طـــظ

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-07-2020, 09:28 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طـــظ

    09:28 AM July, 07 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالرحمن أحمد السعادة-المملكة العربية السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر






    احتقن كلاهما وتشادَّا فوسمها بالجهل وقال لها :
    - كذابة.
    فتأولت سوءًا عريضًا ومسكت أذن إناء من على النار وصاحت :
    - إن لم تخبرني عن كذبي سأقوم بتشويه وجهك حالاً.
    فقال بهدوء متعمد :
    - تعقلي، سأذكره عندما أتذكر.
    فقالت بجد :
    - اُذكره الآن أو تتشوه أو أشوِّه وجهي.
    وتحلق حولهما ولداهما الصغيران في دمع لا يصمد في حضرته قلب ينبض. فألقت الإناء
    بلا أبه فهُرق اللبن وبكت بكاء صاخبًا تتخلله آهات حارة تتصاعد وتتوالى ومعها
    تناولت كأسًا زجاجيًّا كان كالعصفور في كفها فأرسلته بقوة إلى البلاط حتى تهشَّم
    وطارت كسراته وألحقت به آخر فعبر الزجاج حدود المطبخ إلى داخل المنزل.
    فطفق ينظر إليها فيفور من الغيظ وينظر إلى ولديه فيمور من الحنان وتاه بين أثرين نقيضين
    في زمنين قريبين حتى تغلب الحنان فأمر ولديه بالتباعد خوفًا من اجتماع الجراح على الجراح.
    واعترف مرغمًا بضلال كلمته مما خفف قليلاً، وقال :
    - لم أرَ اثنين مختلفين مثلنا، سبحان الذي يجمع الأضداد.
    وأفاض قائلاً :
    - خطان متوازيان لا يلتقيان.
    فناوأته حنقًا وهي تقول :
    - خطك معرج ومعوج.
    فقال يسخر منها :
    - عليك أن ترتدي عدسات طبية.
    فقالت دون تردد :
    - ستة على ستة والحمد لله.
    فعاجلها بقوله :
    - لا أحفل بنظرة عين ساخطة.
    وبصوت محتد قالت له :
    - لا تتبعني في الصغيرة والكبيرة.
    - أفعل ذلك بلا قصد.
    - أنت معقَّد.
    - إنها غيرتي عليك لتكوني كما أحب.
    - ليست غيرة ...
    فقاطعها قائلاً :
    - وجدت السمع والتقدير من سواك.
    - تتعامل معهم بوجه وتعاملني بوجه.
    - الاحترام بيني وبين الناس.
    - أسمعتني ما لا يُحتمل.
    - أنا مجنون؟! تأملي ما أغضبني.
    - منطقك النقد واللوم والتوبيخ.
    - إن لم تستحقيه ما فعلت.
    - ارحمني من ادعاء الصواب.
    - أبث مطلبي ولا أتجاوز.
    - أناني.
    - تخطئين بحقي.
    - الخطأ يبدأ منك.
    واختلفا كالعادة حول ملكية الحق في تحديد الخطأ وتطور الخلاف إلى لغط وقالت :
    - ما أكرمتني قط.
    - لم تفهميني يومًا.
    - كيف أفهم إنسانًا غير مفهوم؟.
    - لو تصغين إلي.
    - لم لا تصغي أنت؟.
    - يا بؤس العصر المقلوب!.
    وقالت في حزم :
    - لن أتنازل عن حريتي.
    واستحضر خبرته فقال :
    - لابد من التراضي.
    - لن أفعل شيئًا يرضيك.
    - متمردة يستهويها العصيان.
    - متسلط يتدثر بقوامة.
    وتنهدت وقالت نكاية فيه :
    - ما أطول زمني معك!.
    فقال برد الفعل :
    - ما أشقى عمري بجانبك!.
    فصرخت قائلة :
    - طلقني.
    - لا.
    - لأنك عاجز.
    - لا.
    - ولِمَ تمسكني؟.
    - « من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار».
    - قلها لا تجبن.
    فتحوقل وسألها :
    - ألا تستحين من الله؟.
    فاستنفرت عينيها وسألته :
    - من أنت حتى تسألني؟.
    - أنا الذي أمامك.
    - لا شيء أمامي.
    - إمرأة فرعونية.
    - فرعون لم يكن من النساء.
    - شبه الأرواح لا تحكمه الأجناس.
    وقال في اختبار عفوي :
    - أحس أن إحداهن في الطريق إلي.
    - سأخطبها لك.
    فتذكر الكلمة سبب الشجار وأعادها:
    - كذابة.
    فسكتت لحظة كأن لم تسمع وقالت :
    - سأعود إلى بيت أبي.
    وتنفست الصعداء وقالت :
    - النصيب جمعنا.
    فقال بيأس:
    - وقد يفرقنا.
    فقالت تحديًا :
    - لا أخشى فراق أحد.
    فقال كناصح :
    - سوف تندمين.
    فقالت بحمق :
    - طظ.

    عبدالرحمن السعادة













                  

07-07-2020, 12:03 PM

إدريس محمد إبراهيم
<aإدريس محمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 03-13-2006
مجموع المشاركات: 2762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طـــظ (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)

    Quote: احتقن كلاهما وتشادَّا فوسمها بالجهل وقال لها :
    - كذابة.
    فتأولت سوءًا عريضًا ومسكت أذن إناء من على النار وصاحت :
    - إن لم تخبرني عن كذبي سأقوم بتشويه وجهك حالاً.
    فقال بهدوء متعمد :
    - تعقلي، سأذكره عندما أتذكر.
    فقالت بجد :
    - اُذكره الآن أو تتشوه أو أشوِّه وجهي.
    وتحلق حولهما ولداهما الصغيران في دمع لا يصمد في حضرته قلب ينبض. فألقت الإناء
    بلا أبه فهُرق اللبن وبكت بكاء صاخبًا تتخلله آهات حارة تتصاعد وتتوالى ومعها
    تناولت كأسًا زجاجيًّا كان كالعصفور في كفها فأرسلته بقوة إلى البلاط حتى تهشَّم
    وطارت كسراته وألحقت به آخر فعبر الزجاج حدود المطبخ إلى داخل المنزل.
    فطفق ينظر إليها فيفور من الغيظ وينظر إلى ولديه فيمور من الحنان وتاه بين أثرين نقيضين
    في زمنين قريبين حتى تغلب الحنان فأمر ولديه بالتباعد خوفًا من اجتماع الجراح على الجراح.
    واعترف مرغمًا بضلال كلمته مما خفف قليلاً، وقال :
    - لم أرَ اثنين مختلفين مثلنا، سبحان الذي يجمع الأضداد.
    وأفاض قائلاً :
    - خطان متوازيان لا يلتقيان.
    فناوأته حنقًا وهي تقول :
    - خطك معرج ومعوج.
    فقال يسخر منها :
    - عليك أن ترتدي عدسات طبية.
    فقالت دون تردد :
    - ستة على ستة والحمد لله.
    فعاجلها بقوله :
    - لا أحفل بنظرة عين ساخطة.
    وبصوت محتد قالت له :
    - لا تتبعني في الصغيرة والكبيرة.
    - أفعل ذلك بلا قصد.
    - أنت معقَّد.
    - إنها غيرتي عليك لتكوني كما أحب.
    - ليست غيرة ...
    فقاطعها قائلاً :
    - وجدت السمع والتقدير من سواك.
    - تتعامل معهم بوجه وتعاملني بوجه.
    - الاحترام بيني وبين الناس.
    - أسمعتني ما لا يُحتمل.
    - أنا مجنون؟! تأملي ما أغضبني.
    - منطقك النقد واللوم والتوبيخ.
    - إن لم تستحقيه ما فعلت.
    - ارحمني من ادعاء الصواب.
    - أبث مطلبي ولا أتجاوز.
    - أناني.
    - تخطئين بحقي.
    - الخطأ يبدأ منك.
    واختلفا كالعادة حول ملكية الحق في تحديد الخطأ وتطور الخلاف إلى لغط وقالت :
    - ما أكرمتني قط.
    - لم تفهميني يومًا.
    - كيف أفهم إنسانًا غير مفهوم؟.
    - لو تصغين إلي.
    - لم لا تصغي أنت؟.
    - يا بؤس العصر المقلوب!.
    وقالت في حزم :
    - لن أتنازل عن حريتي.
    واستحضر خبرته فقال :
    - لابد من التراضي.
    - لن أفعل شيئًا يرضيك.
    - متمردة يستهويها العصيان.
    - متسلط يتدثر بقوامة.
    وتنهدت وقالت نكاية فيه :
    - ما أطول زمني معك!.
    فقال برد الفعل :
    - ما أشقى عمري بجانبك!.
    فصرخت قائلة :
    - طلقني.
    - لا.
    - لأنك عاجز.
    - لا.
    - ولِمَ تمسكني؟.
    - « من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار».
    - قلها لا تجبن.
    فتحوقل وسألها :
    - ألا تستحين من الله؟.
    فاستنفرت عينيها وسألته :
    - من أنت حتى تسألني؟.
    - أنا الذي أمامك.
    - لا شيء أمامي.
    - إمرأة فرعونية.
    - فرعون لم يكن من النساء.
    - شبه الأرواح لا تحكمه الأجناس.
    وقال في اختبار عفوي :
    - أحس أن إحداهن في الطريق إلي.
    - سأخطبها لك.
    فتذكر الكلمة سبب الشجار وأعادها:
    - كذابة.
    فسكتت لحظة كأن لم تسمع وقالت :
    - سأعود إلى بيت أبي.
    وتنفست الصعداء وقالت :
    - النصيب جمعنا.
    فقال بيأس:
    - وقد يفرقنا.
    فقالت تحديًا :
    - لا أخشى فراق أحد.
    فقال كناصح :
    - سوف تندمين.
    فقالت بحمق :
    - طظ.

    عبدالرحمن السعادة


    يا سلام عليك يا عبد الرحمنن ياخ ... منتهى الابداع وقمة في روعة الاسلوب ... جميل هذا التداعي بأسلوب السهل الممتنع .. الله يحفظك ويرعاك ياخ ...

    مع خالص ودي وتقديري ؛؛؛
                  

07-07-2020, 01:10 PM

امتثال عبدالله

تاريخ التسجيل: 05-15-2017
مجموع المشاركات: 7424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طـــظ (Re: إدريس محمد إبراهيم)

    لفت نظري غرابة العنوان ونشازه فدخلت لاقرا ما الخبر ،ولم اندم لاني وجدت قصة واقعية تحدث كثيرا في مجتمعنا السوداني والحوار مكتوب باسلوب السهل الممتنع ،،وكان من السهل ومن الناحية الجندرية ان اتعاطف مع الزوجة واقف بجانبها ولكني تعاطفت مع الزوج اذ شعرت ان كلمات الزوجة بها حدة في القول وتصغير لشان الزوج ومنها قولها انت معقد، او عبارة ما اطول زمني معك،،،والرجل السوداني بطبعه له عزة نفس ولا يرضى الحقارة والاهانة ،(وهذا ما يعجبني في الرجل السوداني)،،،
    ولكن موقف الزوج من طلب الزوجة بان يطلقها موقف نادر الحدوث على ما اظن،،لان الزوج السوداني اظنه عندما يسمع من زوجته ان يطلقهافهو لا يتردد بل يطلقها على الفور ،،،على الرغم من انه ربما يندم فيما بعد على تسرعه وعدم مراعاته لمصلحة اطفاله ،،،ولكن ربما اكون مخطاة ولكن اود ان اسمع بعض الاراء حول هذا الظن ،،،
    ،ولك الشكر والتقدير والامتنان لهذا السرد الجميل ،،،

    (عدل بواسطة امتثال عبدالله on 07-07-2020, 01:13 PM)

                  

07-08-2020, 08:56 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طـــظ (Re: امتثال عبدالله)




    الأخ إدريس محمد إبراهيم

    شرفت وأشكرك على الكلمات الطيبة

    الله يسلمك وأسرتك وأهلك من كل شر

    أحر التحايا وجزيل الامتنان
                  

07-09-2020, 08:48 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طـــظ (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)



    الأخت امتثال عبدالله

    شرفت وألف مرحب

    أشكرك على مداخلتك الكريمة ولكن أستمحيك أن أقرأ منها
    ظاهرة الطلاق السريع ذات الأثر البالغ مما يجعلها أولى بنظر
    حاد من الدولة والمهتمين حتى يقل انتشارها في مجتمعاتنا
    خصوصًا بعد ثورة ديسمبر العظيمة التي من شعاراتها
    الحرية والمسؤولية.

    الأسرة المستقرة نواة للوطن المستقر

    تحياتي وتقديري
                  

07-11-2020, 06:39 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طـــظ (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)


    إمرأة فرعونية
                  

07-11-2020, 07:20 AM

أحمد محمد عمر

تاريخ التسجيل: 03-03-2010
مجموع المشاركات: 6272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طـــظ (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)

    Quote: لتكوني كما أحب
    دي أكبر مشكلة في العلاقات الإنسانية
    محاولة تغيير الآخر ليكون كما نحب لا استيعاب اختلافات البشر والعمل على التكامل لا التماثل
                  

07-12-2020, 08:50 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طـــظ (Re: أحمد محمد عمر)



    الأخ أحمد محمد عمر

    شرفت وحبابك

    تحية على اللمحة الذكية والحس الديمقراطي


    ولا شك أن الاختلاف من طبيعة الإنسان مهما تماثل
    مع الآخر، والاجتماع مع الاختلاف أجمل وسعًا من
    الافتراق إلا إذا استحال الممكن.

    سلامي وتقديري

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de