تجمع سودان الغد هو تلبية للاحتياج الموضوعي لتنظيم يستلهم شعارات الثورة ومكتسباتها ولا يحاول وراثتها والاستئثار بها، وهو تجمع لأنه يعبر عن اصطفاف قوى الثورة الحية من أجل تحقيق أهداف الثورة وحراستها من المتربصين من قوى الثورة المضادة التي تسعى بكل السبل إيقاف مسيرتها وفرملتها ووضع الكوابح أمام تقدمها، اصطفاف يحمل في طياته أسس جديدة للتحالف مستلهمة من واقع وقيم الشعب السوداني يقوم على النزاهة والتجرد ونكران الذات، اصطفاف يرسخ للانتماء للوطن ويعلي من شأن هذا الانتماء في وجه الانتماءات الحزبية القديمة التي تقوم على التعصب وإلغاء الاخر والإصرار على الانتصار للرؤى الآحادية. وهو بذلك عقد طوعي بين الافراد والتنظيم يتيح الحرية للفرد في التفكير واتخاذ المواقف وفق معيار وطني وليس أيديولوجي، وتسود في الحياة الداخلية للتنظيم الديمقراطية لتصبح منهجاً ممارساً وليس مجرد شعار تدبج به الخطب والبيانات. وهو سودان الغد لأنه تنظيم برامجي يسعى لبناء مشروع وطني يخاطب قضايا الحاضر والمستقبل في التنمية المستدامة وترسيخ قيم الديمقراطية والتوزيع العادل للسلطة والثروة والاعتراف بالتعدد الثقافي والديني والعرقي، والقضاء على التهميش والعنصرية والاضطهاد بكل أشكاله بما يحفظ كرامة الانسان السوداني وحقه الأصيل في الحياة الكريمة، وهو بذلك يسعى ديمقراطياَ في اصلاح نظام الحكم والقضاء على كل مظاهر الفشل للدولة السودانية، والقضاء على أسس وقواعد السودان القديم لبناء السودان الجديد ودولته الفتية الحديثة مستفيداً من كل منتجات الفكر الإنساني وما توصلت له البشرية من معارف وعلم وتكنولوجيا دون التمترس خلف المقولات الايديلوجية المنغلقة، انه سودان الغد الذي بشرت به الثورة عبر شعاراتها، سودان تسقط بس الذي يمثل القطيعة مع الممارسة السياسية بشكلها القديم والذي ابتدرته النخبة السياسية بأن جعلت الطائفية ملاذا لها، وسودان حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب، الذي يؤكد تطلعات الجماهير لسودان جديد يقوم على هذه الأضلاع الأربعة المتساوية والتي تعرف كحزمة واحدة لا يتنازل عنها الشعب على هوى النخب أو قوى السودان القديم. وتجمع سودان الغد كتنظيم ليس تنظيماً صفوياً بل تنظيم يستند على قوى اجتماعية حية، متجذرة في المجتمع السوداني، تعبر عنه بكل أطيافه، وبالأخص المهمشين والمنسيين في دفاتر المركز، وتنتشر هذه القوى الاجتماعية في كل شبر من السودان، في القرى والأرياف والجبال والصحارى والغابات، كما تنتشر مترحلة ومنتقلة من رقعة لأخرى تعاني من الجهل والفقر والمرض. ويتحدث سودان الغد بلغة هذه القوى الاجتماعية ومفرداتها البسيطة بمعانيها العميقة ويعاف اللغة المتعالية المقعرة التي تجافي الواقع وتكون في غربة عنه. وبهذه اللغة تصاغ برامج تجمع سودان الغد مخاطبة كل قضايا جماهير الشعب السوداني، وغائصة في جذور أزماته التأريخية، وساعية في إيجاد الحلول الواقعية لها من أجل الحاضر والمستقبل، ودافعة لمبادرات الجماهير لبناء المشروع السوداني للبناء الوطني، المشروع الذي يكون بقامة وطن يذخر بالموارد، وشعب عظيم استطاع أن يقدم الدروس من خلال سعيه نحو الحرية والسلام والعدالة والثورة. برنامج تجمع سودان الغد هو برنامج سياسي سوداني، يسعى إلى استكمال الثورة السودانية و إقامة الدولة الوطنية المدنبة الديمقراطية الحديثة، دولة الحق والقانون، التي تكفل الحرية واحترام حقوق الإنسان وترسّخ حقوق المواطنة والمساواة الكاملة، وتصون وحدة المجتمع وتسير به على طريق التنمية البشرية والاقتصادية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والسلام، وتحمي الوطن من التفتت والفوضى و المخاطر الخارجية، ويسعى التنظيم إلى تعزيز القيم والآليات الديمقراطية وتحقيق الالتزام بالشرعية الدولية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية الخاصة بها، وتحفيز المبادرات المجتمعية لضمان مشاركة الجماهير في الشأن الوطني، مما يساهم في خلق دولة وطنية مدنية قوية بمواطنيها، والمحافظة على استمرارية الثورة حتى تحافظ على شعاراتها في الحرية والسلام والعدالة. المرجعية الفكرية الأساسية للبرنامج هي شعارات ثورة ديسمبر المجيدة، وبالتحديد شعاري تسقط بس وحرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب، الشعارين الذين يحملان في طياتهما عمليتي الهدم والبناء، ويبشران بسودان جديد سمته الأساسية قطيعة شبه تامة مع السودان القديم، والقطيعة شبه تامة لأن البرنامج يستلهم من تأريخ الشعب السوداني قيمه وأخلاقه وكرمه وكرامته ومجمل معارفه وتجاربه التي اكتسبها من خلال عملية تطور الحركة الجماهيرية. سودان جديد تتحقق فيه قيم الحرية والسلام والعدالة والثورة كحزمة متكاملة غير متجزئة، ويطبق فيه النموذج الذي قدمته الجماهير خلال ثورة ديسمبر المجيدة من خلال الحراك والذي توج بالاعتصام العظيم أمام القيادة العامة، النموذج الذي أبهر العالم وأثلج صدور المؤمنين بالثورة والجماهير في نفس الوقت الذي أصاب فيه أعداء الثورة وقوى الثورة المضادة من فلول النظام القديم وقوى السودان القديم والمتحالفين معهم من النخب الانتهازية والنخب الصفوية المنبتة ومسانديهم من قوى الرجعية العالمية وحلفائهم من الاستعماريين. ان المرجعية الفكرية للبرنامج ليست فرض مجموعة من الأفكار الموجودة سلفاً، بل هي أفكار تنشأ أو تبرز من التفاعل السياسي والاجتماعي الذي يحصل في المجتمع السوداني، وهي بذلك ليست تسلطاً فجاً عارياً تمارسه النخبة على الكل الاجتماعي، بل عملية صراع جارية ومتواصلة هي التي تكون المجتمع وتشكله، فيصبح البرنامج مفتوحاً على الدوام لا يقبل الاغلاق. وبذلك يصبح تجمع سودان الغد تنظيماً تقدمياً يقف أمام تمدد الرجعية بكل مظاهرها وله موقف واضح ضد الاسلام السياسي والطائفية والعنصرية، وهو يمثل قمة تطور الحركة الجماهيرية وفكرها السياسي، وهو مفتوح لكل جماهير الشعب السوداني المؤمنين بسودان جديد ينعم بالحرية والسلام والعدالة والتنمية المستدامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بشرى محمد حامد الفكي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست