كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: طـــظ (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
Quote: احتقن كلاهما وتشادَّا فوسمها بالجهل وقال لها : - كذابة. فتأولت سوءًا عريضًا ومسكت أذن إناء من على النار وصاحت : - إن لم تخبرني عن كذبي سأقوم بتشويه وجهك حالاً. فقال بهدوء متعمد : - تعقلي، سأذكره عندما أتذكر. فقالت بجد : - اُذكره الآن أو تتشوه أو أشوِّه وجهي. وتحلق حولهما ولداهما الصغيران في دمع لا يصمد في حضرته قلب ينبض. فألقت الإناء بلا أبه فهُرق اللبن وبكت بكاء صاخبًا تتخلله آهات حارة تتصاعد وتتوالى ومعها تناولت كأسًا زجاجيًّا كان كالعصفور في كفها فأرسلته بقوة إلى البلاط حتى تهشَّم وطارت كسراته وألحقت به آخر فعبر الزجاج حدود المطبخ إلى داخل المنزل. فطفق ينظر إليها فيفور من الغيظ وينظر إلى ولديه فيمور من الحنان وتاه بين أثرين نقيضين في زمنين قريبين حتى تغلب الحنان فأمر ولديه بالتباعد خوفًا من اجتماع الجراح على الجراح. واعترف مرغمًا بضلال كلمته مما خفف قليلاً، وقال : - لم أرَ اثنين مختلفين مثلنا، سبحان الذي يجمع الأضداد. وأفاض قائلاً : - خطان متوازيان لا يلتقيان. فناوأته حنقًا وهي تقول : - خطك معرج ومعوج. فقال يسخر منها : - عليك أن ترتدي عدسات طبية. فقالت دون تردد : - ستة على ستة والحمد لله. فعاجلها بقوله : - لا أحفل بنظرة عين ساخطة. وبصوت محتد قالت له : - لا تتبعني في الصغيرة والكبيرة. - أفعل ذلك بلا قصد. - أنت معقَّد. - إنها غيرتي عليك لتكوني كما أحب. - ليست غيرة ... فقاطعها قائلاً : - وجدت السمع والتقدير من سواك. - تتعامل معهم بوجه وتعاملني بوجه. - الاحترام بيني وبين الناس. - أسمعتني ما لا يُحتمل. - أنا مجنون؟! تأملي ما أغضبني. - منطقك النقد واللوم والتوبيخ. - إن لم تستحقيه ما فعلت. - ارحمني من ادعاء الصواب. - أبث مطلبي ولا أتجاوز. - أناني. - تخطئين بحقي. - الخطأ يبدأ منك. واختلفا كالعادة حول ملكية الحق في تحديد الخطأ وتطور الخلاف إلى لغط وقالت : - ما أكرمتني قط. - لم تفهميني يومًا. - كيف أفهم إنسانًا غير مفهوم؟. - لو تصغين إلي. - لم لا تصغي أنت؟. - يا بؤس العصر المقلوب!. وقالت في حزم : - لن أتنازل عن حريتي. واستحضر خبرته فقال : - لابد من التراضي. - لن أفعل شيئًا يرضيك. - متمردة يستهويها العصيان. - متسلط يتدثر بقوامة. وتنهدت وقالت نكاية فيه : - ما أطول زمني معك!. فقال برد الفعل : - ما أشقى عمري بجانبك!. فصرخت قائلة : - طلقني. - لا. - لأنك عاجز. - لا. - ولِمَ تمسكني؟. - « من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار». - قلها لا تجبن. فتحوقل وسألها : - ألا تستحين من الله؟. فاستنفرت عينيها وسألته : - من أنت حتى تسألني؟. - أنا الذي أمامك. - لا شيء أمامي. - إمرأة فرعونية. - فرعون لم يكن من النساء. - شبه الأرواح لا تحكمه الأجناس. وقال في اختبار عفوي : - أحس أن إحداهن في الطريق إلي. - سأخطبها لك. فتذكر الكلمة سبب الشجار وأعادها: - كذابة. فسكتت لحظة كأن لم تسمع وقالت : - سأعود إلى بيت أبي. وتنفست الصعداء وقالت : - النصيب جمعنا. فقال بيأس: - وقد يفرقنا. فقالت تحديًا : - لا أخشى فراق أحد. فقال كناصح : - سوف تندمين. فقالت بحمق : - طظ.
عبدالرحمن السعادة
|
يا سلام عليك يا عبد الرحمنن ياخ ... منتهى الابداع وقمة في روعة الاسلوب ... جميل هذا التداعي بأسلوب السهل الممتنع .. الله يحفظك ويرعاك ياخ ...
مع خالص ودي وتقديري ؛؛؛
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طـــظ (Re: امتثال عبدالله)
|
الأخ إدريس محمد إبراهيم
شرفت وأشكرك على الكلمات الطيبة
الله يسلمك وأسرتك وأهلك من كل شر
أحر التحايا وجزيل الامتنان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طـــظ (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
الأخت امتثال عبدالله
شرفت وألف مرحب
أشكرك على مداخلتك الكريمة ولكن أستمحيك أن أقرأ منها ظاهرة الطلاق السريع ذات الأثر البالغ مما يجعلها أولى بنظر حاد من الدولة والمهتمين حتى يقل انتشارها في مجتمعاتنا خصوصًا بعد ثورة ديسمبر العظيمة التي من شعاراتها الحرية والمسؤولية.
الأسرة المستقرة نواة للوطن المستقر
تحياتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طـــظ (Re: أحمد محمد عمر)
|
الأخ أحمد محمد عمر
شرفت وحبابك
تحية على اللمحة الذكية والحس الديمقراطي
ولا شك أن الاختلاف من طبيعة الإنسان مهما تماثل مع الآخر، والاجتماع مع الاختلاف أجمل وسعًا من الافتراق إلا إذا استحال الممكن.
سلامي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|