذات الضمير الذي رفض ظلم الكيزان وفسادهم وعنصريتهم وثار عليهم نرفض التطبيع مع دولة ظالمة وفاسدة وعنصرية لا تجر العلاقات معها إلا إلى مخاطر حقيقية من عدم استقرار وديكتاتورية وفساد. ولا يخيفنا رفض الكيزان التكتيكي للتطبيع من أن نلتزم جانب الحق والمصلحة وذلك هو الاستقلال الحقيقي إستقلال عن الخوف والطمع.

    م. ناجي نوراني..
    قاص و كاتب
    كندا 22/9/2020

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 09-29-2020, 11:16 AM)

                  

09-28-2020, 05:37 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    🔵الصهيونى... ولا المتصهين
    ✍🏼محمد الامين ابوزيد...
    كتب الكاتب الصحفى الراتب د.النور حمد مقالا تحت عنوان الجوع كافر ينتقد فيه موقف اليسار السودانى من التطبيع مع الكيان الصهيونى بتكثيف على موقف الحزب الشيوعى والبعث مقدما دفوعات نظرية ذرائعية براجماتية متهافتة حول موقفه التطبيعى متكئا على نقد اليسار فالاجدى له ان يعبر عن موقفه المجرد اى كانت منطلقاته وان يحشده بالحجج المنطقية التى تدعم وجهة نظره والايات والاحاديث التى يستدل بها عادة فى مقالاته ولكن هذا لم يحدث فى مفارقة منهجية بائنة لديه..
    هنالك مقولة للمفكر الماركسى لينين لا اذكر نصها بالضبط لكنها تتحدث عن اكثر الفئات استعدادا للخيانة هم المثقفين لانهم اكثر الناس قدرة على تبرير مواقفهم الخيانية وبالطبع تكمن آفة المثقف غير الطليعى فى تزييف الواقع وتغبيش وعى الجماهير ليجعل من موقفه المتناقض كليا مع المبادئ والقيم والاجتهاد فى اعطائه صك المعقولية والقبول ولكن خاب ظن المستنير ود حمد للأسف لأن الموضوع الذى اجتهد فى تمرير موقفه منه تنكب طريقا مغايرا للوصول الى هدفه على شاكلة(الخيل تجقلب والشراء فى القندول)!!!!
    لقد اسهب صاحب نظرية العقل الرعوى فى نقد اليسار واصفا اياه بالتكلس والجمود والاعتلال البنيوى يريد ان يجعل من الموقف السياسى مرتكزا للميكافيلية الغاية تبرر الوسيلة يتلون حسب الغاية والظرف والتوازن معبرا عن مناهج الليبرالية الاقتصادية القائمة على فكرة الربح والفائدة المادية وادواتها السياسية فى الاحزاب والنظم الليبرلية التى تريد اسقاط المفهوم الاقتصادى الليبرالى على السياسى والفكرى..
    يشير صاحب المقال الى تغير مفهوم اليسار عقب نهاية الحرب الباردة والواقع انه لم يتغير المفهوم وانما تطور المفهوم فى محمولاته الفكرية والسياسية نحو الارتباط بالقيم الديمقراطية وحقوق الانسان سياسيا وفى ربط الديمقراطية بافاقها الاجتماعية فى التنمية المستدامة وفى تعزيز دور الدولة مع دور للقطاع الخاص والمختلط والتعاونى وهذا مااكدته جائحة كورونا الحالية وهذا ماكان يجب ان يجد منك الاحتفاء لا النقد ..
    يبدو الدكتور ساخرا من مصطلحات الامبريالية والصهيونية مفترضا تبنى روسيا والصين ركب الامبريالية وهذا منطق يجافى الواقع فالصين وروسيا نسق تطورى مغاير ومختلف من حيث النظرة والغايات اقتصاديا وسياسيا عن النسق الذى تتبناه الولايات المتحدة زعيمة الامبريالية العالمية التى تنتهك سيادة الدول باستخدام منهج الابتزاز والاستغلال والحماية المدفوعة الثمن مستغلة اختلال الميزان الدولى وعدم استقلالية وعدالة النظام الدولى فالحقيقة تقول ان الامبريالية الان تمر بمرحلة التوحش الباطشة القائمة على قهر وابتزاز الدول الضعيفة..
    ان الموقف الذى يتبناه اليسار السودانى ازاء مسألة التطبيع التى اريد بها من حيث التوقيت احداث انقسام فى صفوف قوى الثورة والهائها عن اولويات نضالها هو موقف منسجم مع مبادئه الثابتة غير المجزأة من قيم الحرية والعدالة والسلام تلك القيم التى تمثل ثورة الشعب السودانى وهى قيم مركوزة فى النضال الانسانى لايتناقض معها الا صاحب النظرة البراغماتية او الذى يكيل بمكيالين بمعنى يرفعها فى مكان ويقف ضدها فى مكان آخر وهذا قمة التناقض ووضع القيم كسلعة فى السوق قابلة للبيع والشراء..
    يفترض الدكتور المستنير ان اليسار لديه موقف عدائي ضد الحضارة الغربية متناسيا ان الماركسية نفسها نظرية نشأت فى الواقع الاوربى وهى ابنة الفلسفة الالمانية وبالمقابل فان البعث وبقية اطراف اليسار ليس لديها موقف ضد الحضارة الغربية ولا الانسان الغربى وانما تؤمن هذه الاطراف بالحوار الحضارى والتلاقح بديلا للصدام كما يعتقد مفكرو الراسمالية.
    ان الاشارة الى تدمير العراق بواسطة الصهيونية والامبريالية يخصم من موقفك ويؤكد صحة نظرة البعث وموقفه الجذرى من الصهيونية كحركة سياسية دينية محتلة ومغتصبة ولماذا لم تسأل نفسك لماذا استهدف العراق؟ان العراق فى ظل قيادة البعث رفض مجرد الاعتراف بالكيان الصهيونى لكى يتجنب الحرب وهو يعرف سلفا قدرات الطرف الاخر ورفض قائده ذات المساومة الامريكية وهو اسيرا فى السجن واذا كان يمثل اتجاها براجماتيا وذرائعيا فى التفكير لقبل بذلك ولكنه يمثل اتجاها مبدئيا واستراتيجيا.
    من الغريب والمتناقض ان يقف صاحب المقال موقفا داخليا ضد فكرة الدولة الدينية وضد تسييس الدين ويتناغم مع ذلك ازاء دولة الكيان الصهيونى!!!
    ويقف ضد العنصرية فى السودان ويناصرها ازاء الكيان الصهيونى !!!
    فى جانب اخر من المقال يقول الكاتب ان العمال الفلسطينيين يعملون فى اسرائيل بارادتهم ومعترفين بالمحتل متناسيا او متعاميا عن ان الفلسطينيين داخل الاراضى المحتلة خاضعون لسلطة استعمار مفروضة عليهم مثلما كان يتعامل اجدادنا وآباءنا مع سلطة الاحتلال التركى والانجليزى ويدفعون الضرائب ويعملون فى الوظائف التى اتاحتها لهم السلطة هل يمكن ان نعتبرهم مطبعين ومعترفين؟ وهل يراد منهم ان يتركوا ارضهم ويغادروها ؟هذا ميزان جد مختل لايدرك طبيعة الاحتلال الاستيطانى فى فلسطين واهدافه الديمغرافية .. الم تتابع العمليات الفدائية داخل العمق الصهيونى؟؟
    فى مفارقة غريبة يصف دكتور النور اليسار السودانى الغرق فى وحل الايدلوجيا متجاهلا ان الصهيونية حركة ايدلوجية بامتياز استخدمت الدين وفكرة ارض الميعاد والوعد الالهى المزعوم فى تجييش اليهود من مختلف انحاء العالم بمساعدة زعيمة الامبريالية التقليدية انجلترا من خلال وعد بلفور؟!!!ومن ثم صارت القاعدة المادية للامبريالية الحديثة(امريكا) التى ورثت تركة الاستعمار القديم والتى تتبنى الراسمالية والليبرالية كمدرسة ايدلوجية قائمة على الاستغلال واقتصاد السوق ونهب ثروات الشعوب والسيطرة عليها.
    ان الايدلوجية والتفكير النابع منها لايعيب اليسار بالعكس لان الايدولوجية هى منهج يحتكم اليه اصحابها فى تحليل معطيات الواقع ويحاسبون بها انفسهم ورافعة لمبادئهم تبعدهم عن نزغ التفكير الرغبوى والذرائعى..
    ان اليسار ليس غريبا على ثورة الشعب وليس متطفلا عليها ولن تعلو قامة احد عليه فى مواجهة سلطة الاسلام السياسى من اعتقال وتعذيب وفصل وتشريد وكان له القدح المعلى والمبادرة الباكرة وقدم الشهداء فى مسيرة المواجهة فلن يستطيع احد ان يزايد عليه او يعلوه كعبا فى ذلك لاسيما الذين الى وقت قريب كانوا يراهنون على انتخابات 2020 ويراهنون على التعايش مع النظام فشعارات اليسار هى شعارات الجماهير التى تلغفتها من ميادين المخاطبات فى جاكسون وام درمان وسوق ليبيا ومن المنشورات ومن شعارات الحائط ..الخ
    ان محاولة تحميل اليسار فشل ثورة اكتوبر ومارس -ابريل محاولة بائسة فالتاريخ معروف ومبذول والقوى التى اغتالت الديمقراطية فى 64 بعجزها ومعاداتها للقوى الثورية معروفة والقوى التى اغتالت تجربة الديمقراطية فى 89 معروفة ؟!!!
    ان موقف اليسار من التطبيع مع الكيان الصهيونى موقف منسجم مع تاريخ شعب السودان الذى قال عنه الزعيم عبدالناصر فى 67 خرجت من الحرب مهزوما فاستقبلتنى الخرطوم استقبال المنتصر وهو موقف منسجم مع القيم الاصيلة التى لا تبيع المواقف بالدولار ولاحبة القمح وهو منسجم مع النظرة السليمة التى لاتقبل الابتزاز فى مقابل الكسب الانتخابى ولاتقبل تجزئة القيم والشعارات وهو موقف منسجم مع الحق العادل للشعب الفلسطينى فى اقامة دولته المستقلة ومع موقف كل الاحرار فى العالم الرافض للاحتلال واغتصاب الارض وارتكاب المجازر..
    لقد تعرضت حركة نضال الشعب الفلسطينى للصعود والهبوط حسب توازن القوى العربى والدولى وتقف الان فى محطة المبادرة العربية 2002 التى تمثل حد ادنى قائم على حل الدولتين وعودة اللاجئين ووقف الاستيطان واقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وفقا لقرارات الامم المتحدة 338 و242 تلك المبادرة التى قبلتها القوى الفلسطينية ولكنها لم تصل حد نسيان القضية كلية ومحوها من الذاكرة وهذا ماتريده صفقة القرن وملحقاتها التطبيعية التى نشطت فى اخر ايام ترامب وهذه الفذورة تعودنا عليها قبيل كل انتخابات امريكية.
    ان الازمة الاقتصادية والسياسية التى تمر بها بلادنا معروفة الجذور والاسباب تتلخص فى عدم تحقيق اهداف مرحلة مابعد الاستقلال وربطها بمضامينها الاقتصادية والاجتماعية وفى غياب المشروع الوطنى الديمقراطى النهضوى وفى فشل النخب الحاكمة ومدخل حلها هو الاعتماد على قدرات الشعب وحفزها نحو التنمية والاعمار لا الرهان على التطبيع والابتزاز والضغوط والتركيع..
    ان استراتيجية الكيان الصهيونى بحسب ايهود باراك 98 قائمة على نظرية الامن الاسرائيلى واللاءات العشرة وقائمة على فكرة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ومنسجمة مع الاستراتيجية الامريكية فى التقسيم والتفتيت هل هذه الفكرة تسمح للسودان بان يصار الى دولة قوية اقتصاديا وسياسيا؟واذا كان ذلك كذلك لماذا لم تسأل نفسك يادكتور لماذا دعم الكيان الصهيونى انفصال الجنوب؟
    بل ماذا قدمت اسرائيل حتى للجنوب نفسه؟ ولماذا عملت امريكا على دعم الانفصال؟
    ان شعبنا الذى يعانى اصعب الظروف الاقتصادية والمسقبة لم يساوم فى قضية الحرية ورفض الاستبداد الكيزانى بشعار الجوع ولا الكيزان لن يستبدله بالتركيع الصهيونى الذى يتزعمه القادة العسكريون مدخلا لوأد الثورة وسيرفضه بشعار الجوع ولا صهيون.
    وكما قال الشريف حسين الهندى نجوع وناكل ايادينا ولانأكل قضايانا الوطنية والقومية ..
    ويقول المثل الشعبى قديما (التركى ولا المتورك) ونقول حاليا(الصهيونى ولا المتصهين)..
                  

09-28-2020, 05:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    د. ابوالحسن


    الاستاذ النور حمد نموذج اخر لشخصية نرجسية مريضة متعالية و نخبوي معاد لحركة الجماهير. النور حمد يواصل مواقفه المخزية عندما هاجم موكب الحزب الشيوعي في ١٦ يناير ٢٠١٨م بنفس هذه اللغة الهجائية الرقيعة يدعي فيها ان الحزب لا زال يعيش في أوهام الماضي حول إمكانية قيام ثورات شعبية تقوض أنظمة مستقرة و مسنودة اقليميا" و دوليا" ضمن النظام العالمي الذي تأطر و استقر و تمكن بعد نهاية الحرب الباردة. و استمر بعد ذلك في الكتابة بمثابرة ضد دعوة الحزب لإسقاط النظام عن طريق انتفاضة شعبية
    ضمن كورال من الأصوات الانهزامية الداعية للتخلي عن أوهام إسقاط النظام و القبول بمخرجات خطاب البشير في حوار الوثبة و خارطة الطريق للهبوط الناعم و القبول بشرعية النظام بالمشاركة في انتخابات ٢٠٢٠م تحت دستوره وفي ظل احتكاره الكامل للمال و الأعلام و في ظل القوانين القمعية و غياب الحريات. و قد شاركه في هذا الموقف ثلة من الكتاب المخذلين على رأسهم السر سيداحمد و محمد سليمان عبد الرحيم و نبيل اديب و الأخير ظل يكرر أن دستور البشير دستور ديمقراطي كامل الدسم يضمن الحريات الديمقراطية و قيام انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف لجنة البشير الانتخابية. و قد كان النور حمد اكثرهم تعالما" و تقعرا" و غطرسة نظرية متهما" موكب الحزب الشيوعي المجيد في ١٦ يناير ٢.١٨م بأنه مجرد محاولة يائسة لإحياء احلام الثورة الشعبية و التي أصبحت من أحاجي التاريخ الذي مات وقير و لن يعود. و قد رد عليه عدد كبير من الكتاب اللامعين خارج صفوف الحزب أمثال فضيلي جماع و زميله في الفكر الجمهوري الباقر العفيف و اعتبروا ان موكب الحزب الشيوعي يعتبر مأثرة تاريخية تضاف الى مآثر هذا الحزب فتحت الطريق واسعا" أمام الشعب السوداني لإسقاط النظام الفاشي الاستبدادي بواسطة الانتفاضة الجماهيرية و قد اثبت موكب الحزب الشيوعي ان الثورة آتية لا ريب فيها
    و ان كره الكارهون. نقول بالصوت العالي للنور حمد و أمثاله من المثبطين و الأنهزاميين ان الأمبريالية الجديدة هي حقيقة كالشمس في رابعة النهار و هي أشد شراسة و قرصنة من امبريالية القرن التاسع عشر ورأس الاخطبوط ترمب يتفاخر الآن علنا":و على رؤوس الأشهاد بأنه قد استولى على ابار النفط و حقول الغاز في سوريا و العراق و انه تمكن من استنزاف ثروات دول الخليج عن طريق ابتزازها بالخطر الإيراني. كما أصبح قادة حلف الناتو الامبريالي يتجاوزون الامم المتحدة و مجلس الأمن و القانون الدولي بممارسة الغزو العسكري الاستعماري الوقح ضد دول العالم الثالث و إعادة احتلالها و نهب ثروتها فأي عالم جديد تتحدث يا منظر الاستسلام لنظام البشير؟ و صديق الوحش الإمبريالي الأمريكي الذي تحاصره غضبة الشعوب.
                  

09-28-2020, 05:47 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    ردا" على مقال د. النور حمد " خواء المزايدات " المنشور في جريدة التيار
    . بتاريخ ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٠م

    مازال د. النور حمد يحلق في الخيال بعيدا عن ارض الواقع و يستند إلي فرضيات لم يمحص دقتها مسبقا"، لينطلق منها إلى نتائج خاطئة و تعميمات هي في الحقيقة مجرد شعارات خاوية و لا تصمد أمام الفحص النقدي لمسلماتها و للواقع الراهن الذي يشكل الأطار العام لها عالميا" و اقليميا" و محليا".

    ١ - دعنا اولا" نفحص الركيزة الأساسية التي بني عليها مدخل أطروحته التي يظن أنها البديل العملي لأحلام اليسار و الذي يدعي زورا" بأنه يعيش في عالم
    خمسينيات و ستينيات القرن الماضي. كان بإمكانه و بنظرة خاطفة إلي برنامج الحزب الشيوعي الحالي و الذي يشخص بجلاء اننا في مرحلة انجاز البرنامج الوطني الديمقراطي و ينظر بإيجابية إلي الدور الهام الذي سوف يلعبه القطاع الخاص و الرأسمالية المنتجة. كما ان هذا البرنامج يضع الاعتبار كاملا" للهيمنة الشاملة للاقتصاد الرأسمالي العالمي و مؤسساته المالية بعد سقوط المعسكر الأشتراكي ولكنه يدعو للتعامل معها بشفافية امام اعين الشعب السوداني دون التفريط في ثروات البلد الطبيعية و بيعها بثمن بخس كما جرى في عهد الانقاذ و كما يجري في بلدان حطمت النخب السياسية الفاسدة فيها ثروات بلادها و أضاعت مستقبل اجيالها القادمة بتكبيلها بديوان مهولة طويلة المدى هي بمثابة صك عبودية حقيقي وبيع لثروات بلادها بثمن بخس.
    و لنا أن ننظر للدول القليلة التي نجحت في المضي قدما" في الطريق الإفلات من طوق الفقر و العبودية لأنها لم تقبل ان تنجر لابتلاع طعم الشعارات الزائفة من قبيل ما يطرحه د. النور حمد. فهناك الآن على ساحتنا الافريقية مثالين او ثلاثة هي الأنجح في مضمار الانطلاق نحو نهضة اقتصادية مستدامة و على أسس متينة. التحارب الثلاثة في اثيوبيا و رواند و يوغندا تقودها حكومات تمثل حاضنتها السياسية حركات ذات منطلقات يسارية عميقة عدلت برامجها بسبب سقوط المعسكر الاشتراكي و لكنها ظلت وفية لاهدافها الأساسية في انتزاع أفضل شروط الاستثمار باشتراط توظيف القروض و التسهيلات المالية من المؤسسات المالية العالمية فقط في قطاعات الإنتاج و البنية التحتية. كما استفادت من ميراث برنامجها اليساري باستنهاض الجماهير في المساهمة بالأكتتاب في مشاريع بناء الركائز الاقتصادية الكبري. و نموذج سد النهضة في اثيوبيا و الذي تمت تغطية تمويله بمبلغ ٤٥٠٠ مليون دولار ( أربعة و نصف مليار دولار) بألأكتتاب الشعبي و يقف شاهدا" على صحة احد اهم شعارات اليسار علي ضرورة إطلاق حماس الجماهير و ربطها بشكل فعلي بالمشاركة في تقرير مسار و أهداف التنمية. هذا اليسار الذي لا يمل د. النور نسج و تدبيج الهجائيات فيه متفوقا" في ذلك نقائض الفرزدق و جرير التميميان.

    ٢ - اما الفرضية الثانية الخاطئة التي سوف نقوم بفحصها فهي اعتقاده
    بإمكانية تكرار تجربة مشروع مارشال جديد لبناء السودان في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة و التي هي على النقيض تماما" من ذلك السياق التاريخي الذي جرى فيه تنفيذ مشروع مارشال لأعادة بناء ألمانيا ثم اليابان. وقبل أن ندخل في إيضاح هذا الفرق ضمن النقطة التالية و الواضحة بجلاء في السياق التاريخي الذي فات على د النور ان يأخذه في الاعتبار بسبب تعجله في مواصلة موضوعه المحبب بتكرار هجائياته المتواصلة لليسار نحب ان نلفت نظر د. النور إلى مفارقة يسيرة لا تفوت حتى على رجل الشاعر العادي و الذي يرى امام عينيه انه عوضا" عن الوعد بألغاء الديون المبددة و غير العادلة على الشعب السوداني وقيمتها تناهز الخمسين مليار دولار فأن الجزار الأمريكي المرابي و شيلوك العصر الحديث يقف شاهرا" خنجره ليذبح الشعب السوداني مرة ثانية بأشتراطه الموافقة على دفع التعويضات الباهظة عن جرائم النظام الإرهابية التي لم يكن للشعب فيها ناقة و لاجمل مقدما" و مسبقا" قبل تنفيذ أي حزمة مساعدات اقتصادية للسودان أحقا" يا دكتور النور هذا ما تمنينا به بكل جدية انهم سوف يأتونا في ثوب المنقذ و مشروع مارشال جديد .١
    ٣ - يتحدث د. النور حمد عن مثال ألمانيا و اليابان و رضوخهما للهزيمة مقابل قيام الحلفاء الممنتصرين بقيادة امريكا بإعادة بناء شاملة لأقتصاديهما. يتناسي د. النور ان الوضع الجيوسياسي لأمريكا ذلك الحين كان في الموقف الأضعف على النقيض تماما" مما هو عليه الآن في أوروبا و آسيا و العالم بأسره في ذلك الوقت. كانت الجيوش السوفيتية بعد الحرب العالمية الثانية وصلت إلى برلين وسيطرت على النصف الأكبر من المانيا زائدا" النمسا بكاملها بينما سيطر البارتيزان الشيوعيون على دول البلقان في رومانيا و بلغاريا و يوغسلافيا و البانيا .و اليونان قد اوشكت على السقوط تحت سيطرة فرق بارتيزان ماركوس الشيوعية. تزامن هذا مع فوز الشيوعي الإيطالي ٣٦% من الأصوات و صار الشريك الأكبر في الحكم و نفس تكرر في فرنسا. في نفس الوقت كانت امريكا التي ازدهرت بسبب الحرب قد اقتنعت بأنها ان لم تدخل بثقلها لتعمير ألمانيا و فرنسا فإنها تكون قد خسرت الحرب الباردة منذ بدايتها. نفس الشيئ قد حدث الجبهة الآسيوية، قوات ماو تسي تونج تنتصر في الصين و هوشي في فيتنام و كيم ال سونج في كوريا .مع انحياز كامل من نهرو و سوكارنو الأشتركيان و زعيما أكبر دولتين اسيويتين بعد الصين إلى جانب المعسكر الاشتراكي لهذا هرعت امريكا لرمي ثقلها لبناء اليابان كحاجز أمام المد الشيوعي. اما الان فأمريكا قد أصبحت المتحكم الاكبر في العالم و مستعدة لفرض شروطها بقوة السلاح و من جانب آخر هي تعاني من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها منذ ازمتها الكبرى من عام ١٩٢٩ إلى ١٩٣٤م. إذ بلغ العجز في موزاتتها هذه السنة ضعفي الناتج القومي السنوي يتم تغطيته بدين سيادي. اذن أمريكا اليوم تملك ان تبطش دون خوف من قوة موازنة لها عدا البروز التدريجي البطيئ للصين و روسيا و تسعي بقوة للاستحواذ و النهب و ليس العطاء.
    ٤ - يواصل د. النور حمد هجائياته و سخريته من اليسار حول ما سماه تمسكه بالشعارات البالية حول القضية الفلسطينية و حقوق الشعب الفلسطيني.
    و هي عملية تمويه يقوم بها عن قصد. فهو يعلم تماما" ان منظمة التحرير الفلسطينية نفسها و معها اليسار في العالم العربي و في السودان قد تخلوا عن حلم التحرير الكامل لأرض فلسطين و ان الدول العربية جميعها قد قبلت بمبادرة الملك عبدالله في بيروت ٢٠٠٢م بقبول قرارات الشرعية الدولية و مجلس الأمن الدولي و الامم المتحدة بالعودة إلى حدود ٤ يونيو مقابل التطبيع الكامل من كل الدول العربية مع إسرائيل. ليس عيبا" التمسك بالمبادئ الأساسية دون شطط و دون أن نحمل السودان ما لا طاقة له به . ان ما يريد ترمب فرضه بالاكراه علينا في هذا الصدد لا يتعلق فقط بموقفنا من القضية الفلسطينية و إنما ايضا" و اهم من ذلك موقفنا من توجه امريكا نحو تجاوز هيئة الأمم المتحدة و تصفيتها عن طريق اهمال قراراتها حول القضية الفلسطينية وصولا" إلى نقضها بالكامل مما يشكل سابقة خطيرة يمكن أن يعاد تطبيقها على شعوب العالم المستضعفة و نحن منهم. عقب غزو العراق غير الشرعي عام ٢٠٠٣م بواسطة تحالف بوش الابن/ بلير/ ازنار خارج إطار الأمم المتحدة اطلق المعلم العظيم مانديلا صحبته الداوية " سوف يسجل التاريخ هذا العمل الإجرامي باعتباره اسوأ حدث معاصر لان سعى إلى القضاء على اعظم آلية حققتها شعوب العالم لمنع الحروب في التاريخ الحديث هي منظمة الأمم المتحدة.
    ابوالحسن سيداحمد
    ٢٦-سبتمبر-٢٠٢٠
                  

09-28-2020, 09:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    سلام يا عبد الله وشكرا
    أفتكر بهذا المقال من جزئين تكتمل الصورة في مقالات النور.
    فقط أخشى أن يكون المكون العسكري في الحلف الحاكم إنما يريد أن يتخذ من إبرام التطبيع مع إسرائيل وسيلة لرفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بغرض خدمة مآربه في بيع أرض السودان للسعودية والإمارات، بمباركة أمريكية من إدارة ترامب.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ


    التطبيع واستقلالية القرار السوداني

    (1 من 2)

    النور حمد

    صحيفة التيار 19 سبتمبر 2020

    أحاول في هذه المقالة أن أناقش قضية التطبيع مع دولة إسرائيل من زاوية مغايرة. محور هذه الزاوية هو كسر الحاجز العقلي والنفسي، الذي ظل يحول بين السودان وبين التعاطي الواقعي مع دولة إسرائيل، شأنه شأن سائر دول الجوار. بل وشأن كل الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة التي لها علاقات طبيعية مع إسرائيل. ولا ننسى أن نذكر هنا أن جمهورية مصر العربية، زعيمة كل العرب منذ خمسينات القرن الماضي وحتى سبعيناته، قد طبعت علاقتها بإسرائيل منذ أربعة عقود، تقريبًا. طبعت مصر رغم أنها أول من رفع راية معاداة إسرائيل، وأول من خلق حالة اصطفاف عربية شاملة ضدها. غير أن مصر كانت أول من خرج على هذ الاصطفاف. فقاطعها العرب سنينًا ثم ما لبثوا أن قبلوا خيارها ولم يعودوا يدمغونها بخطيئة التطبيع المزعومة.

    كانت لمصر وللأردن أسبابهما في الخروج من ذلك الاصطفاف. فقد غلَّبتا خيار مصلحتيهما، على خيار العمل لهدف جماعي، عابر للدولة القطرية، يفتقر إلى التحديد الدقيق والآليات الواضحة. والآن تنضم إلى ركب الخروج من الاصطفاف العربي الهلامي، الذي لم يكسب معركة واحدة مع إسرائيل، دولتا الإمارات والبحرين. وبهذا، خرجت إلى العلن أربعة دول عربية، من مظلة مقاطعة إسرائيل. ونعلم جميعًا أن مجموعة أخرى من الدول العربية ظلت تتعامل مع إسرائيل من تحت الطاولة، منذ تسعينات القرن الماضي. بل زار كبار قادة هذه الدول إسرائيل، كما زارها قادة إسرائيليون. كل من يقرأ مسار التراجع في مسيرة العداء المطلق لإسرائيل يتضح له ازدياد حالة تفكك حالة القطيعة وسيرها، باضطراد، نحو التلاشي والزوال.

    يتمسك تيار الإسلام السياسي في السودان بالإبقاء على مقاطعة إسرائيل، في حين أن زعيمتيه تركيا وقطر تتعاملان مع إسرائيل. كما يتمسك بالمقاطعة السيد الصادق المهدي، الذي هرولت زعامة حزبه إلى إسرائيل منذ خمسينات القرن الماضي. أما القبيل الثالث فهم الشيوعيون وغيرهم من فصائل اليسار، الذين يتناسون أن الاتحاد السوفيتي كان من أول الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل. ولم يجرؤ الحزب الشيوعي ولا غيره من الأحزاب اليسارية على مطالبة الدولة الشيوعية السوفيتية سحب اعترافها بإسرائيل، حتى بعد الهزيمة العربية في عام 1967، التي احتلت على أثرها إسرائيل كلا من هضبة الجولان السورية، وسيناء المصرية، والقدس الغربية. الشاهد في كل ما تقدم أن مقاطعة إسرائيل بقيت على الدوام حالةً مهتزة ومتناقصة. بل لقد أصبحت بلا معنى، منذ أن تفاوض الفلسطينيون مع إسرائيل وقبلوا باتفاق أوسلو الذي انقسموا بسببه إلى فصيلين رئيسين؛ اختار أحدهما أن يرسل صواريخ بدائية إلى إسرائيل، أما الآخر فلا يتأخر في الذهاب لتقديم واجب العزاء في وفيات أقارب القادة الإسرائيليين.

    لا تنحصر أهمية التطبيع مع إسرائيل فيما يخصنا نحن السودانيين، فيما أرى، في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولا في التعاون التجاري والزراعي والتقني مع إسرائيل، رغم ما في كل ذلك من منافع مؤكدة. يمثل التطبيع في نظري نقلة تاريخية تتمثل في الجرأة على الخروج على الهيمنة العربية التاريخية على القرار السياسي السوداني. بعبارة أخرى، يعني التطبيع بالنسبة لي، بداية نهاية الاحتلال العربي للعقل السوداني، والقضاء على التشوه النفسي التاريخي الذي جعل السودانيين يضحون بمصالحهم مرارًا وتكرارًا لنصرة حقٍّ لا يقف معه أهله أنفسهم. وتمثل خطوة التطبيع، بالنسبة لي ضربة بداية فارقة في مسيرتنا نحو، استعادة الهوية السودانية المضيعة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    التطبيع واستقلالية القرار السوداني
    (2 من2)
    النور حمد

    التيار 20 سبتمبر 2020

    ما من شك أن لإسرائيل تجاوزاتها اللاانسانية، غير أن لبعض الدول العربية تجاوزاتها التي لا تقل منها فظاعة. ولو أننا نعادي الدول بسبب تجاوزاتها ومواقفها من حقوق الإنسان، لوجب علينا قطع علاقاتنا مع دول كثيرة عربية، وغير عربية، بسبب التجاوزات. من بين تلك الدول مصر، التي احتلت حلايب وعملت على تمصيرها. وهو عمل لم يستنكره أي قطرٍ عربي. الحقيقة الثابتة أن كل دول العالم معترفة بإسرائيل باستثناء أكثرية الدول العربية. وهناك دولٌ لا تقع تحت هيمنة المنظومة الغربية، كالهند والصين معترفةٌ بإسرائيل، ولها معها علاقات تتفاوت في الكيفية وفي المقدار. بل للهند، على سبيل المثال، تعاونٌ مع إسرائيل فيما يتعلق بتكنولوجيا السلاح، وغير ذلك من صور التعاون. فعدم الاعتراف بإسرائيل ليس موقفا كوكبيًا ينبغي أن نتَّبعه، ولا هو شأنٌ ينبغي أن يحمل السودان عبئه بأكثر مما تحمله دولٌ جارةٌ مثال: إثيوبيا وتشاد ومصر. الإصرار على عدم الاعتراف بإسرائيل ومقاطعتها بدعوى الحقوق يضعنا في سلة نفاق النخب العربية والمستعربة. وهي سلةٌ لا يعرف العالم سجلاً في حقوق الإنسان، أسوأ من سجلها. فقتل اليمنيين بالقصف الجوي على مدى سنوات، وتجويعهم وتعريضهم للإصابة بالكوليرا لا يقل فظاعةً عما جرى للفلسطينيين، وما جرى للدارفوريين في السودان، من قتلٍ وتشريد بأسلوب الأرض المحروقة. فكل الفظائع الجارية حاليًا في المنطقة العربية؛ كما في سوريا وليبيا واليمن والعراق أبطالها العرب، وليس إسرائيل.

    تتهاوى المقاطعة لإسرائيل حاليا باطراد، وربما يأتي يومٌ نجد فيه أنفسنا الوحيدين المتمسكين بها، الدافعين لفاتورتها على صُعُدٍ مختلفة. يقول البعض أن ثورتنا ثورة حقوق وينبغي أن تقف ضد الظلم أينما كان، غير أن هذا تصور يتسم بالكثير من المثالية. فثورتنا لم تأت لتغير العالم وإنما لتغير بلادنا. كما أن إسرائيل دولةٌ معترفٌ بها من قبل النظام الدولي، ولا معنى لأن نكون غير معترفين بها، اللهم إلا إذا كنا نريد أن نغير النظام الدولي نفسه. إن الإصرار على عدم الاعتراف بإسرائيل لا يختلف، من حيث تطرفه، وتأثيرات السالبة، من التمسك بالشعار العروبي المنقرض، القاضي بإلقائها في البحر. الاعتراف بإسرائيل أو المضي لدرجة تبادل البعثات الدبلوماسية معها لا يجلب بالضرورة إلى بلادنا المن والسلوى. ولكنه يجلب الانفلات من التبعية ويتيح مجالاً لرسم سياستنا الخارجية على نحو جديد، ويفتح الباب لإعادة تشكيل السردية التاريخية والمعرفية التي ينبغي أن تتأسس عليها سياساتنا لإدارة السودان الديموقراطي المتسم بالتنوع الواسع.

    يتناسى قطاعٌ من نخبنا السياسية في المركز أن ما يقارب نصف السودانيين لا يرون في القضية الفلسطينية شأنًا يخص السودان، بأكثر مما يخص المجتمع الدولي. ويجب ألا ننسى أن السودانيين المقهورين في أطراف القطر لم يستطيعوا أن يدفعوا عن أنفسهم غوائل النخب المركزية المستعربة التي أذاقتهم الويل. هذا في حين تُنصِّب هذه النخب نفسها مدافعةً عن حقوق الفلسطينيين. ختامًا، من الخطأ أن إعترافنا بدولة إسرائيل، حين يحدث، سيكون بالضرورة مماثلا لما قامت به دولتا الإمارات والبحرين، أو ما قامت به قبلها دولتا مصر والأردن. فمنطلقنا كسودانيين مختلف، وتسبيبنا مختلف، وأهدافنا مختلفة. كل ما في الأمر أن من الحصافة أن نغتنم اللحظة السيكلوجية الراهنة، لنفك هذا القيد. وهو قيد قيدتنا به حساباتٌ خاطئةٌ أجراها سياسيونا في الماضي، تسبب فيها الاحتلال القومي العربي، والإسلاموي الأممي، لعقولهم. المهم هو الاعتراف والخروج من دائرة العداء. أما أي شروطٍ أخرى نضعها للتطببع و أي اختيارٍ نختاره لمدى مسافة الابتعاد، أو الاقتراب من اسرائيل، فينبغي أن يجري داخل إطار الاعتراف، ويجري تأسييه على دراسات جدوى واضحة.

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 09-28-2020, 10:09 AM)

                  

09-28-2020, 03:35 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: Yasir Elsharif)

    ،.

    ردا" على الحلقة الثانية من مقال د.النور حمد " ههنا يكمن التكلس اليساروي" المنشور في جريدة التيار ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠
    -----------------
    يبدو لي أن د. النور حمد قد فارق منهج أستاذه المفكر الشهيد و أعظم مجدد إسلامي على مدى العصور محمود محمد طه و قرر السير في دروب موحشة متخذا" منهج السناتور الامريكي جورج مكارثي صاحب الحملة الشهيرة في العداء لليسار الأمريكي و تجريمه و التحريض على اقتلاعه.
    و لكننا نرمي إلى ان نناقش بكل هدوء جميع التهم التى رمى على طاولة النقاش دون تمحيص حقيقي و في يقينية واثقة. سوف احاول باختصار الرد على اتهاماته المتعددة التي ناقضت الواقع و الحقائق التاريخية و مبادئ النقد المنصف:

    ١ - يتحدث د. النور عن رفض و مقاومة الحزب لأي حركة تجديد من داخله و يضرب مثلا" بمواقف الخاتم عدلان و فارق محمد ابراهيم و الزيلعي و يتجاهل عمدا" ان مسيرة الحزب منذ نشأته ١٩٤٦م هي تجسيد حي و متصل لعملية التجديد الفكري و النظري بصورة متواصلة و بأرتباط وثيق بالواقع السوداني ضمن الظروف الإقليمية و العالمية و تحت قياداته التاريخية العملاقة عبد الخالق و نقد والتي أصبحت رموزا" للتجديد الفكري الجريئ على مستوى إقليمي و عالمي و نالت الاحترام على نطاق العالم. وقد سبق الحزب في هذا المجال جميع الأحزاب المشابهة له في العالمين العربي و الافريقي وشق طريقه بعيدا" عن الخط السوفيتي و الصيني حول الموقف من من القضية الفلسطينية و من تحليله المختلف للطبيعة الطبقية للانقلابات العسكرية التي تدعي التقدمية. كما سبق المراجعات الشهيرة في حركة اليسار العالمي عقب بريسترويكا غورباشوف إذ اصدر الحزب وثيقته النظرية بالتبني الكامل للديمقراطية الليبرالية المبنية على التعددية الحزبية و صيانة الحريات الديمقراطية كافة منذ عام ١٩٧٧ في وثيقته الشهيرة " جبهة وطنية لأنقاذ الوطن و بناء الديمقراطية" ابان الحكم المايوي. ثم عزز هذا الموقف النظر في الكتاب الذي أصدره كمال الجزولي إبان ديكتاتورية الأنقاذ بعنوان " الشيوعيون و الديمقراطية"

    ٢ - يحاول د. النور حمد بعث اشباح الماضي الخاسرة بادعائه تناقض الحزب مع عقيدة الأمة و الدين الإسلامي وهي الفرية التي استخدمها الظلاميون في تقويض أسس الديمقراطية في أزمة حل الحزب الشيوعي الشهيرة عام ١٩٦٥م و التي وقف ضدها المفكر الإسلامي العظيم محمود محمد طه و بين مقاصدها الشريرة. هذه الفرية المسمومة يريد د. النور ان يعيد بعثها من جديد تحت مظلة أمريكية ضمن الحملة الصليبية التي يقوم بها اليمين المتطرف الحاكم في امريكا و الذي يستند على قاعدة انجليكانية اصولية مسيحية. يكفي في هذه الحالة ان نقتطف الفقرة التالية من برنامج الحزب الشيوعي لتوضيخ موقف الحزب حول موقع الدين و دوره و أهميته في المجتمع السوداني:
    " نرفض كل دعوة تتلبس موقف حزبنا لتنسخ او تستهين بدور الدين في حياة الفرد و الأسرة، و في تماسك المجتمع و حياته الروحية و قيمه الأخلاقية، و تطلعاته للعدالة الاجتماعية. و نعتبرها دعوة قاصرة و بائنة الخطل "
    " و نسعي لنزع قناع الزيف عن البرنامج المعادي لمصالح الجماهير بأسم الدين و لطموحات الملايين من أبناء و بنات شعبنا و الرامي لوأد تطلعاتهم الوطنية و الاجتماعية كما جرى ابتداء" من قوانين سبتمبر البغيصة و انتهاء" بقوانين النظام العام و الأمن و القوانين الجنائية المختلفة حت الجهاد بأسم الأسلام ضد الشعب تقتيلا" و تعذيبا" و تفرقة و قهر "
    .
    ٣ - يدعي د. النور حمد. ان تجربة الحزب الشيوعي السوداني عبارة عن ميراث متكلس و صحراء بلقع ليس فيه مساهمة فكرية بناءة عدا المحاولات الموؤودة لفاروق محمد ابراهيم و الخاتم عدلان و الشفيع خضر من جانب ما سماه بالكهانة الأرثوذكسية القابضة على رقبة الحزب الشيوعي و الادعاء بأنها مجرد كادر نقابي متمرس ليس ألا. سوف نبرهن في عجالة سريعة على مدى إسهام الحزب في إثراء الساحة الفكرية و السياسية و الأبداعية في شكل ميراث مكتوب شكل إضافة كبري و لعب دورا" لاينكر في تشكيل مخيلة و ثقافة أجيال متتابعة من الشعب السوداني و أصبح جزء" لا يتجزأ من ميراثهم الحي. الشهيد عبد الخالق قدم في مؤلفيه " الماركسية و قضايا الثورة السودانية " و " وثيقة إصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير " مستوى فكريا" يضعه كتفا" إلى كتف مع ابرز رموز الفكر الماركسي روزا لكسمبيرغ و قرآمشي
    و لينين. و القائد الفذ محمد ابراهيم نقد قدم للمكتبة السودانية ٤ كتب مرجعية في أرض فكرية بكر حول اهم قضايا تواجه بناء الأمة السودانية هي:
    ١ - علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الأرض
    ٢ - علاقات الرق في المجتمع السوداني
    ٣ - قضايا الديمقراطية في السودان
    ٤ - حوار حول الدولة المدنية
    بالأضافة إلى كتيبه حول النزعات المادية لحسين مروة و الذي أدهش المفكر المصري محمود أمين العالم لدرجة ان قال بصراحة ان الكتيب اتبت ان لفكر الثوري الحقيقي في العالم العربي ينبع فقط من السودان. نضيف إلى ذلك الأنتاج الفكري الهام لثلة من مفكري الحزب أمثال الأستاذ محمد سليمان و المؤرخ محمد سعيد القدال و فاطمة بابكر و كمال الجزولي.
    ٤ - على جبهة الإبداع لعبت طلائع الحزب دورا" محوريا" في ميدان الشعر و الأدب أمثال تاج السر الحسن، جيلي عبد الرحمن ، صلاح احمد ابراهيم ، محجوب شريف؛ حميد و في جبهة الفن وردي، مصطفى سيداحمد و عركي
    ٥ - و في جبهة المنظمات الاجتماعية و الجماهيرية لعب الحزب الشيوعي دورا" اساسيا" في بناء النقابات العمالية و اتحادات المزارعين و الاتحاد النسائي السوداني و ابرز من صفوفه قيادات تاريخية شعبية من قلب الجماهير ذات قدرات كارزمية عالية مثل قاسم امين و الشفيع و الحاج عبد الرحمن و سعودي دراج و شيخ الأمين وشيخ الخير و برقاوي و يوسف احمد المصطفى
    و فاطمة احمد ابراهيم و سعاد ابراهيم احمد و خالدة زاهر و زينب بدر الدين.
    و هم جميعا" كما قال الشاعر صلاح احمد ابراهيم :

    هذه اعمالنا ..
    مرقومة بالنور في ظهر المطايا
    عبرت دنيا لأخري تستبق
    ما انحنت قاماتنا من حمل أثقال الرزايا
    فلنا في حلك الاهوال مسرى و طرق
    و لنا إرث من الحكمة و الحلم
    و حب الآخرين
    و ولاء عندما يكذب اهليه الأمين
    و لنا صبر على المكروه ان دام ..جميل
    و لنا في خدمة الشعب عرق
    فابطشي ما شئت فينا يا منون
    كما فتئ في مكة يشبه حمزة؟؟؟؟

    بقلم ابوالحسن مصطفى
    ٢٨ - سبتمبر -٢٠٢٠
                  

09-28-2020, 05:33 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    الاخ عبدالله
    لو تفضلت اصلح البوست لانه تصعب قراته
    قلص عرض المقالات

    دودى
                  

09-29-2020, 03:45 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: Mohamed Doudi)

    سلام استاذ عبد الله
    والله متابعين الكتابات المتبادلة
    اسجل اعتراضي علي وصف النور حمد
    بانه مريض ونرجسي ومتعالي ونخبوي
    وبعيدا عن المساجلات الدائره
    وراي الناس فيها بما فيهم شخصي
    الضعيف ، يصعب علي جدا ابتلاع
    مثل هذا الوصف واعتقد ان النور حمد - مع حفظ
    الالقاب- كاتب مسؤول ومفيد
    وكاتب نشط وتدهشك الأراء والأفكار
    التي تطل عليك من ثنايا سطوره.
    لا اعلن الاتفاق التام معه لكني اجد
    الخشونه معه وصلت حد كبير من الفظاظه
    Incivility ولا اعتقد انها ستتوقف
    من قبل بعض المدافعين عن الشيوعي
    نتمني ان تاخذ المساجلات جانب فكري
    بعيدا عن الملاسنات والشخصنه.

                  

09-29-2020, 11:17 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: طلعت الطيب)

    ههنا يكمن التكلُّس اليساروي
    (3)

    النور حمد

    صحيفة التيار 29 سبتمبر 2020

    فاجأنا عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، والاقتصادي الماركسي المعروف، الدكتور صدقي كبلو بتصريحٍ مثيرٍ للدهشة، في ختام حديثه في المؤتمر الاقتصادي الأخير. قال كبلو، وأنا أنقل هنا حرفيًا ما جاء في الفيديو الذي حوي حديثه: "يا جماعة للمرة المليون، عشان ما في زول ينزل بعد ما أنزل .. آخر كلمة .. إنو يقول: الزول ده قاعد يدعو للاشتراكية. نحن عايزين نعمل نظام رأسمالي صناعي حديث لازم تقوم فيهو الدولة بدورها الاجتماعي والاستثماري عشان تحدث الثورة ...". (بقية الكلام لم تكن واضحة بسبب مقاطعة رئيس الجلسة).

    معلومٌ أن في الأدبيات الماركسية ما يسمى: "مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية". ولقد يجد د كبلو تبريرًا لحديثه، لدى نفسه وقبيله، في أنهم يعملون، الآن، لإحداث الثورة الوطنية الديمقراطية، وهي مرحلة رأسمالية الطابع، بطبيعتها. لكن هذا لا يبرر القول: "ما في زول يقول الزول ده قاعد يدعو للاشتراكية". فهل يعني العمل في مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية أن يتوقف من هو شيوعي، تمامًا عن الدعوة للاشتراكية؟ فإلي أي وجهة إذن يسوق الشيوعيون الناس، وأي خطابٍ يقدمونه لهم؟ لم يعد أحد الآن يتحدث عن مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية سوى شيوعيي السودان، استنادا على "المانيوال". الماركسي اللينيني الذي تخطته السياقات الراهنة وأضحى أدبيات نفقت وذرتها الرياح. فتمسك الشيوعيين بها لا يعني، في تقديري، سوى شراءٍ للوقت للخروج من وحسةٍ دخلوا فيها منذ انهيار المعسكر الشيوعي في ثمانينات القرن الماضي، ورغم مرور ثلاثة عقود، لم يدروا كيف يخرجون منها.

    ودعونا نعود لثورة أكتوبر لنرى بدقة كيف تصرف الحزب الشيوعي إزاءها، وفقًا لما جاء في كتاب تيم نيبلوك "صراع السلطة والثروة في السودان". يقول نيبلوك أن جبهة الهيئات، (وهي المعادل آنذاك لقوى الحرية والتغيير الحالية)، سيطرت على مجريات الثورة، عبر الشهور الأولى، فطرحت أجندةً راديكالية، جعلت القوى التقليدية الطائفية تشعر أن هناك اتجاهًا لإقصائها وتصفيتها. سنت جبهة الهيئات تشريعات منحازةً للعمال والمزارعين والنساء. فضمت الحكومة التي أُعلنت في 31 أكتوبر سبعة وزراء من جبهة الهيئات، من بينهم السكرتير العام لاتحاد نقابات عمال السودان، وسكرتير اتحاد المزارعين، واثنين من الجنوبيين. أما حزب الأمة، والاتحادي، والشعب الديمقراطي، والميثاق الإسلامي، والشيوعي، فقد مُنح كل حزبٍ منها وزيرًا واحدًا فقط. (ورد في النسخة الورقية للتيار وزيران لكل حزب، وكان ذلك خطأ مني). غير أن وزراء جبهة الهيئات كانوا تابعين، من الناحية العملية، للحزب الشيوعي السوداني، ما جعل الحزب مسيطرًا على مجلس الوزراء.

    أيضًا، اتجهت تلك الحكومة الانتقالية في أشهرها الأولى إلى وضع مقترحات للإصلاح الزراعي، وإلى التصفية التدريجية للإدارة الأهلية، والتمهيد لأن تستلم الشركات السودانية تجارة الصادر والوارد من الشركات الأجنبية، وتنشيط التجارة مع الدول الشرقية. وكذلك، اتباع سياسات نشطة في دعم حركات التحرر في إفريقيا والشرق الأوسط. أي، التطبيق الحرفي لرنامج الحزب الشيوعي الراديكالي المتطرف. وكان أكثر ما أثار قلق القوى التقليدية هو الاقتراح الذي تقدمت به جبهة الهيئات لتخصيص 50% من مقاعد الجمعية التأسيسية للعمال والمزارعين، (راجع: نيبلوك). ولقد قدم محمد سعيد القدال في كتابه (معالم في تاريخ الحزب الشيوعي)، مراجعةً نقديةً للاندفاعات الراديكالية لجبهة الهيئات، وهي تدير تلك الفترة الانتقالية القصيرة. وقد اتسم نقده بالموضوعية، وبالتأكيد على ضرورة التحلي بالحكمة وتفهُّم مُقيِّدات الواقع. لكن يبدو أن الحزب الشيوعي يطأ على أراء عقلائه بحذاءٍ ثقيل، ويمضي في طريقه المُفضي إلى الهاوية. (يتواصل
                  

09-29-2020, 01:59 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)

    سلام استاذ عبد الله
    د.النور هبش موضوع حساس
    وهو المتعلق بكلام د. كيلو الضمني
    عن مرحله الثوره الوطنيه الديمقراطيه
    أو بناء "مجتمع رأسمالي صناعي "
    حسب تعبيره. من المهم إبداء ملاحظتين
    في هذا الشأن.
    الملاحظه الأولي حول التصورات الماركسيه
    اللينينيه التي ظل يتبناها الحزب الشيوعي
    منذ استقلال السودان وهي مرحله الثوره الوطنيه
    الديمقراطيه التي تفضي الي الاشتراكيه ثم تتطور
    الاشتراكيه حتي يصل المجتمع ضمن شروط معينه
    الي الشيوعيه . هي ثلاث حلقات مترابطة
    وهي تصورات لا يراها المواطن حتي يستطيع
    أن يناضل من أجل تحقيقها لأنها مقولات
    ذهنيه وهذه واحده من اكبر مآسي الشيوعي.
    الملاحظة الثانيه تتعلق بالكف عن الحديث
    عن الاشتراكيه ليس بسبب انها أصبحت غير جذابه
    فقط ، بل لأن إنجاز ما أسماه كيلو ب "
    المجتمع الرأسمالي المتطور " يتطلب التحالف
    مع الراسماليه. وهو تعاون من نوع غريب
    تخيل اني اطلب منك أن تتعاون معي في
    بناء وانجاز مرحله الثوره الوطنيه الديمقراطيه
    عشان لمن تجي الاشتراكيه اقوم اصادر ما عندك
    من أجل مقوله ذهنيه اسمها اشتراكيه.
    هل ده كلام انسان عاقل ينتمي الي هذا العالم ؟
    يعني اقول ليك تعال جيب اموالك واستثماراتك
    عشان نبني مشروع سويا، لكن بعد داك
    ابشرك انك ما عندك عائد من الاستثمار ده
    خالص شكرا وكتر خيرك يلا اديني عرض اكتافك.
    هل يوجد انسان لديه حساسيه تجاه طبيعه
    البشر بقول كلام زي ده.😀
    في عالم اليوم تقدم الدوله فرص
    الاستثمار وفق شروط وقوانين معينه
    ليكون نصيبها العائد من الضرائب وتوفير
    السلع والخدمات اضافه الي خلق فرص
    توظيف في المجتمع.
    وللراسمالي الحق في تطوير استثماراته.
    هذا هو الوضع الطبيعي اما تدعو إليه الماركسيه اللينييه فهو الجنون
    بعينه.

                  

10-08-2020, 04:21 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: طلعت الطيب)

    النور حمد من العقل الرعوى إلى التطبيع الريعى و ذاكرة اللغافة!!!! بقلم:الأمين مصطفى

    " فأنا لست منشغلاً، في نظرتي للظاهرة بجهتها الجغرافية، أو وضعيتها في "كرونولوجيا" التاريخ الاقتصادي والاجتماعي. انشغالي بالظاهرة يتجه إلى تجليات ما يمكن أن أطلق عليه ثنائية "الإنسية" و"الوحشية"، أو النظام واللانظام"النور حمد"
    عندما تريد أن تجسد الوحشية مثالا فى العالم فلن تجد نموذج كامل ومعبر أفضل من إسرائيل فى تجسيد اللانظام بل هو اللانظام الأوحد بعد انهيار نظام الفصل العنصرى فى جنوب افريقيا!!!
    كيان خارج مظلة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومعطل لكل قرارتها ومحتمى بالفيتو الرعوى ولايقر المحكمة الجنائية وقادته مطاردين فى محاكم أوربية ويتفق الضمير الإنسانى العالمى على جرائم وهمجية هذا الكيان الغاصب المحتل ويكفى المتضامنين الذى قدموا أرواحهم لكشف زيف واكاذيب الاحتلال راشيل مثالا.
    " بناء على ما تقدم، يمكن القول إن الفاشية والنازية، رغم أنهما حدثتا في إطار الحداثة الغربية، تظلان، هبتين رعويتين. فما أنجزته النازية في ألمانيا، من انجازات مبهرة في مجالات التصنيع، وبناء دولة حديثة مقتدرة، لم يمنعها من أن تقيم كل دعاويها واحتلالها لديار الغير،"النور حمد"
    إسرائيل الكيان القائم على الشتات المستجلب من كل نواحى الدنيا والذى عمره دون عمر انسان بعد الميلاد للحقبة الاسطورية الاولى .
    المانيا عند النور رعوية أما إسرائيل نافخة قرن الكاوبوى الرعوى الأمريكى فهى إنسية غير وحشية على الرغم من ذاكرة المذابح التى لم تدر بذاكرة صاحب النظرية!!!
    إسرائيل كيان غاصب بلا حضارة او أثر وقد ظل ينبش فى سراديب القدس بحثا عن هيكل مزعوم ولم يجد له شاهد او لقطة او أثر. هذا الكيان بلا موروث ثقافى يشكل منتوج فى الماضى او الحاضر وإلى اليوم لم تبرز فى الثقافة او الشعر وكل ضروب الثقافة سوى ثقافة الدمار والقتل المنحولة من وراثة العلوم الالمانية عقب الحرب العالمية!!!
    النور حمد دبج مقال تحت مسمى العقل الرعوى وهاجم فيه بلا وجل ممالك شادت اثر حضارى ومنتوج ثقافى لا يحتاج لتنقيب ولاتخطئه عين ولا تطغى عليه أسطورة واليوم عاد يتنكب خطى نظريته عائدا إلى قطيع العقل الرعوى بزعمه على مستوى المفاوض او المسهل او الراعى الحصرى !!!
    ان التطبيع الذى يلهث وراءه النور حمد يقوده كيان رعوى وعقل رعوى ساع للتطبيع فى الداخل والخارج فكيف انهارت نظرية العقل الرعوى سريعا بواسطة واضعها!!!
    مدرسة الشعر الواقعى الإسرائيلى سمو المعنى المقاوم وبدائية المبنى:
    " بأي وسخ ملأوا رؤوسكم
    / كي تأتوا هكذا في منتصف الليل، تحت مطر غزير
    لهدم أكواخ بائسة
    / ورمي مئات النساء والأطفال في الوحل؟
    / يا جنوداً مغفّلين من رصاص
    / هل أن أباكم سكينٌ
    / لا يعرف غير الجز؟
    / هل أمّكم مقصٌّ
    / لا يعرف غير القطع؟"
    التركى ولا المتورك:
    " مع تزايد انتقادات أعضاء الكونجرس الديمقراطيين للحكومة الإسرائيلية، وتراجع تأييد إسرائيل بين اليهود الأمريكيين أنفسهم، تتخوف إسرائيل من خسارة جيل بات ينظر إليها كدولة تمارس الاحتلال وليست ديمقراطية"الشروق"
    " ويعتقد أن العبرانيين البدو الأوائل استوطنوا كنعان على ثلاث هجرات، أو دفعات، اثنتان منها أسطوريتان،"
    " ويسمى اليهود أيضاً الإسرائيليين أو بني إسرائيل ويسمون أيضاً العبرانيين، "
    " نفخ قرن الكبش، او الشوفار كما يسميه الإسرائيليين المتطرفين له عدة دلالات، منها قبل السنة العبرية ، ومنها للاعلان عن خطر قريب،"
    @
    فى بلادى تستهلك كلمة مفكر وموسيقار بلا ضابط فكل من فكر وقدر وادبر وعزف عن التطبيق فهو هو!!!كلام الليل يمحوه النهار!!!
    الأمين مصطفى
                  

10-10-2020, 07:58 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين د. النور حمد وبعض andquot;اليسارandquot;: أ� (Re: عبدالله عثمان)


    التكلس اليساروي: التَّنمُّر الشيوعي الناصري
    (14)
    النور حمد
    صحيفة التيار 10 أكتوبر 2020

    ورد في بعض الردود اليساروية على هذه السلسة، التي تترى هذه الأيام في مختلف المواقع الإلكترونية، أن هذا الحلقات ليس لها خيطٌ ناظم. غير أن هذا غير صحيح. فأحد جانبي خيطها الناظم هو سلوك اليسار الشيوعي والعروبي وعداؤه الحاد للغرب وابتزازه للقوى السياسية الأخرى بالخطاب الديماغوجي الشعبوي، ومواقفه المتخشبة التي أسهمت إسهامًا معتبرًا في إبطاء تطورنا الاقتصادي، وجعلت أحوال بلادنا نموذجًا في التراجع والتردي. ليس هناك قطرٌ اليوم، حتى في جوارنا الإقليمي، يشابه السودان من حيث انهيار أجهزة الدولة الإدارية، وفي التخلف الاقتصادي، وفي ضعف بنياته التحتية، وفي اضطرابه وعدم استقراره.

    أما الجانب الآخر من الخيط الناظم فهو علل النخب السياسية، ممن يُسمَّوْن آباء الاستقلال، الذين خضعوا للابتزاز اليساروي وللتخويف العروبي المنطلق من الآلة الإعلامية الناصرية والبعثية والفلسطينية، وما يكيله ذلك الإعلام من هذه المنصات الثلاث، لمخالفي خطه؛ من تهم العمالة والخضوع للاستعمار والإمبريالية. فنحن منذ الاستقلال بين يسار مُتنمِّر ينثر خطابًا ديماغوجيًا شعبويًا ملتهبًا يربك به من هم في السلطة، أيَّا كانوا، وبين ساسة غير واثقين مما يفعلون، قابلين للابتزاز، غير قادرين على مواجهة الزوابع اليساروية الشعبوية الموسمية.

    اخترت قضية المعونة الأمريكية وأفردت لها بعض الحلقات، لأدلل بها على الابتزاز اليساروي الذي كان يريد أن يجر البلاد إلى محور الكتلة الشرقية الشيوعية، باسم استقلال الإرادة السياسية والتحرر من ربقة الاستعمار. في حين لم يكن الأمر سوى تبديلٍ لتبعيةٍ مثمرةٍ، بعض الشيء، بتبعيةٍ للمعسكر الشيوعي، بلا ثمرٍ إطلاقا. فالتجربة الشيوعية الأم في الاتحاد السوفييتي نفسه، انتهت بعد سبعين عامًا، إلى أن يقف الشعب في صفوفٍ متراصَّةٍ، طلبًا للخبز والجبن وضروريات الحياة اليومية.

    أما الجانب الآخر من اختياري لقضية المعونة التي سيطرت على المشهد السياسي السوداني منذ 1957 وإلى بداية الستينات، فغرضه إيضاح تأثير الابتزاز اليساروي لنخبنا السياسية التي أصيبت بحالة من الاضطراب وفقدان التوازن، حتى لم تعد واثقةً مما تفعل. فأصبحوا يركضون إلى السفارات الغربية ليقولوا لهم ما لا يستطيعون قوله في العلن لشعبهم وإقناعه بالوقوف وراء قراراتهم. لقد أصبحوا أسرى لما يقوله عنهم الشيوعيون ولما تقوله عنهم آلة جمال عبد الناصر الإعلامية. غالى جمال عبد الناصر في عداء الغرب، فعاش في حالة هزيمة عسكرية وتنموية مستدامة إلى أن مات. ولم تتطرف ماليزيا في عدائها للغرب، وكانت أفقر من مصر بما لا يقاس حين نالت استقلالها، فتخطى اقتصادها في بضعة عقود، اقتصاد مصر، بقدر لم تعد معه المقارنة قائمة.

    هذا النمط من التنمر اليساروي الديماغوجي لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا. فحين نقول لهم إن مفهوم اليسار تغيَّر وأن الرأسمالية تعيش أيامها الأخيرة، وأن التوجه نحو الاشتراكية متنامٍ، ولكنه لن يكون وفقًا لخارطة الطريق الماركسية اللينينية والأحزاب الشيوعية التي خلفها الزمن، يخرج إلينا العقائديون من حفظة النصوص بلا فهم، المُدَرَّبون على أساليب الشيطنة والتشنيع اللاأخلاقية، ليقولوا: إنك "نيوليبرالي" وإنك "مستلبٌ غربيًا" وإنك "مفتون بالرأسمالية". هؤلاء العقائديون المساكين لا يتهمون أنفسهم إطلاقًا بأنهم لم يفهموا الأمور على وجهها الصحيح. عمومًا، سوف نضع أيدينا على جذور أسلوب الشيطنة الفج هذا، بدءً بشيطنتهم للرائد الشيوعي عوض عبد الرازق.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de