على الدوام كانت الكلمة هي الكلمة :إما رسولٌ وإما سهم، او وردة، او بلسم...
أما هي فكانت كلماتها قد دخلت القلوب دون مفتاح، و دون اذن، ودون استئذان.......
بضع كلمات و جمل لتجعل القلب يلين، ويستكين ويستجيب..
عبارات موحية مستعطفة تفيض الماً وحزناً، وتنضح انكسارا..وعطفاً و تعاطفاً..
و قدم الكثيرون احضاناً و فوجدت احضاناً دافئة، وظهوراً مساندة، وشعورا متماهياً، ومن اخرين دموعا ولوعة..
كيف لا، وهي تحكي عن انكسارٍ في النفس لا ينجبر وجرحاً مفتوحاً بعرض الأفق لا يندمل..والإنسان،أي إنسان، يفهم لغة الألم و لوعة الفراق، وفراغ العش بعد ان
يفقد الإلف و الشريك.
كانت كلماتها حادة كنصل سكين و مؤلم كمرور النصل في الأحشاء..حكت حكايتها فأبكت الجميع..حتى أنا نال مني التعاطف مبلغه.
رغم حلاوة البدايات أحياناً إلا أن هذه الدنيا ملأى بالآلام، والحكايات ذات النهايات الحزينة..ليس في القصة قسوة من أحد، ولكنه القدر..
نعم هو القدر الذي جعلها تغنَي في وحدتها عشقها الذي حملته الأيام بعيداً..لم يمت ولكنه ذهب..ليس خائناً و لكنه القدر..هو موجود في الحياة لكنه لن يعود للعش
محتقباً حبه و شوقه ولكنه سيظل بعيدا يتابع حزنه و أشجانه..
هو ليس لغز إلا إذا كانت الحياة لغز.
تعاطفت أنا مع قصتها كما تعاطف معها كل من قرأ قصتها... فاستأذنتُ منها أن أحكي للناس فحكيتها..فتقاسم الحزن بعض من شفائه والتشارك في الآلام يخفف من وطأتها.
سأعيد فيما يلي كتابة بعض من كلماتها ،كما كتبتها هي...و من ثم أكمل القصة..
08-14-2020, 07:06 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
على الدوام كانت الكلمة هي الكلمة :إما رسولاً أو سهم،اً او وردة،ً او بلسما.
..أما هي فكانت كلماتها كل ذلك .فقد دخلت القلوب هكذا دون مفتاح، و دون اذن، ودون استئذان.......
بضع كلمات و جمل جعلت القلوب تلين، ويتستكين وي تتجاوب وتستجيب..عبارات موحية ،مستعطِفة..كلمات تفيض الماً وحزناً، وتنضح انكسارا..وعطفاً و تعاطفاً..
وفي المقابل قدم اكلٌ ما يستطيع .... و فهكذا وجدت احضاناً دافئة، وظهوراً مساندة، ومن البعض مشاعر جياشة ومن آخرين تماهياً، وتآزراً، ومن غيرهم دموعا صامتة ولوعة..
كيف لا، وهي تحكي عن انكسارٍ في النفس عميق...وكسرا لا ينجبر ، وجرحاً مفتوحاً بعرض الأفق لا يندمل..
والإنسان،أي إنسان، يفهم لغة الألم و لوعة الفراق، وفراغ العش بعد ان يفقد الإلف و الشريك.ف
كانت كلماتها حادة كنصل سكين و مؤلم ةككحد نصلٍ في الأحشاء..
حكت حكايتها فأبكت الجميع.. من بينهم أنا .فقد نال مني التعاطف مبلغه.
رغم حلاوة البدايات أحياناً إلا أن هذه الدنيا ملأى بالآلام، والحكايات ذات النهايات الحزينة....
ليس في القصة قاتهاما لأحد بالقسوة من أحد، أو الخيانة... ولكنه القدر..نعم هو القدر الذي جعلها تُغنَي في وحدتها علشقَها الذي حملته سنوات فتحمله الأيام بعيداً...
عشقها لم يمت ولكنه ذهب..عشقها ليس خائناً و لكنه القدر..هو موجود في اهذه لحياة لكنه لن يعود للعش محتقباً حبه و شوقه الذي كان ...
ولكنه سيظل بعيدا يقتات حزنه و أشجانه.. القصة ليست لغز إلا بقدر ما تكون الحياة لغز.
المهم قرأت قصتها و تعاطفتُ مع أحداثها وتفاصيلها.... كما تعاطف معها كل من قرأ قصتها...
..فتقاسُم الحزن يبدد بعضُ من غلوائه وتشارك الآلام يخفف من وطأتها، فاستأذنتُ منها أن أحكي للناس فحكيتها
بالمناسبة بالرغم من أنها لم تتزوج ..,لكن لديها ثلاثة أطفال يملئون حياتها.....
لكن لا تذهب بعيداً في الخيال، فلا تظلموها فهي ليست زانية،ولا لعوبٌ ....
سأعيد لكم فيما يلي كتابةَ بعضٍ من كلماتها ،كما كتبتها هي...و من ثم أكمل القصة..
08-14-2020, 07:11 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
لابد من الإشارة إلى أنها كتبت هذه القصة بنفسها في إحدى الوسائط الاجتماعية و بالتالي لالأمر ليس سراً.. و كما أشرتُ لم يقف تأثير القصة عليّ وحدي بل تأثر بها العديد من الشبان و الشابات الذين تابعوا القصة في تأثر تجلّى في كلماتهم.
في البداية ترددت في أن أكتب قصتها....و ذلك لعدة اسباب..
أولاها: لخوفي من ردة فعل تلك الشابة أو لتفسير مقصدي تفسيرا خاطئاً
ثانيا: لخوفي من أن أكون اقتحمت بعض الخصوصيات أو نقلتها إلى دائرة التناول العام مما قد يضر بصاحبة الموضوع.
ثالثا: تنازعت الأمر بيني و بين نفسي لتخليصها من شبهة الفضول البشري(الشمارات) إلى الفهم الإيجابي للقصة....... أو بعبارة أخرى إن صح التعبير نقل الواقعة
من كونها قضية شخصية إلى دائرة الاهتمام العام باعتبار الموضوع في النهاية عبارة عن ظاهرة اجتماعية و ليس شأن شخصي.
08-14-2020, 07:20 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
من خلال كلماتها الأولى الساردة لوجعها المكتوم وحجم الشجن المكنوز في الكلمات و الفعل الدرامي المبثوث في كلماتها المعبِّرة وعبارتها الموجزة والتراجيديا التي تظلل الكلمات بالتأكيد هو الذي دفع المتابعين للتعاطف والمواساة، احساساً بعمق الجرح بالطبع..
و من خلال أسئلة و تعليقات القراء المعبأة بالاحاسيس والمشاعر الصادقة..والمطالبات بأصل القصة وبدايتها و تطوراتها.. فاستجابت هي بكل اريحية و حكت القصة: (الدنيا عيد والناس مرسومه ف وشوشا الفرحه وربنا كان بنسج لي فرحتنا خيوطا ..
......يوم الوقفه كنت مساهرة زي اي بت سودانية همها بكره بيتهم يكون في اجمل صوره ........فيقوم يجيني تلفون من رقم غريب .... رديت.... يجيني صوت زي صوت زول نعسان ...وعرفت انو ضارب غلط ..........واعتذر انو سايق وجاي من ولاية علشان يحصل العيد مع امو في ولايتو).
ثم تكمل: ...)بعد داك التلفون قفل ... وبصراحه انا هزتني حتة ماش يلحق العيد مع امو .....وانا في بيتنا وما ح اعيد مع امي لانها متوفيه. 😭 وكنت بدعو ربنا يوصلو بالسلامة....... واتخطيت اي عقد وقويت قلبي واتصلت اشوفو وصل ولا لا ...............
ربطاً بما مضى من خلال كلمات المرأة ال صاحبة قصة الطلاق : (..........وبعترف انا كنت انانيه في مواقف كتيره ...و
دا م بعفي انو هو مرات بمارس الدكتاتورية في مواقف بسيطه ..ا...
ا.............لحتة بتاعة الشغل والبعد من الاهل لازم تتخت في الاعتبار وبقول انو المادة ما.حصل وقفت قدامنا .....رغم الظروف البتمر باي بيت سوداني.........................
............................. وقدرت اقنعو يجي نفس مدينتي ونأجر مؤقت.
وصراحة ماقدر يتحمل وقال لي حأكون مقطّع بينكم و بين الشغل و بين اهلي(3ولايات)
ودا كان اول طلاق.....
الله لاوراكم احساس زي دا)
********************************************************** نهاية القصة كما حكتها هي:
( ....صدمة في اللحظة الكنا محتاجين نفرح بالنعمة العندنا ورجعت وماف زول عرف شى لانو عادي))
صل وقفت قدامنا رغم الظروف البتمر باي بيت سوداني وقدرت اقنعو يجي نفس مدينتي ونأجر مؤقت
وصراحة ماقدر يتحمل وقال لي حأكون مقطع بينكم والشغل واهلي(3ولايات) ودا اول طلاق.. الله لاوراكم احساس زي دا
صدمة في اللحظة الكنا محتاجين نفرح بالنعمة العندنا ورجعت وماف زول عرف شى لانو عادي...
(بقعد كتير عندهم وتاني رجعنا وبس م اتغير شى لسه مشكلة السكن قايمه كل واحد في حتة لما ربنا سهلا ورحلو في مدينتا واشتغل فيها والامور مشت ....
......................وتاني ظهرت خلافات بجوانب تانية واسباب مابقدر اقولا لانها مابتترجم اتمسكنا واتماسكنا لدرجة بعيدة والروح بتصل حد المرونه
وبحصل الانكسار البعدو )
صعب كل شى يكون زي اول وقررنا نعيش للاولاد وتبقى المودة .
طبعا ف تفاصيل كتيره راحت ف نص الحكي لاني انا م بعرف اوصل كويس..............
.......... بعتذر منكم وشكرا لتحملكم وعارفا في كتير مرو بظروفنا بس هم اجمل لانهم قدرو يحافظو ع السقف الواحد ............
...............ونحن الحمد لله محافظين ع كل شى الا السقف دا.)
08-18-2020, 09:36 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
للأسف المؤسف و الأسيف لم تكن القصة كماحكتها صاحبتها للناس و لا كما حكتها لي بعد أن تعرفت عليها وعرضت ان انقل قصتها للفقراء، لأنه بخلاف التفاصيل التي تشد القاريء و تحاول أن تستشف الأسباب و المعاني،.. كانت طريقة العرض والسرد المؤثر قد أعجبني.. سأشرح كيف عرفت ان القصة مفبركة او كيف...
08-28-2020, 08:32 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
ظللت أيام مستعجباً من هذه تصرف هذه المرأة/الشابة..لماذا تفبرك قصة كهذه؟ قصة محبوكة بدرجة تاخذ بمجامع القلوب و تجعلك تتضامن معها.. أهو البحث عن شيء مفقود؟ هل هو الحنان أم الحب أم الثقة في النفس؟ كما ظللت أتساءل إلى أي مدى جعلت وسائل التواصل منا شخصيات معلقة بالأسافير تجعلنا أسرى لها..و منجذبين ومتماهين ومتضامنين مع
ما يُكتب.. فإلى أي حد صارت هذه الوسائل خطيرة و إلى أي حد تحشد العواطف و المشاعر و المواقف،حتى و إن كانت غير حقيقية.
إلى أي حد أخذت اللغة تأخذ بعدا جديدا و شاواً عالياً من خلال استخدامنا لها ..
و إلى أي حد ياخذ التاويل لما نكتب ابعادا ًشاسعة من خلال التطور اللحظي و المتنامي لإمكانات اللغة و التعبير؟
كل هذه التساؤلات تولدت و تناسلت بعد أن نشرت قصتها، رغبة في حشد التضامن المعنوي و العاطفي لها و منفعلا بقصتها و معجبا بطريقة
سردها المؤثر و المدهش ...وليس أكثر من ذلك و لا أبعد..خاصة أنني لم أعرف أي معلومات تفصيلية عنها و لا حتى صورة شخصية لها إلا بروفايل
جانبي قد يكون زائفاً أو حقيقياً أو لا يمت للحقيقة بصلة..
08-28-2020, 11:00 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
بعد أن استأذنت الشابة(التي أدعت أنها انفصلت) في نشر المقال.. ووافقت بشرط دون كتابة الاسم أو الإشارة إليها ،،،
وهي ستقوم بمتابعة ردود فعل القراء.و قد كان..
و كما توقعت وجدت القصة تفاعلا و تعاطفا ليس قليل ..وهي كانت متابعة..
بعد عدة أيام قالت لي : سأقول لك سراً، لكني..خايفة..
-ياساتر ..تاني شنو كمان
- لكن أخشى أن تظن أني سيئة والله مترددة و خايفة أقول ليك..
-عادي ....ما في مشكلة ....قولي..
بعد طول تردد ...قالت:
- القصة الحكيتها و قرأها الناس ...ما حقيقية - معقول؟ الغريبة لم أتفاجأ كثيراً..لا أدري لماذا..فقلت لها: -عادي...ما مشكلة،ولا يهمك.. قلتها، وفعلا كان شعوري عادي جداً..رغم إنه كان مقلب بالنسبة لي.. و لكني شعرت بنوع من الشفقة و العطف عليها،حتى دون أن أعرف أي تفاصيل شخصية عنها.. لم استغرب مما فعلته و لم اندهش كثيراً ..خاصة أنه في الحياة اليوم اصبح الخيال لا ينفصل كثيرا عن الواقع،...بل و تلاشى كثيرا وإلى حد بعيد
مما كنا نعتبره مفاجئاً و (غرائبياً) كما يقول نقاد الروايات،(ولم تعد الغرائبية إلا في بعض قصص روائيي أمريكا اللتينية).
سألتها: -هل أنت كاتبة أو روائية، ؟ - لا والله..مرة -ولا بتكتبي قصص؟ - لا أبداً...-حتى القصة دي كتبتها بالجوال، و أنا في الحافلة.. - بتقري قصص كتير؟ -مرة ..مرة -طيب ليه كتبتي القصة المختلقة لي، هل لشخص معين؟ - لا والله....لكن والله ما عارفة..بالجد ما عارفة..لكن كتبتها.. بعد أسئلة و استفسارات من جانبي،أخيراً عرفت انها : خريجة جامعية، في حوالي الاربعين و تعمل في وظيفة (.....)،و تأكدت من ذلك. اواصل
08-28-2020, 12:23 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
بعد ذلك بدأت عقلي ينتج العديد من التساؤلات: ..لماذا تفبرك الشابة دي قصة بهذه الطريقة ؟؟وما الهدف؟
بالنسبة لي كنت قد وضعت عدة احتمالات فيما يتعلق بتصرف تلكم الشابة...
.....و كان لدي احساس بأنها (تلك الاحتمالات) صحيحة إلى حد بعيد...ولازلت عند تحليلي.
حسب رأيي الشخصي و على ما أعتقد إن الدافع هو عدم الثقة في النفس ...و ربما قد تكون هناك أشياء أخرى...
لقد فرضت ثورة الاتصالات ووسائل الاتصالات و تقنيات التصوير وما إلى ذلك واقعاً جديداً و مؤثراً تأثيرا كبيرا قد لا نكون (نحن) معنيين به أو بمحاولة تتبعه....
..........و لكنها تغيرات و تطورات تؤثر بلاشك في عدة اتجاهات...قد يكون من بينها محاولة تقديم صورة مرضية أو مقبولة لدى الاخرين ( أو ما يعرف أحيانا ب:
التَجَمُّل) – كما كان عنوان أحدالأفلام المصرية (أنا لا أكذب و لكن أتجمل).. فبالإضافة لما حملته إلينا تلك التطورات التقنية من سلبيات و إيجابيات فهي أحيانا قد تجعل البعض يشعر ب(عدم الرضا) عن نفسه أو مظهره أو سلوكه أو واقعه
مما يزيد ذلك من وطأة الإحساس بالنقص وفقدان الثقة في النفس، مما قد يفع البعض للهاث و قتل النفس بحثاً عن اكتسابها خارج أطرها الشرعية، أو المأمونة،
أو المناسبة أو جميعهم.
بالتالي أقر و أعترف أننا مقصرون في إجراء البحوث اللازمة لمعرفة حِراك المجتمع و التغير الحادث و احجمه و اتجاهاته..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة