|
Re: ومرة تانية ... لما يطل في فجرنا ظالم (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
إختلف نظام نوفمبر 1958 عن نظام مايو 1969 ونظام يوليو 1989 ... كان لكل منهم ظروفه وزمنه ... لكن الشعب السوداني هو هو ... رفضهم جميعاً وثار عليهم واقتلعهم. ثلاث ثورات خلال 60 عاماً أشعلها شباب ثلاث أجيال فصلت بينهم نُظُم قمعية لم يكن متاح تسليم جيل الجيل الذي يليه للراية، بل كان الجيل التالي يصنع ثورته من واقعه وبأدواته، يجمع بينهم الشارع والهتاف وعشقهم للحرية، ففي أكتوبر كان شرارتها طلبة جامعة الخرطوم الذين ضربهم العسكر أثناء إقامة ندواتهم السياسية، فغضب لهم الشارع وكان له كلمته. في أبريل، كان نظام مايو أعنف من نظام نوفمبر، فعمد الثوار للتعبئة بالمنشورات التي تتم طباعتها بماكينات الرونيو وتوزّع في الشوارع والجامعات بقصد التوعية والتحريض ... ثم استغل الثوار الإحتقان لإشعال ثورتهم، فكان لهم ما أرادوا. في ديسمبر، كان نظام الإنقاذ أعنف من كل الديكتاتوريات التي سبقته، لجأ الثوار لتكنولوجيا الإتصالات التي أتاحت لهم التواصل داخل وخارج الوطن، فكتبوا وخاطبوا وحرّضوا الشارع حتى كانت أعظم ثورة سلمية عرفها العالم.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ومرة تانية ... لما يطل في فجرنا ظالم (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
بعد ثورة أكتوبر، ظهرت في السطح بعض الأمراض التي تصاحب الحريات التي لم يعتاد الناس عليها، كان هناك كثير من المتخوّفين أن يستغل أحدهم الفوضى التي لم يستطع السياسيون إحتوائها فصرخوا محذّرين، عكس ذلك شاعر الثورة هاشم صديق الذي كتب ولحن محمد الأمين وتغنّى بـــ "لمّا يطل في فجرنا ظالم *** نحمي شعار الثورة نقاوم". ثم بعد أبريل 1985 ظهرت نفس المشاكل السياسية، فكتب محجوب شريف وأيضاً تغني محمد الأمين وقال: يا ظالماً في الغيب ... أو حتى بيناتنا نحن انكسار العيب ... ما بيغشى هاماتنا لو في الحلم والنوم ... أحذر ملاقاتنا لو لسة ما ولدوك .... أحذر وليداتنا
نفس المعاني في قصيدتين مختلفتين وفي زمانين مختلفين، لكن في نفس الموضوع.
أيضاً تم في تلك الفترة التوقيع على ما سمّي (ميثاق الدفاع عن الديمقراطية) والذي ينص على الدخول في عصيان مدني دون حاجة للإعلان عنه بمجرد إذاعة بيان إنقلابي، ولكن .......
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ومرة تانية ... لما يطل في فجرنا ظالم (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
في حالة أكتوبر وفي حالة أبريل، عكس الشعراء تخوّف الحادبين من مآلات الإختلاف والتعصّب الذي أتاح للمتربصين (جعفر نميري ثم عمر البشير) إنهاء تجربتين ديمقراطيتين متسببين في تعطيل نماء البلاد. للأسف يعاد الآن نفس السيناريو بشكل ما ... خلافات وتخوين ... ينشط فيها بشكل هستيري أعداء الثورة بكل الأشكال من بث الإشاعات واستغلال الضائقة المعيشية التي ورثها منهم النظام الجديد، بل والتظاهر مستغلين جو الحريات الذي فرضته الثورة. كل ذلك ومنسوبيهم لا يزالوا في مواقع مؤثرة قد ينقضّوا على الثورة متى ما سنحت لهم الفرصة. لنعيد الشعار: يا ظالماً في الغيب ... أو حتى بيناتنا نحن انكسار العيب ... ما بيغشى هاماتنا لو في الحلم والنوم ... أحذر ملاقاتنا لو لسة ما ولدوك .... أحذر وليداتنا
| |

|
|
|
|
|
|
|