تدورهذه الايام حملة منظمة ضد شباب الثورة ولجان الاحياء بقصد طمس دورهم الرائع وتضحياتهم العظيمة وتلويث دماء الشهداء الطاهرة من خلال هجوم على الشباب يصل لدرجة السعي لإرهاقهم في المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة وكأنهم هم الذين سرقوا أموال الشعب لمدة ثلاثين عاما.
يحتاج الشباب إلى التشجيع والمؤازرة ورفع الوعي والتعلم لتجنب الأخطاء . والشباب ليسوا بديلا للأجهزة الأمنية والتنفيذية بل هم سند ومكملون لهما. وعلى سبيل المثال ” حادثة اجتماع عنقرة ” أو الخطة (ب) لم يتم رصدها جيدا من الامن الرسمي لذلك قام الشباب بدور الأمن الشعبي ولو رصدها الأمن الرسمي لما حدث الخلل والانفعال والتصرفات المتسرعة . ولكن هناك من يعمل بهمة لدق إسفين بين الشباب والأجهزة وإفتعال روح من العداء والتنافس غير الحميد . وعلينا ان نحذر من هذا التوجه الخبيث ونواجهه بحزم وحسم .
أصبت بكثير من الأحباط وخيبة الامل بسبب استخدام الألفاظ العنصرية في الهجوم على بعض المشاركين واستفزازهم . فقد كنت أظن ان الشباب والجيل الجديد عموما والثوار فيهم على وجه الخصوص قد تجاوزوا مرحلة هذه الثقافة المتخلفة ولم تعد مثل هذه الالفاظ جزء من قاموسهم وفكرهم . ولكن يبدو أن بعض الشباب ثوار سياسيا ومتخلفون ورجعيون فكريا وثقافيا واجتماعيا، ومازالوا يحملون عقلية أجدادهم العتيقة المحافظة الاتية من العصور الوسطي . لا أتصور ان شابا في القرن الحادي وعشرين وعمره مابين 15- 35عاما يستدعي ألفاظ عصر تجارة الرقيق ومابعده ويستخدمها في تعامله اليومي يا للحسرة وموت عقل الثورة والتقدم .
هذه مسئوليتنا في تثقيف هؤلاء الشباب وإلا نكون قد قصرنا في بناء إنسان سوداني جديد، فشعار السودان الجديد يتحقق فقط من خلال بناء هذا الفرد السوداني الجديد الذي ينتمي إلى هذا القرن وأن يكون سودانيا وجزء من هذا العالم الحديث القائم علي التكنولوجيا والعلم والعقلانية .
الثورة ليست مجرد شعارات بل ثقافة وعمل وانتاج وعدالة كما تقول شعارات الثورة .
في الختام أتمني أن يتحلى الكبار الذين أصابهم أذي من الشباب أن يتعاملوا معهم بأخلاق عالية وتدين حقيقي وأن يظهروا الحلم والتسامح بالصفح عن ابنائهم خاصة وقد بادروا باعتذار في نفس الوقت أرجو سحب البلاغات وبذلك يعطون أبناءهم درسا عمليا في الحلم والتسامح ويكون ذلك موقفا تربويا راقيا بعيدا عن روح الانتقام والتشفي، وألا يقوموا بفش الغبينة وهو سلوك قبلي وأناني بعيد عن تسامح الدين .
أرجو ان تجد هذه الدعوة اذنا صاغية وضميرا صافيا خاليا من الأحقاد وشوائب الدنيا الفانية ، وان اسمع اليوم قبل الغد سحب البلاغات وأن يحتحفظ بهذه الشدة والقسوة لمن أذلوا هذا الشعب العظيم لسنوات وعبثوا بكل مقدراته . وألا نضع السيف في موضع الندى ودامت للشعب السوداني اخلاقه التي يفتخر بها وهو رأسماله الحقيقي بين كل الشعوب والتي تجعله يقف شامخا ويقول أنا سوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة